الأمر كله بيد الله ؛ فسلم تسلم
العالمين "
âڈھ أى : أمره الله – تعالى – بالإخلاص له والاستسلام والانقياد , فأجاب إلى ذلك شرعا وقدرا .
وقوله " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب "
âڈھأى : وصى بهذه الملة وهى الاسلام لله , أو يعود الضمير على الكلمة , وهى قوله : " أسلمت لرب العالمين " لحرصهم عليها ومحبتهم لها حافظوا عليها إلى حين الوفاة , ووصوا أبناءهم بها من بعدهم " اهـ .
فسلم لربك يا طالب الوصول , فالأمر كله له.
وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " ..
نعم : فكم من ناس فى هذه الدنيا لا هم لهم إلا أنفسهم .. سلموا أمرهم لأنفسهم لا لله .. وقديما قالوا : من عاش لنفسه عاش صغيرا ومات حقيرا ..
فسلم نفسك لله وحده يأمرها وينهاها بما هو أنفع وأصلح لها , فهو سبحانه عليم حكيم .. ضع يديك ورجليك فى قيود الشريعة لتتحرر من ذل العبودية لغير الله .. سلم تسلم فالامر كله لله .
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ( الرعد : 11 ) ..
" ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ( الأنفال : 53 ) .
âڑھوإن الذى يتحدث عن التغيير فى كل شىء إلا من عند نفسه لن يغير شيئا على الإطلاق . فالبداية إذا من أين ؟ .. من عند أنفسنا ..
âڑھإذا فلابد من التحديق .. التحديق فى ذوات أنفسنا .. أى شىء فى أنفسنا يجب أن يتغير ؟ .. فغير نفسك وسلم نفسك لا لنفسك ولكن لله .
âڑھâڑھâڑھâڑھ
إخوتاه – حينما يقول الله : " هل لنا من الأمر من شىء " , نقول : إن الامر كله لله .
الامر أمر الله .. فإذا أردت أن تحمل هما فاحمل ما أمرك به .. هذه مسئوليتك .. وهذه هى الامانة التى قال الله عنها : " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " ( الأحزاب : 72 ) ..
احمل مسئولية هذا الدين , فالدين أمانة .. الدين نسبك وصهرك .. الدين مسئولية كل مسلم .. الدين مسئوليتك الشخصية , وسوف تسأل عنه .. والله لتسألن عن دين الله .. ماذا عملت به , وماذا قدمت له ؟
*يتبع وللحديث بقية إن شاء الله تعالى*
أطع ربك .. نفذ أوامره , فالامر كله له .. سلم تسلم , فالذى أمرك الله .. الله العزيز .. الله الجبار .. الله اللطيف " الله لطيف بعباده " ( الشورى : 19 ) .. الله الرحيم .. الله الحفيظ .. فكن معه , فأنت فى حماه , ولن يضيعك أبدا , فهو الله .
كلمة جليلة جدا لأبى إسماعيل الهروى يبين فيها هذا الاصل : يقول : "أن تعلم أن الامر صادر من عين من لا يخاف عواقب الامر " ..
âڈھ فالذى أمرك من ؟ .. الله .. هل يخاف ؟ .. أعوذ بالله وحاشا لله .. قال ربى : " فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا يخاف عقباها " ( الشمس : 14 – 15 ) . فكن معه وسيحميك ويحرسك ويحفظك ويسددك وينجيك , وإن ابتلاك فسيرضيك .
قال ابن القيم – رحمه الله - : " اصدق الله , فإذا صدقت عشت بين عطفه ولطفه , فعطفه يقيك ما تحذره , ولطفه يرضيك بما يقدره " اهـ .
âکپستعيش وتحيا بين العطف واللطف .. فيعطف عليك .. فكل ماتخاف منه لن يحدث , لأنه – سبحانه – هو الملك – فلا يجرى فى الكون شىء إلا بقدره وإذنه ومشيئته , فسيحميك بعطفه .. وإذا قدر عليك شيئا تكرهه فسيرضيك بلطفه .
إذا فكن لله كما يريد , يحميك ويرضك .. فسلم له تسلم .
إذا عشت لله فنفذت أوامره , وسلمت له زمام نفسك فأطعته فى كل مايأمرك به , سلمت , وسيرك بين عطفه ولطفه – .. فسلم تسلم لتصل فالامر كله لله .