تلاميذ يهجرون مقاعد الدراسة في غفلة من الإدارة
الهروب من المدرسة يعرف استفحالا خطيرا غرب العاصمة
اتخذ بعض التلاميذ في الآونة الأخيرة دفء الطبيعية ذريعة لهجر مقاعد الدراسة بحثا عن مكان ملائم للعب والاستمتاع بدفء الشمس، حيث تسجل بعض الثانويات تسربا مدرسيا بالتواطؤ مع بعض الأساتذة وبعلم من الإدارة، وهو الأمر الذي قد يساهم في عمليات الرسوب بصفة مباشرة.
تعرف المناطق الغربية للعاصمة، وبالضبط المناطق الساحلية، ظاهرة دخيلة على بعض المؤسسات التربوية كالثانويات والمتوسطات، وهي التسرب المدرسي المقنن بحجة الأجواء الربيعية ودفئها، وهو الأمر الذي دفع بعض التلاميذ إلى هجر مقاعد الدراسية بتواطؤ مع بعض الأساتذة الذين يسمحون للتلاميذ بالتحجج بأي سبب لمغادرة القسم، في الوقت الذي يكتفون فيه بتوقيع ورقة الحضور لضمان راتبهم الشهري.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع ارتأت ”الفجر” أن تزور بعض الثانويات في ولاية تيبازة..
المواد غير الأساسية تأخذ حصة الأسد من حجم التسرب
يتعمد بعض التلاميذ التغيب في بعض المواد غير الأساسية بالنسبة لشعبتهم، ظنا منهم أن الالتزام بالحضور ليس واجبا أوضروريا كالمواد الاساسية، وهو الأمر الذي ساهم في مضاعفة ظاهرة التسرب المدرسي وهجرة مقاعد الدراسة. وفي الإطار اقتربا من بعض التلاميذ الذين وجدناهم بمقربة من الثانوية، حيث أعرب جلهم أن دفء الطبيعة وتحسن الأحوال الجوية وراء تغيبهم عن المدرسة ولجوئهم للعب أو التنزه أو”المواعيد” دون علم أوليائهم، متحججين بالملل وعدم استطاعتهم على التركيز في الدروس، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على طلبة الأقسام النهائية خاصة. نفس الرأي وجدناه عند بعض الفتيات اللواتي فضلن الجلوس في ”الڤازون”، حيث أعربت إحداهن قائلة: ”لا يهم فقد تغيبنا في مادة غير أساسية، ويمكن تعويضها في الدروس الخصوصية”..
وآخرون يفضلن البقاء في ساحات الفناء
من جهة أخرى يفضل البعض الآخر البقاء في فناء المؤسسة خوفا من الخروج إلى الشارع، وذلك خوفا من الاولياء أو لعدم لفت الانتباه، حيث يقصدن بعض الزوايا للقيام ببعض النشاطات كلعب ”الكارطة” أوسماع الأغاني أوالإبحار في مواقع التواصل الاجتماعي كـ”الفايسبوك” في غفلة أوتغافل من الإدارة التي تتحمل مسؤولية ذلك..
ولمعرفة الأكثر حول الموضوع، قمنا بسؤال بعض الاساتذة الذين رفضوا الحديث معنا، مكتفين بكلمة واحدة هي”لم نستطع أن نسيطر على جيل اليوم..”؟!.
اعتداءات وتحرشات وحوادث مرور.. فمن المسؤول؟
تتمتع المناطق الساحلية غرب العاصمة بمؤهلات وفضاءات طبيعية خلابة، جذبت أعدادا كبيرة من التلاميذ بمختلف الأطوار، حيث يتهاتفون عليها طلبا للراحة والاسترخاء، ويستغلون أوقات الدراسة للذهاب إليها دون علم أوليائهم. وقد سجلت بعض المحافظات على المستوى الولائي اعتداءات وتحرشات وحوادث مرور، جراء هذه السلوكات التي تزداد يوما بعد يوم في ظل غياب الرقابة وغياب دور المؤسسات التربوية التي من مهامها الأساسية السهر على مصلحة ومستقبل التلاميذ وليس إعطائهم الحرية الكاملة للقيام بسلوكات غير أخلاقية، متجاهلين بذلك الضمير المهني والأمانة التي تركها عندهم الأولياء!.
المصدر صحيفة الفجر.