أسماء الله الحسنى وصفاته - الصفحة 12 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أسماء الله الحسنى وصفاته

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-03-26, 17:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

ماذا يعني مصطلح " الحلول والاتحاد " ؟

السؤال

أقرأ كثيرا في كتب العقائد :

الرد على أهل الاتحادة

الرد على القائلين بوحدة الوجود

ونحو ذلك

فما المراد بـ " الحلول والاتحاد " ؟


الجواب

الحمد لله

" الحلول " و " الاتحاد " -

و يدخل فيه مصطلح " وحدة الوجود "
- :
هاتان اللفظتان تردان كثيراً في كتب العقائد ، وهما من المصطلحات الصوفية ، والباطنية

كما أنهما تردان في كتب الأديان الباطلة ، كالبرهمية ، والبوذية ، وغيرهما .

1. " الحلول " :

أ. معناه في الاصطلاح العام : أن يحل أحد الشيئين في الآخر .

وهو " حلول سَرَياني " ، و " حلول جواري "
.
يقول الجرجاني رحمه الله :

الحلول السرَياني : عبارة عن اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر ، كحلول ماء الورد في الورد ، فيُسمَّى الساري حالاًّ ، والمسري فيه محلاًّ .

الحلول الجواري : عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفاً للآخر ، كحلول الماء في الكوز .

" التعريفات " ( ص 92 ) .

هذا هو الحلول : إثبات لوجودين ، وحلول أحدهما في الآخر .

ويراد منه باصطلاح القائلين به من الصوفية وغيرهم : حلول الله - عز وجل - في مخلوقاته ، أو بعض مخلوقاته .
ب. " أقسام الحلول " :

ينقسم الحلول إلى قسمين :

1. حلول عام : هو اعتقاد أن الله تعالى قد حلَّ في كل شيء .

ولكن ذلك الحلول من قبيل حلول اللاهوت - أي : الإله الخالق - بالناسوت

- أي : المخلوق - مع وجود التباين ، بمعنى : أنه ليس متحدّاً بمن حلَّ فيه ، بل هو في كل مكان مع الانفصال ، فهو إثبات لوجودين .

وهذا قول الجهمية ومن شاكلهم .

2. حلول خاص : وهو اعتقاد أن الله - جل وعلا - قد حلَّ في بعض مخلوقاته .

مع اعتقاد وجود خالق ومخلوق .

وذلك كاعتقاد بعض فرق النصارى : أن اللاهوت - الله جل وعلا - حلَّ بالناسوت – عيسى عليه السلام - ، وأن عيسى عليه السلام كانت له طبيعتان : لاهوتية لما كان يتكلم بالوحي ، وناسوتية عندما صلب .

وكذلك اعتقاد بعض غلاة الرافضة - كالنصيرية - أن الله - عز وجل - حلَّ في علي بن أبي طالب ، وأنه هو الإله ؛ حيث حلت فيه الألوهية ، وذلك من عقائدهم الأساسية .

2. " الاتحاد " :

أ. معناه : كون الشيئين شيئاً واحداً .

قال الجرجاني رحمه الله :

الاتحاد : امتزاج الشيئين ، واختلاطهما حتى يصيرا شيئاً واحداً .

" التعريفات " ( ص 9 ) .

ب. ومعناه باصطلاح القائلين به : اتحاد الله - عز وجل – بمخلوقاته ، أو ببعض مخلوقاته .

أي : اعتقاد أن وجود الكائنات أو بعضها هو عين وجود الله تعالى .

ج. " أقسام الاتحاد " :

" الاتحاد " ينقسم إلى قسمين :

1. الاتحاد العام - وهو ما يطلق عليه أيضاً : " وحدة الوجود " -

: وهو اعتقاد كون الوجود هو عين الله عز وجل .

بمعنى : أن الخالق متحد بالمخلوقات جميعها

وهذا هو معنى " وحدة الوجود " ، والقائلون به يسمون " الاتحادية " ، أو " أهل وحدة الوجود " ، كابن الفارض ، وابن عربي ، وغيرهما .

2. الاتحاد الخاص : هو اعتقاد أن الله عز وجل اتحد ببعض المخلوقات دون بعض .

فالقائلون بذلك نزهوه من الاتحاد بالأشياء القذرة القبيحة ، فقالوا : إنه اتحد بالأنبياء ، أو الصالحين ، أو الفلاسفة ، أو غيرهم ، فصاروا هم عين وجود الله جل وعلا

كقول بعض فرق النصارى : إن اللاهوت اتحد بالناسوت ، فصارا شيئاً واحداً ، وهذا بخلاف القائلين بالحلول ، فهم يرون أن له طبيعتين : لاهوتيةً وناسوتيةً .

فالاتحادية قالوا بواحد ، والحلولية قالوا باثنين .

د. " الفرق بين الحلول والاتحاد " :

الفرق بينهما يتلخص فيما يلي :

1. أن الحلول إثبات لوجودين ، بخلاف الاتحاد فهو إثبات لوجود واحد .

2. أن الحلول يقبل الانفصال ، أما الاتحاد فلا يقبل الانفصال .

هـ. " أمثلة يتبين بها الفرق بين الحلول والاتحاد " :

هناك أمثلة كثيرة منها :

أ. السُّكَّر إذا وضعته في الماء دون تحريك : فهو حلول ؛ لأنه ثَمَّ ذاتان ، أما إذا حركته فذاب في الماء : صار اتحاداً ؛ لأنه لا يقبل أن ينفصل مرة أخرى .

أما لو وضعت شيئاً آخر في الماء كأن تضع حصاة : فهذا يسمَّى حلولاً ، لا اتحاداً ؛ لأن الحصاة شيء ، والماء شيء آخر ، وهما قابلان للانفصال .

و. " حكم هذه الاعتقادات وأيهما أشد " :

لا ريب أن القول بالحلول أو الاتحاد هو من أعظم الكفر والإلحاد - عياذاً بالله - .

ولكن الاتحاد أشد من الحلول ؛ لأنه اعتقاد ذات واحدة ، بخلاف الحلول ، ثم إن القول بأنه اتحد في كل شيء أعظم من القول بأنه اتحد في بعض مخلوقاته .

وبالجملة : فإن اعتقاد " الحلول والاتحاد " اعتقاد ظاهر البطلان

وقد جاء الإسلام بمحوه من عقول الناس ؛ لأنه اعتقاد مأخوذ من مذاهب وفلسفات ووثنيات هندية ويونانية ويهودية ونصرانية وغيرها ، تقوم على الدجل ، والخرافة .

باختصار وتصرف من كتاب " مصطلحات في كتب العقائد "

للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ( ص 42 – 47 ) .

والله أعلم .








 


قديم 2020-03-26, 17:58   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

معنى قوله تعالى في الحديث القدسي

: " كنت سمعه الذي يسمع به ... الحديث "


السؤال

هل يمكن أن تشرح هذا الحديث لي ؟

قال الله تعالى " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه

ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته.

فتح الباري 11.34041 حديث رقم 6502 وقد روى الحديث الإمام البخاري وأحمد بن حنبل والبيهقي ..

الجزء الذي أريد شرحه هو ( كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها).


الجواب

الحمد لله

معنى هذا الجزء من الحديث :

أن العبد المؤمن إذا اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض ، ثم بالنوافل قرّبه ربه إليه ، ورقّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان ، فيصير يعبد الله كأنه يراه

فيمتلئ قلبه بمعرفة ربه ،ومحبته ، وتعظيمه ، وخوفه ومهابته

وإجلاله ، فإذا امتلأ القلب بذلك زال منه كل تعلق بكل ما سوى الله ، ولم يبق للعبد تعلق بشيء من هواه . ولا إرادة إلا ما يريده منه ربه ومولاه

فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره , ولا يتحرك إلا بأمره ، فإن نطق نطق بالله

وإن سمع سمع بالله وإن نظر نظر بالله ، أي بتوفيق الله له في هذه الأمور فلا يسمع إلا ما يحبه الله

ولا يبصر إلا ما يرضي الله ، ولا يبطش بيده ، ولا يمشي برجله إلا فيما يرضي ربه ومولاه وليس المعنى : أن الله هو سمعه ، وأن الله هو بصره ، وأن الله هو يده ورجله .

ـ تعالى الله ـ فإنه سبحانه فوق العرش ، وهو العالي على جميع خلقه ، ولكن مراده سبحانه : أنه يوفقه في سمعه وبصره ومشيه وبطشه

ولهذا جاء في الرواية الأخرى

يقول سبحانه : " فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي "

يعني : أن يوفقه في أعماله ، وأقواله ، وسمعه ، وبصره ، هذا معناه عند أهل السنة والجماعة

ومع ذلك يجيب الله دعوته ، فإن سأله أعطاه ، وإن استعان به أعانه ، وإن استعاذ به أعاذه . . إ .

هـ . بتصرف واختصار من ( جامع العلوم والحكم 2 / 347

وفتاوى نور على الدرب الشريط ( 10 ) لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ) .

ومن أشار إلى غير هذا المعنى فقد أساء وظلم و تعدى على مقام الله ، وخالف ما تعرفه العرب من كلامها

وما تفهمه من مثل هذه الإطلاقات

يقول الشيخ ابن عثيمين في مجموع فتاواه ( 1 / 145 9 ) :

" فأنت ترى أن الله تعالى ذكر عبدا ومعبودا ، ومتقرِّبا ، ومتقرَّبا إليه ، ومحبا ومحبوبا ، وسائلا ، ومسئولا ومعطيا ومُعطى , مستعيذا ومستعاذا به

ومعيذا ومعاذا ، فالحديث يدل على اثنين متباينين كل واحد منهما غير الآخر

فإذا كان كذلك لم يكن ظاهر قوله كنت سمعه وبصره ويده ورجله " أن الخالق يكون جزءاً من المخلوق

أو وصفا فيه تعالى الله عن ذلك ، و إنما ظاهره وحقيقته أن الله تعالى يسدد هذا العبد في سمعه وبصره وبطشه

فيكون سمعه لله تعالى إخلاصا وبه استعانة وفيه شرعا واتباعا وهكذا بصره ، وبطشه ومشيه . إ . هـ .









قديم 2020-03-26, 18:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

معنى قوله

" كنت سمعه الذي يسمع به وبصره .. " الخ


السؤال

ما معنى قوله تعالى في الحديث القدسي :

( وإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصر به

ويده التي يبطش بها

ورجله التي يمشي عليها ) ؟.


الجواب

الحمد لله


إذا أدى المسلم ما فرض الله عليه ..

ثم اجتهد في التقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات واستمر على ذلك ما وسعه أحبه الله تعالى

وكان عوناً له في كل ما يأتي ويذر فإذا سمع كان مسدداً من الله في سمعه ، فلا يسمع إلا إلى الخير

ولا يقبل إلا الحق وينزاح عنه الباطل بتأييد الله وتوفيقه ، فيرى الحق حقاً والباطل باطلاً

وإذا بطش بشيء بطش بقوة من الله فكان بطشه من بطش الله نصرة للحق

وإذا مشى كان مشيه في طاعة الله طلباً للعلم

وجهاداً في سبيل الله ، وبالجملة كان عمله بجوارحه الظاهرة والباطنة بهداية من الله وقوة منه سبحانه .

وبهذا يتبين أنه ليس في الحديث دليل على حلول الله في خلقه أو اتحاده بأحد منهم

ويُرشِد إلى ذلك ما جاء في آخر الحديث من قوله تعالى : ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنَّه ، وما جاء في بعض الروايات من قوله تعالى :

فبي يسمع وبي يبصر .. الخ ففي ذلك إرشاد إلى المراد من أول الحديث ، وتصريح بسائل ومسؤول ومستعيذ ومُعيذ .. وهذا الحديث نظير الحديث القدسي الآخر

: ( يقول الله تعالى : عبدي مرضتُ فلم تعُدني الخ ... )

فكل منهما يشرح آخره أوله ، ولكن أرباب الهوى يتبعون ما تشابه من النصوص ، ويعرضون عن المُحْكم منها فضلوا سواء السبيل .

اللجنة الدائمة من كتاب فتاوى إسلامية 1/35


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-03-26 في 18:03.
قديم 2020-03-27, 18:55   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

هل القول بأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب تشبيه لهم بالله عز وجل ؟

السؤال


بعض الناس يقول إن القول بأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب هو تشبيه لهم بالله عز وجل

هل هذا صحيح ؟

أرجو توضيح ذلك . جزاكم الله خيرا .


الجواب


الحمد لله

أولا :

أشار القرآن الكريم إلى أن الملائكة من شأنها ألا تأكل ولا تشرب

وذلك في قول الله تعالى – في حكاية ضيف إبراهيم عليه السلام - : ( فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ) هود/70.

قال ابن جرير الطبري رحمه الله :

" كفّوا عن أكله لأنهم لم يكونوا ممن يأكله "

انتهى من " جامع البيان " (15/387

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" الملائكة لا همة لهم إلى الطعام ولا يشتهونه ولا يأكلونه "

انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (4/333)

وقد نقل الفخر الرازي اتفاق العلماء على هذا المعنى السابق

فقال رحمه الله :

" اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون ، يسبحون الليل والنهار لا يفترون . وأما الجن والشياطين فإنهم يأكلون ويشربون "

انتهى من " مفاتيح الغيب " (1/76)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ... وهم لا يأكلون ولا يشربون ، بل هم صُمْدٌ ، ليسوا جُوْفا كالإنسان ، وهم يتكلمون ويسمعون ويبصرون ويصعدون وينزلون - كما ثبت ذلك بالنصوص الصحيحة -

وهم مع ذلك لا تماثل صفاتهم وأفعالهم صفات الإنسان وفعله ؛ فالخالق تعالى أعظم مباينة لمخلوقاته من مباينة الملائكة للآدميين

فإن كليهما مخلوق ،‏ والمخلوق أقرب إلى مشابهة المخلوق من المخلوق إلى الخالق سبحانه وتعالى‏ "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (5/354)

ثانيا :

ليس في القول بأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب تشبيه لها بالله عز وجل ، وذلك من أوجه عدة دقيقة تتعلق بفهم مسألة التشبيه نفسها :

الوجه الأول :

أن استغناء الملائكة عن الطعام والشراب ليس على وجه الغنى التام عن كل شيء

الثابت لله جل جلاله ؛ وإنما على وجه الهيئة الخَلقية التي خلقهم الله عليها

فاستغناء الملائكة ناقص لأنه استغناء جائز قام بخَلق الخالق سبحانه وتعالى ، وليس وصفا ذاتيا واجبا كما هو في حق الرب عز وجل .

الوجه الثاني :

أن كثيرا من المخلوقات لا تحتاج إلى الطعام والشراب ، كالجمادات مثلا ، وظاهر أنه لا يقال إن في ذلك تشبيها لها بالله عز وجل

لأن استغناء الجمادات عن الطعام والشراب استغناء نقص وليس استغناء كمال

إذ لا شك أنها لنقصها عن المخلوقات الأعلى درجة منها -

وهي النبات والحيوان والإنسان - لم تحتج إلى الطعام والشراب ، وفي هذا دليل على أن مجرد الاستغناء عن الطعام والشراب ليس دليلا على التشبه بالخالق سبحانه وتعالى .

الوجه الثالث :

- وهو الوجه الأهم والأدق - أن نفي المثيل عن الله عز وجل

الوارد في قوله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى/11

لا يلزم منه نفي كل قدر ذهني مشترك بين الخالق والمخلوق ، وإنما يعني
:
1- نفي اشتراك الخالق والمخلوق في أوصاف الربوبية الخاصة ، كالإلهية ، والأحدية ، والخالقية ، وغيرها .

2- ويعني نفي اشتراكهما في أوصاف المخلوق الخاصة ، كالموت والحدوث .

3- وتعني نفي مماثلة الخالق والمخلوق في الصفات الكاملة .

4- وتعني نفي مشابهة الخالق والمخلوق في حقيقة هذه الصفات ، وهو " الوجود الخارجي لها" .

أما أن يستلزم ذلك نفي كل قدر ذهني مشترك في أصل بعض الصفات : فهذا غير صحيح

وهذا هو الأصل الذي بنى عليه المعطلة نفي الصفات عن الله جل جلاله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" التشبيه الممتنع إنما هو مشابهة الخالق للمخلوق في :

1- شيء من خصائص المخلوق

2- أو أن يماثله في شيء من صفات الخالق ، فإن الرب تعالى منزه عن أن يوصف بشيء من خصائص المخلوق .
3- أو أن يكون له مماثل في شيء من صفات كماله .

4- وكذلك يمتنع أن يشاركه غيره في شيء من أموره بوجه من الوجوه ، بل يمتنع أن يشترك مخلوقان في شيء موجود في الخارج

بل كل موجود في الخارج فإنه مختص بذاته وصفاته القائمة به ، لا يشاركه غيره فيها ألبتة ، وإذا قيل هذان يشتركان في كذا ، كان حقيقته أن هذا يشابه هذا في ذلك المعنى

كما إذا قيل هذا الإنسان يشارك هذا في الإنسانية ، أو يشارك هذا الحيوان في الحيوانية ، فمعناه أنهما يتشابهان في ذلك المعنى ، وإلا فنفس الإنسانية التي لزيد لا يشاركه فيها غيره

وإنما يشتركان في نوع الإنسانية المطلقة ، لا في الإنسانية القائمة به .

والإنسانيةُ المشتركةُ المطلقة هي في الأذهان ، لا تكون في الأعيان مشتركة مطلقة

فما هو موجود في الخارج لا اشتراك فيه ، وما وقع فيه الاشتراك هو الكلي المطلق الذي لا يكون كليا مطلقا إلا في الذهن ، فإذا كان المخلوق لا يشاركه غيره فيما له من ذاته وصفاته وأفعاله

فالخالق أولى أن لا يشاركه غيره في شيء مما هو له تعالى .

لكن المخلوق قد يماثل المخلوق ويكافئه ويساميه ، والله سبحانه وتعالى ليس له كفؤ ولا مثيل ولا سمي "

انتهى من " الصفدية " (1/100-101)

وبمثال يسير نقول : الله عز وجل وصف نفسه بأنه ( سميع بصير )

ووصف الإنسانَ أيضا بأنه سميع بصير في قوله سبحانه : ( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) الإنسان/2.

وذلك لا يستلزم تماثل صفتي السمع والبصر ما بين الخالق والمخلوق ، وإنما يعني أن ذهن الإنسان يفهم من معنى السمع قدرا يتصوره في حق الخالق والمخلوق

وإن كان يجهل حقيقة ما يناسب الخالق من هذا السمع ، كما أنه يجهل ما يناسب كل مخلوق من السمع ، حتى يرى هذا المخلوق ، أو يوصف له .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ليس مطلق الموافقة في بعض الأسماء والصفات الموجبة نوعا من المشابهة تكون مقتضية للتماثل والتكافؤ

بل ذلك لازم لكل موجودين ، فإنهما لا بد أن يتفقا في بعض الأسماء والصفات ويشتبها من هذا الوجه ، فمن نفى ما لا بد منه كان معطلا ، ومن جعل شيئا من صفات الله مماثلا لشيء من صفات المخلوقين كان ممثلا .

والحق هو نفي التمثيل ونفي التعطيل ، فلا بد من إثبات صفات الكمال المستلزمة نفى التعطيل ، ولا بد من إثبات اختصاصه بما له على وجه ينفي التمثيل .

ولكن طائفة من الناس يجعلون التمثيل والتشبيه واحدا ويقولون يمتنع أن يكون الشيء يشبه غيره من وجه ويخالفه من وجه ، بل عندهم كل مختلفين كالسواد والبياض فإنهما لم يشتبها من وجه

وكل مشتبهين كالأجسام عندهم يقولون بتماثلها فإنها مماثلة عندهم من كل وجه لا اختلاف بينهما إلا في أمور عارضة لها

وهؤلاء يقولون كل من أثبت ما يستلزم التجسيم في اصطلاحهم فهو مشبه ممثل ، وهذه طريقة كثير من أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية ومن وافقهم كالقاضي أبي يعلى في المعتمد وغيره

وأما جمهور الناس فيقولون إن الشيء قد يشبه غيره من وجه دون وجه ، وهذا القول هو المنقول عن السلف والأئمة كالإمام أحمد وغيره "

انتهى باختصار يسير من " الصفدية " (1/101-102)

والله أعلم .









قديم 2020-03-27, 19:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حكم تعليق اسم الله أو اسم رسوله أو صورة الكعبة على الجدران .

السؤال

ما حكم تعليق اسم الله أو اسم رسوله أو صورة الكعبة على جدران البيت؟...

لقد رأيت إجابتكم حول حكم تعليق آيات من القرآن ولكني أريد الإجابة عن حكم تعليق هذه الأشياء.

الجواب

الحمد لله

تعليق آيات القرآن أو الأسماء الحسنى أو صورة الكعبة ونحو ذلك على الجدران عمل محدث لا نعرف له في الشرع أصلا ، وقد سبق بيان بعض ما في ذلك العمل من المفاسد في أجوبة سابقة

راجع السؤالين القادمين.

وأما فيما يتعلق بأسماء الله الحسنى خاصة ، فقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى إحصائها

ووعد على ذلك بالحسنى فقال : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ )

رواه البخاري (2736) ومسلم (2677)

وإحصاؤها إنما يكون بحفظها ، ومعرفة معانيها ، والتصديق بها ، وإحسان المراعاة لها

والتعبد لله بها ، والتعرف عليه من خلالها ، كما بينه أهل العلم ، وأما مجرد تعليقها على الجدران

أو تزيين المساجد ، أو البيوت ، أو القلائد ، أو غير ذلك من الأشياء بها ، فلا يظهر لشيء من ذلك تعلق بإحصائها ، أو دخول في وجه من وجوه التعبد بها .

قال الإما فخر الدين الزيلعي الحنفي رحمه الله :

" وَيُكْرَهُ كِتَابَةُ الْقُرْآنِ وَأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى على ما يُفْرَشُ ، لِمَا فيه من تَرْكِ التَّعْظِيمِ ، وَكَذَا على الْمَحَارِيبِ وَالْجُدْرَانِ ، لِمَا يُخَافُ من سُقُوطِ الْكِتَابَةِ ، وَكَذَا على الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ "

انتهى من"تبيين الحقائق" (1 /58) .

وقال الشيخ محمد بن عليش المالكي رحمه الله :

" وينبغي حُرمة نقش القرآن ، وأسماء الله تعالى مطلقاً ، لتأديته إلى الامتهان ، وكذا نقشها على الحيطان "

انتهى من"منح الجليل" (1/517-518) .

وقال علماء اللجنة الدائمة :

" لم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه كتب سورة من القرآن أو آية منه ، أو حديثا له

أو أسماء الله تعالى على لوحات أو أطباق لتعلق على الجدران أو في الممرات من أجل الزينة أو التبرك

أو لتكون وسيلة للتذكير والبلاغ أو للعظة والاعتبار ، ودرج على هديه في ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم

وتبعهم في هذا أئمة الهدى من السلف الصالح الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون من بعده رضي الله عنهم

فلم يكونوا يكتبون شيئا من القرآن ولا الأحاديث النبوية الصحيحة ولا أسماء الله الحسنى على ألواح أو على أطباق أو أقمشة ؛ ليعلقوها على الجدران للزينة أو التذكير والاعتبار "

انتهى من"فتاوى اللجنة الدائمة" (4 /58) .

وأما صورة الكعبة ، فهي في العادة لا تخلو من صور بينة للطائفين والطائفات ، والمصلين والمصليات ، مما يمنع اقتناؤه وتعليقه .

سئل علماء اللجنة عن تعليق علاقات حائط مكتوب عليها آيات قرآنية وصورة المسجد النبوي والكعبة والمسجد الأقصى لتشويق الناس إليها ، وهي جارية منذ سنتين وموجودة في كثير من البيوت .

فأجابت اللجنة :

" أنزل الله تعالى القرآن موعظة وشفاء لما في الصدور ، وهدى ورحمة للمؤمنين ، وليكون حجة على الناس ، ونورا وبصيرة لمن فتح قلبه له ، يتلوه ويتعبد به

ويتدبره ، ويتعلم منه أحكام العقائد والعبادات والمعاملات الإسلامية ويعتصم به في كل أحواله

ولم ينزل ليعلق على الجدران زينة لها ، ولا ليجعل حروزا وتمائم تعلق في البيوت أو المحلات التجارية ونحوها ؛ صيانة وحفظا لها من الحريق واللصوص ، وما شابه ذلك مما يعتقده بعض العامة

وخاصة المبتدعة - وما أكثرهم - فمن انتفع بالقرآن فيما أنزل من أجله فهو على بينة من ربه وهدى وبصيرة ، ومن كتبه على الجدران أو على خرق تعلق عليها ونحو ذلك

زينة أو حرزا وصيانة للسكان والأثاث وسائر المتاع فقد انحرف بكتاب الله أو بآية أو بسورة منه عن جادة الهدى ، وحاد عن الطريق السوي والصراط المستقيم

وابتدع في الدين ما لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم قولا أو عملا .

وقد اطلعت اللجنة على ( العلاقات )

فوجدت فيها صورة الكعبة وصور لرجال ونساء في المطاف

وفي الثانية :

البسملة وسورة الفاتحة ودعاء ولفظ الجلالة واسم محمد صلى الله عليه وسلم وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم بإزاء لفظ الجلالة ، وصورة المسجد الأقصى
.
وتطبيقا لما تقدم : لا يجوز اتخاذ هذه الخرق ولا تعليقها في البيوت أو المدارس أو النوادي أو المحلات التجارية ونحوها زينة لها أو تبركا بها مثلا لما في ذلك من الانحراف بالقرآن عما أنزل من أجله

من الهداية والموعظة الحسنة والتعبد بتلاوته ونحو ذلك . ولمخالفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم

فإنهم لم يكونوا يفعلون ذلك ، وسدا لذريعة الشرك ، والقضاء على وسائله من الحروز والتمائم وإن كانت من القرآن

لعموم حديث النهي عن ذلك ، ولا شك أن تعليق هذه الخرق وأمثالها يفضي إلى اتخاذها حروزا ؛ لصيانة ما علقت فيه ، كما دل على ذلك التجربة وواقع الناس

. ولما في ذلك من تعريض آيات القرآن وسوره للامتهان والأذى عند الانتقال من بيت إلى آخر حيث ترمى مع أثاث البيت المتراكم على اختلاف أنواعه

وكذلك عند بلاها فتطرح هذه الخرقة بما فيها من القرآن فيما ينبغي وما لا ينبغي "

انتهى بتصرف واختصار من"فتاوى اللجنة الدائمة" (4 /46-49) .

والله تعالى أعلم .









قديم 2020-03-27, 19:10   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

حكم تزيين المساجد وحكم كتابة الأدعية والآيات على جدرانها

السؤال

نحن الآن في طور بناء وترميم المسجد الذي في حيِّنا ، هنا في أمريكا ، وقد عرض علينا بعض المحسنين أن يتكفلوا بتزيين الجدران الداخلية للمسجد ببعض الآيات القرآنية

والتشكيلات الدينية ، والتي ستكون - بإذن الله - بعيدة عن أعين المصلِّين ، بحيث لا تشغلهم ـ أو تلهيهم عن الصلاة ، كما أن هذا " النحت " سيكون عبارة عن بعض الأدعية

والآيات ، التي تعين مَن لا يحفظ مثل هذه الأدعية والآيات أن يقرأها مباشرة من الجدار ، إضافة أنها ستضفي رونقاً خاصّاً للمسجد ، بحيث يتعرف بعض الزوار من غير المسلمين على مدى اهتمام المسلمين بأماكن العبادة

علاوة على ذلك : فإن لها نكهة خاصة من شأنها أن تربط أبناءنا بنمط " البناء الإسلامي " ، لا سيما أنهم يعيشون هنا ، ولا يعلمون شيئاً عن ثقافتهم المعمارية .

فما الحكم في هذا الشأن ؟ .


الجواب

الحمد لله


أولاً:

عمارة المساجد وبناؤها ، وتعظيمها وصيانتها ، من العبادات العظيمة ، والقربات الجليلة عند الله.

وليس من عمارتها المطلوبة كتابة الآيات ، والأحاديث ، والأدعية على الجدران ، لأن المقصود بالكتابة هو الزينة المتباهى بها ، والتي تشغل المصلين في صلاتهم

والتي تجعل المساجد متاحف ، وأماكن للسياحة ، كما يحدث – للأسف – في كثير من البلدان ، وليس هذا الأمر مما يفتخر به المسلمون ، وإنما فعله من ركن إلى الدنيا

وأراد منافسة الكفار في بنائهم ، أو مباهاة غيره من الحكام ، وإنما عمارة المساجد عندنا : إقامة الصلاة فيها ، والاعتكاف

والتعليم ، وذِكر الله ، وليس هو تشييدها بأنواع الحجارة ، ولا طليها بمختلف الألوان ، ولا تزويقها بأشكال من الخطوط تُرسَم فيها الآيات ، وتُكتب فيها الأحاديث والأدعية .

ثانياً:

تعليق الآيات القرآنية على جدران البيوت ، أو المساجد : بدعة مكروهة .

" سئل الإمام مالك عن المساجد ، هل يُكره أن يكتب في قبلتها بالصبغ

مثل آية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذتين

ونحوها فقال : " أكره أن يكتب في قبلة المسجد شيء من القرآن والتزويق

وقال إن ذلك يشغل المصلي وكذلك ينبغي له أن يغير ما أحدثوه من إلصاق العمد في جدار القبلة وفي الأعمدة أو ما يلصقونه أو يكتبونه في الجدران والأعمدة وكذلك يغير

ما يعلقونه من خرق كسوة الكعبة في المحراب وغيره فإن ذلك كله من البدع لأنه لم يكن من فعل من مضى"

انتهى من كتاب "المدخل" لابن الحاج (2/215)

فالقرآن لم ينزله الله تعالى من أجل أن يكون زينةً للجدران .

قال الإمام النووي رحمه الله :

" لا تجوز كتابة القرآن بشيء نجس وتكره كتابته على الجدران عندنا "

انتهى من "التبيان في آداب حملة القرآن" ص (110)

وقال ابن الهمام الحنفي :

" تُكْرَهُ كِتَابَةُ الْقُرْآنِ وَأَسْمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الدَّرَاهِمِ وَالْمَحَارِيبِ وَالْجُدْرَانِ وَمَا يُفْرَشُ "

انتهى من "فتح القدير" (1/310) .

ونص عليه السفاريني الحنبلي في غذاء الألباب (2/211) .

وسئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله - :

ما حكم كتابة الآيات والأحاديث على جدران المساجد ؟ .

فأجاب:

هذه تشوِّش على النَّاس ، أما كتابة الآيات على الجدران سواءً في المساجد

أو غيرها : فإنها من البدع ، لم يوجد عن الصحابة أنهم كانوا ينقشون جدرانهم بالآيات ، ثم إن اتخاذ الآيات نقوشاً في الجدران : فيه شيء من إهانة كلام الله ، ولذلك نجد بعضهم يكتب الآيات وكأنها قصور

أو مآذن ، أو مساجد ، أو ما أشبه ذلك ، يكيف الكتابة حتى تكون كأنها قصر ، ولا شك أن هذا عبث بكتاب الله عز وجل ، ثم لو قدِّر أنها كُتبت بكتابة عربية مفهومة :

فإن ذلك ليس من هدي السلف ، وما الفائدة من كتابتها على الجدار ؟ يقول بعض الناس : يكون تذكيراً للناس

فنقول : التذكير يكون بالقول ، لا بكتابة الآيات

ثم إنه أحياناً يكتب على الجدار : ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) الحجرات/ 12

وتجد الذين تحت الآية هذه يغتابون الناس

فيكون كالمستهزئ بآيات الله .

إذاً : كتابة الآيات في المساجد ، وعلى جدران البيوت كلها : من البدع ، التي لم تكن معهودة في عهد السلف .

أما كتابة الأحاديث : ففي المساجد إذا كانت في القبلة : لا شك أنها توجب التشويش ، وقد يكون هناك نظرة ، ولو من بعض المأمومين إليها في الصلاة

وقد كره العلماء رحمهم الله أن يكتب الإنسانُ في قبلة المسجد شيئاً

أما في البيت : فلا بأس أن يَكتب حديثاً يكون فيه فائدة ، مثل كفارة المجلس : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليه ) هذا فيها تذكير .

" لقاء الباب المفتوح " ( 197 / السؤال رقم 8 ) .









قديم 2020-03-27, 19:11   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


وسئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :

ما حكمُ تعليقِ الآيات القرآنية على الجدران ؟ .

فأجاب :

يجبُ تعظيمُ القرآنِ الكريمِ ، وتلاوته ، وتدبُّره ، والعمل به ، أما تعليقه على الجدران : فهو من العبث ، وقد يؤدي ذلك إلى امتهانه .

وأيضاً : قد يتَّخذُ ذلك من باب تجميل الجدران بالديكورات ، والرسومات ، والكتابات ، فيُجعل القرآن ضمن ذلك ، وقد يُكتب على شكل نقوش يُقصد منها المناظرُ فقط .

وعلى كل حال : فالقرآن يجب أن يُصان عن هذا العبث ، وما كان السَّلف يعملون هذا ، والقرآن لم ينزل ليُكتب على الجدران

وإنما أنزل ليُكتب في القلوب ، ويظهر أثره على الأعمال والتصرُّفات .

" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 2 / 77 ) .

وينظر تفصيل نافع في جواب السؤال بعد القادم

ثالثاً:

وأما كتابة الأحاديث والأدعية على جدران المسجد : فالأحوط تركه ؛ لأنه لا يراد به – عادة وغالباً – إلا الزينة ، وإذا كان المراد به الفائدة للناس لحفظها والتذكير بألفاظها : فيجوز إذا التزمت الشروط التالية :

1. عدم جعل الأحاديث والأدعية مكتوبة على الجدران رسماً ؛ لأنها لا تزال

فلا يستفاد من مكانها إن حفظها المصلون ، بل تكتب على ورق حائط ، يسهل تعليقه ونزعه ، وخاصة فيما يحتاجه المسلمون من معرفة ما يُكتب في مناسباتهم الموسمية .

2. أن لا تكون في قبلة المصلين ؛ حتى لا تشغلهم في صلاتهم .

3. أن لا تستعمل الزينة في الكتابة بما تفقد الحديث والدعاء هيبته .

4. تجنب كتابتها بشكل غير مقروء ، أو جعلها على شكل طائر ، أو رجل ساجد ، وما يشبهه .

5. أن تغيَّر باستمرار ، بحسب حاجة الناس ، لإزالة جهل ، أو تذكير بفضل ، أو تثبيت حفظ .

رابعاً:

وأما تزيين جدران المساجد : فقد اختلف فيه أهل العلم ، والراجح : هو المنع منه ، خاصة إن كانت الزينة من أموال الوقف ، أو كانت مُلهية للمصلين ، ومشوشة عليهم في صلاتهم ، أو بُذلت أموال طائلة في سبيل ذلك .

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِى الْمَسَاجِدِ ) .

رواه أبو داود ( 449 ) والنسائي ( 689 ) وابن ماجه ( 739 )

وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

وروى البخاري ( 1 / 171 ) عن أَنَس بنِ مالِك : " يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ، ثُمَّ لاَ يَعْمُرُونَهَا إِلاَّ قَلِيلاً " .

والأثر وصله ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 309 ) ، وفيه رجل مجهول .

قال بدر الدين العيني – رحمه الله - :

قوله " يتباهَون " بفتح الهاء من المباهاة ، وهي المفاخرة ، والمعنى : أنهم يزخرفون المساجد ، ويزينونها ، ثم يقعدون فيها ، ويتمارون ، ويتباهون ، ولا يشتغلون بالذِّكْر ، وقراءة القرآن ، والصلاة .

قوله " بها " ، أي : بالمساجد ، والسياق يدل عليه .

" عمدة القاري " ( 4 / 205 ) .

روى البخاري ( 1 / 171 ) عن ابْن عَبَّاسٍ قولَه : " لَتُزَخْرِفُنَّهَا ، كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ ، وَالنَّصَارَى " .

وهذا الأثر وصله ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 309 ) وغيره

وصححه الألباني في تحقيق " إصلاح المساجد من البدع والعوائد " لجمال الدين القاسمي ( 94 )

وفي " صحيح أبي داود " الكامل ( 2 / 347 ) .

قال البغوي – رحمه الله - :

وقول ابن عباس : لتزخرفنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى

معناه : أن اليهود والنصارى إنما زخرفوا المساجد عندما حرفوا وبدلوا أمر دينهم ، وأنتم تصيرون إلى مثل حالهم ، وسيصير أمركم إلى المراءاة بالمساجد ، والمباهاة بتشييدها ، وتزيينها .

" شرح السنة " ( 2 / 350 ) .

وفي " الموسوعة الفقهية " ( 11 / 275 ) :

يحرُم تزيين المساجد بنقشها ، وتزويقها بمال الوقف ، عند الحنفية ، والحنابلة ، وصرَّح الحنابلة بوجوب ضمان الوقف الذي صرف فيه

لأنه لا مصلحة فيه ، وظاهر كلام الشافعية : منع صرف مال الوقف في ذلك ، ولو وقف الواقف ذلك عليهما - النقش ، والتزويق - : لم يصح في القول الأصح عندهم

أما إذا كان النقش والتزويق من مال الناقش : فيُكره – اتفاقاً - في الجملة إذا كان يُلهي المصلي ، كما إذا كان في المحراب ، وجدار القبلة .انتهى

سئل علماء اللجنة الدائمة :

عن مشروع يتبنى " زخرفة المساجد " ؟ .

فأجابوا:

هذا العمل غير مشروع ؛ للأحاديث الصحيحة في النهي عن زخرفة المساجد ، ولأن في ذلك إشغالاً للمصلين عن صلاتهم بالنظر ، والتفكر في تلك الزخارف ، والنقوش .

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " المجموعة الثانية ( 5 / 191 ) .

وقد جُمعت مسألتا كتابة الآيات ، وزخرفة المساجد في فتوى واحدة من فتاوى اللجنة الدائمة :

قالوا :

لا يجوز زخرفة المساجد ، ولا كتابة الآيات القرآنية على جدرانها ؛ لما في ذلك من تعريض القرآن للامتهان ، ولما فيه من زخرفة المساجد المنهي عنها ، وإشغال المصلين عن صلاتهم بالنظر في تلك الكتابات والنقوش .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " المجموعة الثانية ( 5 / 190 ) .

والله أعلم









قديم 2020-03-27, 19:16   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حكم كتابة أسماء الله على الجدران

السؤال

ما حكم كتابة أسماء الله الحسنى على الجدران,

فقد رأت المدارس حلا ً لمشكلة الكتابات النابية التي تكتب على جدران المدرسة أن يكتب على المدرسة أسماء الله الحسنى .

فهل الأمر مباح وجزيتم خيرا


الجواب

الحم لله


أسماء الله تعالى ، أسماء سمى بها نفسه ، وأنزلها في كتابه

وعلمها رسوله صلى الله عليه وسلم لأمته ؛ تعريفا لهم بخالقهم ، ليؤمنوا بما دلت عليه من الكمال والجلال ، ويثنوا بها عليه الثناء الجميل ، ويدعوه بها في السراء والضراء

ويحصوها عقيدة وعملا

كما قال تعالى: ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأعراف/180

وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ )

رواه البخاري (2736) ومسلم (2677).

ولهذا يجب تعظيم هذه الأسماء واحترامها وتوقيرها ، بل جعلها بالمحل الأعلى من ذلك كله

وهذا لا يتحقق في كتابتها على الجدران التي هي عرضة للأتربة والأوساخ ، وذهاب بعض الحروف المفضي لتغيير الأسماء ، وعرضة لأن يكتب بعض الأولاد معها أو تحتها شيئا ينافي تعظيمها .

وبالجملة : كتابتها على سبيل التعبد ، لا تجوز ، بل هو بدعة في الشرع .

وكتابتها للمحافظة على نظافة الجدران ، عمل قبيح ، وهو من إرادة الدنيا بعمل الآخرة ، فضلا عما فيه من امتهان هذه الأسماء .

فالواجب البعد عن ذلك .

قال ابن الهمام الحنفي :

" تكره كتابة القرآن وأسماء الله تعالى على الدراهم والمحاريب والجدران "

انتهى من "فتح القدير" (1/ 169) .

وقال الدردير المالكي :

" وظاهره أن النقش [أي على القبر] مكروه ولو قرآنا . وينبغي الحرمة ؛ لأنه يؤدي إلى امتهانه كذا ذكروا ، ومثله نقش القرآن وأسماء الله في الجدران "

انتهى من "الشرح الكبير مع الدسوقي" (1/425).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" أما كتابة الآيات على الجدران سواءً في المساجد أو غيرها فإنها من البدع

لم يوجد عن الصحابة أنهم كانوا ينقشون جدرانهم بالآيات، ثم إن اتخاذ الآيات نقوشاً في الجدران فيه شيء من إهانة كلام الله "

انتهى من "القاء المفتوح" (197/ 13).

وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 58) :

" ولم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه كتب سورة من القرآن أو آية منه أو حديثا له أو أسماء الله تعالى على لوحات أو أطباق لتعلق على الجدران أو في الممرات من أجل الزينة أو التبرك

أو لتكون وسيلة للتذكير والبلاغ أو للعظة والاعتبار، ودرج على هديه في ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وتبعهم في هذا أئمة الهدى من السلف الصالح الذين

شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون من بعده رضي الله عنهم، فلم يكونوا يكتبون شيئا من القرآن ولا الأحاديث النبوية الصحيحة ولا أسماء الله الحسنى على ألواح أو على أطباق

أو أقمشة؛ ليعلقوها على الجدران للزينة أو التذكير والاعتبار بعد أن انتشر الإسلام، واتسعت رقعته وعمت الثقافة الإسلامية البلاد والأقطار، وكثر الكتاب وتيسرت وسائل كثيرة متنوعة للإعلام

كما لم يفعلوا ذلك من قبل وهم أفهم للإسلام ومقاصده وأحرص على نشره وإبلاغه، ولو كان ذلك مشروعا لدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرشدنا إليه، ولعمل به أصحابه واستغله أئمة الهدى بعده رضي الله عنهم.

وعلى هذا: فكتابة شيء من القرآن أو الأحاديث النبوية وأسماء الله الحسنى على ألواح وأطباق أو نحوها؛ لتعلق للزينة أو التذكير أو الاعتبار

أو لتتخذ وسيلة لترويج التجارة ونفاق البضاعة وإغراء الناس بذلك ليقبلوا على شرائها، وليكون نماء المال وزيادة الأرباح عدول بالقرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

عن المقاصد النبيلة التي يهدف إليها الإسلام من وراء ذلك

ومخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة وأئمة السلف رضي الله عنهم، ومع هذا قد يعرض لها ما لا يليق من الإهانة

على مر الأيام وطول العهد عند الانتقال من منزل لآخر، أو نقلها من مكان لآخر، وحمل الجنب أو الحائض لها، أو مسها إياها عند ذلك " انتهى .

وينظر للفائدة : جواب السؤال القادم

والله أعلم .









قديم 2020-03-27, 19:22   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

خرفة المساجد والإسراف في بناء المآذن والقباب

السؤال

علمت أنه من الصدقة الجارية بناء مسجد

فأريد من فضيلتكم بعض التوضيحات والتوجيهات عن هذا الأمر فيما يخص التالي : صفة المسجد الصحيحة والشرعية ، المئذنة والقبة اللتان نراهما حديثا في بناء المساجد ،

هل هما لازمتان لبناء المسجد ، وخاصة أن تكاليف بنائهما في بلدي قد تصل إلى 15000 دينار ليبيي

ثم ما يخص حاجيات المسجد ، من رخام وأبواب عالية الجودة وزجاج ومفروشات عالية الجودة والإنارة المضاعفة ، ومثل هذه الأمور التي اعتدنا أن نراها في المساجد

كل هذا وما يشابهه ما حكم الشرع فيه ، وكيف يكون بناء المسجد بصورة شرعية كاملة ، أحتاج من فضيلتكم التوضيح التام لهذا الأمر

. وجزاكم الله كل الخير على المجهود المميز لكم في هذا الموقع ، الذي هو خياري الأول والأفضل عندي في كل الأحيان و الأحوال

للخير العامر فيه والغيث النافع من العلم الذي أجده فيه !! سدد الله خطاكم في كل ما يحب ويرضى


الجواب

الحمد لله

أولا :

نشكر لك ـ أيها الأخ الكريم ـ حسن ظنك بإخوانك في الموقع ، وتواصلك معنا ، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه من العلم النافع والعمل الصالح .

ثانيا :

بناء المساجد وإعمارها وتهيئتها للمصلين ، من أعمال البر والخير التي رتب عليها الشارع ثوابا عظيما ، وهي من الصدقة الجارية التي يمتد ثوابها وأجرها حتى بعد موت الإنسان .

قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) التوبة/18

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ )

رواه البخاري (450) ومسلم (533) من حديث عثمان رضي الله عنه .

وروى ابن ماجه (738)

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ ، أوْ أَصْغَرَ ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) صححهالألباني .

والقطا طائر معروف ، ومَفحص القطاة بفتح الميم : موضعها الذي تجثم فيه ، وتبيض

وخصصت القطاة بهذا لأنها لا تبيض في شجر ولا على رأس جبل ، إنما تجعل مجثمها على بسيط الأرض دون سائر الطيور، فلذلك شبه به المسجد . ينظر : حياة الحيوان للدميري .

قال أهل العلم : وهذا مذكور للمبالغة ، أي ولو كان المسجد بالغا في الصغر إلى هذا الحد .

ثالثا :

لا حرج في بناء القبة على المسجد لغرض الإضاءة والتهوية ، وكذلك بناء المئذنة لأجل بلُوغ صوتِ المؤذن إلى أقصى حدٍ مُمكن

أو لِيُعرف المسجد منْ بُعد فُيقصد من قِبَلِِ المصلِّين ؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد

لكن ينبغي الاقتصار على ما يحقق الغرض ، من غير إسراف ، فيكفي في المئذنة بناء مستقيم مرتفع ، بلا زخارف أو زينة ، وإن بني المسجد بدونها فلا حرج .

سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : هل يجوز بناء القبب في المساجد إذا كانت لغرض الإضاءة والتهوية ؟

فأجابوا : : لا نعلم حرجا في ذلك إذا كان الأمر كما ذكر في السؤال " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (6/246)

وجاء فيها أيضا (6/254) :

" يعترض بعض الناس على إنشاء المآذن أصلا ويعتبر ذلك مخالفا للسنة وتبذيرا للمال ، ويرد عليه فريق آخر بأن المآذن أصبحت معلما يشهر المسجد ويدل عليه في وسط البنايات المزدحمة المرتفعة

وهي تحجب الرؤية من بعيد ، والمسجد بمئذنته السامقة يشعر الكثيرين بأن المسلمين ما زالوا بخير أمام التحديات الكثيرة التي يواجهونها .

ج : لا حرج في إقامة المآذن في المساجد ، بل ذلك مستحب لما فيه من تبليغ صوت المؤذن للمدعوين إلى الصلاة

ويدل على ذلك أذان بلال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على أسطح بعض على أسطح بعض البيوت المجاورة لمسجده ، مع إجماع علماء المسلمين على ذلك " انتهى
.
ثالثا :

ينبغي ترك الإسراف والمغالاة في الفرش والأبواب ونحوها، فإن الله تعالى لا يحب المسرفين.

وبوب البخاري في صحيحه :

" باب بنيان المسجد ، وقال أبو سعيد : كان سقف المسجد من جريد النخل – يعني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم- ، وأمر عمر ببناء المسجد وقال : َأِكنّ الناسَ من المطر

وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس ، وقال أنس : يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا ، وقال ابن عباس : لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى " انتهى .

وروى أبو داود (448) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ )

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود .

قال الخطابي رحمه الله : التشييد : رفع البناء وتطويله .

والله أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء

.









قديم 2020-03-28, 19:00   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

هل يجوز أن يقول في حق الله تعالى " أنت أبي " ؟

السؤال

هل يجوز أن أقول لله أنت أبي؟

الجواب


الحمد لله

لا يجوز أن يقال في حق الله تعالى : " أنت أبي "

لما توهمه هذه العبارة من معنى باطل

ولما في ذلك من مفارقة سبيل الموحدين إلى مشابهة اليهود والنصارى
.
فاليهود يقولون في صلاتهم :

" أحبنا يا إلهنا يا أبانا أنت أبونا منقذنا "

انتهى من "هداية الحيارى" (ص 138) .

وعند النصارى : جاء في إنجيل متَّى (5/44-45) :

" صلُّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات ".

وأفضل ما يقوله العبد في حق الله تعالى

: أن يثني عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى .

كما جاء في حديث سيد الاستغفار :

( اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )

رواه البخاري (6306)

فهذا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمنا إياه .

وإذا تأملنا أدعية الأنبياء في القرآن الكريم نجد فيها الثناء على الله تعالى بما يستحقه من صفات الكمال، كربوبيته تعالى .

كما قال نبي الله شعيب عليه السلام والذين آمنوا معه :

( وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ) الأعراف/ 89

وكما قال نبي الله عيسى عليه السلام :

( وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) مريم/ 36 .

فلا يليق بالمسلم أن يعدل عن طريق الأنبياء إلى طريق اليهود والنصارى ويتشبه بأعداء الله تعالى في القول .

والله أعلم .









قديم 2020-03-28, 19:06   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل تثبت صفة " الثقل " لله تعالى ؟

السؤال

ورد في تفسير سورة الشورى الآية4 : (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ ...)

وورد أثر مروي عن بن عباس يفسر الآية الكريمة وينسب صفة الثقل لله تعالى : حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ )

قال: يعني من ثقل الرحمن . وجاء أيضاً في كتاب الدر المنثور في تفسير القرآن بالمأثور :

أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏[‏تكاد السموات يتفطرن من فوقهن‏]‏ قال‏:‏ من الثقل‏. فهل تثبت صفة الثقل لله تعالى ؟

وما هو نقد سند هذا الأثر ، هل هو صحيح ؟ وجزاكم الله خيرًا .


الجواب

الحمد لله

سبق في جواب السؤال سابق بعنوان

ما هو الضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى ؟

أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية

فلا يسمى الله تعالى ولا يوصف إلا بما جاء في نصوص الوحي : (الكتاب والسنة) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" يُوصَفَ اللَّهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ لَا يَتَجَاوَزُ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ "

انتهى ."مجموع الفتاوى" (5 / 26) .

أما الأثر المذكور عن ابن عباس رضي الله عنهما فلا يصح عنه

رواه الحاكم (3653) من طريق خصيف عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما : قوله عز وجل : ( تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ) قال : " من الثقل " .

وهذا إسناد ضعيف ، خصيف ، وهو ابن عبد الرحمن الجزري ضعيف ، ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد والنسائي وأبو حاتم وابن خزيمة وغيرهم .

انظر : "التهذيب" (3/124)

"ميزان الاعتدال" (1/654) .

ورواه ابن جرير في تفسيره (21|501) :

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس

قوله : ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ )

قال : " يعني من ثقل الرحمن وعظمته تبارك وتعالى " .

وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء : محمد بن سعد هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي لين الحديث , وأبوه سعد بن محمد متكلم فيه

وعمه الحسين بن الحسن ضعيف , والحسن بن عطية ضعيف أيضاً ، وكذا أبوه عطية .

انظر : "التهذيب" (2/255) (7/201) (9/103)

– "لسان الميزان" (3/18) (2/278) (5174)

"الجرح والتعديل" (3/26) (3/48) (6/383) .

والذي ذهب إليه جماعة من المفسرين في تفسير الآية المذكورة في السؤال أن ذلك خوفاً من الله عز وجل ومن عظمته .
قال ابن جرير رحمه الله في تفسير الآية السابقة :

" تكاد السموات يتشققن من فوق الأرضين ، من عظمة الرحمن وجلاله .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل "

انتهى من "تفسير الطبري" (21 /501) .

وقال ابن كثير رحمه الله :

" قال ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وكعب الأحبار : أي فرقًا ، من العظمة "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 /190) .

ولما يذكرا ثقل الرب تعالى .

وجاء في السنة ما يدل على أن العرش أثقل المخلوقات

كما رواه مسلم (2726)

عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : (سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ، وَرِضَا نَفْسِهِ ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) .

قال ابن القيم رحمه الله :

"وقوله : (وزنة عرشه) فيه إثبات للعرش ، وإضافته إلى الرب سبحانه وتعالى ، وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق ؛ إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح

وهذا يَرُدُّ على من يقول إن العرش ليس بثقيل ولا خفيف ، وهذا لم يعرف العرش ولا قَدَّرَه حق قدره "

انتهى من"المنار المنيف" (ص 37) .

فهذا غاية ما ورد .

فنقف عند حدود ما أنزل الله على رسوله

وما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم

لا نتعدى القرآن والحديث .

والله أعلم .









قديم 2020-03-28, 19:12   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

أشكل عليه فهم حديث القبضة وحديث وضع الرب تعالى قدمه في النار

السؤال

هناك أحاديث تذكر أن الله سبحانه وتعالى يضع يده في النار ليقبض قبضة من العصاة ليخرجهم إلى الجنة ، وحديث آخر يذكر أن الله سبحانه يضع قدمه في النار - حديث ( هل من مزيد ) - .

وسؤالي : أريد أن أفك هذا اللبس عندي

كيف تحوي النار قدم الله أو يد الله سبحانه وهو لا يحيط به زمان ولا مكان ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً:

نذكر نصوص الأحاديث التي أشار إليها الأخ السائل :

1. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ... فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : بَقِيَتْ شَفَاعَتِي ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ ... ) .

رواه البخاري(7001) ومسلم (183) .

2. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( تَحَاجَّتْ النَّارُ وَالْجَنَّةُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي

إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَعَجَزُهُمْ فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي

وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ).

رواه البخاري ( 4569 ) مسلم ( 2846 ) .

وفي رواية لهما : ( فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطٍ قَطٍ قَطٍ ) .

ثانياً:

اتفق أهل السنَّة والجماعة على إثبات اليد والقدم والرِّجل لله سبحانه وتعالى ، صفات تليق بجلاله وجماله وكماله ، سبحانه

كما هي قاعدتهم في سائر ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومع إثباتهم لربهم تعالى تلك الصفات فإنهم ينزهون ربهم عز وجل

عن مماثلة المخلوقين لقوله سبحانه وتعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الشورى/ 11

فليست يده كأيدي مخلوقاته ، ولا قدَمه كقدم مخلوقاته ، وإذا كانت مخلوقاته نفسها تختلف في كيفية هذه الأشياء فيما بينها ، فأولى أن تختلف فيما بينها وبين ربها وخالقها سبحانه وتعالى

فليس بينهما إلا التشابه في الاسم ، وأما حقيقة الصفة وكيفيتها ، فهي تابعة للموصوف بها ، ولائقة به .

وهذه طائفة من كلام بعض أئمة أهل السنَّة في إثبات تلك الصفات لرب العالمين والرد على من عطَّلها :

1. قال الإمام الترمذي – بعد أن روى حديث - أبي هريرة - :

"قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم ، وذِكر القدَم ، وما أشبه هذه الأشياء .

والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم : أنهم روَوا هذه الأشياء ثم قالوا

: تُروى هذه الأحاديث ونؤمِن بها ولا يقال كيف ، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تُروى هذه الأشياء

كما جاءت ويؤمَن بها ولا تفسَّر ولا تُتوهم ولا يقال كيف ، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه"

.انتهى من" سنن الترمذي " ( 4 / 691 ) .

2. وقال الامام ابن خزيمة رحمه الله:

"باب ذِكر إثبات الرِّجل لله عز وجل وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم"

.انتهى من" كتاب التوحيد " ( 2 / 202 ) وساق بعده حديث أبي هريرة السابق .

3. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"وقد غَلِطَ في هذا الحديث المعطلةُ الذين أوَّلوا قوله ( قدَمه ) بنوع من الخَلق ، كما قالوا : الذين تقدَّم في علمِه أنهم أهل النار ، حتى قالوا في قوله ( رِجلَه ) : كما يقال : رِجْل من جَرادٍ ! .

وغَلَطُهم من وجوهٍ :

فإنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( حتى يضع ) ، ولم يقل : حتى يُلقي

كما قال في قوله : ( لا يَزَال يُلقَى فيها ) .

الثاني : أن قوله ( قدَمه ) لا يُفْهَم منه هذا ، لا حقيقةً ولا مجازًا ، كما تَدُلُّ عليه الإضافة .

الثالث : أن أولئك المؤخَّرين إن كانوا من أصاغر المعذَّبين : فلا وجهَ لانزوائِها واكتفائها بهم فإنّ ذلك إنما يكون بأمرٍ عظيمٍ ، وإن كانوا من أكابر المجرمين : فهم في الدرك الأسفلِ ، وفي أوّلِ المعذَّبين لا في أواخرِهم .

الرابع : أن قوله ( فينزوي بعضُها إلى بعض ) دليلٌ على أنها تَنضمُّ على من فيها ، فتضيقُ بهم من غيرِ أن يُلقَى فيها شيء .

الخامس: أن قوله ( لا يزال يُلقَى فيها وتقول هل من مزيد حتى يَضَعَ فيها قدمَه ) جَعَلَ الوضعَ الغايةَ التي إليها ينتهي الإلقاءُ ، ويكون عندها الانزواءُ ، فيقتضي ذلك أن تكون الغايةُ أعظمَ مما قبلَها .

وليس في قول المعطِّلةِ معنًى للفظ ( قدمه ) إلا وقد اشترك فيه الأول والآخر ، والأوّل أحقُّ به من الآخر"
.
انتهى من" مختصر الفتاوى المصرية " ( 2 / 110 )

و " جامع المسائل " ( 3 / 239 ، 240 ) .

ثالثاً:

وأما توهم أن وضع القدم ، أو أخذ القبضة من النار يستلزم أن تحيط النار بصفة من صفات ربنا جل وعلا ؛ فهذا إنما يلزم لو كانت صفاته كصفات البشر

أو كانت أفعاله ، من القبض والوضع وغير ذلك ، مثل أفعال البشر ، فأما إذا قلنا إن الله تعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله

فلا يلزم شيء من ذلك ؛ وتأمل سمع الله لأصوات خلقه ، وإجابة دعائهم ، لا يشغله صوت عن صوت ، ولا دعاء عن دعاء ، ورزقه لهم جميعا ، لا يشغله شأن عن شأن سبحانه

تعلم أن ما توهمته لازما لذلك ، غير وارد في هذا الباب ، وإنما يرد على من يقول بالتشبيه والتمثيل ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

روى الدارقطني عن العباس بن محمد الدُّوري قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاَّم وذَكر الباب الذي يروى في الرؤية والكرسي وموضع القدمين وضحك ربنا من قنوط عباده وقُرب

غِيَرِه وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمَه فيها فتقول : قط قط ، وأشباه هذه الأحاديث

فقال : هذه الأحاديث صِحاح ، حملَها أصحابُ الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض

وهي عندنا حق لا نشك فيها ، ولكن إذا قيل : كيف وضع قدمَه ؟ وكيف ضحك ؟ قلنا : لا يُفَسَّر هذا ، ولا سمعنا أحداً يفسِّره .

انتهى من" الصفات " للدارقطني ( ص 68 ، 69 ) .

ومعنى ( قُرب غِيَره ) : قُرب تغيّر الحال من الجدب إلى الخصب .

وما ذكرناه سابقاً هو التأصيل الصحيح في صفة القدم لله تعالى وصفة " الوضع "

وهو منطبق على صفات الله تعالى وأفعاله كلها ، ومنه ما جاء في السؤال من إخراج الله لطائفة من أهل النار لا يستحقون الخلود فيها بقبضته سبحانه وتعالى

فنثبت ذلك على اللائق بجلاله تعالى ، ولا نخوض بالكيفية

لأن طريقها موصد عن الخلق .

وانظر جواب السؤال القادم

والله أعلم

.









قديم 2020-03-28, 19:17   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل "الحد" ثابت لله ؟!

السؤال

هل الله عز وجل محدود أم غير محدود ؟!

الجواب

الحمد لله

أولا :

الأصل في الكلام عن الأسماء والصفات النقل ، إذ إن أسماء الله وصفاته توقيفية كما حرر ذلك أهل العلم .

ثانيا :

باب الإخبار عن الله تعالى أوسع من باب الأسماء والصفات .

قال ابن القيم رحمه الله :

" ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ، كالشيء والموجود والقائم بنفسه ؛ فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا " انتهى .

"بدائع الفوائد" (1/169)

وقال أيضا :

" ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي ، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا ، فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه : هل هي توقيفية

أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع " انتهى مختصرا .

"بدائع الفوائد" (1/170)

ثالثا :

قد ذم أهل العلم إطلاق القول ، نفياً أو إثباتاً ، في الألفاظ المحدثة المجملة ، قبل الاستفصال عن معناها عند قائلها ، ورد القول في ذلك إلى المحكم الثابت من الكتاب والسنة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله :

" إذا منع إطلاق هذه المجملات المحدثات في النفي والإثبات ، ووقع الاستفسار والتفصيل : تبيَّنَ سواءُ السبيل .

وبذلك يتبين أن الشارع عليه الصلاة والسلام ، نص على كل ما يعصم من المهالك ، نصا قاطعا للعذر

وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) سورة التوبة /115

وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) المائدة/3 " .

ثم قال :

" وهذه الجملة : يُعلم تفصيلها بالبحث والنظر ، والتتبع والاستقراء

والطلب لعلم هذه المسائل في الكتاب والسنة ؛ فمن طلب ذلك وجد في الكتاب والسنة من النصوص القاطعة للعذر في هذه المسائل ، ما فيه غاية الهدي والبيان والشفاء . وذلك يكون بشيئين :

أحدهما : معرفة معاني الكتاب والسنة .

والثاني : معرفة معاني الألفاظ التي ينطق بها هؤلاء المختلفون

حتى يحسن أن يطبق بين معاني التنزيل ، ومعاني أهل الخوض في أصول الدين

فحينئذ يتبين له أن الكتاب حاكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، كما قال تعالي : كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ البقرة /213

وقال تعالي وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ الشورى /10

وقال فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

* أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً *

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً النساء / 59 – 61.

ولهذا يوجد كثيرا في كلام السلف والأئمة : النهي عن إطلاق موارد النزاع بالنفي والإثبات ، وليس ذلك لخلو النقيضين عن الحق ، ولا قصور أو تقصير في بيان الحق

ولكن لأن تلك العبارة من الألفاظ المجملة المتشابهة ، المشتملة علي حق وباطل ؛ ففي إثباتها إثبات حق وباطل ، وفي نفيها نفي حق وباطل ، فيمنع من كلا الإطلاقين .

بخلاف النصوص الإلهية ، فإنها فرقان فرق الله بها بين الحق والباطل . ولهذا كان سلف الأمة وأئمتها يجعلون كلام الله ورسوله هو الإمام والفرقان الذي يجب اتباعه

فيثبتون ما أثبته الله ورسوله ، وينفون ما نفاه الله ورسوله ، ويجعلون العبارات المحدثة المجملة المتشابهة ممنوعا من إطلاقها : نفيا وإثباتا ؛ لا يطلقون اللفظ ولا ينفونه إلا بعد الاستفسار والتفصيل

فإذا تبين المعنى أثبت حقه ونفي باطله ، بخلاف كلام الله ورسوله فإنه حق يجب قبوله وإن لم يفهم معناه ، وكلام غير المعصوم لا يجب قبوله حتى يفهم معناه .

وأما المختلفون في الكتاب ، المخالفون له ، المتفقون علي مفارقته : فتجعل كل طائفة ما أصلته من أصول دينها الذي ابتدعته هو الإمام الذي يجب اتباعه

وتجعل ما خالف ذلك من نصوص الكتاب والسنة من المجملات المتشابهات التي لا يجوز اتباعها ، بل يتعين حملها علي ما وافق أصلهم الذي ابتدعوه ، أوالإعراض عنها وترك التدبر لها " .

"درء تعارض العقل والنقل" (1/73-77) .

رابعاً :

إذا وقع الاستفصال عن المعنى ، ورددنا محل النزاع إلى كتاب وسنة رسوله : ساغ استخدام اللفظ الحادث ، للدلالة على معنى ثابت ، عند من يحتاج إلى ذلك .

قال شيخ الإسلام :

" اذا أثبت الرجل معنى حقا ، ونفى معنى باطلا ، واحتاج إلى التعبير عن ذلك بعبارة لأجل إفهام المخاطب ، لأنها من لغة المخاطب ونحو ذلك : لم يكن ذلك منهيا عنه

لأن ذلك يكون من باب ترجمة أسمائه وآياته بلغة أخرى ، ليفهم أهل تلك اللغة معاني كلامه وأسمائه ، وهذا جائز ، بل مستحب أحيانا ، بل واجب أحيانا . وإن لم يكن ذلك مشروعا على الإطلاق

كمخاطبة أهل هذه الاصطلاحات الخاصة في أسماء الله وصفاته وأصول الدين باصطلاحهم الخاص ، إذا كانت المعاني التي تبيَّن لهم هي معاني القرآن والسنة

... وهذه الترجمة تجوز لإفهام المخاطب ، بلا نزاع بين العلماء " . انتهى .

بيان تلبيس الجهمية (2/389) .









قديم 2020-03-28, 19:18   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2



خامسا :

من هذا الباب لفظ " الحد " المذكور في السؤال ؛ فمن أراد بإثبات الحد

أنه سبحانه وتعالى بائن عن خلقه بحد فاصل

بين الخالق والمخلوق

فلا يحل شيء من المخلوقات بذاته جل جلاله

كما أنه لا يحل بشيء من خلقه ولا يتّحد به :

فهذا معنى صحيح ، يُخْبَر به عن الله تعالى

وإن لم يكن صفة ثبوتية ، تضاف إليه سبحانه .

قال شيخ الإسلام :

" ولما كان الجهمية يقولون ما مضمونه : إن الخالقَ لا يتميّز عن الخلقِ

فيجحدون صفاته التي يتميّز بها ، ويجحدون قدره ، فبيّن ابن المبارك أنّ الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه ، منفصلٌ عنه ، وذكر الحدّ لأن الجهمية كانوا يقولون : ليس له حدٌّ

وما لا حدّ له لا يباينُ المخلوقاتِ ، ولا يكون فوق العالم ، لأن ذلك مستلزم للحدِّ ، فلما سألوا أمير المؤمنين عبد الله بن المبارك : بماذا نعرفه ؟

قال : بأنه فوق سماواته

على عرشه ، بائن من خلقه ، فذكروا لازم ذلك الذي تنفيه الجهمية

وبنفيهم له ينفون ملزومه الذي هو وجوده فوق العرشِ ، ومباينته للمخلوقات ، فقالوا له : بحدٍّ ؟

قال : بحدّ ." .

انتهى باختصار. بيان تلبيس الجهمية (1/443 ) .

وقال شيخ الإسلام أيضا :

" هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة ؛ بل بيّنّا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته " .

"بيان تلبيس الجهمية" (1/445)

ومن هنا نتبين أن إطلاق جمع من السلف لهذا اللفظ كان ردا على الجهمية والحلولية وأشباههم من أهل البدعة

وبياناً لمعنى شرعي صحيح في نفس الأمر ، وإن كان الشرع لم يعبر عنه بهذا اللفظ .

سادساً :

إثبات الحد لله تعالى ، والإخبار به عنه : لا يعني أن الخلق يُحيطون به علماً ، سبحانه

أو أنهم يعلمون منتهى ذلك الحد

قال تعالى : ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) طه/110

وقال : ( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاء ) البقرة/255 .

قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله :

" والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره ، ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه

ولكن يؤمن بالحد ، ويَكِل علم ذلك إلى الله .

ولمكانه أيضا حد ، وهو على عرشه فوق سماواته .

فهذان حدان اثنان " . انتهى .

"نقض الدارمي على بشر المريسي" (223-224) ، وينظر :

"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (7/193) .

والله تعالى أعلم .



اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-03-28 في 19:19.
قديم 2020-03-29, 17:59   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

ما المراد بمصطلح " واجب الوجود "


السؤال


ماذا تعني كلمة "واجب الوجود"

التي ترد كثيرا في كتب العقائد

منسوبة إلى الله عز وجل ؟


الجواب

الحمد لله

الإخبار عن الله تعالى بأنه واجب الوجود يراد به أن وجوده سبحانه لذاته

فيستحيل عليه العدم أزلاً وأبداً

بخلاف المخلوق فإنه ممكن الوجود أو جائز الوجود

أي يجوز عليه الوجود والعدم

ووجوده لا لذاته

بل بإيجاد الله تعالى.

فالوجود نوعان : واجب وممكن

فالأول : وجود الله تعالى

والثاني : وجود كل مخلوق سوى الله تعالى

لأن كل مخلوق مسبوق بالعدم ، ويجوز أن يلحقه فناء " فالأشياء في حكم العقل ثلاثة

: واجب وممكن وممتنع. فالواجب ما لا يقبل الحدوث ولا العدم ، والممكن : ما يقبل الوجود والعدم ، والممتنع :

ما لا يقبل الوجود" انتهى

من "شرح الرسالة التدمرية" للشيخ عبد الرحمن البراك ، ص 96

قال الرازي في تعريفه " واجب الوجود "

: " ... فسرنا واجب الوجود بذاته بأنه الموجود الذي تكون حقيقته غير قابلة للعدم البتة " .

انتهى من " المطالب العالية " (1 / 134 ) .

وينبغي أن يعلم أن لفظ " واجب الوجود " غير وارد في كلام الله تعالى ، ولا في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد استحدثه الفلاسفة المتأخرون .

يقول شيخ الإسلام رحمه الله :

" وأما الكلام بلفظ " الواجب الوجود " ، و " ممكن الوجود " :

فهذا من كلام ابن سينا وأمثاله ، الذين اشتقوه من كلام المتكلمين المعتزلة ونحوهم ، وإلا فكلام سلفهم ، إنما يوجد فيه لفظ العلة والمعلول "

انتهى من " الصفدية " ( 2 / 180 )

وانظر : " منهاج السنة النبوية " ( 2 / 132 ) .

ولا يعني هذا الإطلاق أن ذلك اللفظ من أسمائه الحسنى ، بل المراد بذلك الإخبار عن حقيقة وجوده سبحانه

وأنه غير متوقف على سبب ، ولا يجوز عليه العدم أزلاً وأبداً ، فالله عز وجل واجب الوجود لذاته ، قائم بنفسه ، غني عن خلقه ، لا ينفى ولا يبيد ، ولا يكون إلا ما يريد ، سبحانه .

وقد تذرع الفلاسفة بالقول بأن الله واجب الوجود مستغن عن غيره إلى أمور باطلة كنفي الصفات ، وهذا تحميل للفظ ما لا يدل عليه.

وأما أهل السنة وأكثر المتكلمين فإنهم إن أطلقوا " واجب الوجود " على الله لم يجعلوا ذلك مستلزماً لنفي الصفات.

وينظر : كتاب " الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية "

تأليف : الدكتورة آمال بنت عبد العزيز العمرو ، ص 280

والله أعلم









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc