۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - الصفحة 140 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-02-06, 23:17   رقم المشاركة : 2086
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yousra14 مشاهدة المشاركة

تفسير بن كثير




يقول تبارك وتعالى: ولو ترى يا محمد إذا فزع هؤلاء المكذبون يوم القيامة { فلا فوت} أي فلا مفر لهم ولا وزر لهم ولا ملجأ { وأخذوا من مكان قريب} أي لم يمكنوا أن يمعنوا في الهرب، بل أخذوا من أول وهلة، قال الحسن البصري: حين خرجوا من قبورهم، وقال مجاهد وقتادة: من تحت أقدامهم، وعن ابن عباس والضحاك: يعني عذابهم في الدنيا، وقال عبد الرحمن بن زيد: يعني قتلهم يوم بدر، والصحيح أن المراد بذلك يوم القيامة وهو الطامة العظمى، وإن كان ما ذكر متصلاً بذلك





الصرف:
(فوت)، مصدر سماعيّ لفعل فات يفوت باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو فوات زنة فعال بفتح الفاء.
الكتاب : الجدول في إعراب القرآن
المؤلف : محمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ)

الناشر : دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق
الطبعة : الرابعة ، 1418 هـ
عدد الأجزاء : 31 (30 ومجلد فهارس) في 16 مجلدا









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-02-06, 23:23   رقم المشاركة : 2087
معلومات العضو
~ دروب الخير ~
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ~ دروب الخير ~
 

 

 
الأوسمة
وسام تشجيع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة تنتظر فرحة مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مامعنى كلمة ؟
أَشْيَاعِهِمْ

في قوله تعالى:

(( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ))
سبأ/
54



{ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْل } يَقُول فَعَلْنَا بِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ , فَحُلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ مِنَ الْإِيمَان بِاللَّهِ عِنْد نُزُول سَخَط اللَّه بِهِمْ , وَمُعَايَنَتهمْ بَأْسَهُ كَمَا فَعَلْنَا بِأَشْيَاعِهِمْ عَلَى كُفْرهمْ بِاللَّهِ مِنْ قَبْلهمْ مِنْ كُفَّار الْأُمَم , فَلَمْ نَقْبَل مِنْهُمْ إِيمَانَهُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْت , كَمَا لَمْ نَقْبَل فِي مِثْل ذَلِكَ الْوَقْت مِنْ ضُرَبَائِهِمْ , وَالْأَشْيَاع : جَمْع شِيَع , وَشِيَع : جَمْع شِيعَة , فَأَشْيَاع جَمْع الْجَمْع . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 22107 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْل } قَالَ الْكُفَّار مِنْ قَبْلهمْ . 22108 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْل } أَيْ فِي الدُّنْيَا كَانُوا إِذَا عَايَنُوا الْعَذَابَ لَمْ يُقْبَل مِنْهُمْ إِيمَان .









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-06, 23:28   رقم المشاركة : 2088
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اهلا بالأخت الفاضلة بثينة حبذا لو نذكر المرجع المعتمد في التفسير

كما يفعل الجميع وبارك الله فيك ومرحبا بك مع هذه الكوكبة المباركة

على مائدة القرآن الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-06, 23:32   رقم المشاركة : 2089
معلومات العضو
yousra14
عضو محترف
 
الصورة الرمزية yousra14
 

 

 
الأوسمة
وسام العضو الذهبي في قسم الحياة الزوجية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيرا على الترحيب الطيّب..

ما معنى قوله تعالى من الآية 13 سورة سبأ



يعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ "''وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ""

اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)

والسلام عليكم









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 00:06   رقم المشاركة : 2090
معلومات العضو
الجوهرة الرمادية
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية الجوهرة الرمادية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم....

بوركتم على هذه الصفحة الرآئعة

يا ريتني اجد الوقت لاشارككم هذا العمل المبارك

جزاكم الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 00:09   رقم المشاركة : 2091
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجوهرة الرمادية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم....

