لن أفوت عليك الفرصة لأريك مهاراتي في النسخ و اللصق و هذه إحداها حول حسن البنا - قراءة ممتعة -
جماعة الإخوان التكفيرية
إن من يعرف جماعة " الإخوان المسلمين " حق المعرفة لابد أن يتيقن بأن الفكر التكفيرى قد عشش فيها طويلا بل لقد باض فيها وفرح منذ يومها الأول فترعرع بسرعة حتى أنتج جماعات تكفيرية تفرعت من هذه " الجماعة الأم " المنكودة فحكموا على الشعوب والمجتمعات المسلمة بأنها تعيش في " جاهلية أشد من الجاهلية التى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم " والناس يعيشون فيها حتى كفروا المؤذنيين المر ددين للشهادتين الداعين إلى الصلاة وألفوا كتبا إنتشرت بين صفوف الجماعة وبين الناس إنتشار النار فى الهشيم وتلقاها جمهورهم بالقبول والاستحسان وقد أتى الفكر التكفيرى ثماره فى صفوف الإخوان المسلمين ومنها سلسلة الإغتيالات والتفجيرات والعمليات الإنتحارية . وجنوا على المجتمع من حولهم جنايات عظيمة ,ومنحوا أعداء الإسلام فرصا ذهبية للطعن في الإسلام و التشنيع عليه و اتهامه بأقذع التهم ؛ بل و اتهام الإسلام بالإرهاب والإجرام .
ومخطأ أشد الخطأ من يظن أن " فكر التكفير " : فكر طارئ على الجماعة أو غريب عنها وهذا الرغم مجاف للحقيقة أيما جفاء إذ ما قام " حسن البنا " بإنشاء " الجماعة " إلا لتكفيره المجتمع و اعتقاده أن جماعته هي : " جماعة المسلمين " بمعنى أن من لم ينتمى لجماعته فهو من " جماعة الكافرين " وكان " البنا " لا يرى أنه في دولة مسلمة ؛ والدليل انه كان يبايع أتباعه على إقامة " دولة الإسلام " ذكرت هذا " زينب الغزالي " في وصف " البيعة " التي بايعت " حسن البنا " عليها فقالت كما في كتابها : " أيام من حياتي : ص29 " {اللهم إني أبايعك على العمل لقيام " دولة الإسلام " ! ، فقال و أنا قبلت } .أ .هـ
وقالت كما في نفس الكتاب ص45: " وكانت الدراسات كلها - وهى تعنى بالتأكيد الدراسات الإخوانية - ، تؤكد أن أمة الإسلام ليست قائمة !! ، وإن كانت الدولة ترفع الشعارات بأنها تقيم شريعة الله }أ. ه
وكفر " حسن البنا " {الشاب} الذى حاول تفجير المحكمة التي تحوي الوثائق المتحفظ عليها في " السيارة الجيب " الشهيرة و التي تحمل أسرار " التنظيم الخاص " مع كون هذا الشاب نفسه كان من " التنظيم الخاص" وهو يدل على أن حسن البنا كان يعتقد اعتقاد " الخوارج " وهو التكفير بالذنب {أو التكفير لمرتكب الكبيرة } ؛ ذكر " محمود عبدالحليم " في كتابه الذى يعيد التأريخ الرسمي للإخوان المسلمين و " محمود عبدالحليم " نفسه كان صديقا " للبنا " وكان عضوا في " الهيئة التأسيسية " ، قال ناقلا عن " حسن البنا " قوله : " أرأيت هذا المفتون ماذا كان ينوى أن يفعل ؟ والله ما هذا الشقي مسلما }! و لا من " الإخوان " ولما خوطب الشيخ من الجهات الرسمية فى هذا الحادث تبرأ من هذا الشاب وأستنكر بكل شده فعلته. وأظهر استعداده لأن ينشر بيانا آخر ويذيع فيه : أن هذا المفتون وأمثاله " : ليسوا مسلمين " أ . ه " الإخوان المسلمون وأحداث ضعف التاريخ (2/75) .
وأيضا أطلق" البنا " تصريحه الشهير عنه في قتلة " أحمد ماهر باشا " فقال : " ليسوا إخواناً و ليسوا مسلمين " و قد يكون مقبولا ألا يكونوا " إخوانا " ولكن لكون " حسن البنا " يعتقد أن " الإخوان المسلمين " هم وحدهم فقط المسلمين ! فكانت النتيجة الطبيعية عنده ما داموا ليسوا " إخوانا " فإنهم " ليسوا مسلمين " وحين أراد بعض أتباعه تبرئة ساحته أوقعه فيما هو أكبر من تكفير رجل أو رجلين أوقعه في " تكفير مصر" بكل ما فيها والحكم عليها بأنها " ديار حرب " ! وديار الحرب لا تكون " دار إسلام " وإنما هي : " ديار كفر " !!
قال " محمود الصياغ " في كتابه " حقيقة التنظيم الخاص " ص : 452 : " إن هذا البيان كان خداعاٌ للدولة ! وهذا أ مر جائز شرعا ً في الحرب ! ويعد من خدعه " أ. ه ! فهذا " تكفير " واضح للدولة كلها وللمجتمع والحكم عليه بالكفر إذ " دولة الحرب " لاشك أ نها ليست مسلمة .!
وعليه " ففكر التكفير " فكر أصيل في الجماعة منذ يوما الأول ولم يكن فكرا ً طارئا عليها قط ! ولكنهم كانوا ولايزالون يعمدون للتقية! ,فلا يظهرون التكفير إلا بين الرفقاء والأصحاب أو يظهر ذلك في فلتات اللسان أو في الكتب التي يظنون أنه لا يقرأها إلا الإخوان ! , وذلك على أساس التفرقة بين مرحلة الدعوة ! ومرحلة الدولة .!
وعليه ، فقد كان " حسن البنا " يعتبر جماعته هي " الإسلام " وحدها ! دون غيرها و أنهم هم المسلمون فقط ! و أن من لم ينضم اليهم ليس شيئا ً ولا يساوى شيئاً و ما هم إلا : ( أذنابا لا قيمة لهم 000 إما ثاروا ؛ وإما غاروا) !
وقد ظهر " فكر التكفير " واضحا جليا حين أصدر " النقراشي باشا " قرارا بحل جماعته ومصادرة ممتلكاتها حينئذ لم يعد مجال للتقية وإنما انكشف الامر على حقيقة مفزعة من التكفير ! , فكفر " قادة التنظيم الخاص " الدولة ووضعوا أ هلها في مصاف الكافرين المحاربين لملة الإسلام .!
قال محمود الصباغ في : " حقيقة التنظيم الخاص : ص109 " !.
" وقف رجال " النظام الخاص " للحكومة بالمرصاد عندما ثبت لهم بما لايدع مجالا للشك أن الحكومة أصبحت من المحاربين للإسلام ! ، وأنه حق على كل مسلم ! مقاومتها " بقوة السلاح " كفرض عين فرضه الله !! على المسلمين كافة ! تجاه المحاربين من الكفار وأعوانهم لا يحتاج أداؤه إلى أمر من قيادة لأنه صادر من لدن حكيم عليم . أ. هـ
وفى هذا الموضع أشار فقط - مجرد إشارة -إلى أن الحكومة وأعوانها وأتباعها من المحاربين أى من " الكافرين " إلا انه صرح في موضع آخر أن " الاخ " منهم كان يعتقد وهو راسخ الإيمان أن : " كل ما كان منه من مقاومة لهؤلاء الحكام هو الحق ، و في سبيل الحق ، فقد رأى بعينه إجرامهم الذى يعجز عن الوصف والبيان , واطمأن إلى أن صورهم اللامعة أمام الناس لا تخفى ورائها إلا قلوبا متحجرة كفرت بربها !! وآمنت بالطاغوت وجندت نفسها له فى ذل مفرط تعبده من دون الله رب العالمين . أ. هـ " حقيقة التنظيم الخاص " ص 48 .
وبناء على تكفير " حسن البنا " للدولة كان يعتبر نفسه هو الدولة وهو وحده ! الشرعية فكان يراسل ويتعامل مع " المؤسسات الدولية " على أنه " الممثل الشرعي للدولة " وقد ندب إلى " الولايات المتحدة الأمريكية " رجلاً يقال له " مصطفى مؤمن " ليتكلم في قاعة " مجلس الأمن " في حضور " النقراشي باشا " وقد أشار إلى ذلك " محمود عبدالحليم " في كتابه "أحداث صنعت التاريخ : 1/437 " بقوله : "فإن الأستاذ / مصطفى مؤمن ما كاد يرى " النقراشي باشا " يحتل مكانه المعتاد ليلقى بيانه , حتى خرج من مكان المتفرجين إلى مكان الأعضاء والسكرتيرين فحدثت ضجة بين الأعضاء فطلب " الرئيس " منه أن يلتزم النظام ثم دعا الحراس لإخراجه من قاعة المجلس ؛ وقد علمت أن الأستاذ : " مؤمن " كان يريد أن يخطب في أعضاء المجلس باسم " الشعب المصري " ! وجاء فى الكلمة التي استطاع إلقاءها : " أتقدم إليكم باسم " شعوب الشرق الأوسط ! ! وبالنيابة عن " الإخوان " نحن نطالب أن تعامل قضيتنا بالعدالة التى أصبحت جديرة بها , فإذا لم يحدث فان ألوفا من الناس سيبذلون حياتهم رخيصة فى الكفاح من أجل حرية بلادهم 00ثم قام يلوح باوراق معه : ونحن نطالب بالحرية "أ. هـ
وأيضا - وبسبب اعتقاد " البنا "أنه وحده " الشرعية " كانت له لقاءات مع ممثلي الدول في " مكتب الإرشاد " مع : " فيليب ايرلاند " وهو : " سكرتير السفارة الامريكية " سرا ؛ وأيضا تم لقاء في " المركز العام للإخوان المسلمين " مع ممثلي" الحكومة البريطانية " كما حكى ذلك : " فريد عبدالخالق " بل وخاطب " حسن البنا " سفير سوريا في القاهرة وجاء في الخطاب : " حضرة صاحب السعادة : وزير سوريا المفوض بالقاهرة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ وبعد فإن " الإخوان المسلمين " في المملكة المصرية يشاركون " الحكومة السورية المجاهدة " و" الشعب السوري" الباسل الشعور ضد الاستعمار والعدوان والظلم في هذه الآونة الدقيقة من تاريخ " العروبة " وهم ينتهزون هذه الفرصة فيعلنون أن " عشرة آلاف شباب من شباب الإخوان " يرجون قبولهم كمتطوعين في " الجيش السوري " أ .هـ من كتاب : " مواقف في الدعوة و التربية " لعباس السيسي .
وبناء على " فكر التكفير " صار من ينضم الى الجماعة " أخاً " له حقوق الأخوة ومن يخالفهم فمصيره إلى " النار" لأن " الجماعة "- و من وجهة نظر " البنا" طبعا - هي " الإسلام " ! وهى " الدولة " وهى " الشرعية " والخارجون عليها : " خوارج " فمن خرج عن " الجماعة " أو خرج منها أو عنها ! صار : " كافرا ، ومرتداً" ومص يره إلى " النار " وبئس القرار ! ومن خالف: " كفر" ولاشك !! مهما علت منزلته ؛ وقد عانى من ذلك جمع من " الإخوان " أنفسهم منهم : الشيخ " محمد الغزالي " و الشيخ " سيد سابق " وذلك بعد اختلافهم مع " المرشد العام : حسن الهضيبي " . و خروجهم من " الجماعة " و استقالتهم منها ! .
قال الشيخ " محمد الغزالى ": " كنت أسير مع زميلي : الأستاذ " سيد سابق " ، قريبا من " شعبة المنيل " فمر بنا اثنان من أولئك " الشباب المفتونين " و أبيا إلا إسماعنا رأيهم فينا وهو : " أننا من أهل جهنم "!!
وقال : " ولقد عجبت لخلاف وقع بين شباب من الإخوان المسلمين أثاره بعضهم بتشاؤم هو :
هل نحن " جماعة المسلمين " ,أم من نحن " جماعة من المسلمين " ؟!
والإجابة على هذا السؤال لها نتائج ذات بال ! بل نتائج ترتبط بها صيانة دماء وأموال ! فإن الذين يحسبون أنفسهم "جماعة المسلمين " يرون مخالفة قائدهم ضربا من مخالفة الله ورسوله !!, وطريقا ًممهدة إلى النار وبئس القرار!! إلا أنني عز علىّ أن " يلعب بالإسلام " وأبنائه بهذه الطريقة السمجة , وأن تتجدد " سياسة الخوارج " مرة أخرى فُليعن " أهل الإيمان ويترك أهل الطغيان " !!
وبم ؟ باسم أن المرشد وجماعته وحدهم "أولوا الأمر "وأن لهم حق السمع والطاعة !! ،و أن الخارج عليهم يصدق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر ، فانه ليس أحد يفارق "الجماعة " شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية " إلى أن قال : " وهذه الأحاديث وأمثالها وردت في منع الفتوق الجسيمة التى يحدثها الشاغبون على الدولة , الخارجون على الحكام .
بيد أن تعليم هذا " الجنون " كان أسلوب تربية وتجميع عند بعض الناس ! أن يقال :أن " الولاء للقيادة يكفر السيئات " وأن " الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل " !!أي إسلام هذا ؟ !! و من علماء الأولين و الآخرين أفتى بهذا الغلو ؟! وكيف تلبسون الدين هذا الزى المنكر ؟!!
وهيهات ! ، فقد تغلغل هذا الضلال في نفس الناشئة حتى سأل بعضهم : هل يظن المسلم نفسه مسلما بعد أن خرج من صفوف الجماعة ؟!
ولنفرض أن " مرشد الجماعة "هو" امير المؤمنين " وأن له حقوق " الخليفة الأعظم " ! فهل هذا يؤتيه على أتباعه حق الطاعة العمياء ؟!
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يؤت هذا الحق ! ففى بيعة النتساء يقول الله له(.....ولا يعصينك فى معروف ) .
إلى أن قال : " لقد كان " الراسخون في العلم " يدعون إلى الله ويتجردون للدعوة , فكان الناس يرون طاعتهم من طاعة الله لأنهم تلقوا دروس معرفته عنهم .
ثم جاء " الراسخون في الجهل " يطلبون " حقوق القيادة " ويتحدثون عن " قانون السمع والطاعة " !!
ثم قال : " ومن حقي أن أغضب ، ففي " الفكر الديني المتأخر " ! آفة تزرى به , ويجب أن يبرأ منها على عجل وإلا تعرض لغضب الناس ، ورب الناس .
إنه لاحرج أبداً من اختلاف وجهات النظر ، لكن لايجوز لصاحب رأى ما أن يحسب نفسه : " المتحدث الرسمي باسم الله ورسوله " وأن من عداه : " خارجون على الإسلام بعيدون عن الحق " !!.
وقال : "وقد رأيت جمعا غفيراً من شباب " الإخوان المسلمين " ينظرون إلى " مرشدهم " نظرة يجب أن تدرس ، وأن تحذر :-قال أحدهم " إن المرشد لا يخطئ " ومع أن كلمة " المرشد لا يخطئ " وجدت امتعاضا من السامعين إلا أنه " أمتعاض المذنب " عندما يواجه بجريرة لايجد منها فكاكا ... ويكره أن تلتصق به , لظهور معرتها .والقوم يخلطون بين " توقير القائد " و" توقير المهابة له " ... وبين " الخنوع " لرأيه و " المسارعة " في هواه .!
لقد قال قائل: " إن " الإيمان بالمرشد " : جزء من الإيمان بالدعوة " ثم أضاف : " ألا ترى أن الله ضم الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الإيمان بذاته جل شأنه ؟ ! ذلك أن المظهر العلمى للطاعة والأسوة هو في اتباع القائد أتباعا مطلقاً "...!
وقال : " ومن المضحك المبكى ! أن يخطب الجمعة في " مسجد الروضة " عقب فصلنا من " المركز العام " من يؤكد أن : " الولاء للقيادة يكفر السيئات " ! وان " الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل " ! وأن الذين نابذوا " الجماعة " عادوا إلى " الجاهلية الأولى " لأنهم " خلعوا البيعة " . !!
ولما وجه النصح للمرشد " الهضيبي " : عامله معاملة " الكفار " ؛ قال :فلما استغربناه وتأبينا عليه ، ورأينا أنفسنا نبصر الحقائق القريبة ؛ والرجل لا يحسها !! ، ونعامله مخطئا ومعيبا غير مقرين هذه " الهالة "التي أضفاها الأغرار عليه ! ؛ { فـ }مقتنا الرجل أشد المقت ؛ مقتنا كما يمقت " الكفار والفساق " !! انظر : من معالم الحق في كفاحنا المعاصر ـ لمحمد الغزالي" . فإذا كان التعامل من "الإخوان المسلمين " مع من كان منهم وتركهم يكون بهذه الطريقة و بتوجيه هذه التهم المعلبة والجاهزة من " العمالة " " والخيانة " ، بله ! " الكفر ، والمروق من الدين " ! فكيف بمن لم يكن منهم أصلا أو عاداهم وتكلم عنهم ؟ّ!!!
كان التفكير إذن رفيق الدرب " للإخوان المسلمين " من يومهم الأول ، ولم يفارقهم ذلك يوما إلا أن الأمر يختلف إظهارا وإخفاء على حسب الأحوال قوة وضعفاً وظهوراً وعدمه .!!
فهذا المرشد العام الثاني للإخوان المسلمين :"حسن الهضيبي " يكفر " ضباط الجيش المصري " ! فقال " محمود عبدالحليم " وهو يصف " المنشورات التكفيرية " ! لضباط الثورة ، الصادرة عن المرشد : "حسن الهضيبي " بقوله : " ثم يذكي هذه النار ويؤججها ما يصدر عن : " المرشد " من مخبئه بين يوم وأخر : منشورات لاهبة " !
وقال : "وقبل موعد الاجتماع بنحو ساعة فوجئنا بمنشور صادر عن " المرشد العام " يوزع على هؤلاء الإخوان يحرضهم فيه على " رجال الثورة " ويرميهم " بالكفر " ؛ وقال : " وقد وجدت أن الإخوان في " المركز العام" يغذون " إخوان الأقاليم " بسيل من المنشورات منها خطابات موجهة إليهم من المرشد العام من مخبئة ، ولاحظت أن هذه المنشورات والخطابات مما يرفع من حرارة الالتهاب في أعصاب" الإخوان " ضد " الحكومة " ، حتى إن بعض هذه المنشورات : رمت " رجال الثورة " بما تستباح به الدماء !!أ. ه وكان ذلك كله قبل عام 1955 م . أي قبل السجون و التعذيب كما يدعي الإخوان .
ولقد استأذن "سيد قطب " المرشد " الهضيبي " بواسطة " زينب الغزالي " في أن يطبع كتابه : " معالم في الطريق " الذي أصل فيه " للفكر التكفيري " فأذن له " المرشد " بطباعته و وافق على ما فيه من فكر و رأي و تكفير !!.
قالت : " زينب الغزالي " : " وعلمت أن " المرشد " اطلع على ملازم هذا الكتاب : " معالم فى الطريق " – وصرح للشهيد !! " سيد قطب " بطبعه ،قالت : وحين سألته : قال لي : " على بركة الله " فقد كنت عنده لأخذ الإذن بطباعتها " . " أيام من حياتي ص 43" .
و نقل " عباس السيسي " في كتابه : " في قافلة الإخوان " عن : " المرشد : الهضيبي " قوله : " إنه لا يعلم أن للأستاذ : " سيد قطب " فكراً يغاير فكر الإخوان المسلمين " أ. هـ.
والمقصود هنا بيان الرد على فرية يرددها الكثيرون من رجالات " الإخوان المسلمين" من أن " التكفير" إنما ظهر كرد فعل على " أحداث التعذيب " .
في سجون : " شمس بدران" أيام : " جمال عبد الناصر " وبيان أن : " التكفير" قديم في " الإخوان" قدم " الإخوان" أنفسهم ولم ينشأ في " سجن القناطر" وليس في سجون " شمس بدران " كما ذكر " فريد عبد الخالق" وغيره ! وهو زعم غير صحيح أو كذب صريح ! " فالسجون " التي يشيرون إليها بدأت في " منتصف الخمسينات " وفي أوائل الستينات وأحداث سجن " شمس بدران " كانت سنة 1965م بعد القضاء علي النظام الخاص بقيادة : " سيد قطب " فالتكفير متأصل في " الاخوان " منذ نشأتهم في العشرينات . فبان بذلك كذبهم و زيفهم و تكفيرهم .
والناظر في أحوال " الإخوان المسلمين " يجد أن " التكفير " لم يفارقهم طرفة عين ! منذ كانوا وهو ممتدٍ معهم علي مدي تاريخهم.
فهذا " فتحي يكن " ! يكفر المجتمع والعالم تكفيراً جماعياً :
فيقول : " و اليوم يشهد العالم أجمع ردةً عن الإيمان بالله وكفراً جماعياً وعالمياً لم يعرف له مثيل من قبل " أ. ه ( في ميزان الحق ص115).
وهذا " سعيد جوي " يكفر المجتمعات الاسلامية كلها ! فقال : " لقد واجهت الحركة الإسلامية المعاصرة ردةً عن الإسلام ، تكاد تكون أخبث من الردة الاولي ". أ .ه " المستخلص في تزكية النفس ص 8".
وقال أيضا : " ونعتقد أنه : لا جماعة كاملة ! للمسلمين إلا بفكر " الأستاذ البنا " و إلا بنظرياته وتوجيهاته " !!!. " تربيتنا الروحية : ص145" .
وهذا اعتقاد ظاهر بأن " جماعة الاخوان" ! هي : " جماعة المسلمين " !!
وقال أيضا : "والبيت المسلم الكامل ! هو : البيت الملتزم بمبادئ الإخوان المسلمين" !! ." آفاق التعليم : ص33" .
وقد أطلق " الدكتور القرضاوي " علي " مشايخ الأزهر " : الذين انتقدوا الإخوان : عبارات ظاهرها التكفير ؛ فبعد أن تم القبض علي " التنظيم السري " للإخوان الذي أسسه " سيد قطب " وعرف ذلك بأحداث عام 1965م ؛ انتقل بعض مشايخ الأزهر بشدة : " الإخوان المسلمين " فما كان من " القرضاوي " إلا أن أطلق عليهم تلك العبارات التي ظاهرها التكفير ؛ فقال في " الجزء الثالث من مذكراته " وهو يتحدث عن "محنة 1965":
" وكم غلي صدري وتقطع كبدي وأنا أقرأ لبعض هؤلاء الذين يلبسون لبوس علماء الدين ! وحملة القرآن ! ، وما لهم من الدين إلا اسمهُ ! ولا من القرآن إلا رسمهُ ! ولا من العلم إلا قشورهُ ! . فليسوا من الراسخين في العلم ! ولكن من الذين " في قلوبهم زيغ " . !!!
ولقد كان " سيد قطب " ولا يزال هو : " إمام أهل التكفير في العصر بلا منازع " ف(سيد قطب ) لم يكفر الحكام فحسب بل كفر : " الشعوب الإسلامية" بل و" البشرية كلها " !! حتي كفر " المؤذنين على المنابر " !! وقد حشا كتبه بالتكفير ! والحكم علي المجتمعات الإسلامية بأنها : " مجتمعات جاهلية " لا سيما في كتابه : "في ظلال القرآن" ، وكتابه : " معالم في الطريق".!!
فقال : " سيد قطب " : " لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين للبشرية ! و انتكست البشرية بجملتها إلي الجاهلية !!،شيعها جميعاً لا تتبع دين الله أصلاً !! ، وعاد هذا القرآن يواجه البشرية كما واجهها أول مرة ! يستهدف فيها نفس ما استهدفه في المرة الأولي من إدخالها في الإسلام ! ابتداءً من العقيدة والتصور ثم إدخالها في دين الله بعد ذلك من ناحية النظام و الواقع !!" (في ظلال القرآن) :"2/1256".
وقال أيضا : "فقد ارتدت البشرية إلي عبادة العباد !! وإلي جور الأديان ! و نكصت عن "لا إله إلا الله" ! و إن ظل فريق منها يردد علي المآذن "لا إله إلا الله " دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها ! ودون أن يرفض شرعية "الحاكمية" التي يدعيها العباد ولأنفسهم! ؛ ثم يقول: ألا إن البشرية عادت إلي "الجاهلية" وارتدت عن "لا إله إلا الله" !! فأعطت لهؤلاء خصائص الألوهية !! ولم تعد توحد الله ! وتخلص له الولاء ! " .
ثم يقول : " البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون علي المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات "لا إله إلا الله "بلا مدلول ، ولا واقع وهؤلاء أثقل إثماً ! وأشد عذاباً يوم القيامة !!لأنهم ارتدوا إلي عبادة العباد !!" (في ظلال القرآن)"2/1057".
بل ويدعوا الدعاة - من القطبيين طبعاً - إلي دعوة الناس إلي اعتناق الإسلام ! لأنه يراهم غير مسلمين ! وإن ادعوا الإسلام فيقول : " كذلك يجب أن يكون مفهوماً لأصحاب الدعوة الإسلامية أنهم حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين يجب أن يدعوهم أولاً إلي اعتناق العقيدة حتي ولو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين !! وتشهد لهم شهادات الميلاد أنهم مسلمون ! " . " ظلال القرآن""2/1011"
بل ويصرح أن المجتمع الذي نعيش فيه " مجتمع غير مسلم " فيقول: " إن هذا المجتمع الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم ! ومن ثم لن يطبق النظام الإسلامي "( ظلال القرآن)"4/2009"
ويري أن المجتمعات الإسلامية تعيش في جاهلية أشد من الجاهلية الأولي !! فيقول:" إننا اليوم في " جاهلية " كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم !!، كل ما حولنا جاهلية ! " وقال : " إن " المجتمع الجاهلي " هو : كل مجتمع غير المجتمع المسلم ..بهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار " المجتمع الجاهلي " جميع المجتمعات القائمة اليوم فعلاً !!، تدخل فيه المجتمعات الشيوعية وتدخل فيه المجتمعات الوثنية ..وتدخل فيه المجتمعات اليهودية والنصرانية وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة " !! راجع :" معالم في الطريق "
إلى غير ذلك الكثير مما لا يتسع له هذا الإجمال إلا أن الذى يعنينا هنا هو " التدليل على أن فكر "سيد قطب " التكفيري هذا هو فكر " الإخوان المسلمين " وهو عقيدتهم ! ، وأن أول " عقيدة تصاغ للإخوان المسلمين كانت هي العقيدة التي صاغها (سيد ) في ( الضلال ) و( المعالم ) " وقد شهد " الهضيبي " نفسه من أنه لا يعلم أن : للأستاذ " سيد قطب " فكراً يغاير فكر " الإخوان المسلمين " وقد كلف " الأزهر الشريف " فضيلة الشيخ :" عبداللطيف السبكي " رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بإنشاء دراسة عن فكر " سيد قطب " فكتب مقالا في مجلة " الثقافة الإسلامية " عدد 8 في 23 شعبان سنة 1385 هـ الموافق 24 نوفمبر 1965م عنوانه : " كتاب معالم في الطريق وهو دستور الإخوان المفسدين " جاء فيه :
" لأول نظرة في الكتاب يدرك القارئ أن موضوعه : دعوة الى الإسلام ولكن أسلوبه أسلوب استفزازي يفاجئ القارئ بما يهيج مشاعره الدينية وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء الذين يندفعون فى غير روية إلى دعوة الداعي باسم الدين ، ويتقلبون ما يوحى إليهم به من أهداف ، ويحبسون أنها دعوة الحق الخالصة لوجه لوجه الله و أن الاخذ به سبيل الى الجنة ، وأحب أن أذكر بعض نصوص من عبارات المؤلف لتكون أمامنا في تصور موقفه الإفسادي ؛ ثم شرع الشيخ - رحمه الله - في سرد تفاصيل من كتاب " المعالم " ثم قال : " وبهذا الذى نقلته من الكتاب صار واضحا فى منطق الكاتب نفسه أنها : " دعوة هدامة غير سليمة " و " لا هادفة إلى إصلاح " وإن كانت مسماه عند صاحبها بذلك الاسم المصطنع ، ومهما يكن أسلوب الكاتب مزيجا بآيات قرآنية ، وذكريات تاريخية إسلامية فإنه كأساليب " الثائرين للإفساد من كل مجتمع " فهم " يخلطون بين حق وباطل " ليموهوا على الناس ؛ والمجتمعات لا تخلو من أغرار بسطاء ، فيحسنون الظن بما لا يكون كله حقا ولا إخلاصا ، وقد يسيرون وراء كل ناعق ، وخاصة إذا يهدى الغير" باسم الدين " ووجدوا في غصون هذه الدعوة تلميحا بالأمل في المراكز والأوضاع والقيم الجديده فى المجتمع الجديد وهذه الحيلة هي نفسها : " حيلة ابليس " ! فيما صنع مع " آدم و حواء " ، وفيما يدأب عليه دائما في " فتنة الناس عن دينيهم " وعن الخير في دنياهم و يزين لهم كل قبيح ويهون عليهم كل عسير ! حتى إذا ما تورطوا في الفتنة تبرأ منهم وقال للإنسان : { إني برىْ منك إني أخاف الله رب العالمين } .
ولكن بعد ان يكون مايكون من الإفساد الذى حذرنا الله منه ونهانا عنه في كثير من الآيات وهددنا عليه بشر العقوبات والعذاب .
وبعد : فقد انتهيت في كتاب : " معالم في الطريق " إلى أمور :
1 – أن المؤلف إنسان مسرفُ في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامى بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ، و يصورها للناس كما يراها أو أسود مما يراها ؛ ثم يتخيل بعد ذلك آمالا ويسبح فى خيال !!
2- أن " سيد قطب " : استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن فى ذلك من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخزيب العمران وترويع المجتمع وتصدع الأمن وإلهاب الفتن ؛ في صور من الإفساد : لايعلم مداها غير الله وذلك هو معنى " الثورة الحركية " التي رددها في كلامه . أ .هـ
فهذا شهادة الأزهر وعلماؤه فى دستور الإخوان وعقيدتهم التكفيرية وبيان حالهم وإن كان حالهم لا يحتاج من شدة وضوحه إلى بيان أو تبيان .
والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما0
و كتب : محمد الأباصيري في : 31/1/2013م