غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد
وشبيه صوت النعي اذا قيس بصوت البشير في كل ناد
ابكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد؟
خفف الوطء ما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد
وقبيح بنا، وإن قدم العهد هوان الاباء والأجداد
سر ان اسطعت في الهواء رويدا لا اختيالا على رفات العباد
رب لحد قد صار لحدا مرارا ضاحك من تزاحم الاضداد
ودفين على بقايا دفين في طويل الأزمان والاباد
فأسال الفرقدين عمن احسا من قبيل وانسا من بلاد
كم اقاما على زوال نهار وانارا المدلج في سواد
تعب كلها الحياة فما اعجب الا من راغب في ازدياد
ان حزنا في ساعة الموت اضعا ف سرور في ساعة الميلاد
خلق الناس للبقاء فضلت امة يحسبونهم للنفاد
انما ينقلون من دار اعما ل الى دار شقوة او رشاد
ضجعة الموت، رقدة يستريح الجسم فيها والعيش مثل السهاد
أبنات الهديل اسعدن اوعد ن قليل العزاء بالاسعاد
ايه لله دركن، فانتن اللواتي تحسن حفظ الوداد
ما نسيتن هالكا في الأوان الخال أودى من قبل هلك إياد
بيد أني لا ارتضي ما فعلتن واطواقكن في الاجياد
فتسلبن واستعرن جميعا من قميص الدجى ثياب حداد
ثم غردن في الماتم واندبن بشجو مع الغواني الخراد
هذه القصيدة الرائعة لأبي علاء المعري