بوركتم على هذه الصفحة الرآئعة

يا ريتني اجد الوقت لاشارككم هذا العمل المبارك

جزاكم الله كل خير

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اهلا بالاخت الفاضلة الجوهرة الرمادية
نورت صفحتنا المباركة
مرحب بك في كل آن و أوان
وفقك الله معنا و جزاك الله كل خير
بوركت









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 00:10   رقم المشاركة : 2092
معلومات العضو
~ دروب الخير ~
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ~ دروب الخير ~
 

 

 
الأوسمة
وسام تشجيع 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لكم استاذ


لي عودة في الموضوع باذن الله










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 01:38   رقم المشاركة : 2093
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام قولا من رب رحيم
استسمحكم اخوتي الأفاضل اليوم
غدا ان شاء الله اكمل ما تيسر لي و ما تبقي من المفردات

جزاكم الله عنا كل خير وبارك الله فيكم جميعا
دمتم في حفظ الله









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 09:47   رقم المشاركة : 2094
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة تنتظر فرحة مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سورة سبأ (53)

{ وقد كفروا به من قبل } في الدنيا { ويقذفون } يرمون { بالغيب من مكان بعيد } أي بما غاب علمه عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي ساحر، شاعر، كاهن، وفي القرآن سحر، شعر، كهانة .

تفسير الجلالين رحمهما الله
السلام عليكم

تحية طيبة مباركة للجميع
ملاحظة: فقط لقد وصلنا أمس في سورة سبأ حتى الآية 53

فرجاء نكمل ما بعدها حتى لا نعيد شرح آيات كنا قد تطرقنا

لشرحها إلا وضع كلمات أخرى تحتاج لشرح ولم تشرح
فلا بأس من شرحها فرجاء نبدأ من 53 أو بعدها
وفي ختام السورة سنعمل لها اقتباس متعدد لمشاركات الخاصة

بسورة سبأ وبعد هذا نبدأ مع سورة الأحزاب إن شاء الله









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 09:54   رقم المشاركة : 2095
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

لمسات بيانية من سورة سبأ
آية (12):
*ما دلالة كلمة (الريح)فى قوله تعالى(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12}) ولماذا جاءت على صيغة الإفراد؟(د.فاضل السامرائى)
كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشّر كما في قوله تعالى في سورة القمر (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ {19}) وسورة الحجّ (حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {31}) وسورة الإسراء (أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً {69}).
أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح المبشّرات كما في قوله تعالى في سورة الحجر (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ {22}) وسورة النمل (أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {63}).
وفي سورة سبأ (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12}) استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر لأن الله سخّرها لسليمان يتصرف بها كيف يشاء.
الكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي










آخر تعديل أيمن عبد الله 2014-02-07 في 10:01.
رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 10:05   رقم المشاركة : 2096
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

لمسات بيانية من سورة سبأ
آية (13):
*في سورة سبأ (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)) لماذا ورد فعل اعملوا مع أن الأقرب إلى العقل أن يقول اشكروا آل داوود شكراً باعتبار الشكر مصدر؟ ولماذا ورد الفعل اعملوا ولم يقل افعلوا؟(د.فاضل السامرائى)

لو قال اشكروا لصار شكراً مفعول مطلق لكن (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) ما معناها وما إعرابها؟ إعملوا شكراً احتمال مفعول به وليس مفعول مطلق إعملوا الشكر وهو إشارة أن الشكر يُعمَل عمل وليس لساناً فقط إعملوا الشكر مثل اعملوا طاعة الشكر أيضاً عمل أنت إذا لم تعمل بما أعطاك الله من النعم فلست بشاكر ولو بقيت تقول بلسانك الشك لله طول الوقت يعني إذا كان عندك مال ولم تؤدي حقه فلست بشاكر إذن شكر النعمة تأدية حقها وتقول باللسان والعمل فإذن الشكر عمل عندما تعمل شيء في مالك تفيد الآخرين هذا عمل هذا من الشكر هذا الأمر الأول لو قال اشكروا شكراً ليس له هذه الدلالة. الآن قال اعملوا شكراً إشارة أن الشكر هو ليس فقط كلاماً وإنما عمل أيضاً. ويحتمل أن يكون شكراً مفعول لأجله، اعملوا لأجل الشكر أنتم أعطاكم نِعَم فاعملوا لتشكروه اللام لام التعليل، إذن صار مفعولاً لأجله. إذن يمكن أن يكون مفعول به أو مفعول لأجله وقد يكون مفعول مطلق أو حال إعملوا شاكرين المصدر بمعنى الحال مثل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً (15) الأنفال) زحفاً حال. إذن اعملوا شكراً فيها جملة معاني وهي مقصودة ومرادة لو قال اشكروا شكراً لكان معنى واحد تحديداً بينما هنا المفعول به والمفعول لأجله والمفعول المطلق والحال أيُّ الأشمل؟ اعملوا أشمل اتسعت دائرة الدلالة. وأيضاً قال اعملوا وليس افعلوا لأن العمل بقصد ولو قال افعلوا آل داوود شكراً ليس بالضرورة أن يكون بقصد (إنما الأعمال بالنيات) الله تعالى حكمه عام كيف يشاء لا أحد يحاسبه.
فى إجابة أخرى للدكتور فاضل:
(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) الشكر ليس لساناً فقط وإنما هو عمل ولذلك أعربها قسم مفعول به اعملوا الشكر، مثلاً لو أعطاك الله مالاً فشكره ليس أن تقول الحمد لله فقط وإنما أن تؤدي حقّه فإن لم تؤدي حقه فأنت لست بشاكر ولو بقيت تشكر ربك كلاماً طوال عمرك يعني شكر النعم القيام بحقها فالشكر عمل مع القول وليس قولاً فقط. اعملوا الشكر (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا). وقسم يجعل شكراً حال أي اعملوا كونكم شاكرين وقسم يجعلها مفعول لأجله وهي ليس كما قيل شاكروا آل داوود شكراً وإنما هذا واحد من المعاني وإنما الشكر هو عمل أن تؤدي الحقوق التي عليك فيما آتاك الله من النعم، أن تقوم به عملاً. أعطاك الله جاهاً فتنفع الناس بجاهك في الخير، أعطاك الله علماً وكتمته أنت آثم حتى لو قلت الحمد لله على ما أعطاني من النعمة، إذا كنت كاتماً للعلم فأنت لست بشاكر. (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) الشكور مبالغة فالذي يشكر ربه دائماً لأن هذا متعلق بالأعمال ومتعلق باللسان.

لكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 10:13   رقم المشاركة : 2097
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي


لمسات بيانية من سورة سبأ

*ما الفرق بين استعمال كلمة (شكورا) و (شكرا)؟(د.فاضل السامرائى)

الشكور تحتمل الجمع والإفراد في اللغة وهي تعني تعدد الشكر والشكر في اللغة يُجمع على الشكور ويحتمل أن يكون مفرداً مثل القعود والجلوس، وفى آية الإنسان الجمع يدل على الكثرة أي لا نريد الشكر وإن تعدد وتكرر الإطعام باعتبار الجمع.
وقد استعمل القرآن الكريم كلمة الشكور في الحالتين وإذا اردنا الشكور مصدراً فهو أبلغ من الشكر واستعمال المصادر في القرآن عجيب والذي يُقوي هذه الوجهة استعمال الشكور لما هو أكثر من الشكر. ولقد استعملت كلمة الشكور في القرآن مرتين في هذه الآية فى سورة الإنسان (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً {9}) وفي آية سورة الفرقان (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً {62}) فقط واستعمل الشكر مرة واحدة في قصة آل داوود (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13}سبأ) ومن ملاحظة الآيات التي وردت فيها كلمتي الشكور والشكر نرى أن استعمال الشكر جاء في الآية التي خاطب بها تعالى آل داوود وهو قلّة بالنسبة لعموم المؤمنين المخاطبين في سورة الفرقان أو في سورة الإنسان التي فيها الإطعلم مستمر إلى يوم القيامة والشكر أيضاً سيمتد إلى يوم القيامة ما دام هناك مطعِمين ومطعَمين. إذن هو متعلقات الشكر في هاتين الآيتين أكثر من متعلقات الشكر في قصة آل داوود. وفي سورة الفرقان قال تعالى (لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا) وكلمة (يذّكّر) فيها تضعيفين فالذي يبالغ في التذكر هو مبالغ في الشكر فيبدو والله أعلم أن استعمال الشكور أبلغ من استعمال الشكر في آية سورة الإنسان.

الكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 10:21   رقم المشاركة : 2098
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

آية (53):
*ما معنى هذه الآية (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53) سبأ)؟ (د.فاضل السامرائى)

(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53)) هذه فيها احتمالان أو دلالتان: الأولى قال (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) هم الآن في الآخرة ((وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)) وحتى قيل (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)) كفروا بالله، ليس هذا فقط وإنما ذكروا من صفات الله والشرك، قسم قال الملائكة بنات الله وقسم قال لله إبن وقسم ذكروا في صفاتخ من الأمور مثل واحد يقذف لا يعلم أين هو الشيء والمكان بعيد. أنت تريد أن ترمي شيئاً ما يجب أن تعرف أين هو حتى ترميه ويجب أن تكون المسافة معقولة حتى توصله، أنت تقذف بالغيب، لا تعلم أين هو؟ والمكان بعيد فكيف يصل إليه؟ هؤلاء حالهم في الكلام على صفات الله وما هم فيه مثل هذا. (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ) كفروا بالله، (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) هم هكذا في الدنيا، يقذفون بالغيب أي يرجمون الكلام عن الله تعالى جزافاً فهذا هو حالهم أولاً كفروا ثم ذكروا من الصفات في الله فيذكرون من صفات الله كأنهم يقذفون بالغيب من مكان بعيد هذا تصوير عجيب لا يعلمون بما يرمون ولا أين يرمون ولا يعلمون هو في أي وجهة ومن مكان بعيد! والقذف في اللغة هو الرمي.

الكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 12:57   رقم المشاركة : 2099
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
يسنا مشاركتكم في هذا الموضوع المبارك
ما معنى قوله تعالى في سورة سبأ

وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ
((وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ))(54)










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-07, 13:22   رقم المشاركة : 2100
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
يسنا مشاركتكم في هذا الموضوع المبارك
ما معنى قوله تعالى في سورة سبأ

وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ
((وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ))(54)


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اهلا و سهلا باخينا الفاضل المسافر في الصفحة العطرة المباركة بآيات الله جل و علا
جزاكم الله كل خير معنا ووفقكم
سورة سبأ(54)
حُلْتُ بين الخصمين يعني: فصلْتُ بينهما،
وجعلتُ بينهما حائلاً ومانعاً من الاشتباك حتى لا يبلغ كل منهم أشُدَّه في المعركة،
أو ينال مراده من خَصْمه،
فالحق - سبحانه وتعالى - جعل حائلاً ومانعاً بين هؤلاء وبين ما يشتهون.

والاشتهاء طلب شهوة النفس من غير ارتباط بمنهج،
لكن ما الذي كان يشتهيه الكفار؟
كانوا يشتهون أنْ يطمسوا دعوة الحق،
فلم يُمكِّنهم الله من طمسها،
كما قال سبحانه:

{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ }
[التوبة: 32].
وقال سبحانه:
{هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ}
[الصف: 9].

وهم يشتهون انطماس الدعوة؛
لتبقى لهم سيادتهم التي نهبوها على حساب الضعفاء،
ولتظل لهم المكانة والتصرُّف،
كذلك يَشْتهون انطماس الدعوة حتى لا تقف مناهج الله عقبة أمام شهوات نفوسهم.


ومعلوم أن الإنسان تحاربه نفسه قبل أن يحاربه الشطيان،
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان:
" إذا جاء رمضان فُتِحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار،
وصُفِّدت الشياطين "
ومع ذلك تحدث في رمضان ذنوب وجرائم.
إذن: هذه الذنوب وهذه الجرائم ليست عن طريق الشيطان،
إنما من طريق النفس،
كأن الله تعالى يريد أنْ يفضح العاصين الذين يتهمون الشيطان، ويُلْقون عليه تبعة كل ذنوبهم.
إذن: ليس الشيطان وحده هو وسيلة الضلال والغواية،
إنما هناك النفس الأمَّارة بالسوء.

وسبق أنْ أوضحنا كيفية التفريق بين المعصية من طريق الشيطان والمعصية من طريق النفس،
وقلنا: إذا وقفْتَ أمام معصية بعينها لا تتحول عنها مهما عَزَّتْ عليك أسبابها، فاعلم أنها من شهوات النفس؛ لأن النفس تريد شيئاً بعينه،
أما الشيطان فإنْ عزَّت عليك معصية أخذك إلى أخرى،
المهم أن تعصي الله على أيِّ وجه، وبأية طريقة.

فقوله تعالى: { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } [سبأ: 54]
دلَّ على أن المسألة بالنسبة لهم كانت شهوةَ نفس،
لا مدخلَ للشيطان فيها، لماذا؟
لأنهم كفروا بالله وفرغ الشيطان منهم،
وإلا ماذا يريد منهم بعد ذلك،
فلم تَبْقَ إلا شهوات النفس فاشتهوا أنْ يطمسوا الدعوة،
وأنْ يذلوا مَنْ آمن ويجعلوه عبرةً لمن يفكر في الإيمان،
لكن حال الله بينهم وبين ما أحبوا،
وسارت الدعوة على خلاف ما اشتهوا،
فمن ذُلَّ وضُرب وأُهين من المؤمنين ثبت على إيمانه،
ومَنْ كان يفكر في الإيمان لم يَرْهَبَهُم،
ولم يخف مما فعلوه بإخوانه المؤمنين.

فإنْ قلت: كيف أسلم اللهُ المؤمنين الأوائل لأنْ يعذبهم الكفار، وأنْ يُهينوهم ويُخرجوهم من أرضهم؟
نقول: كان هذا لحكمة عالية أرادها الحق سبحانه،
وهي أنْ يُمحِّص إيمان المؤمنين،
بحيث لا يثبت على إيمانه إلا قوى العزيمة الذي يصبر على تحمل الشدائد،
فهؤلاء هم الذين سيحملون منهج السماء ودعوة الحق إلى العالم أجمع،
فلا بد أن يكونوا صفوة تختار دين الله وتضحي في سبيله بكل غالٍ ونفيس.لذلك أراد سبحانه أنْ تتزلزل هذه الدعوة في بدايتها عدة مرات، وأن ترى بعض الفتن التي تُغربل الناس،
وتُخرِج المؤمنين في جانب، والمنافقين في الجانب الآخر،
وهذا ما حدث بالفعل في مسألة الإسراء والمعراج مثلاً،
وفي رحلة الطائف، كلها فِتن تُمحِّص المؤمنين.

لقد ضيَّق الكفارُ على المؤمنين الخناقَ،
حتى جلس رسول الله يفكر في أمرهم ويفتش في رقعة الأرض المعاصرة له،
أيها تناسب أصحابه،
ويأمنون فيها على أرواحهم وعلى دينهم،
فلم يجد صلى الله عليه وسلم إلا الحبشة،
فقال لأصحابه:
" اذهبوا إلى الحبشة، فإن بها ملكاً لا يُظْلم أحد عنده ".

وفعلاً كان النجاشي عند ظن رسول الله،
فأكرم المؤمنين،
ورفض أنْ يُسَلِّمهم إلى وفد قريش؛
لذلك كافأه رسول الله بأنْ وكله في أن يُزوِّجه من أم حبيبة،
وكانت لهذه الزيجة حكمة،
فالسيدة أم حبيبة هاجرت مع زوجها إلى الحبشة،
لكنه تنصَّر هناك، وظلَّتْ أم حبيبة على إيمانها،
فدلَّ ذلك على صدْق إيمانها،
وأنها ما هاجرت لأجل زوجها،
إنما هاجرت لله ورسوله،
فكافأها رسول الله هذه المكافأة.

فالكفار اشتهوا إيذاء رسول الله وإيذاء المؤمنين مجاهرةً،
فلم يصلوا من ذلك إلى شيء،
فاشتهوا التآمر على رسول الله وقَتْله،
ودبروا له مؤامرة لقتله

{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ }
[الأنفال: 30]
فخيَّب الله سَعْيهم،

" وخرج رسول الله من بين شبابهم وفتيانهم، وهو يحثُو التراب على وجوههم،
ويقول: " شاهت الوجوه " ".

والله يقول:
{ فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}
[يس: 9].
وهكذا حالَ الله بينهم وبين ما يشتهون من المجاهرة ومن المؤامرة،
فحاولوا أنْ يسحروا رسول الله،
بأن يكيدوا له بطريقة خفية فَسَحره لبيد بن الأعصم،
واستعانوا في ذلك بإخوانهم من شياطين الجن،
كما قاله سبحانه:

{وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ}
[الأنعام: 121]
لكن خيَّب الله مَسْعاهم في السحر أيضاً،
ولم ينالوا من رسول الله،
ولا من منهج الله،
وكأن الله تعالى يقول لهم: وفِّروا على أنفسكم، فرسول الله معصوم من الله،
كما خاطبه سبحانه بقوله:

{ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ }
[المائدة: 67].
وقوله سبحانه: { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ } [سبأ: 54]
يعني هذه القضية ليست خاصة بكفار مكة،
إنما هي سنة مُتبعة في الأمم السابقة،
ومعنى { بِأَشْيَاعِهِم } [سبأ: 54]
بأمثالهم من الكفار في الأُمم السابقة.

والأشياع: جمع شيعة،
وهم الجماعة المجتمعة على رأي ينتفعون به،
ويدافعون عنه، سواء أكان حقاً أم كان باطلاً،
فقوله تعالى هنا: { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ } [سبأ: 54]
دلَّ على أنهم كانوا على باطل،
أما قوله تعالى:

{ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ}
[الصافات: 83]
فهذه على الحق.والمعنى: أنهم أُخِذوا كما أُخِذ أمثالهم من الكافرين مع الفارق بين الحالتين
فقبل رسول الله كانت السماء تتدخل مباشرة لتدافع عن دين الله وعن نبي الله؛
لذلك حدثتْ فيهم الزلازل والخسْف والصيحة والمسخ.. إلخ.

فالأمم السابقة لم تكُنْ مأمونة على أنْ تدفع عن دين الله بسيفها، أما أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد استأمنها الله على هذه المهمة،
فحملتْ السيف ودافعتْ عن دينها؛
لذلك أكرم الله هذه الأمة،
فلم يحدث فها خَسْف،
ولا مَسْخ ولا إغراق.
مما حدث لسابقيهم.

لذلك لما يئس نوح عليه السلام من هداية قومه دعا عليهم:
{ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً}
[نوح: 26-27].
أما سيدنا رسول الله فجاءه الملَك يعرض عليه الانتقام من كفار قومه،
فيقول: لا، لعل الله يُخرِج من أصلابهم مَنْ يقول لا إله إلا الله. وفعلاً آمن منهم كثيرون أمثال: خالد بن الوليد،
وعمرو بن العاص،
وعكرمة بن أبي جهل،
كما كانوا ألدَّ أعداء الإسلام صاروا قادته الفاتحين.

وقد تألم المسلمون كثيراً؛
لأن هؤلاء نجوْا من القتل،
وهم لا يدرون أن الله تعالى كان يدخرهم للإسلام،
فصار خالد سيف الله المسلول،
وعمرو أعظم القادة الفاتحين،
ويكفي شهادة لعكرمة أنه ابن أبي جهل،
وأنه لما ضُرِب ضربة قوية في موقعة اليرموك احتضنه خالد وهو يعاني سكرات الموت،
فقال: يا خالد،
أهذه ميتة تُرضي عني الله ورسوله؟

حتى الذين ظلُّوا على كفرهم من قوم رسول الله كانوا في صالح الإسلام، فمثلاً أبو لهب وهو عم رسول الله،
وهو الذي قال له: تباً لك، ألهذا جمعتنا،
وهو الذي قال عن رسول الله لما مات ولده إنه أبتر يعني مقطوع الذرية،
لأن أولاد البنات يُنسَبون إلى آبائهم،
كما قال الشاعر:

فَإِنَّمَا أُمَّهَاتُ القَومِ أَوْعِيَةٌ*** مُسْتَوْدَعَاتٌ وللأَحْسَابِ آبَاءُ
ومن العجيب أن أبا لهب قدَّم للإسلام كما قدَّم خالد وعمرو وربما أكثر، كيف؟ لأن الله جعله حجة على صِدْق كلام الله،
وعلى صِدْق رسول الله فيما بلَّغ عن ربه،
فلما قال لرسول الله: تباً لك، ألهذا جمعتنا؟

ردَّ الله عليه:
{ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ }
[المسد: 1-5].

فحكم الله عليه وهو ما يزال في سَعَة الدنيا،
وما يزال مختاراً حراً قادراً على إعلان إيمانه ولو نفاقاً،
ومع ذلك لم يجرؤ أنْ ينطق بكلمة التوحيد،
ولو نطق بها لَكَان له أن يقول: إن القرآن كاذب،
وها أنا أشهد ألا إله إلا الله،
وأنَّ محمداً رسول الله.
وهكذا أقام الله من هذا الكافر المعاند دليلاً على صِدْق كلامه، وصِدْق رسوله.ثم تُختم السورة بقوله تعالى:
{ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مَّرِيبٍ } [سبأ: 54]
كانوا في شك من أمر رسول الله،
ونُصْرته عليهم، وعدم تخلِّي ربه عنه،
مع أنهم كانوا على اتصال بأهل الكتاب،
وأهل الكتاب يقرأون كتبهم على هؤلاء الكفار ويستفتحون بها عليهم،
وقد علموا منها أن عاقبة الصراع بين الرسل وأقوامهم على مَرِّ موكب الرسالة كانت للرسل؛
لأن الله تعالى ما كان ليرسل رسولاً ثم يُسلمه أو يتخلى عنه.

وهذه قضية ذُكِرت في الكتب السابقة كما ذُكِرت في القرآن في أكثر من موضع،
وإن كانت الكتب السابقة قد ضاعت أو حُرِّفت فالقرآن هو كتاب الله الباقي الذى تكفَّل الله بحفظه،
فهو يُتلَى كما أُنْزِل إلى يوم القيامة، وفيه يقول الله تعالى:

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }
[غافر: 51].
وقال سبحانه:
{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ }
[الصافات: 171-172].
لذلك سبق أنْ قلنا: إنْ هُزِم الإسلام في معركة مع غيره فاعلم أن شرط الجندية الإيمانية قد اختلَّ،
ولو نصرهم الله مع اختلال شرط الجندية الإيمانية قد اختلَّ،
ولو نصرهم الله مع اختلال شرط الجندية فيهم ما قامتْ للإسلام قائمة بعدها،
وهذا الدرس تعلمناه في أُحُد،
لما خالف الرماة أمر رسول الله ونزلوا من على الجبل يريدون الغنائم،
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذَّرهم من هذا، وقال لهم: لا تتركوا أماكنكم مهما حدث،
فلما تركوا أماكنهم التفَّ عليهم الكفار، وكادوا يهزمونهم.

وإنْ كان التحقيق أن الكفار لم ينتصروا في أُحُد؛ لأن المعركة (ماعت)،
ولو انتصر المسلمون مع هذه المخالفة لهَانَ عليهم أمر رسول الله بعد ذلك،
ولقالوا: لقد خالفنا أمره في أُحد وانتصرنا،
إذن: نقول: الذي هُزِم في أُحد هو مَنِ انخذل عن جندية الإيمان، أمَّا الإسلام في حدِّ ذاته فقد انتصر.

إذن: كانوا في شكٍّ من الغاية التي ينتهي إليها رسول الله،
والشك هنا في رسول الله لأن لديهم قضية عقدية هي الإيمان بوجود الله، وأنه سبحانه الخالق لكل شيء، بدليل قوله تعالى:

{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ }
[الزخرف: 87].
والشك يعني عدم الجزم وعدم اليقين،
وبيَّنا ذلك بأن نسَبَ الكلام في الكون ست،
لكل ثلاث منها اتجاه،
فالكلام بداية علَّمَ الله سبحانه آدم الأسماء كلها ليتفاهم بها مع غيره،
فالكلام يقتضي متكلماً ومُخاطباً،
ولا بُدَّ أن يكون المخاطب على علم بمدلول الكلام،
بدليل أن العربي لا يفهم الإنجليزي،
ولا الإنجليزي يفهم العربي،
لا بُدَّ من علم بالتواضع في اللغة ليفهم كل منهما عن الآخر.

والكلام المفيد هو الجملة التي يحسُن السكوت عليها،
بأن تعطي معنى مفيداً،
فلو قُلْت مثلاً (محمد) فهي مفردة من مفردات اللغة لا تعطي معنى إلا بنسبة،
فتقول: محمد كريم،
فأسندتَ الكرم إلى محمد،
وهذا معنى تام، يحسُن السكوت عليه.
وإسناد الكرم لمحمد هو مُعتقد المتكلّم به،
فإنْ كان لهذا الكلام وجود بالفعل بأنْ وُجد شخص اسمه محمد، وصفته الكرم،
فهذا الكلام المعتقد جازم بالحكم والحكم واقع،
فإنْ كان المتكلم غير جازم بالحكم،
متردداً فيه فهذا شك،
فالشك فيه نسبة متأرجحة بين النفي والإثبات بحيث تتساوى الكفتان،
فإنْ رجحت واحدة فهي ظن،
والأخرى المرجوحة وهم.

إذن: كم نسبة للكلام غير المجزوم به؟
ثلاث: الشك والظن والوهم.
أما الكلام المجزوم به فإنْ كان له واقع،
وتستطيع أنْ تدلل عليه فهو علم
وإنْ لم تستطع أنْ تُدلل عليه فهو تقليد،
وإن جزمتَ به وليس له واقع فهذا جهل،
وهذه الثلاث نِسَب الكلام المجزوم به: علم،
وتقليد، وجهل.

إذن: الكفار جازمون معتقدون في أن الله هو الخالق،
لكنهم شاكُّون في مسألة البلاغ عن الله،
وأنها جاءت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم
{ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مَّرِيبٍ } [سبأ: 54]
الشك ذاته يُوقِع في الارتياب والقلق.

تفسير خواطر متولي الشعراوي









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc