"دويتشه فيله": موعد انهيار نظام الأسد أصبح وشيكاً
الأربعاء 20 مايو / أيار 2015
نشر موقع دوتيشه فيله الإلكتروني الألماني اليوم تقريراً قال فيه إن هناك دلالات متزايدة بدأت تطفو على السطح في سورية، تفيد بأن نظام الأسد يقترب من نهايته عسكرياً وسياسياً وقانونياً، وأن هذه الدلالات تفيد أيضاً بظهور تغييرات في طبيعة وبنية المجتمع السوري.
وذكر الموقع أن سياسة مكافحة الإرهاب بالنسبة للأسد ليست "استراتيجية متبعة وحسب، بل تشكل أيضاً سياسة علاقات عامة ناجحة. بحيث يقدم الأسد نفسه بأنه في مقدمة الذين يحاربون الإرهاب الجهادي، الذي أصاب البلد بعدم الاستقرار".
لكن الموقع بيّن أن "هذه السياسة المتبعة من الأسد أصبح من المشكوك في نجاعتها على المدى الطويل، إذ أن هنالك دلالات عديدة بدأت تظهر على الأرض تشير إلى قرب انهيار حكومة الأسد".
وأوضح الموقع أن من هذه الدلالات تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لمجلة "دير شبيغل" الألمانية عن مدى أهمية الدعم الإيراني المقدم للأسد، حيث قال ظريف "نحن ندعم الحكومة الشرعية في سورية، ولولا دعمنا هذا لوجدنا تنظيم الدولة الإسلامية يحكم دمشق".
كما أن وصف الأسد طبيعة الحرب في البلاد بأنها متغيرة حيث قال في بداية مايو/أيار الجاري "من طبيعة المعارك أن يكون بها كر وفر، هزائم وانتصارات". هذا الخطاب من الأسد فسرته العديد من وسائل الإعلام بأنه تضاؤل في حتمية الانتصار لقوات الأسد.
من جهة أخرى أشار الموقع الألماني إلى أن قوات الأسد تعرضت لخسائر كبيرة في شمال البلاد، وخاصة بعد فشل قوات النظام من استعادة بلدة جسر الشغور في ريف إدلب.
وترى صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن "حالة عدم الحسم القائم على الأرض هو انتصار لقوات المعارضة، وأن القدرة على فرض نفوذها في محافظة اللاذقية مركز تجمع الطائفة العلوية سيكون بداية النهاية لحكم الأسد".
وبيّن الموقع أن من ضمن الضغوط التي يتعرض لها نظام الأسد أيضاً الجانب القانوني، حيث استطاعت لجنة العدالة والمساءلة الدولية (CIJA)، والتي تضم مجموعة من العاملين السابقين في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وبالتعاون مع حقوقيين عملوا طوال السنوات الثلاث الماضية بشكل سري على توثيق جرائم نظام الأسد، وهرَّبوا بيانات وأدلة إلى أوروبا.
ومن بين هذه الأدلة ما يفيد باستخدام الأسد العنف ضد المتظاهرين وإتباع قواته التصعيد المتعمد معهم.
من جهتها اقتبست صحيفة "ذا غارديان" البريطانية نصوصاً من التعليمات الصادرة عن مكتب الأمن القومي السوري في أغسطس/آب 2011 تقضي "باعتقال كل من يتظاهر ضد الحكومة، وكل من يتواصل مع مؤسسات ووسائل إعلام أجنبية، من أجل تشويه سمعة البلد"، بالإضافة إلى توثيق أساليب التعذيب المتبعة بحق المعارضين.
وأوضح الموقع أن هذا العنف المستخدم من قبل النظام ضد معارضيه، أدى إلى فرض السيطرة على الأرض بالقوة، إلا أنه أيضا جعل من العديد من السوريين معارضين للنظام.
ووفقاً لتصريحات أحد زعماء المعارضة السورية في حلب، والتي أدلى بها لمجلة "المونيتر" الطلابية الالكترونية "أن أسوأ حقيقة للنظام، أن يعرف أن العديد من السوريين، الذين لم يشتركوا في أعمال العنف في البداية، انضموا للمعارضة المسلحة، وذلك كرد فعل على العنف المستخدم من النظام".
ويعترف الناشط المعارض بأن التحالف بين أقطاب المعارضة هو مؤقت حالياً، إلا أن الاختلافات في الرأي والتوجهات قد تكون نتاجاً للتغير الذي طرأ على بنية المجتمع السوري. وهو ما قد يظهر بعد سقوط الأسد والذي أصبح توقيت سقوطه مثاراً للتساؤل.