شَذَراتُ الذّهبِ [ للمَنْثوراتِ والمُلَحِ والفَوائِدِ..] - الصفحة 127 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شَذَراتُ الذّهبِ [ للمَنْثوراتِ والمُلَحِ والفَوائِدِ..]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-26, 23:48   رقم المشاركة : 1891
معلومات العضو
الواثق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الواثق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ــــــــ :: ــــــــــــ ( فَرَحُ السَّلَفِ الصَّالِحِ بِهِدَايَةِ اللهِ لَهُمْ إِلَى السُّنَّةِ ) ــــــــــــ :: ــــــــ

عَنِ الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: «طُوبَى لِمَنْ مَاتَ عَلَى الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّةِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: مَا شَاءَ اللهُ»

[«شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة» للاّلكائيّ: (1/ 138)].









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 00:34   رقم المشاركة : 1892
معلومات العضو
شذور الذَّهب
❄ سوار الوقار لحرفٍ مِدرار❄
 
الصورة الرمزية شذور الذَّهب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خطبة منبرية ألقاها علاّمة الجزائر وإمامها المصلح السلفي عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- في مثل هذا اليوم:

سرّ الضّحية
للعلّامة عبد الحميد بن باديس الجزائري -رحمه الله-


الحمد لله
الواحد الأحد في ربوبيته وألهويته, مُبتدئ الخلق برحمته, الدّاعي إليه بنعمته وحجته. شرع الشرائع بالحكمة والعدل لسعادة الإنسان، وأودعها أسرار وفوائد يعظم منها النّفع ويزداد بها الإيمان. وأرسل إلينا محمّدا -صلى الله عليه وآله وسلم- شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأنزل عليه القرآن آية بيّنة، وحجته باقية، وهداية شاملة، وعلمه ما لم يعلم وكان فضله عليه عظيما. وأيّده بروح منه حتى أدّى الرّسالة، وبلغ الأمانة وأقام الحجّة، وأوضح المحجّة، وأبقى لنا من بعده كتاب الله وسنته هداية للمُهتدين وتذكرة للذاكرين وتبصرة للناظرين. ووفقنا إلى تلبية دعوته، واتباع شريعته، والتزام سنّته، لا غلوّ الغالين -إن شاء الله- ولا تقصير المقصّرين.
فالحمد لله على جميع نعمه، وعلى هذه النّعمة، والصلاة والسلام على جميع رسله, وعلى إمامهم وخاتمهم محمّد رسول الرّحمة، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين.

أمّا بعدُ: فهذا يوم الحجّ الأكبر، والموسم الأشهر، جعله الله عيدا للمسلمين، وشرع فيه ما شرع من شعائر الدّين، تزكية للنّفوس وتبصرة للعقول، وتحسينا للأعمال وتذكيرا بعهد إمام الموحّدين وشيخ الأنبياء والمرسلين، إبراهيم الخليل، عليه وعليهم الصلاة والسلام أجمعين.
فقد كسّر الأصنام وحارب الوثنية وحاجّ قومه وما كانوا يدعون من دون الله، وقام يدعو ربّه وحده طارحا ما سواه، وحاجّ الملك الجبار حتى بهت الذي كفر، وقذفوا به في النّار فما بالى بهم ولا بها وثبت وصبر، حتى نجّاه الله وجعل الذين أرادوا به كيدا هم الأخسرين.
وأوحى الله إليه بذبح ابنه فامتثل، واستشار ابنه إسماعيل فأجاب وقبل، فطرحه للذبح وأسلما لله في القصد والعمل، ففداه الله بذبح عظيم، وترك عليه في الآخرين سلام على إبراهيم، وأبقى سنّة الضحية في الملة الإبراهيمية والشريعة المحمّدية، تذكارا بهذا العمل العظيم، والإسلام الصادق لربّ العالمين ليتعلم المسلمون التضحية لله بالنّفس والنّفيس، وليعلموا أنّ المسلم من صدق قوله فعله ومن إذا جاء أمر الله كان لله كله.
فتدبّروا أيّها المسلمون في هذا السّرّ العظيم ومرّنوا أنفسكم على التضحية في كلّ وقت في سبيل الخير العام بما تستطيعون ولا تنقطعوا عن التضحية ولو ببذل القليل, حتى تصير التضحية خلقا فيكم في كلّ حين، واجعلوا قصّة هذا النّبيّ الجليل نصب أعينكم وتدبّروا دائما ما قصّه الله منها في القرآن العظيم عليكم، وأحيوا هذه السّنّة ما استطعتم، وأسلموا لله ربّ العالمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم: ( وقال إنّي ذاهب ربّي سيهدين, ربّ هب لي من الصّالحين. فبشّرناه بغلام حليم, فلما بلغ معه السّعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا تر ى, قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصّابرين, فلما أسلما وتله للجبين, وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين, إنّ هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم, وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المُحسنين إنّه من عبادنا المؤمنين ).
[ نشرت هذه الخطبة : في جريدة الشّهاب : ج4، م10، غرّة ذي الحجة 1352 هـ 17 مارس 1934نـ ]

~ تقبل الله منا ومنكم ~










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 10:51   رقم المشاركة : 1893
معلومات العضو
الواثق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الواثق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال ابن باديس -رحمه الله-: «وينبغي إذا دارت المباحثة بين الكتَّاب أن تكون في دائرة الموضوع، وفي حدود الأدب، وبروح الإنصاف، وخيرٌ أن تقيم الدليلَ على ضلال خصمك أو على غلطه أو على جهله، من أن تقول له: يا ضالُّ، أو يا جاهل، أو يا غالط، فبالأوَّل تحجُّه فيعترف لك، أو يكفيك اعتراف قرَّائك، وبالثاني تهيِّجه فيعاند، ويضيعُ ما قد يكون معك من حقٍّ بما فاتك معه من أدبٍ»










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 17:08   رقم المشاركة : 1894
معلومات العضو
ayyyoub86
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الكريم

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 19:08   رقم المشاركة : 1895
معلومات العضو
المحبُّ لأهل السُّنة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المحبُّ لأهل السُّنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى, ما معنى هذا -يا شيخ-؟

معنى هذا النهي عن صومها، النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صوم أيام التشريق،
بعث مناد في الناس ألا تصام، لأنها أيام أكل وشرب وذكر، الناس يأكلون ويشربون
ويتقربون إلى الله بالذبائح بالهدي والضحايا، فيأكلون ويشربون، ما هي بأيام صوم، لا صوم
فريضة ولا صوم نافلة، بل الواجب الفطر، في يوم العيد وأربعة أيام يجب إفطارها، فهي أيام
أكل وشرب وذكر، إلا ما لم يستطع الهدي هدي التمتع فإنه له أن يصوم الثلاثة الأيام خاصة
من الناس، لما ثبت في البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عائشة وابن عمر -رضي الله تعالى
عنهما- قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لم يجد الهدي، الحديث رواه البخاري
في الصحيح، من حديث عائشة وابن عمر، ومعنى لم يرخص، يعني لم يرخص النبي -
صلى الله عليه وسلم-، إذا قال: لم يرخص، أو رخص أو أمرنا، هذا المراد به النبي -
صلى الله عليه و سلم-،هكذا قال أهل العلم، لأن الرسول هو الآمر الناهي المرخص
-عليه الصلاة والسلام-، فإذا قال:لم يرخص، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم لم يرخص
لأحد أن يصوم أيام التشريق إلا من عجزعن الهدي فله أن يصوم الثلاثة، إذا لم يصمها قبل الحج،
إذا لم يصمها قبل عرفة فله أن يصومها؟؟؟ وله أن يؤخرها.

أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم سماحة الشيخ
من موقع الشيخ الوالد العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 20:18   رقم المشاركة : 1896
معلومات العضو
الواثق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الواثق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً " فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟

فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً !

سبحان الله أما إنه أُعطي أوسع عطاء










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-28, 23:05   رقم المشاركة : 1897
معلومات العضو
~أمة الله~
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ~أمة الله~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصيدة عنوان الحكم = (نونية البُستيّ) لأبي الفتح البستي
قراءة صوتية لطه الفهد
[ هنا ]









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-28, 23:18   رقم المشاركة : 1898
معلومات العضو
شذور الذَّهب
❄ سوار الوقار لحرفٍ مِدرار❄
 
الصورة الرمزية شذور الذَّهب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " لا يجوز صيام اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لا تطوعاً ولا فرضاً ، لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامها ولم يرخص في ذلك لأحد إلا لمن لم يجد هدي التمتع " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (15/381) .


وقال الشيخ ابن عثيمين :

" أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي بعد عيد الأضحى ، وسميت بأيام التشريق ، لأن الناس يُشَرِّقُون فيها للحم ـ أي ينشرونه في الشمس ، لييبس حتى لا يتعفن إذا ادخروه ـ وهذه الأيام الثلاثة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) فإذا كانت كذلك ، أي كان موضوعها الشرعي الأكل والشرب والذكر لله ، فإنها لا تكون وقتاً للصيام ، ولهذا قال ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم : ( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ) يعني للمتمتع والقارن فإنهما يصومان ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعا إلى أهلهما ، فيجوز للقارن والمتمتع إذا لم يجدا الهدي أن يصوما هذه الأيام الثلاثة ، حتى لا يفوت موسم الحج قبل صيامهما . وما سوى ذلك فإنه لا يجوز صومها ، حتى ولو كان على الإنسان صيام شهرين متتابعين فإنه يفطر يوم العيد والأيام الثلاثة التي بعده ، ثم يواصل صومه " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/سؤال 419










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-29, 18:12   رقم المشاركة : 1899
معلومات العضو
~أمة الله~
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ~أمة الله~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي جزى الله خيرا من أفادنا به

فائدة :- اذا أصبح العبد وأمسى وليس همه الا الله وحده
تحمل الله سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما أهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته ،
وان أصبح وأمسي والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله الى نفسه
فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم
فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره لكل من أعرض
عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلى بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته قال تعالى
(ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين)

من كتاب الفوائد لابن القيم رحمه الله









رد مع اقتباس
قديم 2012-10-29, 19:36   رقم المشاركة : 1900
معلومات العضو
نهج السلف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية نهج السلف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

إذا ابتلي أحد بمرض أو بلاء سيئ في النفس أو المال ، فكيف يعرف أن ذلك الابتلاء امتحان أو غضب من عند الله ؟

فأجاب

" الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء , وبالشدة والرخاء ، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم , كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصلحاء من عباد الله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ) ، وتارة يفعل ذلك سبحانه بسبب المعاصي والذنوب ، فتكون العقوبة معجلة كما قال سبحانه : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ، فالغالب على الإنسان التقصير وعدم القيام بالواجب ، فما أصابه فهو بسبب ذنوبه وتقصيره بأمر الله ، فإذا ابتلي أحد من عباد الله الصالحين بشيء من الأمراض أو نحوها فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل رفعاً في الدرجات , وتعظيماً للأجور , وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب .
فالحاصل : أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات , وإعظام الأجور , كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار ، وقد يكون لتكفير السيئات كما في قوله تعالى : ( من يعمل سوءً يُجز به ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أصاب المسلم من همٍّ ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى إلا كفَّر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يُصِب منه ) ، وقد يكون ذلك عقوبة معجلة بسبب المعاصي وعدم المبادرة للتوبة كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة ) خرجه الترمذي وحسنه " انتهى

"مجموع فتاوى ومقالات" (4/370) .










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-29, 22:31   رقم المشاركة : 1901
معلومات العضو
الواثق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الواثق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-29, 22:43   رقم المشاركة : 1902
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي بارك الله في الجميع على المشاركات القيمة

السلام عليكم ورحمة الله

في العوامل المساعدة على تثبيت القرآن وعدم نسيانه للشيخ فركوس -حفظه الله -



السؤال:
شيخَنا حفظكم اللهُ، ما نصيحتُكم لمن أراد حِفْظَ القرآنِ الكريمِ؟ وكيف يستطيع الشّخصُ المحافظةَ على ما حفظه منه وعدمَ نسيانِه؟ حفظكم اللهُ ورعاكم.


الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاعلمْ أنّ حِفْظَ القرآنِ الكريمِ فرضُ كفايةٍ على الأمّةِ بالإجماعِ، وحِفْظَ ما تصحّ به الصّلاةُ مِنَ القرآنِ فرضُ عينٍ على كلِّ مسلمٍ بالإجماعِ(١)، وما عدا ذلك فحفظُه مستحبٌّ بالإجماعِ.
وفي حفظِ كلامِ اللهِ تعالى فضلٌ عظيمٌ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(٢)، والتّفاضلُ في مراتبِ الاستحقاقِ في الإمامةِ بالنّاسِ أوِ الأولويّةِ في الدّفنِ ونحوِ ذلك إنّما تكون بحفظِ القرآنِ؛ لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ»(٣) أيْ: «أحفظُهم»، وكان «يَسْأَلُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا؟ فَيُقَدِّمُهُ فِي اللَّحْدِ»(٤)، وكذلك التّفاضلُ في درجاتِ الجنّةِ على قدْرِ الحفظِ في الدّنيا؛ لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا»(٥).
ولا يخفى ما في حفظِ القرآنِ الكريمِ مِنْ أهمّيّةٍ بالغةٍ لطالبِ العلمِ وللمتفقّهِ؛ فالقرآنُ مصدرُ الأدلّةِ يستظهرها الفقيهُ -عند الحاجةِ- في أحكامِه وفتاويه، فمَنْ قَدَرَ على حفظِه فهو مِنْ أجلِّ الطّاعاتِ والقُرُباتِ -كما تقدّم-.
ومِنَ العواملِ المساعدةِ على تثبيتِ الحفظِ وعدمِ ذهابِ العلمِ ما يلي:

1) شكرُ اللهِ تعالى على نعمةِ الحفظِ، واستعمالُ هذه النّعمةِ في إتمامِ الحكمةِ التي شُرِعَتْ مِن أجلِها في طاعةِ اللهِ تعالى، ليكونَ القرآنُ حُجّةً له لا عليه. قال الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
2) إخلاصُ الحفظِ لله تعالى، والصّدقُ في العملِ بمقتضاه، وعدمُ ربطِ الحفظِ بالمطالبِ الدّنيويّةِ، وأنْ لا تُتَقَصَّدَ به المفاخرةُ والمباهاةُ والمقاصدُ السّيّئةُ أو يُستعمَلَ في غيرِ الغرضِ المطلوبِ؛ فإنّ أخْذَ القرآنِ بهذه النّوايا يُوَرِّثُ النّفاقَ؛ فقد جاء في الحديثِ قولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا»(٦).
3) تَعاهُدُ القرآنِ والإكثارُ مِن تلاوتِه ومراجعتِه؛ فإنّ عدمَ التّعاهُدِ سببٌ لضياعِ الحفظِ وذهابِ العلمِ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «تَعَاهَدُوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحمَّد بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا»(٧)، ولقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ: إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ»(٨).
4) أنْ يقومَ به آناءَ اللّيلِ والنّهارِ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»(٩).
5) توطيدُ حفظِه للقرآنِ الكريمِ بفقهِ المعاني والأحكامِ للعملِ بها والدّعوةِ إليها، مع ملازمتِه الصّبرَ على هذه الطّاعاتِ؛ لأنّ النّفسَ قد تنفر منها لاتّساعِ الأسبابِ وكثرةِ الأتباعِ، أو للاستثقالِ والكسلِ، أو لملاذِّ الحياةِ.
6) أنْ يجتنبَ المعاصِيَ والآثامَ والخِلْطَةَ مع الأشرارِ ونحوَها؛ لأنّها جوانبُ شيطانيّةٌ مُظْلِمَةٌ للقلبِ مُنْسِيَةٌ للذِّكْرِ.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: 27 من ذي الحجة 1431ﻫ
الموافق ﻟ: 03 ديسـمـبر 2010 م










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-30, 17:48   رقم المشاركة : 1903
معلومات العضو
نهج السلف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية نهج السلف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

استمع و تأمل

سبحان الله العظيم سبحان الله و بحمده

قال الله عز و جل :

" وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ "










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-30, 18:00   رقم المشاركة : 1904
معلومات العضو
عابرة طريق
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا و بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-31, 19:03   رقم المشاركة : 1905
معلومات العضو
المحبُّ لأهل السُّنة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المحبُّ لأهل السُّنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










آخر تعديل المحبُّ لأهل السُّنة 2012-10-31 في 20:45.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للمَنْثوراتِ, الذّهبِ, شَذَراتُ, والمُلَحِ, والفَوائِدِ..]


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc