|
فقه المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنّة |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مُدَارَسَةُ كِتَابِ شَرْحِِ: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلْمِ ..
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2015-11-14, 18:43 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
||||
2015-11-14, 19:12 | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
اقتباس:
وعليكم السّلام ورحمة الله
بالنسبة للغترة والعقال فهما من لباس أهل الخليج أختي الغترة (أو كما يُسمّونها أيضًا الشماغ) هي هذه: أما العقال فهو هذا: أما بالنّيسة لصاحب الكِتاب فقد وجدتّ له هذه الترجمة: أحمد بن الأمين الشّنْقِيطي (1289 - 1331 هـ = 1872 - 1913 م) أحمد أمين الشنقيطي، من رجال النهضة الأدبية، ولد في شنقيط في موريتانيا، وتعلّم علوم عصره في بلده متلقيا العلم على شيوخها. أُتيحت له فرصة الرحلة في بلاده فأفاد منها في التعرف إلى مواطنها وما في هذه المواطن من تنوّع في الحياة وصعوبة في العيش أحيانا، وفهم جغرافية بلاده. قابل أهل الحل والعقد والمعرفة والعلم، فكان له من ذلك مادة دسمة نفعته في وضع الكتاب الذي كان مصدر معرفة غزيرة عن البلاد وأهلها. كان أحمد الشنقيطي في أواسط العقد الثالث من عمره لما غادر بلاده سنة 1315هـ في رحلته إلى الشرق، وقد توفق إلى أداء فريضة الحج، بعد ذلك بسنتين. كان يسير مفتح العين والأذن، ومن هنا كانت الفائدة التي جناها من التقائه بعلماء مكة والمدينة الأصليين منهم والمجاورين. أخذ يتنقّل لزيارة المناطق الإسلامية التابعة لروسيا، بالإضافة إلى السفر من أقصى الصحراء الكبرى في الغرب ليتجه إلى أواسط آسيا، ثم ينتقل من تلك الأصقاع إلى تركيا، فيجتاز الأناضول ويزور الآستانة حيث نَعِم بالإطّلاع على خزائن كُتبها الغنية بالمخطوطات العربية واتصل بعدد من علمائها وفضلائها وأدبائها. ومرّ بأزمير، ومنها انتقل إلى سوريا ولقي العلماء الذين كانت دمشق وحلب تزخران بهم. وانتهى به المطاف إلى القاهرة، حتى وافته المنية قُبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى. كان أحمد بن أمين الشنقيطي على علمٍ تامٍ ومعرفةٍ كبيرةٍ بالعلوم الأصولية والفقهية، كما كان له دراية تامة بالتعاليم الصوفية. فضلاً عن ذلك، فقد كان في الدرجة العليا من علوم العربية وآدابها. هذه الأنواع والفنون من العلوم والمعارف تظهر جلية في الكتب التي ألّفها أو حققها، إن مِن حيث الدقة في العمل أو من حيث الجهد في التوضيح. عني الشنقيطي بشرح ديوانين، هما: ديوان طرفة بن العبد وديوان الشماخ بن ضرار. ووضع شرحًا للمعلقات العشر مفصلاً فيه أخبار قائليها. وله من المؤلفات: “الدُّرر اللوامع”، و”شرح جمع الجوامع في العلوم العربية”. بالإضافة إلى كتابه المفيد جدًا المعروف بإسم: “الوسيط في أدباء شنقيط”. هذا الكتاب حصاد جيد ليس فقط عن جغرافية البلاد وسكانها وعاداتهم وتجارتهم فحسب، بل وعن ما يزيد على أربعمئة صفحة من الأدب الشنقيطي العربي الفصيح، وهو ثروة ما كانت لتتاح لولا هذا الجهد الذي بذله الأديب الرّحالة، ولولا أن استقرّ بمصر. وقد رتب الشعر قبليًا أولاً، ثم انتقل إلى الأفراد فتحدث عنهم، وقد أكثر من الشواهد. آخر تعديل تصفية وتربية 2015-11-14 في 20:15.
|
||||
2015-11-14, 20:04 | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
اقتباس:
القصّة مفادها أنّه حدثت فتنة بين قبيلتين وقُتِل فيها أربعة رجال من أحد القبيلتين فالقاضي حكم بأنه يجب أن يُقتل أربعة رجال من الثبيلة الأخرى، لكن أحد المشايخ قال بأنه لا قصاص في هذا الحال.
القاضي استغرب وقال أن هذا لم يُذكر في أيّ كتاب، هو يقصد أنه لا دليل في الشّرع عن هذا لكن الشيخ بفطنته قال بل لم يخل منه كتاب، وهو يقصد القاموس (على اعتبار أن القاموس هو في حقيقته كتاب، والقاضي أطلق لفظ عام يقوله 'كتاب' فلم يُحدد إن كان كتاب فقه أو غيره) الشّاهد أن القاضي طلب بأن يُنظر في القاموس مقتنعًا بأنّه لا يوجد فيه الحُكم الشّرعي لمثل هذه الحالة. لكن الشيخ فتح على معنى كلمة هيشة، ووجد أن الهيشة هي الفتنة وليس فيها قصاص (وليس في الهيشات قود أي لا يُعلم فيها قاتِل). فالجميع استغرب من فطنة هذا الشيخ وسرعة بديهته. هذا ما فهمته من القصّة والله أعلم وأسأل الله أن أكون قد وُفّقتُ في الشّرح. آخر تعديل تصفية وتربية 2015-11-14 في 20:13.
|
||||
2015-11-15, 20:35 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -على طالب العلم التحلي بالرفق سواء كان طالبا أو مطلوبافالرفق كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه)).الأدب الثّالِث عشر: التحَلِّي بالرِّفْقِ: -على طالب العلم أن يكون رفيقا في مواضع الرفق وعنيفا في مواضع العنف ولكل مقام مقال . -على طالب العلم أن يتجنب الغلظة والكلمة الجافية لأن الْخِطابَ اللَّيِّنَ يتَأَلَّفُ النفوسَ الناشِزَةَ فإنه يدرك بالرفق ما لا يدرك بالشدة والعنف ألا ترى أن الماء على لينه يقطع الحجر على شدّته. الأدب الرّاِبع عشر: التأمُّلُ: التَّحَلِّي بالتأمُّلِ. -على طالب العلم التحلي بالتأمل وهو التأني في الاجابة ومعرفة مايقول وعدم التسرع وماهي نتيجة كلامه.- على طالب العلم أن يقدم التأني والصبر على العجلة والتسرع لأن لأن القولة أو الفعلة اذا خرجت لن تعود ،وقد قالوا :العجل بريد الزّلل. -قال النَّابغة: -على طالب العلم أن يتحرز في العبارة والأداء وألا يطلق العبارة على وجه تؤخذ عليه بل يتحرز إما بقيود يضيفها إلى الإطلاق وإما بتخصيص يضيفه إلى العموم وإما بشرط يقول إن كان كذا أو ما أشبه ذلك وهذا كله دون تعنت أو تحذلق.الرِّفقُ يُمْنٌ والأناةُ سعادةٌ*** فتأنَّ في رفقٍ تُلاقِ نجاح -وقال القطامي عمرو بن شييم: قد يدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه***وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ -على طالب العلم أن يتَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ كيفَ يختارُ القالَبَ المناسِبَ للمعنى الْمُرادِ ويتَأَمَّلْ عندَ سؤالِ السائلِ كيف يفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ كذلك نفس الشيء بالنسبة للجواب لأنه إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة كل إنسان يفسر هذا الكلام بما يريد وبما يناسبه. -الأدب الخامِس عشر: الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ -على طالب العلم التحلي بالثباتِ والتَّثَبُّتِ فالثبات هو الصبر والمصابرة دون ضجر ولا ملل.- وألا يأخذ من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك. على طالب العلم أن يثبت على الكتب التي يطلب العلم منها والمشايخ الذين يأخذ عنهم العلم . -على طالب العلم أن يتثبت فيما ينقل عن الغير و أن يتثبت في ردة فعله بمعنى ما يقوله وما يصدره من أحكام بناء على مانقل اليه لأنه من ينقل قد يكون سيء النية قصده تشويه سمعة من نقل عنه أو يفهم الشيء على خلاف معناه الذي أريد به فإن من ثبت نبت ومن لم يثبت لم ينبت. تم بحمد الله . |
|||
2015-11-17, 12:26 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الثّلاثاء : 3 صفر 1437 من الهجرة النّبويّةالأدب الثّالث عشر من آداب طالب العلم فـي نفسه (الــــتّحلّــــــي بالــــــرّفــــــق )
3)-اللين في خطاب مدعاة للين جانب الخصم وهو من أسباب القبول ! الأدب الرّابع عشر من آداب طالب العلم فـي نفسه (الــــتّأمّـــــــــــل ) 1)-التّأمل في كلامه وجوابه وسؤاله وفي سماع غيره حتى وإن كان الأمر دائرا بين التأني والإقدام فليقدّم التأني دائما؛ لأن فيه السلامة ويتأكد ذلك عند السؤال حتى لا يكون الجواب مجملا له تفاسير عديدة. 2)-تجنب الإطلاق والتعميم ما استطاع دون تعنت وتحذلق! 3)-على طالب العلم حسن اختيار القالب المناسب للمعاني أثناء المذاكرة الأدب الخامس عشر من آداب طالب العلم فـي نفسه (الــــثّبات و التّــثـــبّث ) 1)- التثبت في نقل الأخبار وفي إصدار الأحكام فقد يكون الخبر مبنيا على أصل يجهله فيحكم بخطئه -كيفية التثبت الاتصال بمن نسب إليه الخبر ومناقشته فيه 2)-الفرق بين الثبات والتثبت :
|
|||
2015-11-17, 19:28 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
الادب الثالث عشر: التحلي بالرفق |
|||
2015-11-17, 21:37 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
السلااام عليكم ورحمة الله وبركاااته |
|||
2015-11-21, 15:23 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
|
|||
2015-11-22, 20:48 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
السّلام عليكم ورحمة الله
أخواتي أعتذر على التأخر .. انتظرني غدًا أو بعد غد بالامتحان الأول حول الفصل الأول قبل أن نمر للفصل الثّاني |
|||
2015-11-23, 15:15 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
أخواتي هل أنتُنّ جاهِزات للامتحان أو لا؟
|
|||
2015-11-23, 17:49 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيتي أنا عن نفسي جاهزة للامتحان . |
|||
2015-11-24, 14:08 | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
اقتباس:
وعليكم السّلام ورحمة الله
بوركتِ أمّ فاطمة .. سننتظر يومًا آخر ريثما تلتحق باقي الأخوات |
||||
2015-11-25, 15:30 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||
2015-12-09, 17:15 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله
حيّاكن الله أخواتي نواصل على بركة الله مع الفصل الثّاني: قال المُصنّف -رحمه الله-: الفصلُ الثاني : كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي الأدب السادس عشر: كيفيَّةُ الطلَبِ ومَراتِبُه: (مَن لم يُتْقِن الأصولَ، حُرِمَ الوُصولَ)، (ومَن رامَ العلْمَ جُملةً، ذَهَبَ عنه جُمْلَةً)، وقيلَ أيضًا: ( ازدحامُ العِلْمِ في السمْعِ مَضَلَّةُ الفَهْمِ) . وعليه فلا بُدَّ من التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ مُتْقِنٍ، لا بالتحصيلِ الذاتيِّ وَحْدَه؛ وآخِذًا الطلَبَ بالتدَرُّجِ . قالَ اللهُ تعالى: { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}، وقالَ تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا }، وقالَ تعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ } [1]. فأمامَك أمورٌ لا بُدَّ من مُراعاتِها في كلِّ فنٍّ تَطْلُبُه: أولا: حفْظُ مُخْتَصَرٍ فيه. ثانيا: ضبْطُه على شيخٍ متْقِنٍ. ثالثا: عدَمُ الاشتغالِ بالْمُطَوَّلاتِ وتَفاريقِ الْمُصَنَّفاتِ قبلَ الضبْطِ والإتقانِ لأَصْلِه. رابعا: لا تَنْتَقِلْ من مُخْتَصَرٍ إلى آخَرَ بلا مُوجِبٍ ، فهذا من بابِ الضَّجَرِ. خامسا: اقتناصُ الفوائدِ والضوابِطِ العِلْمِيَّةِ. سادسا: جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه، والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ [2]. وكان من رأيِ ابنِ العربيِّ المالِكِيِّ أن لا يَخْلِطَ الطالبُ في التعليمِ بينَ عِلْمَين وأن يُقَدِّمَ تعليمَ العربيَّةِ والشعْرِ والْحِسابِ ، ثم يَنتَقِلَ منه إلى القُرآنِ [3]. لكن تَعَقَّبَه ابنُ خَلدونَ بأنَّ العوائدَ لا تُساعِدُ على هذا وأنَّ الْمُقَدَّمَ هو دراسةُ القرآنِ الكريمِ وحِفْظُه ؛ لأنَّ الوَلَدَ ما دام في الْحِجْرِ يَنقادُ للحُكْمِ ، فإذا تَجاوَزَ البُلوغَ ؛ صَعُبَ جَبْرُه . أمَّا الْخَلْطُ في التعليمِ بينَ عِلمينِ فأَكْثَرَ؛ فهذا يَختلِفُ باختلافِ المتعلِّمينَ في الفَهْمِ والنشاطِ [4]. الشّرح: [1] كيفية الطلب وهذا أيضا مهم ليبني الإنسان على أصول ولا يتخبط خبط عشواء يقول: (من لم يتقن الأصول حرم الوصول) وقيل بعبارة أخرى: من فاته الأصول حرم الوصول، لأن الأصول هي العلم والمسائل فروع، كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك، فلا بد من أن يبني الإنسان علمه على أصول. فما هي الأصول ؟ هل هي الأدلة الصحيحة؟ أو هي القواعد والضوابط؟ أو هذا وهذا ؟ الثاني هو المراد، تبني على أصول من الكتاب والسنة وتبني على قواعد وضوابط مأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة ترجع إليها أحكام الكتاب والسنة، وهذه من أهم ما يكون لطالب العلم مثلاً (المشقة تجلب التيسير) هذا أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة، من الكتاب من قوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} من السنة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمران ابن حصين: (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ). وقال: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) هذا أصل لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل، لكن لو لم يكن عندك هذا الأصل وتأتيك مسألتان أشكل عليك الأمر. كذلك أيضا يقول: (من رام العلم جملة ذهب عنه جملة) هذا أيضا له وجه صحيح إذا أراد الإنسان أن يأخذ العلم جميعا فإنه يفوته العلم جميعا، لا بد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا كسلم تصعد إليه من الأرض إلى السقف ليس العلم مأكولا كتبت فيه العلوم فتأكله وتقول خلاص هضمت العلم، لا العلم يحتاج مرونة وصبر وثبات وتدرج. وقيل أيضا (التحام العلم في السمع مضلة الفهم) يعني لكثرة ما تسمع من العلوم توجب أن تضل في فهمك وهذا أيضا ربما يكون صحيح أن الإنسان إذا ملأ سمعه مما يسمع أو ملأ بصره مما يقرأ ربما تزدحم العلوم عليه ثم تشتبك ويعجز عن التخلص منها. وقال: (وعليه فلا بُدَّ من التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ مُتْقِنٍ)، لا بد من هذا (على شيخ متقن)، ليس على شيخ أعلى منك بقليل لأن بعض الناس إذا رأى طالبا من الطلبة يتميز عنهم بشيء من التميز جعله شيخه، وعنده شيوخ أعلم من هذا بكثير لكن يجعل هذا الصغير شيخه لأنه بزه في شيء من المسائل العلمية وهذا غير صحيح بل اختر المشايخ ذوي الإتقان وأيضا نضيف إلى الإتقان وصف آخر وهو الأمانة، لأن الإتقان قوة والقوة لابد فيها من أمانة {إن خير من استأجرت القوي الأمين} ربما يكون العالم عنده إتقان وعنده سعة علم وعنده قدرة على التقريب وعلى التقسيم وعلى كل شيء لكن ليس عنده أمانة فربما أضلك من حيث لا تشعر. لا بالتحصيل الذاتي وحده: يعني لا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي يعني أن تقرأ الكتب فقط دون أن يكون لك شيخ معتمد ولهذا قيل: (من دليله كتابه خطؤه أكثر من صوابه) أو: (غلب خطأه صوابه) هذا هو الأصل، الأصل أن من اعتمد على التحصيل الذاتي وعلى مراجعة الكتب الغالب والأصل أنه يضل لأنه يجد بحرا لا ساحل له ويجد عمقا لا يستطيع التخلص فيه أما من أخذ عن عالم وشيخ فإنه يستفيد فائدتين عظيمتين: الفائدة الأولى: قصر المدة، والفائدة الثانية قلة التكلف، وهناك فائدة ثالثة: والفائدة الثالثة أن ذلك أحرى بالصواب؛ لأن هذا الشيخ قد علم وتعلم ورجح وفهم فيعطيك الشيء ناضجا لكنه يمرنك إذا كان عنده شيء من الأمانة يمرنك على المراجعة والمطالعة، أما من اعتمد على الكتب فإنه لا بد يكرث جهوده ليلا ونهارا ثم إذا طالع الكتب التي يقارن فيها بين أقوال العلماء فسيقت أدلة هؤلاء وسيقت أدلة هؤلاء من يدله على أن هذا الأصوب؟ يبقى متحيرا ولهذا نرى أن ابن القيم رحمه الله عندما يناقش قولين لأهل العلم سواء في زاد المعاد أو في أعلام الموقعين إذا ساق أدلة هذا القول وعلله تقول خلاص هذا هو القول الصواب ولا يجوز العدول عنه بأي حال من الأحوال ثم ينقض ويأتي بالقول المقابل ويذكر أدلته وعلله فتقول هذا هو القول الصواب، الأول ما عنده علم لكن لا بد من أن يكون قراءتك على شيخ متقن أمين. قال: (وآخِذًا الطلَبَ بالتدَرُّجِ) ثم استدل بالآيات: قالَ اللهُ تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا }، { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} ، قوله: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً}. المعروف أن نزل لما ينزل شيئا فشيئا، وأن أنزل لما نزل جملة واحدة، فلماذا قال الذين كفروا: (لولا نزل) ولم يقولوا (لولا أنزل) علينا القرآن جملة واحدة؟ نقول قالوا ذلك باعتبار واقع القرآن أنه منزل شيئا فشيئا. وقوله: { كذلك } الجار والمجرور متعلق بمحذوف والتقدير: أنزلناه، كذلك وجملة (لنثبت) تعليل متعلق بالفعل المحذوف. وقال تعالى : {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} (الذين آتيناهم الكتاب) يعني أعطيناهم إياه، وأنزلناه إليهم يتلونه حق تلاوته والتلاوة هنا تشمل التلاوة اللفظية والتلاوة الحكمية، فأما التلاوة اللفظية يعني يقرأوه بألسنتهم، وأما التلاوة الحكمية بأن يصدقوا بأخباره ويلتزموا بأحكامه، وقوله {حق تلاوته} من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، يعني تلاوة الحقة الصحيحة. [2] هذه أمور لا بد من مراعاتها كما قال الشيخ: (أولا: حفظ مختصر فيه)، فمثلا إذا كنت تطلب النحو فاحفظ مختصرا فيه إن كنت مبتدأ فلا أرى أحسن من متن الآجرومية لأنه واضح وجامع وحاصر وفيه بركة، ثم متن الألفية ألفية ابن مالك لأنها خلاصة علم النحو كما قال هو نفسه: أحصى من الكافية الخلاصة ** كما اقتضى فنا بلا خصاصة في الحديث: متن عمدة الأحكام وإن ترقيت فبلوغ المرام وإذا كنت تقول إما هذا أو هذا فبلوغ المرام أحسن لأنه أخصر ولأن الحافظ ابن حجر رحمه الله يبين درجة الحديث وهذا مفقود بالنسبة لعمدة الأحكام وإن كان درجة الحديث فيها معروفة لأنه لم يضع في هذا الكتاب إلا ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم. في التوحيد: من أحسن ما قرأنا كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن الوهاب وقد يسر الله تعالى في الآوانة الأخيرة من خرج أحاديثه وبين ما في بعضها من ضعف والحق أحق أن يتبع. في الأسماء والصفات: من أحسن ما ألف فيما قرأت العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية فهو كتاب جامع مبارك مفيد وهلم جرا. خذ من كل فن تريد طلبه كتابا مختصرا فيه واحفظه. (ثانيا: ضبطه على شيخ متقن) ولو قال: ضبطه وشرحه لكان أولى لأن المقصود ضبطه وتحقيق ألفاظه وما كان زائدا أو ناقصا وكذلك الشرح، استشرح هذا المتن على شيخ متقن وكما قلنا فيما سبق إنه يجب أن يضاف إلى الإتقان صفة أخرى وهي الأمانة لأن هذه من أهم ما يكون وأنتم تعلمون أن ذكر القوة والأمانة في القرآن متعدد لأن عليهما مدار العمل فقد قال العفريت من الجن { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين } وقال صاحب مدين ، بل قالت ابنته: { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } وقال الله تعالى في وصف جبريل: {ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين} فعلى هذين الوصفين القوة والأمانة تبنى الأعمال كلها فلا بد من شيخ متقن ويكون أمينا. (الثالث: عدم الاشتغال بالمطولات) وهذه أعني الفقرة الثالثة مهمة جدا لطالب العلم أن يتقن المختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنه ثم بعد ذلك يفيض إلى المطولات لكن بعض الطلبة قد يغرب فيطالع المطولات ثم إذا جلس مجلسا قال: قال صاحب المغني قال صاحب المجموع قال صاحب الإنصاف قال صاحب الحاوي ليظهر أنه واسع الاطلاع وهذا خطأ نحن نقول ابدأ بالمختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنك ثم إذا من الله عليك فاشتغل بالمطولات ولهذا قال: عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله أي لأصل ذلك العلم وانتبه لهذه المسألة إياكم أن تشغلوا أنفسكم بالمطولات قبل إتقان ما دونها وقياس ذلك في الأمر المخصوص أن ينزل من لم يتعلم السباحة إلى بحر عميق فإنه لا يستطيع أن يتخلص فضلا عن أن يتقن. (الرابع: لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب فهذا من باب الضجر) وهذه أيضا آفة يعني التنقل من مختصر إلى آخر أو من كتاب فوق المختصر إلى آخر هذه آفة عظيمة تقطع على الطالب طلبه وتضيع عليه أوقاته، كل يوم له كتاب بل كل ساعة له كتاب، هذا خطأ إذا عزمت على أن يكون قرارك الكتاب الفلاني فاستمر لا تقل أقرأ كتابا أو فصلا من هذا الكتاب ثم أنتقل إلى آخر فإن هذا مضيعة للوقت ويقول: بلا موجب. أما إذا كان هناك موجب كما لو لم تجد أحد يدرسك في هذا المختصر ورأيت شيخا موثوقا في إتقانه وأمانته يدرس مختصر آخر فهذا ممكن لا حرج عليك أن تنتقل من هذا إلى هذا. (خامسا: اقتناص الفوائد والضوابط العلمية ) وهذا أيضا من أهم ما يكون، الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن أو التي يندر ذكرها والتعرض لها أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها هذه اقتنصها واضبطها بالكتابة قيد، لا تقل هذا أمر معلوم عندي ولا حاجة أن أقيده أنا إن شاء الله ما أنساه فإنك سرعان ما تنسى وكم من فائدة تمر بالإنسان فيقول هذه سهلة لا تحتاج إلى قيد ثم بعد مدة وجيزة يتذكرها ولا يجدها لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر وقوعها أو التي يتجدد وقوعها أما الضوابط فناهيك بها. أيضا احرص على الاهتمام بالضوابط ومن الضوابط ما يذكره الفقهاء تعليلا للأحكام فإن كل التعليلات للأحكام الفقهية تعتبر ضوابط لأنها تنبني عليها الأحكام فهذه أيضا احتفظ بها ولولا أنني سمعت أن بعض الإخوان الآن يتتبع هذه الضوابط في الروض المربع ويحررها لقلت من الحسن أن نكلف طائفة منكم بالقيام بهذا العمل تتبع الروض المربع من أوله إلى آخره كل ما ذكر علة يقيدها لأن كل علة ينبني عليها مسائل كثيرة إذ أن العلة ضابط يدخل تحته جزئيات كثيرة مثلا: إذا قال: إذا شك في طهارة الماء من نجاسته فإنه يبني على اليقين هذه على كل حال تعتبر حكما وتعتبر ضابطا أيضا، لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان إذا ما شك في نجاسة طاهر، فهو طاهر، أو في طهارة نجس فهو نجس لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، ولو أن الإنسان كل ما مر عليه مثل هذه التعليلات حررها وضبطها ثم حاول في المستقبل أن يبني عليها مسائل جزئية لكان في هذا فوائد كثيرة له ولغيره. (سادسا: جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه، والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ) هذا أيضا مهم أن الإنسان يجمع نفسه للطلب فلا يشتتها يمينا ويسارا يوما يطلب العلم ثم يوم يفكر يقول أفتح مكتبة، الناس رزقهم الله ويوم ثان يقول أروح إلى بيع الخضار، هذا ليس بصحيح اجمع النفس على الطلب ما دمت مقتنعا بأن هذا منهجك وسبيلك فاجمع نفسك عليه، وأيضا اجمع نفسك على الترقي فيه لا تبقى ساكنا فكر فيما وصل إليه علمك من المسائل والدلائل حتى تترقى شيئا فشيئا واستعن بمن تثق به من زملائك وإخوانك، إذا احتاجت المسألة إلى استعانة ولا تستحي أن تقول يا فلان ساعدني على تحقيق هذه المسألة بمراجعة الكتب الفلانية والفلانية، الحياء لا ينال العلم به أحد، فلا ينال العلم مستحي ولا مستكبر . وقوله: (والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه) يعني معناه أن الإنسان يكون عنده شغف شديد تتحرق نفسه لينال ما فوق المنزلة التي هو فيها (حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ) . نعم. [3] (أن لا يخلط الطالب في التعليم بين علمين) وهذا ليس على إطلاقه بل يجب أن يقيد ولعله يكون قيده فإن لم يفعل بينا ما يحتاج إلى قيد . [4] طيب ما معنى هذا؟ قوله رحمه الله: إنك تقدم تعليم العربية هذا قد يكون مسلما بالنسبة لمن لا ينطق العربية وذلك لأنه لا يمكن أن يعرف القرآن إلا إذا تعلم العربية لكن من كان عربيا فليس من المُسَلَّم أن نقول تعلم العربية بمعنى: توسع فيها والشعر والحساب، كيف نقدم الشعر والحساب على القرآن ؟ هذا ليس بمُسَلَّم، كذلك أيضا . قوله: لا يجمع بين علمين، فيقال إن الناس يختلفون في الفهم والاستعداد فقد يكون سهلا على المرء أن يجمع بين علمين وقد يكون من الصعب أن يجمع بين علمين وكل إنسان طبيب نفسه فإذا رأى من نفسه قدرة وقوة فلا بأس أن يجمع بين علمين ولكن ليحذر النشاط أو نشاط البدء لأن نشاط البدء بمنزلة السفر، فإن بعض الناس أول ما يبدأ يجد نفسه نشيطا نشيطا نشيطا ثلاث مرات فيريد أن يلتهم العلوم جميعا فإذا به ينكث على الوراء لأنه كبر اللقمة ومن كبر اللقمة فلا بد أن يغص حتى لو وجدت من نفسك قدرة وقوة لا تكلفها ما لا تطيق اتزن حتى تستمر. |
|||
2015-11-24, 19:43 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
السلام عليكم |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مُدَارَسَةٍ, العِلْمِ, حِلْيَةُ, شَرْحِِ:, طَالِبِ, كِتَابِ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc