2/ وروي عن يحي بن أبي كثير - رحمه الله - أنه قال : ( إذا رأيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره ) .
3/ وروي عن ابن المبارك - رحمه الله - أنه قال : ( يكون مجلسك مع المساكين وإيّاك أن تجالس صاحب بدعة ) .
4/ وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : ( لا تجلس مع صاحب بدعة فإنّي أخاف أن ينزل عليك اللعنة ) .
5/ وعن أبي قلابة قال : ( لا تجالسوهم ولا تخالطوهم فإنّي لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبّسوا عليكم كثيراً مما تعلمون ) .
6/ وكان ابن طاوس جالساً فجاءه رجل من المعتزلة ، ثم جعل يتكلم ، فأدخل ابن طاوس أصبعيه في أذنيه وقال لابنه : ( أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد لا تسمع من كلامه شيئاً ) ، قال معمر: يعني أن القلب ضعيف .
7/ وقال عبدالرزاق : قال لي ابراهيم بن أبي يحي : إني أرى المعتزلة عندكم كثير ! ، قلت : نعم ، وهم يزعمون أنك منهم !! قال : أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتّى أكلمك !! ، قلت : لا ، فقال له: لم ؟ ، قلت : لأن القلب ضعيف ، وإن الدين ليس لمن غلب.
8/ وقال رجل من أهل الأهواء لأيوب : أسألك عن كلمة ، فولّى أيوب وهو يقول : لا ولا نصف كلمة ، مرتين يشير بأصبعه .
9/ وروى عن مجاهد قال : ( لا تجالسوا أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب ) .
10/ وروى عن إسماعيل بن عبيدالله قال : ( لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك ، ولا تجالس مفتوناً ، فإنه ملّقن حجته ) .
11/ وجاء رجلان من أهل الأهواء إلى ابن سيرين فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث !! ، قال : لا
، قالا : فنقرأ عليك آية !! ، قال : لا ، لتقومان عني أو لأقومنّ .
وقال له رجل : إن فلان يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشي !! ، فقال : قل لفلان لا مايأتيني فإن قلب ابن آدم ضعيف ، وإنّي أخاف أن أسمع منه كلمة فلا يرجع قلبي الى ما كان .
12/ وجاء رجل من أهل الأهواء إلى طاوس وهو جالس فقال : أتأذن لي أن أجلس ، فقال له : إن
جلست قمنا ، فقال : يغفر الله لك يا أبا عبدالرحمن ، فقال : هو ذاك إن جلست والله قمنا ، فانصرف الرجل .
قال الفضيل بن عياض : " من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ومن تبسم فى وجه مبتدع ، فقد استخف بما أنزل الله – عز وجل و على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ، ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل فى سخط الله حتى يرجع " .
18/ وقال أيضا : " أكل مع يهودى ونصارني ولا آكل مع مبتدع " .
19/ قال أبو موسى : " لأن أجاور يهوديا ونصرانيا ، وقردة وخنازير ، أحب إلى من أن يجاورني صاحب هوى يمرض قلبي " .
20/ قال يونس بن عبيد لإبنه : " أنهى عن الزنا والسرقة وشرب الخمر ، ولئن تلقى الله عز وجل – بهذا أحب من أن تلقاه برأي عمرو بن عبيد وأصحاب عمرو " .
21/ قال العوام بن حوشب فى حق ابنه عيسى : " والله لأن أرى عيسى يجالس من أصحاب البرابط والأشربة والباطل أحب إلى من أراه يجالس أصحاب الخصومات أهل البدع " .
22/ قال يحيى بن عبيد : " لقينى رجل من المعتزلة فقال ، فقمت فقلت : إما أن تمضي وإما أن أمضي ، فإني أن أمشي مع نصراني أحب إلى من أن أمشي معك " .
23/ قال أرطأة بن المنذر : " لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أحب إلي أن يكون صاحب هوى " .
24/ قال سعيد بن جبير : " لأن يصحب ابني فاسقا ، شاطرا ، سنيا ، أحب إلي من أن يصحب عابدا مبتدعا " .
25/ قيل لمالك بن مغول : رأينا ابنك يلعب بالطيور ، فقال : " حبذا أن شغلته عن صحبة مبتدع " .
26/ قال البربهارى : " إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا ، صاحب معاص ، ضالا وهو على السنة فأصحبه واجلس معه فإنه ليس يضرك معصيته . وإذا رأيت الرجل مجتهدا فى العبادة ، متقشفا ، محترقا بالعبادة ، صاحب هوى ، فلا تجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمش معه فى طريق ، فإنى لا آمن أن تستحلى طريقته فتهلك معه "
27/ قال أبو حاتم : سمعت أحمد بن سنان يقول : " لأن يجاورني صاحب طنبور أحب إلى من أن يجاورني صاحب بدعة ، لأن صاحب الطنبور أنهاه ، وأكسر الطنبور ، والمبتدع يفسد الناس والجيران والأحداث " .
28/ قال الامام الشافعى – رحمه الله : " لأنه لا يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشئ من الهوى " .
29/ قال الإمام أحمد – رحمه الله : " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة فساق أهل السنة أولياء الله ، وزهاد أهل البدعة أعداء الله " .
30/ قال عمرو بن قيس الملائى : " إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فأرجه ، وإذا رأيته مع أهل البدع فايأس منه ، فإن الشاب على أول نشوؤه " .
31/ وقال أيضا : " إن الشاب لينشأ ، فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم ، وإن مال إلى غيرهم كاد أن يعطب " .
32/ قال ابن عون : " من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع " .
33/ قال يحيى بن سعيد القطان لما قدم سفيان الثورى البصرة ، جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صبيح وقدره عند الناس ، " سأل أى شئ مذهبه ؟ " قالوا : ما مذهبه إلا السنة ، وقال : " من بطانته ؟ " ، قالوا : أهل القدر ، قال : " هو قدري " .
قال ابن بطة : " رحمه الله على سفيان الثورى ، لقد نطق بالحكمة فصدق ، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة وما توجيه الحكمة فصدق ، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة وما توجيه الحكمة ويدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة ، قال تعالى : ( يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من ذويكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم ) .
34/ قالوا أبو داود السجستانى : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة ، أترك كلامه ؟ قال : " لا ، أو تعلمه أن الرجل الذى رأيته معه صاحب بدعة ، فإن ترك كلامه ، فكلمه ، وإلا فألحقه به ، قال بن مسعود : المرء بخدنه " .
35/ يقول ابن تيمية – رحمه الله : " ومن كان محسنا للظن بهم – وادعى أنه لم يعرف حالهم – عرف حالهم ، فإن لم يباينهم ، ويظهر لهم الإنكار ، وإلا ألحق بهم ، وجعل منهم " .
36/ قال حماد بن زيد : قال لى يونس : " يا حماد إنى لأرى الشاب على كل حالة منكرة ولا آيس من خيره ، حتى أراه يصحب صاحب بدعة ، فعندها أعلم أنه قد عطب "
37/ قال الفضيل بن عياض : " من دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة " .
38/ قال الامام أحمد فى رسالته إلى مسدد : " ولا تشاور صاحب بدعة فى دينك ولا ترافقه فى سفرك " .
39 / قال ابن الجوزي : " الله الله من مصاحبة هؤلاء ، ويجب منع الصبيان من مخالطتهم لئلا يثبت قلوبهم من ذلك شئ ، وأشغلوهم بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعجن بها طبائعهم " .
40/ قال البربهارى : " إذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر " .
41/ وقال : " مثل أصحاب البدع مثل العقارب ، يدفنون رؤوسهم وأبدانهم فى التراب ويخرجون أذنابهم ، فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس ، فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون " .
42/ قال ابن مسعود رضي الله عنه: " من أحب أن يكرم دينه فليعتزل مجالسة أصحاب الأهواء ، فإن مجالستهم ألصق من الجرب "
43/ قال الحسن البصرى : " لا تجالس صاحب هوى فيقذف فى قلبك ما تتبعه عليك فتهلك ، أو تخالفه فيمرض قلبك "
44/ قال الفضيل بن عياض : " صاحب البدعة لا تأمنه على دينك ، ولا تشاوره فى أمرك ، ولا تجلس إليه فمن جلس إلى صاحب بدعة ورثه الله العمى " .
45/ قال إبراهيم النخعى : " لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب ، وتسلب محاسن الوجوه ، وتورث البغضة فى قلوب المؤمنين " .
46/ عن عطاء قال : " أوحى الله – عز وجل – إلى موسى –عليه السلام : "لا تجالس أهل الأهواء ، فإنهم يحدثون قلبك ما لم يكن فيه " .
47/ قال سلمة بن علقمة : " كان محمد بن سيرين ينهى الكلام ، ومجالسة أهل الأهواء " .
48/ سئل أبو زرعة رحمه الله عن المحاسبي وكتبه ، فقال : " إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات ، عليك بالأثر ، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب " ، وقيل له : فى هذه الكتب عبرة ، فقال : " من لم يكن له فى كتاب الله عبرة فليس له فى هذه عبرة ، ثم قال : " ما أسرع الناس إلى البدع " .
49/ قال عبد الله بن عمر السرخسى : أكلت عند صاحب بدعة أكلة فبلغ ذلك ابن المبارك ، فقال : " لا كلمته ثلاثين يوما " .
50/ عن عبدوس بن مالك العطار قال : سمعت أبا عبد الله بن حنبل – رضى الله عنه – يقول " أصول السنة عندنا : .... وذكر منها : وترك الجلوس مع أصحاب الأهواء " .
وقد رويت عن السلف من النصوص الكثيرة ما لا يحتمل المقام ذكرها هنا وكلها تهدف إلى أمر واحد هو اجتناب أهل البدع والتحذير منهم امتثالاً لقول الله تعالى :
{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } .
وقوله تعالى :
{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا }
وخير الهدى هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم