|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2021-01-01, 06:07 | رقم المشاركة : 211 | ||||
|
|
||||
2021-01-01, 06:25 | رقم المشاركة : 212 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مراتب القناعة قال الماوردي: (والقناعة قد تكون على ثلاثة أوجهٍ: فالوجه الأول: أن يقنع بالبلغة من دنياه البُلْغَةُ : ما يكفي لسدّ الحاجة ويصرف نفسه عن التعرُّض لما سواه. وهذا أعلى منازل القناعة. والوجه الثاني: أن تنتهي به القناعة إلى الكفاية ويحذف الفضول والزيادة. وهذه أوسط حال المقتنع. والوجه الثالث: أن تنتهي به القناعة إلى الوقوف على ما سنح فلا يكره ما أتاه وإن كان كثيرًا ولا يطلب ما تعذَّر وإن كان يسيرًا. وهذه الحال أدنى منازل أهل القناعة لأنها مشتركةٌ بين رغبةٍ ورهبةٍ. أما الرغبة؛ فلأنه لا يكره الزيادة على الكفاية إذا سنحت. وأما الرهبة؛ فلأنه لا يطلب المتعذر عن نقصان المادة إذا تعذرت) [3187] ((أدب الدنيا والدين)) (126-127). موانع اكتساب القناعة 1- الإكثار من مجالسة ذوي الأموال والمترفين. 2- طلب الزيادة عن الكفاية، والتوسع في جمع الأموال. 3- ترك قراءة القرآن الكريم وتدبُّر آياته. 4- قلة تذكر الموت والدار الآخرة. 5- الانغماس في شهوات الدنيا. 6- التوسع في المباحات والإكثار منها. الأسباب المعينة على اكتساب القناعة: 1- اكتفاء الإنسان بما رُزق. 2- الاطلاع على سيرة السلف الصالح وزهدهم وقناعتهم، والاقتداء بهم. 3- الاقتصاد في الإنفاق، وعدم الإسراف والتبذير. 4- الإلحاح في الدعاء بأنَّ يرزقه الله القناعة كما فعل ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. 5- الإيمان الجازم بأنَّ الأرزاق مقدرة مقسومة. 6- تعويد النفس على القناعة، والبعد عن الحرص والطمع. 7- تقوية الإيمان بالله تعالى. 8- النظر إلى من هو أقل منه في الرزق ولا ينظر إلى من هو أعلى منه [3188] ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)) رواه مسلم (2963). 9- الاعتقاد بأن الله سبحانه جعل التفاوت في الأرزاق بين الناس لحكمة يعلمها. 10- تذكر الموت وزيارة القبور. 11- قراءة القرآن والتأمل في الآيات القرآنية التي تناولت قضية الرزق والمعيشة. 12 أن يعلم أنَّ في القناعة عزة للنفس وفي الطمع ذل ومهانة. 13- أن يعرف أنَّ في جمع المال انشغال القلب به. و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ القناعة |
|||
2021-01-01, 12:57 | رقم المشاركة : 213 | |||
|
ما شاء الله يا أعضاء إستمروا |
|||
2021-01-02, 05:48 | رقم المشاركة : 214 | |||
|
|
|||
2021-01-02, 06:06 | رقم المشاركة : 215 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته موعظة عمر بن عبد العزيز في القناعة: (قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: من وعظ أخاه بنصيحةٍ له في دينه ونظر له في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته وأدى واجب حقه، فاتقوا الله فإنها نصيحةٌ لكم في دينكم فاقبلوها وموعظةٌ منجيةٌ من العواقب فالزموها فالرزق مقسومٌ، ولن يعدو المرء ما قسم له فأجملوا في الطلب، فإنَّ في القنوع سعةً وبلغةً وكفًّا عن كَلَفةٍ، لا يحل الموت في أعناقكم وجهته أيامكم ، وما ترون ذاهبٌ وما مضى كأن لم يكن، وكل ما هو آتٍ قريبٌ أما رأيتم حالات المنيب وهو يشرف ويعد فراغه وقد ذاق الموت وعائلهم تعجيل إخراج أهله إياه من داره إلى قبره، وسرعة انصرافهم إلى مسكنه وجهه مفقودٌ، وذكره منسي، وبابه عن قليلٍ مهجورٌ كأن لم يخالط إخوان الحفاظ، ولم يعمر الديار فاتقوا يومًا لا تخفى فيه مثقال حبةٍ في الموازين) [3219] ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص 64). موعظة وهب بن منبه لعطاء الخرساني في القناعة: (قال وهب بن منبهٍ لعطاءٍ الخراساني: ويحك يا عطاء! ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا ويحك يا عطاء! تأتي من يغلق عنك بابه ويظهر لك فقره، ويواري عنك غناه! وتدع من يفتح لك بابه ويظهر لك غناه ويقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60] . يا عطاء أترضى بالدون من الدنيا مع الحكمة ولا ترضى بالدون من الحكمة مع الدنيا؟! ويحك يا عطاء! إن كان يغنيك ما يكفيك وإنَّ أدنى ما في الدنيا يكفيك وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيءٌ يكفيك. ويحك يا عطاء! إنما بطنك بحرٌ من البحور ووادٍ من الأودية، ولا يملؤه شيءٌ إلا التراب) [3220] ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (67-68). اخوة الاسلام و لمن يريد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال الروابط التالية أقوال الأدباء والحكماء في القناعة أمثال في القناعة القناعة في واحة الشعر و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل الاستفادة من خلق اخر |
|||
2021-01-02, 14:37 | رقم المشاركة : 216 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته خُلُقِ العفة معنى العفة لغةً: مصدر عفَّ يقال: عَفَّ عن الحرام يعِفُّ عِفَّةً وعَفًّا وعَفَافَةً أي: كفَّ فهو عَفٌّ وعَفِيفٌ والمرأة عَفَّةٌ وعَفِيفَةٌ وأعَفَّهُ الله واسْتَعَفَّ عن المسألة أي: عفَّ، وتَعَفَّفَ: تكلف العِفَّةَ. والعِفة الكَفُّ عما لا يَحِلُّ ويَجْمُل والاسْتِعْفاف طلَبُ العَفافِ [2592] ((لسان العرب)) لابن منظور (9/253). ((مختار الصحاح)) للرازي (4/1405) معنى العفة اصطلاحًا: هي: (هيئة للقوة الشهوية متوسطة بين الفجور الذي هو إفراط هذه القوة والخمود الذي هو تفريطها فالعفيف من يباشر الأمور على وفق الشرع والمروءة) [2593] ((التعريفات)) للجرجاني (ص 151). وقيل هي: (ضبط النفس عن الشهوات وقصرها على الاكتفاء بما يقيم أود الجسد ويحفظ صحته فقط، واجتناب السَّرف في جميع الملذات وقصد الاعتدال) [2594] ((تهذيب الأخلاق)) المنسوب للجاحظ (ص 21) وقيل هي: (ضبط النفس عن الملاذ الحيوانية وهي حالة متوسطة من إفراط وهو الشره وتفريط وهو جمود الشهوة) [2595] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص 318) و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العفة |
|||
2021-01-03, 05:32 | رقم المشاركة : 217 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الترغيب في العفة في القرآن الكريم - قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:30-31]. - وقال سبحانه: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور: 33]. (أي: ليطلب العفة عن الحرام والزنا الذين لا يجدون ما لا ينكحون به للصداق والنفقة، حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أي: يوسع عليهم من رزقه) [2596] ((معالم التنزيل)) للبغوي (6/41). - وقال سبحانه: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور: 60]. (وقوله: وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ أي: وترك وضعهنَّ لثيابهنَّ وإن كان جائزًا خير وأفضل لهن، والله سميع عليم) [2597] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (6/84) - وقال سبحانه: لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم [البقرة: 273]. يحسبهم (... الْجَاهِلُ بحالهم أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ أي: من تعففهم عن السؤال وقناعتهم يظن من لا يعرف حالهم أنهم أغنياء والتعفف التفعل من العفة وهي الترك يقال: عفَّ عن الشيء إذا كف عنه وتعفف إذا تكلف في الإمساك. تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ السيماء والسيمياء والسمة: العلامة التي يعرف بها الشيء واختلفوا في معناها هاهنا فقال مجاهد: هي التخشع والتواضع وقال السدي: أثر الجهد من الحاجة والفقر وقال الضحاك: صفرة ألوانهم من الجوع والضر وقيل رثاثة ثيابهم لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا قال عطاء: إذا كان عندهم غداء لا يسألون عشاءً، وإذا كان عندهم عشاء لا يسألون غداءً وقيل: معناه لا يسألون الناس إلحافًا أصلًا لأنه قال: من التعفف، والتعفف ترك السؤال) [2598] ((معالم التنزيل)) للبغوي (1/338). - وقوله تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا [النساء:6]. (أي: من كان في غُنْية عن مال اليتيم فَلْيستعففْ عنه ولا يأكل منه شيئًا. قال الشعبي: هو عليه كالميتة والدم) [2599] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/216). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العفة |
|||
2021-01-04, 05:33 | رقم المشاركة : 218 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الترغيب في العفة في السنة النبوية - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة حقٌّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف)) [2600] رواه الترمذي (1655)، والنسائي (3120) وابن ماجه (2518). وحسنه الترمذي والبغوي في ((شرح السنة)) (5/6) وصححه ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (3/5) وجوَّد إسناده ابن باز في ((حاشية بلوغ المرام)) (765). (أي العفة من الزنا . قال الطِّيبي: إنما آثر هذه الصيغة إيذانًا بأن هذه الأمور من الأمور الشاقة التي تفدح الإنسان وتقصم ظهره، لولا أنَّ الله تعالى يعينه عليها لا يقوم بها، وأصعبها العفاف لأنَّه قمع الشهوة الجبلِّية المركوزة فيه وهي مقتضى البهيمية النازلة في أسفل السافلين فإذا استعفَّ وتداركه عون الله تعالى ترقَّى إلى منزلة الملائكة وأعلى عليين) [2601] ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (5/296). وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم وأدُّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم وغضُّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم)) [2602] رواه أحمد (5/323) (22809) وابن حبان (1/506)، والحاكم (4/399). وصحح إسناده الحاكم وقال الذهبي في ((المهذب)) (5/2451): إسناده صالح. قال ابن عبد البرِّ في شرحه لهذا الحديث: (اضمنوا لي ستًّا: من الخصال ((من أنفسكم)) بأن تداوموا على فعلها ((أضمن لكم الجنة)) أي دخولها ((اصدقوا إذا حدثتم)) أي: لا تكذبوا في شيء من حديثكم إلا إن ترجح على الكذب مصلحة أرجح من مصلحة الصدق في أمر مخصوص كحفظ معصوم ((وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم)). قال البيهقي: ودخل فيه ما تقلَّد المؤمن بإيمانه من العبادات والأحكام، وما عليه من رعاية حق نفسه، وزوجه وأصله، وفرعه، وأخيه المسلم، من نصحه وحق مملوكه، أو مالكه، أو موليه فأداء الأمانة في كل ذلك واجب ((واحفظوا)) أيها الرجال والنساء ((فروجكم)) عن فعل الحرام لثنائه تعالى على فاعليه بقوله: وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ [الأحزاب: 35] ((وغضُّوا أبصاركم)) كفوها عما لا يجوز النظر إليه ((وكفُّوا أيديكم)) امنعوها من تعاطي ما لا يجوز تعاطيه شرعًا، فلا تضربوا بها من لا يسوغ ضربه، ولا تناولوا بها مأكولًا أو مشروبًا حرامًا، ونحو ذلك فمن فعل ذلك؛ فقد حصل على رتبة الاستقامة المأمور بها في القرآن، وتخلقوا بأخلاق أهل الإيمان [2603] ((فيض القدير)) للمناوي (1/683). - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: ((إن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم. حتى إذا نفد ما عنده. قال: ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم. ومن يستعفف يعفَّه الله، ومن يستغنِ يغنه الله. ومن يصبر يصبره الله. وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر)) [2604] رواه البخاري (1469)، ومسلم (1053). قال ابن عبد البر: (فيه الحض على التعفف والاستغناء بالله عن عباده والتصبر، وأنَّ ذلك أفضل ما أعطيه الإنسان وفي هذا كلِّه نهي عن السؤال وأمر بالقناعة والصبر) [2605] ((التمهيد)) لابن عبد البر (10/133). - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((سرحتني [2606] السرح: الإرسال. يقال: سرح إليه رسولًا: أي أرسله. ((تاج العروس)) للزبيدي (6/463). أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وقعدت فاستقبلني وقال: من استغنى أغناه الله عز وجل ومن استعفَّ أعفَّه الله عزَّ وجلَّ ومن استكفى كفاه الله عزَّ وجلَّ ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف. فقلت: ناقتي الياقوتة خير من أوقية فرجعت ولم أسأله)) [2607] رواه النسائي (2595)، وأحمد (3/9) (11075). وصحح إسناده أحمد شاكر في ((عمدة التفسير)) (1/329) وجود إسناده الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (5/401). - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)) [2608] رواه مسلم (2721). قال النووي: (أما العفاف والعفة؛ فهو التنزه عما لا يباح والكف عنه، والغنى هنا غنى النفس والاستغناء عن الناس، وعما في أيديهم) [2609] ((شرح صحيح مسلم)) (17/41). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العفة |
|||
2021-01-04, 13:56 | رقم المشاركة : 219 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2021-01-05, 04:55 | رقم المشاركة : 220 | |||
|
|
|||
2021-01-05, 05:05 | رقم المشاركة : 221 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أقسام العفة (العفة نوعان: أحدهما العفة عن المحارم والثاني العفة عن المآثم. فأما العفة عن المحارم فنوعان: أحدهما: ضبط الفرج عن الحرام. والثاني: كف اللسان عن الأعراض. فأما ضبط الفرج عن الحرام فلأنه مع وعيد الشرع وزاجر العقل معرة فاضحة، وهتكة واضحة) [2625] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (321). (وأما العفة عن المآثم فنوعان: أحدهما: الكف عن المجاهرة بالظلم والثاني: زجر النفس عن الإسرار بخيانة) [2626] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي، بتصرف (ص 329) . صور العفة 1- العفة عما في أيدي الناس: وهي أن يعفَّ عما في أيدي الناس، ويترك مسألتهم فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئًا وأتكفَّل له بالجنة)). فقال ثوبان: أنا. فكان لا يسأل أحدًا شيئًا [2629] رواه أبو داود (1643) وأحمد (5/276) (22428)، والحاكم (1/571). وصحح إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (2/39) وصحح إسناده النووي في ((رياض الصالحين)) (237) وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (1643). 2- العفة عما حرم الله: وهي أن يعفَّ عن المحرمات والفواحش. ونذكر هنا عفة نبي الله يوسف عليه السلام حيث وجدت دواعي الفتنة ولم يستسلم أمام التهديدات والإغراءات. 3- كف اللسان عن الأعراض: يجب على المسلم كف لسانه عن أعراض الناس وأن لا يقول إلا طيبًا. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه، ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)) [2630] رواه البخاري (10). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العفة |
|||
2021-01-05, 17:38 | رقم المشاركة : 222 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته نماذج من عفة النبي صلى الله عليه وسلم - كان النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات العفة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كخ كخ [2657] كخ كخ: هو زجر للصبي وردع. ويقال عند التقذر أيضًا فكأنه أمره بإلقائها من فيه وتكسر الكاف وتفتح وتسكن الخاء وتكسر بتنوين وغير تنوين. ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (4/273). رم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة)) [2658] رواه البخاري (1491)، ومسلم (1069). - وعنه أيضًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ثم أرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها)) [2659] رواه البخاري (2432)، ومسلم (1070). - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال: ((لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها)) [2660] رواه البخاري (2431). عفة يوسف عليه السلام فقد أخبر الله سبحانه (عن عشق امرأة العزيز ليوسف وما راودته وكادته به وأخبر عن الحال التي صار إليها يوسف بصبره وعفته وتقواه مع أن الذي ابتلي به أمر لا يصبر عليه إلا من صبره الله فإن مواقعة الفعل بحسب قوة الداعي وزوال المانع وكان الداعي هاهنا في غاية القوة. وذلك من وجوه: أحدها: ما ركَّبه الله سبحانه في طبع الرجل من ميله إلى المرأة. الثاني: أنَّ يوسف عليه السلام كان شابًّا وشهوة الشباب وحدَّته أقوى. الثالث: أنَّه كان عزبًا ليس له زوجة ولا سرية تكسر شدة الشهوة. الرابع: أنَّه كان في بلاد غربة يتأتَّى للغريب فيها من قضاء الوطر ما لا يتأتى له في وطنه وبين أهله ومعارفه. الخامس: أنَّ المرأة كانت ذات منصب وجمال بحيث إنَّ كلَّ واحد من هذين الأمرين يدعو إلى مواقعتها. السادس: أنها غير ممتنعة ولا آبية. السابع: أنها طلبت وأرادت وبذلت الجهد فكفته مؤنة الطلب، وذلَّ الرغبة إليها بل كانت هي الراغبة الذليلة وهو العزيز المرغوب إليه. الثامن: أنَّه في دارها، وتحت سلطانها وقهرها بحيث يخشى إن لم يطاوعها من أذاها له فاجتمع داعي الرغبة والرهبة. التاسع: أنَّه لا يخشى أن تنمَّ عليه هي ولا أحد من جهتها فإنها هي الطالبة الراغبة وقد غلَّقت الأبواب، وغيَّبت الرقباء. العاشر: أنَّه كان في الظاهر مملوكًا لها في الدار بحيث يدخل ويخرج ويحضر معها، ولا ينكر عليه وكان الأنس سابقًا على الطلب وهو من أقوى الدواعي. الحادي عشر: أنها استعانت عليه بأئمة المكر والاحتيال فأرته إياهنَّ، وشكت حالها إليهن؛ لتستعين بهنَّ عليه. الثاني عشر: أنها توعدته بالسجن والصغار وهذا نوع إكراه. الثالث عشر: أنَّ الزوج لم يظهر منه الغيرة والنخوة ما يفرق به بينهما، ويبعد كلًّا منهما عن صاحبه بل كان غاية ما قابلها به أن قال ليوسف: أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وللمرأة: وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ وشدة الغيرة للرجل من أقوى الموانع وهنا لم يظهر منه غيرة. ومع هذه الدواعي كلها فآثر مرضاة الله وخوفه وحمله حبه لله على أن اختار السجن على الزنى: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ. وعلم أنه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه وأنَّ ربه تعالى إن لم يعصمه ويصرف عنه كيده صبا إليهنَّ بطبعه، وكان من الجاهلين وهذا من كمال معرفته بربه وبنفسه) [2654] ((الجواب الكافي)) لابن القيم (ص 208) بتصرف. و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العفة |
|||
2021-01-06, 05:55 | رقم المشاركة : 223 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أقوال السلف والعلماء في العفة - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وهو على المنبر: (لا تكلفوا الأمة غير ذات الصنعة الكسب فإنكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها ولا تكلفوا الصغير الكسب فإنه إذا لم يجد يسرق، وعفُّوا إذا أعفَّكم الله وعليكم من المطاعم بما طاب منها) [2611] رواه مالك (2/981) (42) موقوفًا على عثمان بن عفان رضي الله عنه. - وقال محمد بن الحنفية (الكمال في ثلاثة: العفة في الدين والصبر على النوائب، وحسن التدبير في المعيشة) [2614] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (329). - وقال عمر بن عبد العزيز: (خمس إذا أخطأ القاضي منهن خصلة كانت فيه وصمة: أن يكون فهمًا حليمًا عفيفًا صليبًا [2616] صليبًا: من الصلابة بوزن عظيم أي قويًا شديدًا يقف عند الحق ولا يميل مع الهوى ويستخلص حق المحق من المبطل ولا يجابيه. ((فتح الباري)) لابن حجر (13/149). عالـمًا سؤولًا عن العلم) [2617] رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم قبل حديث (7163). - وقال أيوب السختياني: (لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عن أموال الناس، والتجاوز عنهم) [2618] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص 319). - وقال الحسن البصري: (لا يزال الرجل كريمًا على الناس حتى يطمع في دينارهم فإذا فعل ذلك استخفوا به وكرهوا حديثه وأبغضوه). - وقال الشافعي: (الفضائل أربع: إحداها: الحكمة، وقوامها الفكرة. والثانية: العفَّة، وقوامها الشهوة. والثالثة: القوة، وقوامها الغضب. والرابعة: العدل، وقوامه في اعتدال قوى النفس). - وقال أبو حاتم البستي: (أعظم المصائب: سوء الخلق، والمسألة من الناس والهم بالسؤال نصف الهرم، فكيف المباشرة بالسؤال ومن عزت عليه نفسه، صغرت الدنيا في عينيه ولا ينبل الرجل حتى يعفَّ عما في أيدي الناس ويتجاوز عما يكون منهم، والسؤال من الإخوان ملال ومن غيرهم ضد النوال) [2619] ((روضة العقلاء)) (ص 146). - وعن المديني قال: (كان يقال: مروءة الصبر عند الحاجة والفاقة بالتعفف والغنى أكثر من مروءة الإعطاء) [2620] ((روضة العقلاء)) (ص 151). المُرُوءَةُ : آدابٌ نفسانيَّةٌ تحمِلُ مُراعاتُها الإنسانَ على الوقوف عند محاسِن الأخلاق وجميل العادات أَو هي كمال الرُّجوليَّة و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العفة |
|||
2021-01-07, 05:49 | رقم المشاركة : 224 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أساس العفة وتمامها قال الراغب الأصفهاني وهو يبين أساس وتمام العفة : (وأساسها يتعلق: بضبط القلب عن التطلع للشهوات البدنية وعن اعتقاد ما يكون جالبًا للبغي والعدوان. وتمامها يتعلق: بحفظ الجوارح فمن عدم عفة القلب يكون منه التمني وسوء الظنِّ اللذان هما أسُّاس كلِّ رذيلة لأن من تمنى ما في يد غيره حسده وإذا حسده عاداه، وإذا عاداه نازعه وإذا نازعه ربما قتله. ومن أساء الظنَّ عادى وبغى وتعدى ولذلك نهى الله سبحانه عنهما جميعًا فقال : وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء: 32] وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم [الحجرات: 12] فأمر فيهما بقطع شجرتين يتفرع عنهما جلُّ الرذائل والمآثم. ولا يكون الإنسان تامَّ العفة حتى يكون عفيف اليد، واللسان، والسمع، والبصر. فمن عدمها في اللسان: السخرية، والتجسس، والغيبة والهمز، والنَّمِيمَة، والتنابز بالألقاب. ومن عدمها في البصر: مدُّ العين إلى المحارم وزينة الحياة الدنيا المولدة للشهوات الرديئة. ومن عدمها في السمع: الإصغاء إلى المسموعات القبيحة. وعماد عفة الجوارح كلِّها ألا يطلقها صاحبها في شيء مما يختص بكلِّ واحد منهما إلا فيما يسوغه العقل والشرع دون الشهوة والهوى [2628] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص 318). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العفة آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-01-07 في 05:51.
|
|||
2021-01-07, 16:06 | رقم المشاركة : 225 | |||
|
بارك الله فيك اخي الفاضل آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-03-07 في 17:30.
|
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc