ألف حكاية وحكاية مع فارس الجزائري - الصفحة 11 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات عامة للترفيه و التسلية > منتدى النكت و الأخبار الطريفة

منتدى النكت و الأخبار الطريفة نكت و طرائف... للترفيه عن النفس

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ألف حكاية وحكاية مع فارس الجزائري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-07-18, 02:33   رقم المشاركة : 151
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 76

عيون أحمد بن طولون
حدّث أحمد بن محمد الكاتب، وكان من عقلاء الناس وفهمائهم، وكان فيه دين وخير كثير، قال:
أتاني رسول أحمد بن طولون وقد مضى من الليل أكثَرُه، وأنا نائم في فراشي، فقرع الباب قرعاً عنيفاً. فأشرفَتْ عليهم عيالي، فإذا جماعة من الغلمان بالشمع والمشاعل. فراعهم ذلك، وعرّفوني، فعلمت أنه لم يستدع حضوري في ذلك الوقت لخير. وأيست من الحياة، فدخلتُ المستراح(1) وتطهرّت وتطيّبت طِيب من يفارق الدنيا، ولبست ثياباً نظافاً. وودّعت أهلي وقد كثر بكاؤهم وضجيجهم، ونزلت فركبت معهم، فمضوا بي حتى دخلت إلى أحمد بن طولون.
ورأيت قاعة الدار كلها شمعاً يتّقد، حتى خِلتُ أنه نهار. وسِرت فيها حتى بلغت المجلس الذي هو فيه، وبين يديه شمعتان عظيمتان، في كل واحدة منها قنطار.
فسلَّمت وأنا اُرعَدُ خوفاً، فردّ عليّ السلام. فسكن بذلك بعض رَوْعي. واستدناني فدنوت، فقال لي:
أنت غداً في دعوة فلان، ومعك في الدعوة فلان وفلان ...
إلى أن أسمى لي جميع من كان وقع الاتفاق على حضوره.
فقلت: نعم، أيّد الله الأمير.
فقال لي:
امض، واحذر أن يفوتَك شيء مما يجري حتى تنصرف به إليّ تُعَرِّفنيه.
فقلت: السمع والطاعة لأمر الأمير.
وانصرفتُ وقد حِرْتُ في أمري. وقلت:
أَبَعْدَ هذه السن أركب الآثام، وأسعى بقوم بيني وبينهم مودّة وعِشرة واُخوة، وأكون السبب في قتلهم؟! إنّا لله وإنّا إليه راجعون!
وتأملت الحال، فإذا بي إن خالفتُ أمرَه قتلني، وَأَيْتَمْتُ ولدي وأَرْملتُ زوجي. ويعلم الله أني صابر على ضيق الحال تجنُّباً للدخول فيما فيه المأثم. ثم فكّرتُ في وقوفه على الدعوة ومعرفة من يحضرها، فازداد خوفي منه، وحيرتي في أمري. وعدتُ إلى منزلي وقد يئس أهلي مني. فلما رأوني حمدوا الله، وتباشروا، ورأوني وكأنما رجعت إليهم من الآخرة.
فلما أصبحتُ وتعالى النهار، حضرت الجماعة التي أسماها لي أحمد ابن طولون. وكنت قد أخذت معي قلماً أكتب فيه كل ما يجري. وأظهرتُ أن بي عسر البول، فكنت كلما سمعت شيئاً يجب أن أثبته، أريهم أني أقوم إلى المستراح، فإذا حصلتُ فيه كتبت كل ما جرى. ولم يكن للقوم مذ وقت حضورهم إلى وقت انصرافهم حديث إلا ذكر ابن طولون بكل قبيحة، والدعاء عليه. كل ذلك لأَمن بعضهم من بعض، والثقة بهم، ولما في قلب كل واحد منهم من ابن طولون. فلم أزل أكتب كل ما يقوله واحد واحد، وفي قلبي من ذلك ما قد علمه الله، إلى بعد العَتَمَة.
وانصرفت الجماعة، وكنت أنا آخر من انصرف. فجئت من توِّي إلى أحمد بن طولون كما أمرني. فأُدخلت إليه فأصبتُه على تلك الحال، وهو كالمنتظر لي. قال لي:
الساعة انصرفت؟
قلت: نعم أيها الأمير. أنا آخر من انصرف.
قال: أحسنت. هات ما معك.
فدفعتُ الأوراق إليه فقرأها. فلما استوفى قراءتها قال لي:
بارك الله عليك. خُذ ما تحت المُصَلَّى.
فمددتُ يدي وأنا أُرْعَد وأُقَدِّر أنها أفعى قد أعدَّها لي تضرب يدي فتأتي على نفسي. فأصبت رقعة، فقال لي: اقرأها.
فقرأتها، فإذا فيها جميع ما كتبته، وإذا به قد استظهر عليَّ بأن جعل معي واحداً من القوم الذين كانوا معنا في الدعوة لا أعرفه، ليعرف أيّنا أصدق فيما يرويه. فكانت نسختنا واحدة. فحمدت الله جلّ اسمه إذ لم أَدَعْ شيئًا قلَّ ولا جلّ حتى كتبته، ولو تركتُ شيئاً لا ستحلّ قتلي.
فلما قرأتها قال: دعها وامضِ مُصاحَباً.
وأمر لي بألف دينار، فأخذتها وانصرفت، وليس لي فكر إلا في أصدقائي وما أتخوّفه عليهم.
فلما كان من غدٍ ركبت إلى صديقي صاحب الدعوة لأعرف خبره.
فلما صرت إلى السكة التي يسكن فيها، لم أر للدار التي كان فيها أثراً، ورأيت موضعَها رَحْبةً مكنوسة واسعة لم أرها قط.
فتحيّرت، ووقفت أتأمل الموضع. فرآني بعض شيوخ الناحية، فقال لي:
أراك متحيّراً.
قلت له:
نعم، أعزّك الله. أنا أطلب دار صديق وما أراها.
فقدّمني ناحية وخلابي، وقال:
امضِ يا حبيبي في حفظ الله. فرحم الله صديقك، كان حسن المجاورة لنا، وقاضياًَ لحوائجنا وحقوقنا.
فقلت له:
عرِّفني ما وقفتَ عليه.
قال:
سُعِي به إلى أحمد بن طولون وبجماعة كانوا عنده البارحة في دعوة.
فلما كان في أول الليل وافى إلى ها هنا أكثر من خمسمائة رجل، فهدموا الدار بأسرها، وأغرقوا صاحبها والجماعة الذين كانوا عنده، وصادروا أموالهم. فاذهب في حفظ الله.
فزاد غمّي وعظمت مصيبتي. وما انتفعت بنفسي بعدهم.
ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) المستراح: بيت الخلاء.











 


رد مع اقتباس
قديم 2009-07-18, 02:49   رقم المشاركة : 152
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 77

الضَّــرة
تزوّج والدي الشيخ حسن الجبرتي بنتَ رمضان جَلبي. وكانت به بارّة وله مطيعة. ومن جملة بِرَّها له وطاعتها أنها كانت تشتري له من السراري الحسان من مالها، وتنظمهن بالحلي والملابس، وتقدمهن إليه، وتعتقد حصول الأجر والثواب لها بذلك. وكان يتزوج عليها كثيراً من الحرائر، ويشتري الجواري، فلا تتأثر من ذلك، ولا يحصل عندها ما يحصل في النساء من الغيرة.
ومن الوقائع الغريبة أنه لما حجّ في سنة 1156 هـ. واجتمع به الشيخ عمر الحلبي بمكة، أوصاه الحلبي بأن يشتري له جارية بيضاء تكون بكراً دون البلوغ، وصِفتها كذا وكذا. فلما عاد من الحج طلب اليسرجية الجواري لينتقي منهن المطلوبَ، حتى يرسلها مع من أوصاه بإرسالها صحبته.
فلما حضر وقت السفر أخبرها بذلك، فقالت:
إني أحببتُ هذه الوصيفة حباً شديداً، ولا أقدر على فراقها، وليس لي أولاد، وقد جعلتها مثل ابنتي.
وبكت الجارية أيضاً، وقالت:
لا أفارق سيدتي، ولا أذهب من عندها أبداً.
فقال: وكيف يكون العمل؟
قالت: أَدْفَعُ ثمنها من عندي، واشترِ أنت غيرها.
ففعل.
ثم إنها أعتقتها، وعقدت لزوجها عليها، وجهزَّتها وفرشت لها مكاناً على حدتها. وبنى بها والدي في سنة 1165. وكانت لا تقدر على فراقها ساعة مع كونها صارت ضرّتها وولدت له أولاداً.
فلما كان في سنة 1182. مرضت الجارية، فمرضتْ لمرضها، وثقل عليهما المرض. فقامت الجارية في ضحوة النهار، فنظرت إلى مولاتها وكانت في حالة من الإغماء. فبكت وقالت:
إلهي إن كنت قَدَّرْتَ موتَ سيدتي، اجعل يومي قبل يومها.
ثم رقدت، وماتت تلك الليلة. فأضجعوها بجانبها. فاستيقظت مولاتُها آخر الليل، وجستها بيدها، وصارت تقول:
زليخا! زليخا!
فقالوا لها: إنها نائمة.
فقالت:
إن قلبي يحدّثني أنها ماتت، ورأيت في منامي ما يدلّ على ذلك.
فقالوا لها: حياتك الباقية.
فقامت وهي تقول:
لا حياة لي بعدها.
وصارت تبكي وتنتحب حتى طلع النهار، وغسلوها بين يديها وشالوا جنازتها.
ورجعت هي إلى فراشها، وماتت آخر النهار. وخرجوا بجنازتها في اليوم التالي.
وهذا من أعجب ما شاهدتُه ورأيتُه ووعيتُه. وكان سني إذ ذاك أربع عشرة سنة.














رد مع اقتباس
قديم 2009-07-18, 02:52   رقم المشاركة : 153
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 78

الجار النَّصراني
كان للحسن البصري جارٌ نَصْراني. وكان له كنيف على السطح وقد نَقَب ذلك في بيته، فكان يَتَحَلَّبُ منه البَوْلُ في بيت الحسن. وكان الحسن أمر بإناء فُوضع تحته، فكان يُخْرِجُ ما يجتمع منه ليلاً.
ومضى على ذلك عشرون سنة!
ثم مرض الحسن ذات يوم فعاده النصراني، فرأى ذلك، فقال:
مُذْ كم تحملون منِّي هذا الأذى؟
فقال الحسن:
منذ عشرين سنة.
فقطع النصرانيّ زُنّارَه(1)، وأسلم.
ـــــــــــــــــــــ

(1) الزُنّار: حزام يشدّه النصرانّي على وسطه.












رد مع اقتباس
قديم 2009-07-18, 02:55   رقم المشاركة : 154
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 79

تكذيب الناس لابن بطوطة
لا تنكرنّ ما ليس بمعهود عندك ولا في عصرك شيء من أمثاله. فكثير من الخواص إذا سمعوا الأخبار الغريبة عن الدول السالفة بادر بالإنكار، وليس ذلك من الصواب؛ فإن أحوال الوجود والعمران متفاوتة، ومن أدرك منها رتبة سفلى أو وسطى فلا يحصُر المداركَ كلَّها فيها.
واعتبر ذلك بما نقصّه عليك من هذه الحكاية المستظرفة:
ورد بالمغرب في عهد السلطان أبي عنان رجل يُعرف بابن بطوطة كان رحل منذ عشرين سنة قبلها إلى المشرق، وتقلّب في بلاد العراق واليمن والهند، ودخل مدينة دهلي حاضرة ملك الهند، واتصل بملكها، وكان له منه مكان، واستعمله في أمر القضاء بمذهب المالكية. ثم انقلب إلى المغرب، واتصل بالسلطان أبي عنان. وكان يحدّث عن شأن رحلته، وما رأى من العجائب بممالك الأرض. وأكثر ما كان يحدّث عن دولة صاحب الهند، ويأتي من أحواله بما يستغربه السامعون. فتناجى الناس بتكذيبه.
ولقيتُ أيامئذٍ وزيرَ السلطان. ففاوضته في هذا الشأن، وأريتُه إنكارَ أخبار ذلك الرجل لما استفاض في الناس من تكذيبه. فقال لي الوزير:
إيّاك أن تستنكر مثلَ هذا من أحوال الدول بما أنك لم تره، فتكون كابن الوزير الناشئ في السجن: وذلك أن وزيراً اعتقله سلطانُه ومكث في السجن سنين رَبِيَ فيها ابنه في ذلك المحبس. فلما أدرك وعقل، سأل عن اللحم الذي كان يتغذى به، فقال أبوه:
هذا لحم الغنم.
فقال:
وما الغنم يا أبتِ؟ تراها مثل الفأر؟! إذ لم يعاين في محبسه من الحيوانات إلا الفأر، فحبسها كلها أبناء جنس الفأر!
وهذا كثيراً ما يعتري الناس في الأخبار كما يعتريهم الوسواس في الزيادة عن قصد الإغراب. فليكن الإنسان مهيمناً على نفسه، ومميزاً بين طبيعة الممكن والممتنع بصريح عقله، ومستقيم فطرته. فما دخل في نطاق الإمكان قَبِلَه، وما خرج عنه رفضه.
















رد مع اقتباس
قديم 2009-07-18, 02:58   رقم المشاركة : 155
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 80


نوادر ابن الجَصّاص

كان ابن الجَصّاص الجَوْهَري(1) من أعيان التجار ذوي الثروة الواسعة واليَسار. وكان يُنْسَبُ إلى الحُمْق والبَلَه.
مما يحكى عنه، أنه قال في دعائه يوماً: اللهم اغفر لي من ذنوبي ما تعلم وما لا تعلم!
ودخل يوماً على ابن الفرات الوزير، فقال: يا سيدي عندنا في الحُوَيْرَة كلاب لا يتركوننا ننام من الصياح والقتال. فقال الوزير: أحسبهم جراء. فقال: لا تظن أيها الوزير، لا تظن ذلك، كلّ كلب مثلي ومثلُك!
وتردّد إلى بعض النَّحْويين ليًصْلِحَ لسانَه. فقال له بعد مدة: الفرس بالسين أو بالصين؟!
وقال يوماً: اللهم امْسَخْني واجعلني جُوَيرية وزوِّجني بعمر بن الخطاب.
فقالت له زوجته: سَلِ الله أن يزوجك من النبي إن كان لابد لك من أن تبقى جويرية. فقال: ما أحبّ أن أصير ضَرَّة لعائشة رضي الله عنها!
وأتاه يوماً غلامه بفَرْخ وقال: انظر هذا الفَرْخ، ما أشبهه بأمه!
فقال: أمّه ذكر أو أنثى؟!
ورؤي وهو يبكي وينتحب، فقيل له: مالك؟ فقال: أكلتُ اليوم مع الجواري المَخِيضَ بالبصل فآذاني، فلما قرأت في المصحف ( ويسألونك عن المخيض: قل هو أذىً، فاعتزِلوا النساء في المخيض)، فقلت: ما أعظم قدرَةَ الله، قد بيّن الله كلَّ شيىء حتى أكل اللبن مع الجواري!
وكان يكسِرُ يوماً لَوْزاً، فَظَفِرَت لَوْزَةُ وأَبْعَدَتْ. فقال: لا إله إلا الله ! كل الحيوان يهرب من الموت حتى اللَّوْز!
ونظر يوماً في المرآة، فقال لرجل آخر: انظر ذقني هل كبُرَت أو صَغُرَت. فقال: إن المرآة بيدك. فقال: صدقت، ولكن الحاضر يرى ما لا يرى الغائب!
وأراد مرّة أن يَدْنُوَ من بعض جواريه، فامتنعت عليه وتَشاحَّت، فقال: أُعطِي الله عهداً لا قَرَبْتُكِ إلى سنة، لا أنا ولا أحدٌ من جهتي!
وماتت أم أبي إسحاق الزَّجَّاج، فاجتمع الناس عنده للعزاء. فأقبل ابن الجصّاص وهو يضحك ويقول: يا أبا إسحاق، والله سرَّني هذا! فدُهِش الزَّجاج والناس، فقال بعضُهم: يا هذا، كيف سَرَّك ما غَمَّنا وغَمَّنا له؟ قال: ويحك، بلغني أنه هو الذي مات، فلما صَحَّ عندي أنها أمُّه، سَرَّني ذلك !
فضحك الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ابن الجصاص: تاجر مشهور في الجواهر وأحد كبار رجال المال في الدولة العباسية (توفي عام 927م) وهو الذي دبر زواج قطر الندى بنت خمارويه بابن الخليفة المعتضد، ورافقها في رحلتها من مصر إلى بغداد حيث تزوجت من الخليفة نفسه. وفي دائرة المعارف الإسلامية أنه إنما كان يتظاهر بالغفلة والبله لحماية نفسه من المصادرة.












رد مع اقتباس
قديم 2009-07-19, 21:56   رقم المشاركة : 156
معلومات العضو
fayçal00001
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية fayçal00001
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووووووووووووووور










رد مع اقتباس
قديم 2009-07-22, 13:15   رقم المشاركة : 157
معلومات العضو
bmw00
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1

اريد اخي فارس مواقع السكاتشات الجزائرية .










رد مع اقتباس
قديم 2009-07-24, 02:14   رقم المشاركة : 158
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصمت الراعد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اخي فارس الجزائر لقد اعجبني مقترح حكاية لكل يوم فشكرالك مرتين الاولى لاختيارك الموفق والمفيد و الثانية لايثارك ان تشاركنا بما يفيدنا على ان تحتكر الافادة على نفسك.احبك في الله والى الملتقى


وعليكم السلام
أعتذر لك وبشدة لأنني لم أنتبه لردك إلا اليوم فقط وذلك أثناء مراجعتي للقصص التي وضعتها
فأعتذر لك بشدة
أحبك الله الذي أحببتنا فيه
وفقك الله إلى كل خير إن شاء الله
عذرا مرة أخرى الأخت الصمت الراعد
أهلا وسهلا









رد مع اقتباس
قديم 2009-07-24, 02:15   رقم المشاركة : 159
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fayçal00001 مشاهدة المشاركة
مشكووووووووووووووووووووووووووووور

العفــــــو
أهلا وسهلا









رد مع اقتباس
قديم 2009-07-24, 02:16   رقم المشاركة : 160
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bmw00 مشاهدة المشاركة
اريد اخي فارس مواقع السكاتشات الجزائرية .

لا أعلم عنها شيء
آسف أخي
أهلا وسهلا









رد مع اقتباس
قديم 2009-07-24, 02:21   رقم المشاركة : 161
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 81

ابن الهيثـم
لما صنّف ابن الهيثم(1) كتابه الذي بيّن فيه حيلةَ إجراء نيل مصر عند نُقصانه في المزارع، قصد القاهرة حاملاً كتابه، فنزل في خان. فلما ألقى عصاه قيل له إن صاحب مصر الملقب بالحاكم بأمر الله على الباب يطلبك.
فخرج ابن الهيثم ومعه كتابه. وكان ابن الهيثم قصير القامة، فصعد على دكّة عند باب الخان ودفع الكتاب إلى الحاكم، والحاكم راكب حماراً مصرياً. فما نظر في الكتاب قال له:
أخطأت! إن مؤنة هذه الحيلة أكثر من منافع الزرع!
ومضى!
ورحل ابن الهيثم إلى الشام، وأقام عند أمير من أمرائها. وإذ أجرى ذلك الأمير عليه أموالاً كثيرة، قال له ابن الهيثم:
يكفيني قوتُ يومي. فما زاد على قوت يومي إنْ أمسكتُه كنتُ خازنَك، وإن أنفقتُه كنتُ وكيلَك، وإذا اشتغلت بهذين الأمرين فمن ذا الذي يشتغل بعلمي؟!
وقد قصده أمير أمراء سِمنان يطلب عنده العلم. فقال له ابن الهيثم:
أطلبُ منك للتعليم أجرة، وهي مائة دينار في كل شهر.
فقبِل الأمير، وأقام عنده ثلاث سنين. فلما عزم الأمير على الانصراف قال ابن الهيثم:
خُذْ أموالك بأسرها فلا حاجة لي فيها. وإنما قد جَرَّيْتُك بهذه الأجرة، فلما رأيتك قابلاً لبذل الأموال الجمّة في طلب العلم، بذلتُ مجهودي في تعليمك وإرشادك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ابن الهيثم: (965 – 1039) فلكي ويراضي وعالم طبيعي عربي.











رد مع اقتباس
قديم 2009-07-24, 02:23   رقم المشاركة : 162
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 82

ابن حمدون النديم ووزير المعتضد

قال عبد الله بن حمدون:
قلتُ للخليفة المعتضد: إلامَ اُضْحِكُكَ ولا تضحكُني؟
قال: خُذ! وأعطاني ديناراً.
قلت: خليفة يُجيز نديمَه بدينار واحد؟!
قال: لا أجد لك في بيت المال حقاً أكثر من هذا. ولكني أحتال لك بحيلة تأخذ فيها خمسة آلاف دينار.
فقبَّلتُ يده. فقال:
إذا كان غداً وجاء القاسم بن عبد الله، أسارّك حين تقع عيني عليه سراراً طويلاً وألتفتُ إليه كالمُغضَب، وانظُرْ أنت إليه في خلال ذلك نظر المشفق. فإذا انقطع السرار فاخرجْ ولا تبرح الدهليز حتى يخرج. فإذا خرج خاطبك بجميل وسألك عن حالك، فاشك الفقر والحاجة وثقل ظهرك بالدَّين والعيال، وخذ ما يعطيك. فإذا أخذتَها فسيسألك عما جرى.
فحدّثه بالحديث كله وإيّاك أن تكذبه. وليكن إخبارك إيّاه بذلك بعد امتناع شديد، وبعد أن تأخذ كل ما يعطيك إيّاه.
فلما كان من غد حضر القاسم. فحين رآه المعتضد بداً يسارني، وجرت القصة على ما وصفني. فخرجت، فإذا القاسم في الدهليز ينتظرني. فقال لي:
يا أبا محمد، ما هذا الجفاء؟ ما تجيئني ولا تزورني ولا تسألني حاجة؟
فاعتذرتُ إليه باتصال الخدمة عليّ. فقال:
ما تقنعني إلا أن تزورني اليوم.
فقلت: أما خادم الوزير.
ومضيت معه وجعل يسألني عن حالي وأخباري وأشكو إليه الدَّين والبنات، فيتوجَّع ويقول: مالي لك، ولو عرَّفتني لعاونتك على إزالة هذا كله عنك.
وبلغنا داره فصعدنا، وخلا بي دار الخلوة، وجعل يحادثني ويبسطني. وقُدّمت الفاكهة فجعل يلقمني بيده. ثم وقّع لي بثلاثة آلاف دينار فأخذتها، وأحضرني ثياباً وطيباً، وكانت بين يديّ صينية فضّة وقدح بلور فأمر بحملها إلى داري وقال: هذا للبنات.
فلما انفرط المجلس قال:
يا أبا محمد. أنت عالم بحقوق أبي عليك، ومودتي لك.
فقلت: أنا خادم الوزير.
فقال: أريد أن أسألك عن شيء وتحلف أنك تصدقني عنه.
فقلت: السمع والطاعة.
قال: بأي شيء سارك اليوم في أمري؟
فأخبرته بكل ما جرى، وشكرتُه وانصرفت!












رد مع اقتباس
قديم 2009-07-24, 02:26   رقم المشاركة : 163
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 83


الحاكم والرَّعِيَّة



قال الوزير في بعض الليالي:
قد والله ضاق صدري بالغيظ لما يَبْلُغُني عن العامة مِن خَوْضها في حديثنا، وذِكْرِها أمورنا، وتَتَبُّعِها لأسرارنا. وما أدري ما أصنع بها.
وإني لأَهُمُّ في الوقت بعد الوقت بقطع ألسنةٍ وأَيْدٍ وأَرْجلٍ وتنكيلٍ شديد، لَعلّ ذلك يَطْرَحُ الهيْبة، ويقطع هذه العادة. لَحاهم الله ! مالهم لا يُقْبِلون على شؤونهم ومعايشهم؟ ولِم يُنَقَّبون عما ليس لهم، ويُرْجِفون بما لا يُجْدِي عليهم؟ وإني لأعجب من شغفهم بهذا الخُلُق حتى كأنّه من الفرائض المحتومة. وقد تكرّر منا الزَّجْرُ حتى تعايى عليّ الأمرُ وأُغلِق دوني بابُه.
فقلت:
أيها الوزير، عندي في هذا جوابان: أحدُهما ما سمعتُ من شيخنا أبي سليمان، والآخرُ مما سمعتُه من شيخ صوفيّ، وفي الجوابين فائدتان عظيمتان، ولكن الجُملةُ خشناء، وفيها بعضُ الغِلظة، والحقُّ مُرٌّ، ومَن توخَّى الحقَّ احتمل مرارتَه.
قال:
فاذكر الجوابين وإن كانا غليظين، فليس يُنْتَفَعُ بالدواء إلا بالصبر على بِشِاعِته.
قلت:
أما أبو سليمان فإنه قال: ليس ينبغي لمن كان الله عزَّ وجل جعله سائسَ الناس: عامَّتِهم وخاصَّتهم، وعالِمِهِم وجاهِيلِهم، وضعِيفهم وقِويَّهم، أن يَضْجَرَ مما يبلغُه عنهم لأسباب كثيرة، منها: أن عقله فوق عقولهم، وصبرَه أتمُّ من صبرهم. ومنها أنهم إنما جُعلوا تحت قدرته، ونيطوا بتدبيره ليقومَ بحقّ الله فيهم، ويصبِرَ على جهل جاهلهم، ويكونَ عمادُ حاله معهم الرَّفق بهم، والقيام بمصالحهم. والمَلِكُ والدٌ كبير، كما أن الوالدَ ملكٌ صغير. وما يجب على الوالد في سياسة ولده من الرِّفق به، أكثر مما يجب على الولد في طاعة والده. وذلك أن الولدَ في سياسة ولده من الرِّفق به، أكثر مما يجب على الولد في طاعة والده. وذلك أن الولدَ غِرٌّ، وقريبُ العهد بالكَوْن، وعارٍ من التجربة. وما لَهِجَت العامةُ بتعرُّف حال سائسها حتى تكون على بيان من رفاهة عيشها، وطيب حياتها، بالأمن الفاشي بينها، والعدلِ الفائض عليها، والخير المجلوب إليها. وهذا أمرٌ جارٍ على نظام الطبيعة، ومندوبٌ إليه أيضاً في أحكام الشريعة.
ولو قالت الرعية لسلطانها: لِمَ لا نخوض في حديثك، ولا نبحث عن غَيْبِ أمرِك، ولِمَ لا نسأل عن دينك وعادتك وسيرتك، ولم لا نَقِفُ على حقيقة حالك في ليلك ونهارك، ومصالحُنا متعلَّقةٌ بك، وخيراتنا متوقَّعةٌ من جهتك؟ أما كان عليه أن يعلم أن الرعيةَ مصيبةٌ في دعواها؟
ولو قالت الرعية أيضاً: نواصينا، وسَكنتَ ديارنَا، وصادَرْتنا على أموالنا، وقاسَمْتَنا مواريثَنا، وأنسَيْتَنا رفاغَةَ العيش، وطيبَ الحياة، وطمأنينة القلب؟ فطُرُقُنا مَخُوفَةٌ، ونِعَمنا مسلوبة، وحريمنا مُسْتَباح، ونَقْدُنا زائف، ومعاملتنا سيئة، وجُنْديُّنا متغطرس، وشُرْطِيّنا منحرف، ومساجدنا خَرِبة، وأعداؤنا مُسْتَكْلِبة، وعيونُنا سخينة، وصدورنا مَغِيظة، وبَليّتنا متّصلة، وفرحُنا معدوم؛ ما كان الجواب أيضاً عما قالت وعما لم تقُل، هيبةً لك، وخوفاً على أنفسها من سطوتِك وصولتك؟
وقد حُكي أنه رُفع إلى الخليفة المعتضد أن طائفة من الناس يجتمعون بباب الطّاق ويجلسون في دُكان شيخٍ تَبّان، ويخضون في الفُضُول والأراجيف، وفيهم قومٌ سَراة وأهلُ بيوتات، سوى من يسترق السمع منهم من خاصة الناس.
فلما عرف الخليفة ذلك ضاق ذرعاً وامتلأ غيظاً، ودعا ابن سليمان وسأله: ما الدواء؟
فقال عبيد الله: تتقدَّم بأخْذهم وصلب بعضهم وإحراق بعضهم وتغريق بعضهم. فإن العقوبةَ إذا اختلفت كان الهول أشدّ والهيبة أَفْشَى.
فقال المعتضد – وكان أعقل من الوزير -:
والله لقد بَرَّدْتَ لهيبَ غضبي بفَورتك هذه، ونَقَلْتَني إلى اللين بعد الغلطة. وما علمتُ أنك تستجيز هذا في دينك ومروءتك. ولو أمرتُك ببعض ما رأيتَ بعقلك لكان من حُسن المؤازرة والنظر للرعية أن تسألني الكفَّ عن الجهل، وتَبعثَني على الحِلْم، وتُحَبِّبَ إليّ الصَّفح، وتُرغِّبني في فضل الإغضاء على هذه الأشياء. أَمَا تعلم أن الرعيةَ وديعةُ الله عند سلطانها؟ وأن الله يسائله عنها كيف سُسْتَها؟ ألا تدري أن أحداً من الرعية لا يقول ما يقول إلا لظُلم لَحِقَه أو لَحِقَ جارَه؟ وكيف نقول لهم: كونوا صالحين مُقبلين على معايشكم، غير خائضين في حديثنا، والعرب تقول في كلامها:










رد مع اقتباس
قديم 2009-07-24, 02:29   رقم المشاركة : 164
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

(تابع) الحاكم والرَّعِيَّة
غَلَبَنَا السُّلطانُ فَلَبِس فَرْوَتَنَا، وأَكَلَ خُضْرَتَنا، وإنما يُحْتَمَلَ السيدُ إذا كان العيشُ في كَنَفِه رافغاً، والأملُ فيه قوياً، والصَدرُ عليه بارداً؟ لا والله ما الرأيُ ما رأيتَ. وجِّه صاحبك وليكن ذا خِبرة ورفق، ومعروفاً بخير وصدق، حتى يعرفَ حالَ هذه الطائفة، ويقف على شأن كل واحد منها في معاشه، فمن كان منهم يصلح للعمل فعلَّقْه به، ومن كان سيء الحال فصلِْه من بين المال بما يُخرجه إلى دكان هذا التّبان البَطَرُ والزَّهْو، فادْعُ به، وانصحه ولا طِفْه، وقل له إن لفظَك مسموع، وكلامَك مرفوع، ومتى وَقَف أمير المؤمنين على كُنه ذلك منك لم تَجِدْك إلا في عَرْصَة المقابر، فاستأنِف لنفسك سيرةً تَسلمُ بها من سلطانك.
وفارق الوزير حضرة الخليفة، وعمل بما أُمر به، وتقدَّم إلى الشيخ التبّان برفع حال من يقعد عنده، حتى يواسَى إن كان محتاجاً، ويُصَرَّفَ إن كان متعطِّلاً، ويُنْصَح إن كان متعقِّلاً.
وقد حدَّثني شيخ من الصوفية في هذه الأيام، قال:
كنتُ بنيسابور سنة سبعين وثلاثمائة، وقد اشتعلت خراسانُ بالفتنة، وتبلبلت دولةُ آل سامان بالجور وطول المُدّة، وغلا السِّعر، واُخفيت السُّبل، وكَثُر الإرجاف، وساءت الظنون، وضجت العامة.
وكنا جماعة من الغرباء قد ضاقت صدورُنا بهذه الأحوال. وقلنا: كأنّا والله أرباب ضياع وأصحاب نَعَم نخاف عليها الغارة والنّهب! وما علينا من ولاية زيد، وعزل عمرو، وهلاك بكر، ونجاة بشر؟! نحن قوم قد رضينا في هذه الدنيا بكِسرة يابسة، وخِرقة بالية، مع العافية من بلايا طلاّب الدنيا. فما هذا الذي يعترينا من هذه الأحاديث التي ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، ولا حظ ولا أمل؟ قوموا بنا غداً حتى نزورَ أبا زكريّاء الزاهد، ونظلّ نهارَنا عنده لا هين عما نحن فيه.
فغدونا وصرنا إلى أبي زكريّاء. فلما دخلنا رحّب بنا، وفرح بزيارتنا، وقال:
ما أشوقني إليكم! حدّثوني ما الذي سمعتم، وماذا بلغكم من حديث الناس وأمر هؤلاء السلاطين، فما لي والله مَرْعىً في هذه الأيام إلا ما اتَّصل بحديثهم!
فلما ورد علينا من هذا الزاهد العابد ما ورد، دُهشنا واستوحشنا، وقلنا في أنفسنا:
انظروا من أي شيء هربنا، وبأي شيء عَلِقْنا!
فحفَّفنا الحديث وانسللنا. فلما خرجنا قلنا:
ميلوا بنا إلى أبي عمرو الزاهد، فله فضل وعبادة وعِلم وتَفَرُّدٌ في صومعته.
ووصلنا إليه فسُرَّ بحضورنا وقال:
يا أصحابَنا، ما عندكم من حديث الناس؟ فقد والله طال عطشي إلى شيء أسمعه، ولم يدخل عليَّ اليوم أحد أستخبره، وإن أُذُني لدى الباب لأسمع قرعة أو أعرف حادثة. فهاتوا ما عندكم!
فعجبنا منه، وخاطفناه الحديث، وودعناه وخرجنا.
وأقبل بعضنا على بعض يقول:
أرأيتم أظرف من أمرنا! انطلقوا إلى أبي الحسن الضّرير، فإنّا لا نجد سكوننا إلا معه، لقلّة فكره في الدنيا وأهلها.
ودخلنا عليه، فأقبل على كل واحد منا يلمسه بيده، ويرحب به.
وقال:
أمِنَ السماء نزلتم عليّ؟ ما عندكم من أحاديث الناس؟ وما الشائع من الأخبار؟ وما الذي يتهامس به الناس؟!
فودّعناه ومضينا. وطفِقنا نتلاوم على زيارتنا لهؤلاء القوم.
ولقينا في الطريق شَيخاً من الحكماء يقال له أبو الحسن العامري، فقصصنا عليه قصتنا من أولها إلى آخرها، فقال لنا:
إنّما غِرَّكم ظنُّكم بالزّهّاد، وقلتم لا ينبغي أن يكون الخبر عنهم كالخبر عن العامة، لأنهم الخاصّة، ومن الخاصّة خاصّة الخاصّة.
قلنا له:
فإن رأيتَ يا مُعَلِّمَ الخير أن تكشِف لنا عن الغطاء.
فقال:
نعم. أما العامة فإنها تلهج بحديث كبرائها وساستها لما ترجو من رخاء العيش ونَفاق السوق. وأما هذه الطائفة العارفة بالله، فإنها أيضاً مولعةً بحديث الأمراء والجبابرة العظماء، لِتَقِفَ على تصاريف قدرة الله فيهم، وجَرَيان أحكامه عليهم. ألا تَرَوْنَه جلّ ثناؤه قال: (حتى إذا فرِحوا بما أُتوا أخذْناهم بَغْتَةً فإذا هم مُبْلِسُون). وبهذا الاعتبار يستنبطون خوافِيَ حكمته. ويطّلعون على تتابع نعمته وغرائب نِقْمَتَه. وها هنا يعلمون أن كلَّ مُلك سوى ملك الله زائل، وكلَّ نعيم غير نعيم الجنَّة حائل، ويصير هذا كلُّه سبباً قوياً لهم في الضَّرَع إلى الله واللياذ بالله. وبين الخاصة والعامة في هذه الحال وفي غيرها فرق. وقد يتشابه الرجلان في فعل وأحدهما مذموم والآخر محمود. وقد رأينا مُصلِّياً إلى القِبلة وقلبه معلَّق بإخلاص العبادة، وآخر إلى جانبه يصلي وقلبُه في استلال ما في كُمّ الآخر! فلا تنظروا من كل شيء إلى ظاهره، إلا بعد أن تَصِلوا بنظركم إلى باطنه.
فلما سمع الوزير هذا عجب، وقال:
لا أدْري: أكلام أبي سليمان في ذلك الاحتجاج أبلغ، أم الحكاية عن المعتضد أَشْفى، أم رواية الشيخ الصوفيّ أطرف. وما علمتُ أن في البحث عن سرِّ الإرجاف هذه اللطيفة الخفيّة.












رد مع اقتباس
قديم 2009-07-24, 02:31   رقم المشاركة : 165
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 84


ادفعوهن إلى الطبّاخ



كتب أَسد بن جهور، وكان ممن تصرّف في الأعمال الجليلة، إلى بعض العمال، أن احمل لنا مائتي جوانبيرة (وهي كلمة فارسية المراد بها النَّصَف من النساء التي بين الشابّة والمسنّة). فقال العامل:
ما يصنع بهؤلاء العجائز !!
ثم حصَّل منهن ما أمكن، وأنفذهنّ طَوْعاً أو كرهاً.
فلما وصلن إلى بابه، وقرأ كتاب العامل بإنفاذهن، قال: ادفعوهنّ إلى الطبّاخ، وتقدَّموا إليه بأن يذبح لنا في كل يوم ما نحتاج إليه!
فقيل له: إنهن نساء!
فقال:
إنّا لله! إنما أردت الجوامركات ( وهو نوع من الدّجاج طيب اللحم)
فغلطت!









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc