أسمعوا لهذا الحكاية :
مع دق طبول الحرب في شمال مالي: الجزائر قد تستدعي جنود الاحتياط
يتوقع أن تلجأ الجزائر إلى استدعاء الجنود الاحتياطيين لتعزيز صفوف الجيش الوطني الشعبي في إطار حماية الحدود الجزائرية، وهذا مع بداية دق طبول الحرب في شمال مالي. وتوحي كل المعطيات بأن الجزائر قد تضطر للاستنجاد بقدماء محاربيها من عسكريين متقاعدين أو ممن أنهوا عقودهم وذلك من أجل الاستفادة من خبرتهم العسكرية في هذا الظرف الحساس الذي تعيشه الجزائر بسبب الخطر الذي يهددها من شمال مالي.
لا حديث هذه الأيام لدى عسكريين جزائريين سابقين سوى عن إمكانية إعادة استدعائهم للخدمة من جديد، حيث أكد لـ«البلاد” في هذا الإطار بعض الأفراد السابقين للجيش الوطني الشعبي أنهم يسمعون من حين إلى آخر إشاعات عن إعادة تجنيدهم ونقلهم إلى الحدود البرية الجزائرية المالية لحماية الحدود الجزائرية.
وكانت الجزائر قد استنجدت خلال فترة الإرهاب ما بين 1995 و1999 بالعسكر الاحتياطي بما في ذلك الأفراد الذين أدوا واجب الخدمة الوطنية، حيث أطلق عليهم حينذاك اسم ”أفواج التعبئة” الذين ساهموا بشكل فعال في محاربة الإرهاب.
وفي اتصال هاتفي مع أحد العسكريين السابقين، رفض الكشف عن هويته، أوضح محدثنا أنهم لحد الآن لم يتلقوا أية تعليمات أو مراسلات من طرف وزارة الدفاع الوطني للالتحاق من جديد بصفوف الجيش الوطني الشعبي، مؤكدا أنهم على استعداد تام لتلبية نداء الوطن في حالة وجود أي تهديد أمني خارجي ضد الجزائر. وقال عسكري آخر ”نحن مستعدون لحمل السلام من جديد من أجل حماية الجزائر كما أن خبرتنا مطلوبة في هذا الظرف الزماني والمكاني”. وأضاف ”لقد عملت لمدة 15 سنة كاملة بالصحراء الجزائرية وأدرك جيدا معنى كلمة أن تكون مجندا في صحراء الجزائر”. وفي سياق متصل، قالت مصادر غير رسمية إنه في حالة تأكد خبر الاستنجاد بالعسكر الاحتياطي لمواجهة الخطر القادم من شمال مالي، فان الأفراد المعنيين بهذا الأمر سيكونون من العسكريين الذين سبق لهم العمل في المدن الصحراوية الجزائرية من أجل الاستفادة من خبرتهم ومعرفتهم الجيدة بخفايا رمال الصحراء ومتاعبها خصوصا أن الحرب في مالي لا أحد يعلم أوزارها بسبب تضارب المصالح بين الدول الراغبة في الحرب والرافضة لها.
وحسب المصادر فإن الأفراد المعنيين بالالتحاق بصفوف الجيش من جديد ستوكل إليهم مراقبة الحدود والسهر على تأمين المؤسسات البترولية الكبرى المتواجدة في الجنوب الجزائري الكبير، وكذلك المواقع السياحية التي قد تكون الهدف الأول للجماعات الإرهابية المرابطة في منطقة الساحل.
ولم تكشف مصادرنا عن عدد العسكريين الذين سيتم استدعاؤهم، لأن الموضوع لايزال مجرد كلام غير رسمي رغم تداوله على نطاق واسع في صفوف قدماء العسكريين الجزائريين، في وقت استبعدت فيه التقارير إمكانية استدعاء الاحتياطيين الذين أنهوا خدمتهم الوطنية.