مقتل العشرات من “الحرس الثوري” و”حزب الله” على أيدي ثوار حلب .. القوات التركية تبدأ إنشاء “الرأس البري” للمنطقة الآمنة
ستعد حوالي خمسة آلاف ضابط وجندي تركي من القوات الخاصة شديدة التدريب والخبرة القتالية في حرب العصابات لاجتياح حدود سورية الشمالية “باتجاه مدينة حلب, عبر “الممر الآمن” الذي أنشأته اول من امس قوات “الجيش السوري الحر” من نقطة عندان الستراتيجية شمال حلب وصولاً الى الحدود التركية من دون اي معوق او مانع, بانتفاء اي وجود عسكري نظامي لقوات بشار الاسد التي اصبحت على بعد حوالي 20 ميلاً من الحدود التركية.
وذكرت أوساط الثورة في دمشق وحلب وقيادات في “الجيش السوري الحر” لـ”السياسة”, أمس, ان القافلة العسكرية التركية التي ارسلت اول من امس الى الحدود السورية وقواتها عشرون ناقلة مدرعات وبطاريات صواريخ وجنوب ضمن تعزيزاتها المكثفة في المنطقة لم تتوقف كلها في جنوب اقليم كيليس حيث اعلن عن مرابطها هناك, بل ان أكثر من نصفها استمر في التعمق داخل الاراضي السورية الساحلية باتجاه حلب, في ما يبدو حسب ضابط كبير في “الجيش الحر” في القاهرة لـ”"السياسة”, انه بداية بناء رأس بري لمنطقة عازلة او آمنة سوف تتخذ شكلها النهائي مع توقف حرب حلب واعلان الثوار سيطرتهم الكاملة عليها وابتعاد قوات النظام عنها باتجاه دمشق التي من المتوقع ان تشهد مجددا حرب “تحرير طاحنة” متى ما وصلت الامدادات العسكرية الى مقاتلي الثورة من الحدود التركية.
وقالت الأوساط في دمشق ان “مئات عناصر حزب الله الذين عبروا الحدود البقاعية من لبنان الى ريف دمشق حيث انضموا الى مجموعات من الحرس الثوري الايراني الذي كانت نقلتهم الى أحد مطارات شرق العاصمة طائرتا نقل ايرانيتان عملاقتان في نهاية الاسبوع الماضي وباشروا الانتقال بوسائط نقل تابعة للجيش السوري النظامي ووسائل مدنية مصادرة من الشاحنات والباصات, حتى ان قيادة سلاح الجو في دمشق نقلت حوالي 400 مقاتل لبناني وايراني من هؤلاء الى مطارين قريبين من حلب”.
ونقلت اوساط الثورة في شمال سورية عن جهات في وزارة الدفاع التركية في انقرة تأكيدها ان وحدات من الجيش التركي عبرت الحدود السورية الشرقية في اقليم هكاري الواقع على الحدود التركية مع العراق وايران بعد وقوع اشتباكات بين دورية تركية وعناصر من ارهابيي “حزب العمال الكردستاني” ادت الى مقتل جنديين تركيين واصابة عشرة اخرين بجروح, فيما تغلغلت مروحيات تركية الى أعماق تتراوح بين 8 و20 كيلومتراً شمال شرق سورية.
وكشفت أوساط الثورة السورية لـ”السياسة” ان فرقتين من مقاتلي “حزب الله” و”الحرس الثوري” الايراني وقعتا في كمائن قاتلة للجيش السوري الحر والميليشيات الثورية وهما في طريقهما من المطار شرقي حلب وريف المدينة, الذي مازالت قوات النظام تبسط سيطرتها على جزء منه, وقد هوجمت الفرقتان الايرانيتان على الطريق الرئيسية بالاسلحة والرشاشات والقاذفات المضادة للدروع وناقلات الجند, ما ادى الى مقتل اكثر من 40 عنصراً ايرانياً وجرح حوالي 70 آخرين اعتقل عدد منهم ونقلوا الى مشافي ميدانية والى مشافي داخل الحدود التركية.
وقالت الاوساط ان ثمانية عشر عنصراً من “حزب الله” حاولوا التسلل الى منطقة اعزاز في ريف حرب في محاولة لتحرير المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر, إلا أنهم قتلوا على أيدي الثوار من دون ان تتمكن قيادتهم الميدانية من اجلاء جثث اربعة منهم.
وتحدثت معلومات عن خلافات خطيرة بين الخاطفين وعدد من القوات الثورية بشأن وجوب تصفية المخطوفين, بعدما تكررت محاولات “حزب الله” و”الحرس الثوري” والاستخبارات السورية لاطلاقهم بمهاجمة الاماكن التي يجري نقلهم إليها.
وفي لندن, كشفت مصادر امنية بريطانية في حلف شمال الاطلسي أن وزارة الخارجية الروسية “وجهت الى الحكومة التركية تحذيراً من مساس قواتها المتوقع لها ان تقيم منطقة آمنة داخل الحدود السورية الساحلية بالقاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس او مقرات الخبراء والضباط الروس المقيمين فيها العاملين في القاعدة وفي مؤسسات روسية امنية وتجارية والبالغ عددهم اكثر من 25 الف عسكري وخبير, فيما لم تجب الحكومة التركية على هذا التحذير لا سلباً ولا إيجاباً”.