|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2021-02-13, 05:39 | رقم المشاركة : 181 | ||||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ يا ابنَ آدمَ : تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَكَ غنًى وأسدَّ فقرَكَ وإن لا تفعَل ملأتُ يديْكَ شغلاً ، ولم أسدَّ فقرَكَ رواه الترمذي 2466 تلا رسولُ اللهِ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ الآية قال : يقولُ اللهُ : ابنَ آدمَ ! تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَك غِنًي ، وأَسُدَّ فقرَك وإلا تفعلْ ، ملأتُ صدرَك شُغلًا ولم أَسُدَّ فقرَك أخرجه الترمذي (2466)، وابن ماجه (4107) عُبوديَّةُ اللهِ هي أعْلى المَقاماتِ وأشْرَفُها وهي الغايةُ من خَلْقِ الإنسانِ، وعندَما يَتفرَّغُ لها الإنسانُ ينالُ الخيْرَ العميمَ، لكن إنْ غَفَلَ عنها وانْشَغَلَ بالدُّنيا، كان ذلك هو الخُسْرانَ الحقيقيَّ. وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُرَيْرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "تَلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" أي: قَرَأَ على الصَّحابَةِ قوْلَهُ تَعالى: "{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} والمعنى: مَن كان يُريدُ بعَمَلِهِ الآخِرَةَ نَزِدْ له في عَمَلِهِ الحَسَنِ، فنَجْعَلْ له الحَسَنَةَ بعَشْرٍ إلى ما شاء ربُّنا من الزيادَةِ {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20] أي: وَمَنْ كان يُريدُ بعَمَلِهِ الدُّنيا ويَسعَى لها لا للآخِرةِ، نُؤتِه ما قَسَمْنا له منها. ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يقولُ اللهُ: ابنَ آدَمَ!" أي: يُنادي على ابنِ آدَمَ قائلًا له: "تفرَّغْ لعِبادتي" والمُرادُ من التفرُّغِ للعِبادَةِ: إيثارُها على حُظوظِ الدُّنيا والإتيانُ بما أَمَرَ به منها، فلا تُلْهيهِ عن ذِكْرِ اللهِ لا أنَّه لا يَفعَلُ إلَّا العِبادَةَ، بل لا يَنشغِلُ عن ربِّهِ فيكُونُ في كلِّ أحوالِهِ وأعمالِهِ في طاعتِه فلا تُلْهِيهِ تِجارةٌ أو بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وفَرائضِهِ. ثمَّ بيَّن سُبحانَه وتَعالى ما يُعطيهِ لفاعِلِ ذلك: "أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى" والمُرادُ بالغِنى: غِنى النَّفْسِ والرِّضا بما قَسَمهُ اللهُ ويحصلُ في قلبِهِ قَناعَةٌ تامَّةٌ "وأَسُدَّ فَقْرَكَ" والمُرادُ أنَّه لا يَبْقى للفَقْرِ ضَرَرٌ بل يُغْنيهِ اللهُ في نَفْسِهِ، ويُبارِكُ له في القليلِ من مالِه "وإلَّا تَفْعَلْ" يعني: وإنْ لم تفْعَلْ ما أَمَرْتُك به من التَّفرُّغِ للطاعَةِ والعِبادَةِ وآثَرْتَ الدُّنيا على الآخِرةِ "مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا" أي: كثَّرْتُ شُغْلَكَ بالدُّنيا فظَلَلْتَ مُنشغِلًا بغَيرِ العِبادةِ مُقبِلًا على الدُّنيا وأعمالِها وأشغالِها ولا يَزالُ قَلْبُك غيرَ راضٍ "ولم أَسُدَّ فَقْرَكَ" فتُنزَعُ البَرَكةُ من مالِكَ ويَبْقى القَلْبُ مُتلهِّفًا على الدُّنيا غيرَ بالِغٍ منها أمَلَهُ فيَحرِمُكَ اللهُ مِن ثَوابِهِ وفَضلِهِ وتَزيدُ تعَبًا في الدُّنيا دونَ شُعورٍ بالغِنى. وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في العِبادَةِ وتَرْكُ الانْشِغالِ بالدُّنيا https://dorar.net/hadith/sharh/111622 و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
|
||||
2021-02-14, 05:25 | رقم المشاركة : 182 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجلّونه ويعظمونه ويعظمون سنته ولما رأى بعضهم في أول الإسلام أن أهل الكتاب يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم رأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك توقيرا له ، وتعظيما لشأنه فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن السجود له . فروى ابن ماجة (1853) ، والبيهقي (14711) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ : " لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا هَذَا يَا مُعَاذُ ؟ ) قَالَ : أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَلَا تَفْعَلُوا ، فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا ، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ ) . وروى أبو داود (2140) ، والحاكم (2763) عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: " أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ ( وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم عندهم ) فَقُلْتُ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : إِنِّي أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ فَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَكَ فقَالَ : ( لَا تَفْعَلُوا، لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ لَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ حَقٍّ ) . وروى ابن حبان (4162) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دخل حَائِطًا مِنْ حَوَائِطِ الأَنْصَارِ فَإِذَا فِيهِ جَمَلانِ يَضْرِبَانِ وَيَرْعَدَانِ فَاقْتَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمَا فَوَضَعَا جِرَانَهُمَا بِالأَرْضِ ، فَقَالَ مَنْ مَعَهُ : سَجَدَ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا لِمَا عَظَّمَ اللَّهُ عَلَيْهَا مِنْ حَقِّهِ ) السجود – ومثله الانحناء والركوع - نوعان : الأول: سجود عبادة . وهذا النوع من السجود يكون على وجه الخضوع والتذلل والتعبد ولا يكون إلا لله سبحانه وتعالى ومن سجد لغير الله على وجه العبادة : فقد وقع في الشرك الأكبر . الثاني : سجود تحية . وهذا النوع من السجود : يكون على سبيل التحية والتقدير والتكريم للشخص المسجود له. وقد كان هذا السجود مباحاً في بعض الشرائع السابقة للإسلام ، ثم جاء الإسلام بتحريمه ومنعه. فمن سجد لمخلوق على وجه التحية فقد فعل محرماً إلا أنه لم يقع في الشرك أو الكفر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " السُّجُودُ عَلَى ضَرْبَيْنِ : سُجُودُ عِبَادَةٍ مَحْضَةٍ وَسُجُودُ تَشْرِيفٍ ، فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَلَا يَكُونُ إلَّا لِلَّهِ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/361). وقال : " وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى : أَنَّ السُّجُودَ لِغَيْرِ اللَّهِ مُحَرَّمٌ ". انتهى من " مجموع الفتاوى" (4/358). وقال : " فإن نصوص السنة ، وإجماع الأمة : تُحرِّم السجودَ لغير الله في شريعتنا ، تحيةً أو عبادةً كنهيه لمعاذ بن جبل أن يسجد لما قدمَ من الشام وسجدَ له سجود تحية". انتهى من "جامع المسائل" (1/25). وقال القرطبي : " وَهَذَا السُّجُودُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ : قَدِ اتَّخَذَهُ جُهَّالُ الْمُتَصَوِّفَةِ عَادَةً فِي سَمَاعِهِمْ وَعِنْدَ دُخُولِهِمْ عَلَى مَشَايِخِهِمْ وَاسْتِغْفَارِهِمْ فَيُرَى الْوَاحِدُ مِنْهُمْ إِذَا أَخَذَهُ الْحَالُ بِزَعْمِهِ ـ يَسْجُدُ لِلْأَقْدَامِ لِجَهْلِهِ ؛ سَوَاءٌ أَكَانَ لِلْقِبْلَةِ أَمْ غَيْرِهَا جَهَالَةً مِنْهُ ، ضَلَّ سَعْيُهُمْ وَخَابَ عَمَلُهُمْ". انتهى من "تفسير القرطبي" (1/294). و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2021-02-15, 05:14 | رقم المشاركة : 183 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عَنْ عائشة أم المؤمنين أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ : ما مِن مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بها عنْه حتَّى الشَّوْكَةِ يُشاكُها. رواه البخاري (5640)، ومسلم (2572) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ : - ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ. رواه البخاري 5641 في هذا الحديثِ تَسليةٌ للمؤمنِ فيما يُصِيبُهُ من مصائبِ الدُّنيا ومن الأمراض فكلُّ ما يُصيبُ المؤمنَ خيرٌ له يقولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما مِن مُصيبةٍ)) وتنكيرُ كلمة (مصيبة) يُفيد العمومَ والشُّمول أيْ: أيُّ مصيبةٍ، كبيرةً كانتْ أو صغيرة أيًّا كان قدرُها؛ تُصيب المسلمَ إلَّا كانتْ تكفيرًا لذُنوبِه وفي حديث آخَرَ تفصيلُ هذه الأشياءِ التي تصيبُه سواءٌ كان تعبًا أو همًّا أو غمًّا أو حزنًا فما من مصيبةٍ تُصيب العبدَ المؤمن إلَّا ويَرفَع اللهُ بها درجتَه، ويحطُّ عنه خَطاياه ويُطهِّرُه بها مِن ذُنوبه ومعاصِيه حتى لو كانتْ هذه المصيبةُ شوكةً تُصيب العبدَ. https://www.dorar.net/hadith/sharh/5674 و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2021-02-16, 05:35 | رقم المشاركة : 184 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عَنْ أسماء بنت عميس أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ : - ألَا أُعلِّمُكِ كلماتٍ تقولينَهُنَّ عندَ الكَرْبِ، أو في الكَرْبِ؟ اللهُ اللهُ ربِّي، لا أُشرِكُ به شيئًا. الفتوحات الربانية 4/10 عَنْ عائشة أم المؤمنين أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ : إذا أصاب أحدَكم غمٌّ أو كَربٌ فليقُلِ : اللهُ ، اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا السلسلة الصحيحة 2755 كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُربِّي أصحابَه على التَّقوى وحُسنِ التَّوجُّهِ واللُّجوءِ إلى اللهِ في كلِّ الأحوالِ وكان يُعلِّمُهم ما يَنفَعُهم مِن الأدعيةِ والأذكارِ. وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا أصاب أحدَكم غَمٌّ أو كَرْبٌ" أي: أصابَه الحُزْنُ وضِيقُ النَّفْسِ؛ لمُصِيبةٍ ألمَّت به "فلْيَقُلْ: اللهُ، اللهُ" وكرَّر لَفظَ الجلالةِ؛ استِلذاذًا بذِكْرِه واستحضارًا لِعَظَمتِه وتأكيدًا للتَّوحيدِ فإنَّه الاسمُ الجامعُ لجميعِ الصِّفاتِ الجَلاليَّةِ والجَماليَّةِ والكَماليَّةِ "ربِّي"، أي: هو ربِّي المُحسِنُ إلَيَّ بإيجادِي مِن العدَمِ وتَوفيقي لِتَوحيدِه وذِكْرِه والمربِّي لي بجَلائلِ نِعَمِه والمالِكُ الحقيقيُّ لِشأْني كلِّه ثم أفصَحَ بالتَّوحيدِ فقال: "لا أُشرِكُ به شيئًا" أي: ليس معه أحدٌ يُشارِكُه في كَمالِه وجَلالِه وجَمالِه وعُبوديَّتِه، وما يجِبُ له وما يَستحيلُ عليه والمرادُ أنَّ قولَ ذلك يُفرِّجُ الهمَّ والغَمَّ والضَّنكَ والضِّيقَ إنْ صدَقَت النِّيَّةُ. وفي الحديثِ: تَربيةٌ نَبويَّةٌ وإرشادٌ إلى التَّوجُّهِ إلى اللهِ بالدُّعاءِ في النَّوائبِ والمُلِمَّاتِ. وفيه: بَيانُ الأثرِ النافعِ لذِكْرِ اللهِ . https://www.dorar.net/hadith/sharh/117728 و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2021-02-17, 05:44 | رقم المشاركة : 185 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته كيف نربي أولادنا ؟ يجب أن ننتبه إلى أن الأخلاق السيئة في الغالب توافق شهوات النفس وهواها لذلك يتخلق بها الطفل بأدنى مؤثر وبأضعف سبب وفي المقابل الأخلاق الحسنة : هي تهذيب للنفس وكفها عن شهواتها التي تفسدها وتفوّت عليها مصالحها فالأخلاق الحسنة هي السير في الطريق المعاكس لهوى النفس فهي عملية بناء تحتاج إلى جهد واجتهاد . والتربية الصحيحة هي أن نثبّت الأخلاق الحسنة في نفس الطفل تثبيتا قويا يمكنّها من مغالبة الشهوات الفاسدة ويجعل النفس لا تشعر براحتها إلا مع الأشياء التي تصلحها وتمقت كل ما يعارض هذه الأخلاق الحسنة . وحتى يتقبل الطفل هذا الأخلاق الحسنة لا بد من تحبيبها له والحبّ لا يمكن أن يأتي بالقهر والشدة وإنما يحتاج إلى ما يلي : 1- الرفق واللين . وقد وردت عدة أحاديث نبوية ترشد إلى استعمال الرفق واللين في التعامل ، منها : عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ ) رواه البخاري (6024) . عَنْ جَرِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ ) . رواه مسلم (2592) ومن طبع الأولاد أنهم يحبون الوالد الرفيق بهم المعين لهم الذي يهتم بهم ، لكن من غير صراخ وغضب قدر الطاقة ، بل بحكمة وصبر . فالطفل في سن يحتاج فيها إلى الترفيه واللعب كما أنه في السن المناسبة للتأديب والتدريس فلهذا يجب إعطاء كلّ شيء حقه باعتدال وتوسط . والأولاد إذا أحبوا الوالد الرفيق كان هذا الحب دافعا قويا لهم لطاعة الوالد وبالعكس فغياب الرفق ، وحضور العنف والشدة ، يسبب النفور وبالتالي التمرد والعصيان أو سيطرة الخوف الذي يولد في الطفل الكذب والخداع . 2- التعامل بالرفق لا ينافي استعمال العقوبة عند الحاجة إليها لكن يجب أن ننتبه إلى أنّ العقوبة في عملية التربية يجب أن تستعمل بحكمة ؛ فلا يصح أن نعاقب الولد على كل مخالفة يقوم بها ، بل تكون العقوبة حيث لا ينفع الرفق ، ولم يؤدبه النصح والأمر والنهي . 3- القدوة الحسنة . فعلى الوالدين أن يلزموا أنفسهم أولا بالأخلاق التي يسعون إلى تأديب الأولاد عليها فلا يليق مثلا أن ينهى الوالد ولده عن التدخين وهو نفسه يدخن . ولهذا قال أحد السلف لمعلم أولاده : " لِيَكُنْ أولَّ إصلاحكَ لِبَنِيَّ إصلاحُك لنفسِك فإن عيوبهم معقودةٌ بعيبك فالحَسَنُ عندهم ما فَعلت َ، والقبيحُ ما تركتَ " ا.ه " تاريخ دمشق " ( 38 / 271 – 272 ) . 4- عليكم بملازمة الدعاء خاصة في أوقات الإجابة كثلث الليل الأخير ، وأثناء السجود ، ويوم الجمعة فأكثروا من دعاء الله تعالى بأن يصلح أولادكم وأن يهديهم إلى الطريق المستقيم فالدعاء للأولاد من صفات عباد الله الصالحين قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان ( 74 ) . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى : " ( قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) أي: تقر بهم أعيننا. وإذا استقرأنا حالهم وصفاتهم عرفنا من هممهم وعلو مرتبتهم أنهم لا تقر أعينهم حتى يروهم مطيعين لربهم ، عالمين عاملين وهذا كما أنه دعاء لأزواجهم وذرياتهم في صلاحهم فإنه دعاء لأنفسهم ، لأن نفعه يعود عليهم ولهذا جعلوا ذلك هبة لهم ، فقالوا: (هَبْ لَنَا ) بل دعاؤهم يعود إلى نفع عموم المسلمين لأن بصلاح من ذكر يكون سببا لصلاح كثير ممن يتعلق بهم ، وينتفع بهم " ا.هـ . " تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن " (587) . و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2021-02-18, 05:30 | رقم المشاركة : 186 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ) رواه البخاري (3087) ومسلم (617) . قوله: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا": قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فيه أن الجماد بالنسبة لله عز وجل يتكلم مع الله ويناجي الله وهذا ظاهر في القرآن والسنة ففي القرآن يقول الله تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11] التعليق على صحيح مسلم (3/ 588). وفي السنة كثير" منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ آخَرَ، وَبِالْمُصَوِّرِينَ" مسند الإمام أحمد (14/ 152) برقم 8430 وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَحَاجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْوَعَجَزُهُمْ قَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُُ رِجْلَهُ فِيهَا فَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ، فَهُنَاكَ تَمْتَلِئ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا صحيح البخاري برقم 4850، وصحيح مسلم برقم 2846. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "والمراد بالزمهرير : شدة البرد واستشكل وجوده في النار ، ولا إشكال لأن المراد بالنار: محلها ، وفيها طبقة زمهريرية" انتهى . " فتح الباري " ( 2 / 19 ) . "قوله في الحديث:"أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا" من شدة الحر، وشدة البرد فأذن الله لها أن تتنفس في الشتاء وتتنفس في الصيف، نفس في الصيف ليخف عليها الحر وفي الشتاء ليخف عليها البرد وعلى هذا فأشد ما تجدون من الحر يكون من فيح جهنم و أشد ما يكون من الزمهرير من زمهرير جهنم" التعليق على صحيح مسلم للشيخ ابن عثيمين۴ شرح كتاب الصلاة ومواقيتها (3/ 584). اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2021-02-19, 05:29 | رقم المشاركة : 187 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته هل كان كلام النار ، وشكوتها بلسان المقال أم بلسان الحال ؟ قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله : "وأما قوله في هذا الحديث : (اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضاً .... الحديث) : فإن قوماً حملوه على الحقيقة وأنها أنطقها الذي أنطق كل شيء واحتجوا بقول الله عز وجل : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) النور/24 وبقوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الإسراء/44 وبقوله : (يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ) سبأ/10 أي : سبِّحي معه ، وقال : (يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِشْرَاقِ) ص/18 وبقوله : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ق/ 30 وما كان من مثل هذا ، وهو في القرآن كثير حملوا ذلك كله على الحقيقة ، لا على المجاز وكذلك قالوا في قوله عز وجل : (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) الفرقان/ 12 و (تكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) الملك/8 ، وما كان مثل هذا كله . وقال آخرون في قوله عز وجل : (سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) و (تكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) : هذا تعظيم لشأنها ، ومثل ذلك قوله عز وجل : (جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) الكهف/77 فأضاف إليه الإرادة مجازاً ، وجعلوا ذلك من باب المجاز والتمثيل في كل ما تقدم ذكره على معنى أن هذه الأشياء لو كانت مما تنطق أو تعقل : لكان هذا نطقها وفعلها . فمَن حمل قول النار وشكواها على هذا : احتج بما وصفنا ، ومن حمل ذلك على الحقيقة : قال : جائز أن يُنطقها الله ، كما تنطق الأيدي والجلود ، والأرجل يوم القيامة وهو الظاهر من قول الله عز وجل : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ق/ 30 ومن قوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الإسراء/44 و (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) النمل/18 وقال : قوله عز وجل : (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) الملك/8 أي : تتقطع عليهم غيظاً ، كما تقول : فلان يتقد عليك غيظاً وقال عز وجل : (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) الفرقان/ 12 فأضاف إليها الرؤية ، والتغيظ ، إضافة حقيقية وكذلك كل ما في القرآن من مثل ذلك . ومن هذا الباب عندهم قوله : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ) الدخان/29 و (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) مريم/ 90 و (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت/11 (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) البقرة/74 قالوا : وجائز أن تكون للجلود إرادة لا تشبه إرادتنا كما للجمادات تسبيح وليس كتسبيحنا وللجبال ، والشجر سجود وليس كسجودنا . والاحتجاج لكلا القولين يطول وليس هذا موضع ذِكره ، وحمْل كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم على الحقيقة : أولى بذوي الدِّين ، والحق ؛ لأنه يقص الحق وقوله الحق ، تبارك وتعالى علوّاً كبيراً" انتهى . " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ( 5 / 11 – 16 ) . وقد رَدَّ آخرون الحديث لأن سبب شدة الحر أو شدة البرد معروف وهو بعد الشمس أو قربها من الأرض . وقد أجاب العلماء عن ذلك أيضاً وبينوا أنه لا تعارض بين الحديث ، وبين الواقع قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : "وفي هذا الحديث : دليل على أن الجمادات لها إحساس لقوله : (اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضاً) من شدة الحر ، وشدة البرد , فأذن الله لها أن تتنفس في الشتاء ، وتتنفس في الصيف , تتنفس في الصيف ليخف عليها الحرَّ , وفي الشتاء ليخفَّ عليها البرد , وعلى هذا فأشد ما نجد من الحرِّ : يكون من فيح جهنم , وأشد ما يكون من الزمهرير : من زمهرير جهنم . فإن قال قائل : هذا مشكل حسَب الواقع لأن من المعروف أن سبب البرودة في الشتاء هو : بُعد الشمس عن مُسامتة الرؤوس , وأنها تتجه إلى الأرض على جانب ، بخلاف الحر فيقال : هذا سبب حسِّي ، لكن هناك سبب وراء ذلك , وهو السبب الشرعي الذي لا يُدرك إلا بالوحي , ولا مناقضة أن يكون الحرُّ الشديد الذي سببه أن الشمس تكون على الرؤوس أيضا يُؤذن للنار أن تتنفس فيزدادُ حرُّ الشمس , وكذلك بالنسبة للبرد : الشمس تميل إلى الجنوب , ويكون الجوُّ بارداً بسبب بُعدها عن مُسامتة الرؤوس , ولا مانع من أنّ الله تعالى يأذن للنار بأن يَخرج منها شيءٌ من الزمهرير ليبرِّد الجو فيجتمع في هذا : السبب الشرعي المُدرَك بالوحي , والسبب الحسِّي ، المُدرَك بالحسِّ . ونظير هذا : الكسوف ، والخسوف , الكسوف معروف سببه , والخسوف معروف سببه . سبب خسوف القمر: حيلولة الأرض بينه ، وبين الشمس , ولهذا لا يكون إلا في المقابلة , يعني : لا يمكن يقع خسوف القمر إلا إذا قابل جُرمُه جرمَ الشمس , وذلك في ليالي الإبدار ، حيث يكون هو في المشرق وهي في المغرب أو هو في المغرب ، وهي في المشرق . أما الكسوف فسببه : حيلولة القمر بين الشمس ، والأرض , ولهذا لا يكون إلا في الوقت الذي يمكن أن يتقارب جُرما النيّرين , وذلك في التاسع والعشرين أو الثلاثين ، أو الثامن والعشرين , هذا أمر معروف , مُدرك بالحساب , لكن السبب الشرعي الذي أدركناه بالوحي هو : أن الله ( يخوّف بهما العباد ) , ولا مانع من أن يجتمع السببان الحسي والشرعي , لكن من ضاق ذرعاً بالشرع : قال : هذا مخالف للواقع ولا نصدق به , ومن غالى في الشرع : قال : لا عبرة بهذه الأسباب الطبيعية ولهذا قالوا : يمكن أن يكسف القمر في ليلة العاشر من الشهر ! ... . لكن حسَب سنَّة الله عز وجل في هذا الكون : أنه لا يمكن أن يَنخسف القمر في الليلة العاشر أبداً" انتهى . " شرح صحيح مسلم " ( شرح كتاب الصلاة ومواقيتها ، شريط رقم 10 ، وجه أ ) . اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2021-02-19, 11:19 | رقم المشاركة : 188 | |||
|
السلام عليكم . |
|||
2021-02-19, 18:01 | رقم المشاركة : 189 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندما ندخل الي رحاب السنه النبوية نجد الحريه بكل صورها متوفرة لمن يبحث عنها و سوف اتشرف الان بنقل بعضها و في هذا الموضوع تجد الكثير منها بدايتها الحرية في طرح السؤال اتبعت السنه المطهرة منهج فريد في طرح الاسئلة التي تتردد في الصدور الي حيز الوجود لكن المربي الفاضل صلى الله عليه و سلم لم يقمع هذه الاسئلة و لم يكن صدرة ضيق لكل سؤال و لم يمتع عن الاجابة عن اي استفسار كي لا تظل الاسئلة حبيسه فسمح لهم بالبوح بما تكنه صدورهم ثم ارشدهم الي الجواب الصحيح فعن أبو هريرة رضى الله عنه قال جاءَ ناسٌ مِن أصْحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَسَأَلُوهُ: إنَّا نَجِدُ في أنْفُسِنا ما يَتَعاظَمُ أحَدُنا أنْ يَتَكَلَّمَ به، قالَ: وقدْ وجَدْتُمُوهُ؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: ذاكَ صَرِيحُ الإيمانِ. رواه مسلم 132 و قال صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - لا يزال الناسُ يتساءلون حتى يقال هذا : خلق اللهُ الخلقَ فمن خلق اللهَ فمن وجد من ذلك شيئًا فلْيقلْ : آمنتُ باللهِ رواه أبي داود 4721 عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ) رواه البخاري (3276) ومسلم (134) و هكذا كان صلى الله عليه و سلم في معالجة كل سؤال علي حدة بحكمتة و توجيهه دون ان يتهرب او يتواري بحسب ما يدور في تفسوسهم ما دام لم يظهر ذلك سمة المراء و الجدل عن ابي مسعود قال - سَأَلتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: الصَّلاةُ لِميقاتِها، قال: قُلتُ: ثُمَّ ماذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: بِرُّ الوالدَينِ، قال: قُلتُ: ثُمَّ ماذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: الجِهادُ في سَبيلِ الله، قال: فسَكَتَ ولو استزَدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَزادني. أخرجه البخاري (7534)، ومسلم (85) ثانيا تغرس السنه النبوية شخصية الانسان التفاؤل و الايجابية و تبعد عنه السلبيه و التقاعس و الكسل قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي ولَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي رواه البخاري 6180 نَهى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن وصْفِ المرءِ نفْسَه -إنْ أصابَها شيءٌ مِن الضِّيق والضَّجَر والتنكُّد- بالخُبث مع صِحَّة هذا الوصفِ وأمَرَ بإبدالِه بوصْفِ اللَّقَس وهو الغَثَيان مع أنَّ اللَّقَس والخُبث بمعنًى واحدٍ، وإنَّما كَرِه «خَبُثَت» هربًا من لفظِ الخُبث والخَبِيث الذي يُوصَف به الشياطينُ والكَفَرةُ والفَجَرةُ، وهذا لِمَا في وصفِ النَّفْسِ بذلك مِن أثرٍ فيها وكان مِن سُننِه صلَّى الله عليه وسلَّم تَغيِيرُ الاسمِ القَبِيح إلى الحَسَنِ https://dorar.net/hadith/sharh/12840 قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على كلِّ مُسلِمٍ صدقَةٌ ، فإنْ لمْ يجِدْ فيعمَلُ بيدِهِ فينفَعُ نفسَهُ و يتصدَّقُ فإنْ لمْ يستطِعْ فيُعينُ ذا الحاجَةِ الملْهُوفَ فإنْ لمْ يفعلْ فيأمُرُ بالخيرِ فإنْ لمْ يفعلْ فيُمسِكُ عنِ الشرِّ ، فإنَّهُ لهُ صدقةٌ أخرجه البخاري (6022) و من الايجابية ان لا يتوري و ينعزل بل يشارك الناس و يصلح بين المتنازعين فينصر المظلوم و يردع الظالم و ينمي روح المشاركة الوجدانية في نفسه و لا يكبحها و يشبع حاجته الطبيعية الي الانتماء الاجتماعي قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى أخرجه البخاري (6011) و في هذا المجال قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انصُر أخاكَ ظالمًا أو مَظلومًا قيلَ : يا رسولَ اللَّهِ هذا نَصرتُهُ مظلومًا فَكَيفَ أنصرُهُ إذا كانَ ظالمًا ؟ قال : تحجِزُهُ وتمنعُهُ من الظُّلمِ ، فذاك نصرُهُ أخرجه البخاري (6952) و لهذا المعني قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا أخرجه البخاري (6026)، ومسلم (2585). ثالثا حثت السنه المطهرة الفرد المسلم علي الاعتماد علي نفسه و عدم الركون للمذله و المسكنة قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأنْ يأخذَ أحدُكم حبلَهُ على ظهْرِهِ فيأتي بحزمةٍ منَ الحطبِ فيبيعُها فيكُفَّ اللهُ بها وجهَهُ خيرٌ مِنْ أنْ يسألَ الناسَ أعطوْهُ أوْ منعوهُ أخرجه البخاري (1471) قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ وخَيْرُ الصَّدَقَةِ عن ظَهْرِ غِنًى ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ. رواه البخارى 1427 و اخيرا ان اردت المزيد ازيد |
||||
2021-02-19, 18:16 | رقم المشاركة : 190 | |||
|
يا اخي انك لم ترد علة سؤالي فكلامك يخص رسول الله صلى الله عليه وسلم . |
|||
2021-02-19, 18:44 | رقم المشاركة : 191 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لم ترد لفظة الحرية فى السنة النبوية المطهرة علي قدر علمي وإنما وردت معانيها وصورها ومن هذه الصور ما يلى: (1) تحرير الإنسان من العبودية لأخيه الإنسان : وهنا استخدمت السنة مفهوم المخالفة بمعنى التحذير والتنفير من العبودية والترغيب فى عتق الرقاب وتحرير العبيد فعن أبو هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال أيُّما امْرِئٍ مُسلِمٍ أعْتَقَ امْرَأً مسلِمًا كان فِكاكَهُ من النَّارِ يُجزِي كلُّ عُضوٍ مِنه عُضوًا مِنهُ وأيُّما امْرِئٍ مُسلِمٍ أعْتَقَ امْرَأَتَينِ مسلِمتَيْنِ كانَتا فِكاكَهُ من النَّارِ يُجزِي كلُّ عُضوٍ مِنهُما عُضوًا مِنه . وأيُّما امْرأةٍ مُسلِمةٍ أعْتَقَتْ امرأةً مُسلِمةً كانتْ فِكَاكَهَا من النارِ يُجزِئُ كلُّ عُضوٍ مِنهُا عُضوًا مِنها سنن الترمذي 1547 (2) تحرير الإنسان من العبودية للدنيا: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم - تعِس عبدُ الدينارِ ، تعِس عبدُ الدرهمِ ، تعس عبدُ الخميصةِ تعس عبدُ الخميلةِ ، تعِس وانتكَس وإذا شيكَ فلا انتقشَ أخرجه البخاري (2887) وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ وإذَا شِيكَ فلا انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بعِنَانِ فَرَسِهِ في سَبيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إنْ كانَ في الحِرَاسَةِ، كانَ في الحِرَاسَةِ وإنْ كانَ في السَّاقَةِ كانَ في السَّاقَةِ إنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ له، وإنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ. رواه البخاري 2887 تحرير القلب من التعلق بغير الله: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنتُ خلفَ النَّبيِّ – صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - فقالَ: ( يا غلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلماتٍ : احفظِ اللَّهَ يحفظكَ، احفظِ اللَّهَ تجدْهُ تجاهَكَ إذا سألتَ فاسألِ اللَّهَ وإذا استعنتَ فاستعن باللَّهِ واعلم أنَّ الأمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لكَ وإن اجتمعوا على أن يضرُّوكَ بشيءٍ لم يضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعتِ الأقلامُ وجفَّت الصُّحفُ . صحيح الترمذي 2516 آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-02-19 في 19:28.
|
||||
2021-02-19, 19:26 | رقم المشاركة : 192 | |||
|
|
|||
2021-02-19, 19:33 | رقم المشاركة : 193 | |||
|
|
|||
2021-02-20, 05:37 | رقم المشاركة : 194 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته و الان مع استكمال موضوع وفي الحديث فوائد كثيرة: 1- أن النار مخلوقة الآن، وكذلك الجنة قال تعالى عن النار: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران:131] . وقال عن الجنة: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران:133] وفي حديث النهي عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة عُلل ذلك بأن جهنم تسجر أي: يوقد عليها إيقادًا بليغًا شرح صحيح مسلم للنووي (6/ 356). صحيح مسلم برقم 832. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ" صحيح البخاري برقم 3277 وصحيح مسلم برقم 1079. وهذا دليل آخر على وجودها الآن. 2- أن في جهنم ألوانًا من العذاب ففيها البرد الشديد والحر الشديد، قال تعالى: ﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ [ص: 57، 58] وقال تعالى: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾ [النبأ: 24، 25]. فالحميم الحار الذي قد انتهى حره وأما الغساق: فهو البارد الذي لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا لَأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا" (17/ 231) برقم 11230، وقال محققوه: حديث حسن لغيره. 3- شدة حر هذه النار ولذلك أُذن لها بنفس الصيف والشتاء، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]. أكثر المفسرين على أن المراد بالحجارة حجارة من الكبريت الأسود توقد بها النار وفيها خمسة أشياء: سرعة الاتقاد نتن الرائحة، كثرة الدخان شدة الالتصاق بالأبدان، قوة حرها إذا حَمِيت تفسير القرطبي رحمه الله (1/ 354). روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا" صحيح البخاري برقم 3265 وصحيح مسلم برقم 2843. قال القرطبي رحمه الله: "وبيان ذلك أنه لو جُمع حطب الدنيا فأوقد كله حتى صار نارًا، لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم الذي هو من سبعين جزءًا أشد من حر نار الدنيا كما بينه في آخر الحديث قوله: قالوا والله إن كانت كافية، أي نار الدنيا فأجابهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها فُضلت عليها بتسعة وستين ضعفًا" التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص343. 4- قدرة الله العظيمة أن جعل في النار من ألوان العذاب ما لا يصدقه إلا المؤمنون به العارفون عظيم قدرته ففيها الحر الشديد، وكذلك البرد الشديد وفيها الحيَّات، والعقارب، وأنواع الحشرات المؤذية وردت بذلك أحاديث وآثار حسنها بعض أهل العلم. انظر: السلسلة الصحيحة برقم 3429 والتخويف من النار لابن رجب الحنبلي رحمه الله ص288-289. كما أن فيها شجرة الزقوم التي جعلها الله فتنة للظالمين قال تعالى: ﴿ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ [الدخان: 43 - 46] وقال تعالى: ﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 64]. فهنيئًا لعبد عرف عظمة ربه فآمن به وسلم له أمره، وقدَّره حق قدره. 5- أن على المؤمن أن يستعيذ بالله من النار وأن يسعى لفكاك نفسه منها وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يستعيذ من النار ويأمر بذلك في الصلاة وغيرها فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه : "تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ" قَالوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ برقم 2867. قال أنس- رضي الله عنه - كما في الصحيحين: كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" صحيح البخاري برقم 6389 وصحيح مسلم برقم 2690. وروى مسلم في صحيحه من حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّم وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" برقم 1016. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2021-02-21, 05:16 | رقم المشاركة : 195 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قالَ رجلٌ : يا رسولَ اللَّهِ الرَّجلُ منَّا يَلقى أخاهُ أو صديقَهُ أينحَني لَهُ ؟ قالَ : لا قالَ : فيَلتزمُهُ ويقبِّلُهُ ؟ قالَ : لا قالَ : فيأخذُ بِيدِهِ ويصافحُهُ ؟ قالَ: نعَم أخرجه الترمذي (2728) واللفظ له، وأحمد (13044) اهتمَّتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ بآدابِ المجلِسِ واللُّقْيا في المجتمَعِ وحرَصَتْ على نَشْرِ رُوحِ الأُلفَةِ بين المسلِمين ومع ذلك حرَصَتْ أنْ تكونَ الآدابُ ليس فيها أيُّ علاماتٍ أو مسبِّباتٍ للكِبْرِ أو التَّبجِيلِ الخارِجِ عن الحَدِّ الشَّرعيِّ إلى حَدِّ الغلُوِّ. وفي هذا الحَديثِ يقولُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِي اللهُ عَنه: "قال رجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، الرَّجُلُ منَّا يلْقَى أخاه أو صدِيقَه أيَنحنِي له؟"، أي: هل ينحَني ويمِيلُ ويَثنِي رأسَه مع ظهْرِه له؛ لتحيَّتِه عندما يقابِلُه؟ فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالنَّهيِ عن ذلك "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا" أي: لا تنحَنِ له لتحيَّتِه فإنَّه في مَعنى الرُّكوعِ وذلك لا يَجوزُ لغيْرِ اللهِ تعالى وأمَّا سُجودُ إخْوةِ يوسُفَ عليه السَّلامُ له فهو حِكايةُ واقِعةٍ كانَت في شرِيعةٍ أُخرى وشرِيعتُنا نهَتْ عن ذلك فأردَفَ السَّائلُ طرِيقةً أُخرى للتَّحيَّةِ لِيَسأَلَ عنها. "قال"، أي: السَّائلُ: "فيَلتَزِمُه ويُقبِّلُه؟" أي: هل يَضُمُّه إلى جسَدِه أو صَدْرِه ويُقبِّلُه كتَحيَّةٍ عندما يَلقاه؟ فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالنَّهيِ عن ذلك "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا" أي: لا تضُمَّه وتقبِّلْه وهذا مَحمولٌ على ما إذا كان في اللِّقاءِ اليوميِّ أمَّا المجيءُ مِن سفَرٍ، ونحْوِ ذلك فبِخِلافِ ذلك فأردَف السَّائلُ طَريقةً أُخرى للتَّحيَّةِ لِيَسأَلَ عنها "قال: فيَأخُذُ بيدِه ويُصافِحُه؟" يعني: هلْ يُمسِكُ بيَدِه ويُصافِحُه؟ والإمساكُ باليَدِ هو المُصافحَةُ فهو مِن قَبيلِ التَّفسيرِ والتَّوضِيحِ فأجابَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالموافقَةِ "قال" النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نعمْ" أي: فليَكُنْ هذا هو فِعْلَك لتحيَّةِ مَن تَلقَى مِن إخوانِك وأصدِقائِك. وقد ثبَتَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه كان يُصافِحُ النَّاسَ بيَمِينِه في البَيْعَةِ وغيرِ ذلك ولذلك فإنَّ المُصافحَةَ باليَمينِ هي السُّنَّةُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم. وفي الحَديثِ: اهتِمامُ الإسلامِ بتَفاصِيلِ الحياةِ مِن تحيَّةِ الغيْرِ، وغيْرِها. وفيه: التَّوجيهُ النَّبويُّ بالسَّلامِ والمُصافحَةِ عند تَلاقِي المسلِمين وعدَمِ المبالغَةِ في إظهارِ التَّحيَّةِ والتَّبجِيلِ يما يكونُ معه مخالَفاتٌ شرعيَّةٌ. https://www.dorar.net/hadith/sharh/87122 و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc