مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 11 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-21, 15:17   رقم المشاركة : 151
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

القدح الخامس : اتهامه بمخالفة الثقات .

القدح السادس : اتهامه بالانفراد ببعض المناكير .

قال الذهبي رحمه الله :

صدق القاضي أبو يوسف إذ يقول : من تتبع غريب الحديث كُذِّبَ . وهذا من أكبر ذنوب ابن إسحاق ، فإنه يكتب عن كل أحد ولا يتورع سامحه الله .

ولذلك كان الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه لا يرتضي أحاديث ابن إسحاق .

قال يعقوب بن شيبة : سمعت ابن نمير - وذكر ابن إسحاق – فقال :

إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق ، وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة .
قال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ : سمعت محمد بن إسماعيل يقول :

محمد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها ، لا يشاركه فيها أحد .

وقال أحمد : قدم ابن إسحاق بغداد ، فكان لا يبالي عمن يحكي

عن الكلبي ، وعن غيره ، وقال : ليس هو بحجة. قال أبو العباس بن عقدة : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل : كان أبي يتبع حديث ابن إسحاق ، فيكتبه كثيرا بالعلو والنزول

ويخرجه في (المسند) ، وما رأيته أبقى حديثه قط . قيل له : يحتج به ؟ قال : لم يكن يحتج به في السنن .

وقال العقيلي : حدثني الخضر بن داود ، حدثنا أحمد بن محمد : قلت لأبي عبد الله : ما تقول في ابن إسحاق ؟

قال : هو كثير التدليس جدا . قلت : فإذا قال : أخبرني ، وحدثني ، فهو ثقة ؟

قال : هو يقول أخبرني ، فيخالف .

واختلف الروايات عن ابن معين في حكمه على حديث ابن إسحاق ، وقال النسائي : ليس بالقوي . وقال أبو حاتم : يكتب حديثه . وقال الدراقطني : لا يحتج به .

على أن كلام من جرحه لا يسقط حديثه ، وإنما ينزل به حديثه إلى درجة الحسن ، وإلى الحكم على حديثه بالضعف في حال المخالفة أو التفرد بالغريب فقط ، وليس في كل حال .

قال ابن عدي : وقد فتشت أحاديثه كثيرا ، فلم أجد من أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف ، وربما أخطأ ، أو يهم في الشيء بعد الشيء

كما يخطئ غيره ، ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة ، وهو لا بأس به .

القدح السابع : روايته الإسرائيليات .

أجاب عن ذلك الإمام الذهبي رحمه الله بقوله :

" ما المانع من رواية الإسرائيليات عن أهل الكتاب مع قوله صلى الله عليه وسلم

: ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج )

وقال : ( إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) فهذا إذن نبوي في جواز سماع ما يأثرونه في الجملة ، كما سمع منهم ما ينقلونه من الطب ، ولا حجة في شيء من ذلك ، إنما الحجة في الكتاب والسنة " انتهى.

" ميزان الاعتدال " (6/58)

القدح الثامن : جمعه بين ألفاظ الشيوخ

قال أيوب بن إسحاق بن سافري : سألت أحمد بن حنبل ، فقلت : إذا انفرد ابن إسحاق بحديث ، تقبله ؟ قال : لا والله ، إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا .

وهذا القادح أيضا لا يضعف حديثه كله ، وإنما يدعو إلى التوقف فيما يشك فيه أنه جمع فيه بين ألفاظ الشيوخ وخلط بعضها ببعض ، وذلك لتمييز ألفاظ الثقات من غيرهم .

المطلب الثامن : وفاته

توفي رحمه الله في مدينة بغداد سنة واحد وخمسين ومائة على القول الأرجح الذي اختاره الذهبي .

والحاصل في حكم حديث ابن إسحاق ما قاله الإمام الذهبي رحمه الله :

أما في أحاديث الأحكام ، فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن ، إلا فيما شذ فيه ، فإنه يعد منكرا ، هذا الذي عندي في حاله والله أعلم .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" ما ينفرد به وإن لم يبلغ الصحيح فهو في درجة الحسن إذا صرح بالتحديث " انتهى.

" فتح الباري " (11/163)

ملاحظة: جميع النقول التي لم نذكر مصدرها في هذا البحث مأخوذة من كتاب "سير أعلام النبلاء" للذهبي (7/33-55)

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-21, 15:20   رقم المشاركة : 152
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

هل يجوز إهداء المريض غير المسلم من ماء زمزم ؟

السؤال

لدينا صديق للعائلة (غير مسلم ) ، كان معتاداً أن يكون في غيبوبة ، والحمد لله خرج منها، ولكنه مازال معاقاً ، وهي عائلة جديرة بالثقة ، أود فقط أن أعرف إذا كان من الجائز إعطاؤهم بعضاً من ماء زمزم ، أم غير جائز ، جزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله


أولاً :

الذي ينبغي للمؤمن أن لا يصاحب إلا مؤمناً ، وأن لا يخالل إلا موحداً؛ لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ) رواه الترمذي (2395) حسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .

فمصادقة الكافر لها تأثير سلبي على المؤمن

فربما تأثر بشيء من عاداته الدينية ، أو ضعف في قلبه أمر تحقيق الموالاة للمؤمن والبراءة من الكافر ، أو ضعف في قلبه الإنكار عليه وعلى أهل دينه ، لما يكثر من مخالطتهم ، واعتياد أحوالهم .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

عن حكم مخالطة الكفار ومعاملتهم بالرفق واللين طمعاً في إسلامهم ؟

فأجاب : " لا شك أن المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله ، ويتبرأ منهم

لأن هذه هي طريقة الرسل وأتباعهم

قال الله تعالى : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )

وقال تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ )

وعلى هذا لا يحل لمسلم أن يقع في قلبه محبة ومودة لأعداء الله الذين هم أعداء له في الواقع

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) .

أما كون المسلم يعاملهم بالرفق واللين طمعاً في إسلامهم وإيمانهم ، فهذا لا بأس به ؛ لأنه من باب التأليف على الإسلام ، ولكن إذا يئس منهم عاملهم بما يستحقون أن يعاملهم به

وهذا مفصل في كتب أهل العلم ، ولا سيما كتاب "أحكام أهل الذمة" لابن القيم رحمه الله " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (3 / 31)

ثانياً :

إعطاء المريض الكافر شيئاً من ماء زمزم للاستشفاء به : لا بأس به

وهكذا مداواته لمن كان طبيباً ، أو مساعدته في مرضه وحاجته ، وعيادته في مرضه ، كل ذلك لا بأس به ، وخاصة إذا طمع في تأليف قلبه على الإسلام

أو كان مكافأة لذلك الكافر على إحسان سابق له ، أو نحو ذلك من المقاصد المحمودة .

وقد ثبت في البخاري (2276) ومسلم (2201)

أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه رقى سيد القوم اللديغ بالفاتحة فبرأ ، وكانوا قوماً مشركين ؛ ولا شك أن حرمة القرآن ، ورقية الكافر به أمرها أعظم من مجرد إهدائه ماء زمزم ، للشرب ، أو الاستشفاء
.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (13/34) :

" لا خِلافَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي جَوَازِ رُقْيَةِ الْمُسْلِمِ لِلْكَافِرِ . وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه الَّذِي سَبَقَ ذِكْرُهُ وَوَجْهُ الاسْتِدْلالِ

أَنَّ الْحَيَّ الَّذِي نَزَلُوا عَلَيْهِمْ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ كَانُوا كُفَّارًا ، وَلَمْ يُنْكِرْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ عَلَيْهِ " انتهى .

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-22, 15:49   رقم المشاركة : 153
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



لماذا خص إبراهيم عليه السلام بالذكر في التشهد ؟

السؤال

لماذا نصلي ونسلم على إبراهيم عليه السلام في الصلاة ، ولماذا لا يكون ذلك على الأنبياء الآخرين ، هو أحد أولي العزم الخمسة ، ولكنه ليس أولهم ولا آخرهم

فلماذا هو ، وإذا كان الأمر لأنه قبل الخمسة فلماذا لا نسلم على عيسى ونوح وموسى أيضًا ؟


الجواب

الحمد لله


سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختصه الله عز وجل بالفضائل العظيمة

والمكارم الجليلة ، فكان الإمام ، والأمة ، والحنيف ، القانت لله عز وجل ، الذي ينتسب إليه جميع الأنبياء بعده ، ويؤمن به جميع أتباع الشرائع (المسلمون والنصارى واليهود) .

وإبراهيم عليه السلام هو أفضل الأنبياء والرسل بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أخبرنا الله تعالى أنه اتخذه خليلا (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء/125 .

وجميع الأنبياء الذين جاءوا من بعده هم من نسله من طريق إسحق ويعقوب .

إلا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فهو من ولد إسماعيل بن إبراهيم .

فنبينا صلى الله عليه وسلم أخص بإبراهيم من غيره ، فإبراهيم عليه السلام هو أبو العرب ، وهو أبو النبي صلى الله عليه وسلم من جهة النسب .

وإبراهيم هو الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ملته (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) النحل/123 ، ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم ـ ونحن تبع له ـ أولى الناس بإبراهيم عليه السلام .

كما قال عز وجل : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) آل عمران/68

وقال رداً على اليهود والنصارى : (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/67 .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

لماذا خُص إبراهيم عليه السلام بدعوة التوحيد ، مع أن جميع الأنبياء دعوا إلى التوحيد ؟

فأجاب :

"كل الأنبياء جاءوا بالتوحيد ، قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء/25، لكن إبراهيم أبو العرب ، وأبو الإسرائيليين

وهو يدعو إلى التوحيد الخالص ، واليهود والنصارى ادعوا أنهم أتباعه ، والمسلمون هم أتباعه ، فكان هو عليه الصلاة والسلام قد خُصَّ بأنه أبو الأنبياء

وأنه صاحب الحنيفية ، وأمرنا باتباعه ؛ لأننا نحن أولى بإبراهيم ، كما قال عز وجل : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) آل عمران/68

وقال رداً على اليهود والنصارى : (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/67" انتهى .

"لقاء الباب المفتوح" (189/السؤال رقم 7) .

وللعلامة بدر الدين العيني الحنفي رحمه الله ملحظ آخر في توجيه سبب ذلك ، فيقول :

"فإن قيل : لم خص إبراهيم عليه السلام من بين سائر الأنبياء عليهم السلام بذكرنا إياه في الصلاة ؟

قلت : لأن النبي عليه السلام رأى ليلة المعراج جميع الأنبياء والمرسلين ، وسلم على كل نبي ، ولم يسلم أحد منهم على أمته غير إبراهيم عليه السلام

فأمرنا النبي عليه السلام أن نصلي عليه في آخر كل صلاة إلى يوم القيامة ، مجازاة على إحسانه .

ويقال : إن إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء الكعبة دعا لأمة محمد عليه السلام وقال : اللهم من حج هذا البيت من أمة محمد فهَبْه مني السلام

وكذلك دعا أهله وأولاده بهذه الدعوة ، فأُمرنا بذكرهم في الصلاة مُجازاة على حُسْن صنيعهم" انتهى .

"شرح سنن أبي داود" للعيني (4/260) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-22, 15:53   رقم المشاركة : 154
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هو العلم الذي أسره أبو هريرة رضي الله عنه ، وخاف من نشره ؟!

السؤال

هل يمكنكم أن تشرحوا بشيء من التفصيل أي أنواع العلم لم يكن أبو هريرة ينشره ، هذا الحديث مأخوذ من الجزء الأول كتاب 3 الحديث 121 من صحيح البخاري .

رواه أبو هريرة : ( حفظت عن رسول الله وعاءين ، فأما الأول فبثثته ، وأما الآخر وأما الآخر لو بثثته قطع هذا البلعوم ) .


الجواب

الحمد لله

روى البخاري (120) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : " حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ : فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ " .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" (1/216) :

" حَمَلَ الْعُلَمَاء الْوِعَاء الَّذِي لَمْ يَبُثّهُ عَلَى الْأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا تَبْيِين أَسَامِي أُمَرَاء السُّوء ، وَأَحْوَالهمْ وَزَمَنهمْ , وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَكُنِّي عَنْ بَعْضه وَلَا يُصَرِّح بِهِ ، خَوْفًا عَلَى نَفْسه مِنْهُمْ

, كَقَوْلِهِ : أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ رَأْس السِّتِّينَ وَإِمَارَة الصِّبْيَان ؛ يُشِير إِلَى خِلَافَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لِأَنَّهَا كَانَتْ سَنَة سِتِّينَ مِنْ الْهِجْرَة . وَاسْتَجَابَ اللَّه دُعَاء أَبِي هُرَيْرَة فَمَاتَ قَبْلهَا بِسَنَةٍ .

قَالَ اِبْن الْمُنِير : وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو هُرَيْرَة بِقَوْلِهِ

: " قُطِعَ " أَيْ : قَطَعَ أَهْل الْجَوْر رَأْسه إِذَا سَمِعُوا عَيْبه لِفِعْلِهِمْ وَتَضْلِيله لِسَعْيِهِمْ , وَيُؤَيِّد ذَلِكَ أَنَّ الْأَحَادِيث الْمَكْتُوبَة لَوْ كَانَتْ مِنْ الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة مَا وَسِعَهُ كِتْمَانهَا . وَقَالَ غَيْره :

يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَرَادَ مَعَ الصِّنْف الْمَذْكُور مَا يَتَعَلَّق بِأَشْرَاطِ السَّاعَة وَتَغَيُّر الْأَحْوَال وَالْمَلَاحِم فِي آخِر الزَّمَان , فَيُنْكِر ذَلِكَ مَنْ لَمْ يَأْلَفهُ , وَيَعْتَرِض عَلَيْهِ مَنْ لَا شُعُور لَهُ بِهِ " انتهى ملخصا .

وقال العيني في العمدة :

" أراد به نوعين من العلم ، وأراد بالأول : الذي حفظه من السنن المذاعة ، لو كتبت لاحتمل أن يملأ منها وعاء ، وبالثاني : ما كتمه من أخبار الفتن كذلك .

ويقال : حمل الوعاء الثاني على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء الجور وأحوالهم وذمهم "

انتهى . "عمدة القاري" (3 / 364)

وقال القرطبي رحمه الله : " حُمل على ما يتعلق بالفتن من أسماء المنافقين ونحوه ، أما كتمه عن غير أهله فمطلوب بل واجب " انتهى .

"التيسير بشرح الجامع الصغير" (2 / 852)

وقال ابن بطال رحمه الله :

" قال المهلب ، وأبو الزناد : يعنى أنها كانت أحاديث أشراط الساعة ، وما عرف به صلى الله عليه وسلم من فساد الدين ، وتغيير الأحوال ، والتضييع لحقوق الله تعالى ، كقوله صلى الله عليه وسلم : (

يكون فساد هذا الدين على يدى أغيلمة سفهاء من قريش )

وكان أبو هريرة يقول : لو شئت أن أسميهم بأسمائهم ، فخشى على نفسه ، فلم يُصَرِّح . وكذلك ينبغى لكل من أمر بمعروف إذا خاف على نفسه في التصريح أن يُعَرِّض

. ولو كانت الأحاديث التي لم يحدث بها من الحلال والحرام ما وَسِعَهُ تركها ، لأنه قال : " لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم ، ثم يتلو : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ) البقرة / 159 .

"شرح صحيح البخارى" لابن بطال (1 / 195) .

وقال ابن الجوزي رحمه الله :

" ولقائل أن يقول : كيف استجاز كتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال :

( بلغوا عني ) ؟ وكيف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما إذا ذكر قتل راويه ؟ وكيف يستجيز المسلمون من الصحابة الأخيار والتابعين قتل من يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فالجواب أن هذا الذي كتمه ليس من أمر الشريعة ؛ فإنه لا يجوز كتمانها ، وقد كان أبو هريرة يقول

: " لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم " وهي قوله ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ) فكيف يظن به أن يكتم شيئا من الشريعة بعد هذه الآية ، وبعد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ عنه ؟

وقد كان يقول لهم : ( ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) وإنما هذا المكتوم مثل أن يقول : فلان منافق ، وستقتلون عثمان ، و( هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش ) بنو فلان ، فلو صرح بأسمائهم لكذبوه وقتلوه " انتهى .

"كشف المشكل من حديث الصحيحين" (ص / 1014)

فقد تبين أن الأحاديث التي ترك أبو هريرة رضي الله عنها نشرها وإذاعتها بين عموم الناس ، ليست مما يتعلق بالحلال والحرام ، ولا مما يترتب عليه عمل أو تكليف

وإنما هي أحاديث عن بعض الفتن ، وأحوال الملوك والأمراء ، مما لا ينبغي أن ينشغل به ، أو يخوض فيه إلا خاصة أهل العلم والرأي .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-22, 15:57   رقم المشاركة : 155
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال

ما هي فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ؟


الجواب

الحمد لله

فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم – على وجه العموم - هي فضائل آل بيته الكرام البررة ، وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الباب ، جمعها كثير من أهل العلم في كتبهم

ولكننا نذكر ههنا ما حكم المحدثون بصحته أو حسنه ، ونستبعد ما اتفق العلماء على ضعفه .

الحديث الأول:

عن يَزِيد بْن حَيَّانَ قَالَ:

انْطَلَقْتُ أَنَا، وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ

وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ، لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا، وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَالَ:

قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ:

أَمَّا بَعْدُ! أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ! فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ:

وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ) رواه مسلم (رقم/2408)

الحديث الثاني:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ – يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي) رواه الترمذي في "

الجامع الصحيح "، حديث رقم:(3786)

قال الترمذي: وفي الباب عن أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

ثم رواه الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب أهل النبي صلى الله عليه وسلم. حديث رقم:(3788) عن زيد بن أرقم، وزاد في آخره: ( وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي

وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا ) وصحح الحديثين الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح سنن الترمذي".

الحديث الثالث:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يُبْغِضُنَا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ رَجُلٌ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ )

جاء هذا الحديث من طرق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

الطريق الأولى: من طريق هشام بن عمار، عن أسد بن موسى، عن سَلِيم بن حيان، عن أبي المتوكّل النّاجي، عنه به. رواه ابن حبان في " صحيحه "،(15/435)

وهذا إسناد حسن، من أجل هشام بن عمار، وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان .

الطريق الثانية: من طريق محمد بن بكير الحضرمي، عن محمد بن فضيل الضبي، عن أسد بن موسى، عن أبان بن جعفر بن تغلب، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عنه به.

رواه الحاكم في " المستدرك " (3/162)

وهذا إسناد صحيح. قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ". وسكت عنه الذهبي.

وللحديث طريق ثالث ضعيف، وشواهد عن غير أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2488)

الحديث الرابع :

عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه:

( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ )

رواه مسلم في صحيحه، حديث رقم: (2276).

الحديث الخامس :

قوله صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ سَبَبِي وَنَسَبِي )

جاء هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن طرق كثيرة، رواه ابن عباس بإسناد حسن كما عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 /129)

وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من طرق كثيرة يرويها سعيد بن منصور في " سننه " (520 -521 )، وابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 463 )، والطبراني في " المعجم الكبير " (1/124)

والحاكم في " المستدرك" (3/142)، وكذا البيهقي (7/114)، وعن المسور بن مخرمة رضي الله عنه كما في " مسند أحمد "، (31/207)، وأبي سعيد الخدري في " مسند أحمد "، (17/220)

وساق محققو طبعة الرسالة في هذا الموطن جميع شواهد الحديث، وتوصلوا إلى الحكم بحسنه لكثرة طرقه وشواهده. وخرجه ابن الملقن في " البدر المنير " (7/487-490) وجمع طرقه وصححه.

الحديث السادس :

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

( خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ،

ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )

رواه مسلم في صحيحه، حديث رقم: (2424).

الحديث السابع :

عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ:

أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى فَأَهْدِهَا لِي.

فَقَالَ: ( سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ؟

قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )

رواه البخاري في صحيحه، حديث رقم: (3370)، ومسلم في صحيحه، حديث رقم: (406).

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-22, 15:59   رقم المشاركة : 156
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كم كان يحفظ خالد بن الوليد رضي الله عنه من القرآن الكريم ؟

السؤال

هل صحيح أن خالد بن الوليد رضي الله عنه لم يكن يحفظ من القرآن إلا ثلاث سور لانشغاله بالجهاد في سبيل الله ، وإن كان ذلك صحيحا فأين ذكر ؟

الجواب

الحمد لله

خالد بن الوليد رضي الله عنه فارس الإسلام ، وسيف الله المسلول على أعدائه ، صاحب الفتوح العظيمة ، والمواقف الكبيرة في المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي

تحلى بالشجاعة والقوة والبأس على الأعداء ، حتى كُسر يوم مؤتة في يده تسعة أسياف ، كما روى ذلك البخاري في صحيحه .

وكان يحب الجهاد حبا عظيما ، نصرةً لدين الله ، وإرغاماً لقوى الشر والكفر والطغيان

فشغله الجهاد عن كل مشاغل الدنيا ، حتى كان يقول رضي الله عنه : (ما مِنْ ليلةٍ يُهدى إليَّ فيه عروسٌ أنا لها مُحِبّ أحبُّ إليَّ مِن ليلة شديدةِ البرد ، كثيرة الجليد ، في سريَّةٍ أصبِّحُ فيها العَدُوَّ) . رواه أبو يعلى .

وكان من كلامه رضي الله عنه في ساعة الاحتضار : لقد طلبت القتل في مظانّه فلم يُقدَّر لي إلا أن أموت على فراشي

وما من عملي شيءٌ أرجى عندي بعد أن لا إله إلا الله من ليلة بِتُّها وأنا متترِّس ، والسماء تُهلُّني تمطر إلى الصبح حتى نُغير على الكفار .

ثم قال : إِذا أنا متّ فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عُدّةً في سبيل الله .

فلما توفي خرج عمر رضي الله عنه إلى جنازته فقال : ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد دموعهن ما لم يكن نقعاً أو لقلقة .

وكان حبه وانشغاله بهذه العبادة العظيمة (الجهاد في سبيل الله) قد أشغله عن عبادات أخرى كرواية الحديث ، وحفظ القرآن الكريم .

حتى قال رضي الله عنه : (لقد منعني كثيراً من القراءة الجهادُ في سبيل الله) رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (4/214)، وأبو يعلى في " المسند " (13/111)، والإمام أحمد كما في " فضائل الصحابة " (2/814)

وأبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن " (رقم/254) جميعهم من طريق قيس بن أبي حازم قال : سمعت خالدا يقول: ..فذكره

وصححه الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " (4/277)، والهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/353) .

وهو انشغال ليس بالمذموم بل انشغال أنار التاريخ الإسلامي كله

وعبق الحضارة العالمية بأنوار الإسلام التي حاول طمسها الطغاة الكافرون ، فليس في هذا ما يُذم ، فـ "كلٌّ مُيَسرٌ لما خُلق له" فقد كان من الصحابة : العلماء والفقهاء

والقضاة ، والشجعان ، والمجاهدون ، والمتصدقون ، والعُبَّاد ... على حسب تنوع قدرات الناس وما حباهم الله به .

وليس من الحكمة أن يترك الإنسان ما يحسنه ويتقنه ويبرع فيه إلى عمل يكون فيه مثل غيره ، أو أقل ، ولا يبرع فيه .

ولا يعني كلامه رضي الله عنه السابق أنه لم يكن يحفظ سوى سور ثلاث ، كما ذُكر في السؤال، ولكن يعني أنه لم يكن كحفاظ الصحابة وعلمائهم كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم

بدليل أنه قال : (منعني كثيرا من القراءة) ، ولم يقل : (منعني القراءة) ، فالجهاد شغله عن الإكثار من القراءة ، وليس عن القراءة كلها .

ولكن إثارة مثل هذه الشبهات والطعون في خالد رضي الله عنه قد يكون الحامل عليها أن خالداً كان سيفا مصلتا على الأصنام والطواغيت ، فتجد أعداء الإسلام اليوم جادين في الطعن في شخصيته

ومحاولة طمس آثارها ومعالمها ، ولا يعلمون أن سيفا سله الله على الكفار لا يغمد أبدا ، وأن هذا القائد العظيم غدا رمزا من رموز الشجاعة والقيادة والحنكة الحربية

وهكذا كان الرجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، منارات للعمل والتضحية وبناء الأمم والقيم والأخلاق.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للسير على منهاجهم ، ويجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-22, 16:02   رقم المشاركة : 157
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل زوجة أبي بكر الصديق وابنته أسماء من المبشرين بالجنة ؟

السؤال

أدرك أن أبا بكر وابنته عائشة رضي الله عنهم قد بشرا بالجنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أردت أن أعرف ما إذا كانت ابنته أسماء وأم عائشة بشرتا بالجنة أيضا ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

أما أبو بكر رضي الله عنه فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الكثيرة أنه من المبشرين بالجنة

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال القادم

ثانيا :

وأما عائشة رضي الله عنها فقد ورد أيضا في الأحاديث الصحيحة أنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ! مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال : أما إنك منهن .

رواه الحاكم في " المستدرك " (4/14) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وصححه الذهبي في " التلخيص ".

وقال الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1142)

: " هو على شرط مسلم " انتهى.

وقد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه :

(إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)

رواه البخاري (3772)

ثالثا :

وأما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ففضائلها كثيرة ، ومناقبها عظيمة ، ويكفيها أنها صاحبة اللقب الشريف : " ذات النطاقين "

حيث شقت نطاقها في قصة الهجرة خدمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق ، وهي من السابقين إلى الإسلام ، والله عز وجل يقول : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) الواقعة/10-11

ويقول سبحانه : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ) الحديد/10.

ولم نقف على حديث خاص في بشارتها رضي الله عنها بالجنة ، إلا ما ورد عن الزبير بن بكار أنه قال : ( وإنما سميت ذات النطاقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهَّز مهاجرا ومعه أبو بكر الصديق

أتاهما عبد الله بن أبي بكر في الغار ليلا بسفرتهما ، ولم يكن لها شناق ، فشقت لها أسماء نطاقها فشنقتها به ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم

: قد أبدلك الله بنطاقك هذا في نطاقين في الجنة . فقيل لها ذات النطاقين )

رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (69/6)، ونقله ابن عبد البر في " الاستيعاب " (4/1782)، وابن حجر في " الإصابة " (7/487)

وهذا كما ترى مرسل غير مسند ، فالزبير بن بكار توفي سنة (256هـ)، ولم يذكر عمن سمع هذا الحديث .

رابعا :

وأما والدة عائشة رضي الله عنها ، فكنيتها التي اشتهرت بها أم رومان ، واختلف في اسمها ، فقيل : زينب ، وقيل : دعد ، وهي بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس ، كانت من السابقين الأولين إلى الإسلام .

قالت عائشة رضي الله عنها :

( لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ )

رواه البخاري (رقم/3905)

وأما الشهادة الخاصة لها بأنها من أهل الجنة فهذا ورد في حديث ضعيف مرسل :

عن القاسم بن محمد قال :

( لما دُلِّيَت أمُّ رومان في قبرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن سَرَّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان )

رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " (8/277)، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (6/3498)

والسهمي في " تاريخ جرجان " (1/199) جميعهم : من طريق حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم بن محمد مرسلا .

وقد رواه بعض تلاميذ حماد بن سلمة مسندا من حديث عائشة ، غير أن العلماء حكموا بخطإ هذا الوجه ، وأن الصواب في الحديث هو الإرسال .

جاء في " العلل الواردة في الأحاديث النبوية " للدارقطني (13/360) :

وسئل عن حديث القاسم ، عن عائشة ، لما دليت أم رومان في قبرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إليها .

فقال : يرويه حماد بن سلمة ، واختلف عنه :

فرواه سفيان بن وكيع ، عن ابن أبي عدي ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن عائشة .

وغيره يرويه ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم مرسلا ، وهو المحفوظ " انتهى .

والوجه المرفوع وجدته في جزء حديث أبي الفضل الزهري ، رقم : (239)

وقد روي الحديث من وجه آخر أيضا :

يقول أبو نعيم رحمه الله :

" رواه ابن مهدي ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن أم سلمة " انتهى.

" معرفة الصحابة " (6/3498)

فجعله من مسند أم سلمة رضي الله عنها ، ولكن لم أقف على من خرج هذا الوجه ، ولا على تعليل أحد من العلماء له ، فالله أعلم بالصواب ، غير أن جزم الدارقطني في " العلل "

بأن المحفوظ هو الإرسال ، يدل على عدم اعتبار الوجه المروي عن ابن مهدي ، وذلك أنه إن كان يعرفه فجزمه بأن المحفوظ هو الإرسال تخطئة له

وإن كان لا يعرف الوجه المروي عن ابن مهدي فذلك دليل على غرابته إن لم نقل نكارته ، واحتمال الخطأ في مثله هو الغالب.

وعلى كل حال فالسند ضعيف أيضا بسبب علي بن زيد بن جدعان .

يقول الشيخ الألباني رحمه الله :

" هذا إسناد ضعيف ؛ فإنه - مع إرساله - فيه ضعف علي بن زيد ؛ وهو ابن جدعان " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/4603)

وقد أرسل هذا الحديث أيضا مصعب الزبيري – راوي السيرة المعروف – كما يروي الحاكم في " المستدرك " (3/538)

يراجع ترجمتها في " الإصابة " للحافظ ابن حجر (8/206)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-22, 16:06   رقم المشاركة : 158
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

من هم العشرة المبشرون بالجنة

السؤال

من هم العشرة المبشرون بالجنة ؟

الجواب

الحمد لله

العشرة المبشّرون بالجنّة هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المذكورون

في الحديث الذي رواه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ

. رواه الترمذي 3680

وسعد هو ابن أبي وقاص وسعيد هو سعيد بن زيد

وهناك عدد غيرهم من الصحابة قد بُشّر بالجنّة كخديجة بنت خويلد وعبد الله بن سلام وعكاشة بن محصن وغيرهم

ولكن إنما سمي أولئك بالعشرة المبشرين بالجنّة لأنّ تبشيرهم جاء في حديث واحد

والله أعلم

: الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 14:52   رقم المشاركة : 159
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


ذكر بعض مصنفات الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله

السؤال

إخوتي الكرام ما هي الكتب التي صحت نسبتها إلى الإمام احمد بن حنبل رضي الله عنه

الجواب

الحمد لله

الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله هو إمام أهل السنة ، اتفق أهل العلم على جلالته وإمامته في الدين ، وكان رحمه الله معروفا بالتمسك بالسنة ومحبة أهلها

والتزام منهج السلف ، والتنفير من كل ما يخالفه ويضاده ، حتى كان يأمر بهجران من يتكلم في دين الله بمحدث لا عهد للسلف به.

قال الميموني : قال لي أحمد :

" يا أبا الحسن ، إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " .

"سير أعلام النبلاء" (11/296)

وقد كانت عامة مصنفاته رحمه الله في الحديث والسنة ، ومن أشهر تلك المصنفات :

"المسند" – وهو أجل ما صنف وأشهر – و"التفسير" و"الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ" و"حديث شعبة" و"المقدم والمؤخر في القرآن"

و"جوابات القرآن" و"المناسك" الكبير والصغير و"نفي التشبيه" و"كتاب الإمامة"

و"الرد على الزنادقة والجهمية" و"كتاب الزهد" و"فضائل الصحابة"

و"كتاب الورع" و"كتاب السنة" و"كتاب الإيمان" و"كتاب الفرائض" وغير ذلك .

ودوّن عنه كبار تلامذته مسائل وافرة في عدة مجلدات ، كالمروذي ، والأثرم ، وحرب ، وابن هانئ ، والكوسج ، وأبي طالب ، وفوران ، ومهنأ الشامي

وصالح بن أحمد ، وأخيه ، وابن عمهما حنبل ، وأبي الحسن الميموني ، وأبي داود السجستاني ، وهارون الحمال ، وغيرهم كثير.

وجمع أبو بكر الخلال سائر ما عند هؤلاء من أقوال أحمد وفتاويه وكلامه في العلل والرجال والسنة والفروع ، حتى حصل عنده من ذلك مالا يوصف كثرة .

ورحل إلى النواحي في تحصيله ، وكتب عن نحو من مائة نفس من أصحاب الإمام أحمد .

ثم كتب كثيرا من ذلك عن أصحاب أصحابه ، وبعضه عن رجل ، عن آخر ، عن آخر ، عن الإمام أحمد ، ثم أخذ في ترتيب ذلك ، وتهذيبه ، وتبويبه .

وألف كتاب " الجامع " في بضعة عشر مجلدة ، أو أكثر .

راجع : "تهذيب التهذيب" (5 / 125)

"سير أعلام النبلاء" (11 / 329-331)

"الجرح والتعديل" (1/303) .

والمعروف بين الناس اليوم من كتبه : المسند ، وهو أجل كتبه ، بل من أجل دواوين أهل الإسلام ، و " العلل ومعرفة الرجال " "والزهد" و"فضائل الصحابة" ، و"الرد على الزنادقة والجهمية" ، ورسالته إلى مُسدَّد بن مسرهد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 14:56   رقم المشاركة : 160
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة مختصرة عن سيرة الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما .

السؤال


لو تكرمتم نريد شيئاً من سيرة الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، وأريد كل ما ورد في معنى اسمه ، لأني أفكر بأن أسمي ابني بهذا الاسم


الجواب

الحمد لله

هو الصحابي الجليل حذيفة بن حِسْل - ويقال حُسيل - بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس، العبسي القطيعي ، حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار .

وأمه امرأة من الأنصار من الأوس من بني عبد الأشهل واسمها الرباب بنت كعب بن عبد الأشهل .

"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (1 / 98-99)

كان أبوه " حِسْل " قد أصاب دما، فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لكونه حالف اليمانية ، وتزوج والدة حذيفة فولد له بالمدينة

وأسلم حذيفة وأبوه ، وأرادا شهود بدر فصدهما المشركون ، وشهدا أحدا فاستشهد اليمان بها .

وروى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير

وعن عمر ، روى عنه جابر وجندب وعبد الله بن يزيد وأبو الطفيل، وغيرهم من الصحابة ، ومن التابعين ابنه بلال وربعي بن خراش وزيد بن وهب وزر بن حبيش وأبو وائل وغيرهم

. قال العجلي : " استعمله عمر على المدائن فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة علي بأربعين يوما " وذلك في سنة ست وثلاثين .

"الإصابة في تمييز الصحابة" (2 / 44) – "التهذيب" (2/193)

هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الهجرة والنصرةَ فاختار النصرة .

وهو صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين

، لم يعلمهم أحد إلا حذيفة ؛ أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسأله عمر : أفي عمالي أحد من المنافقين ؟

قال : نعم ، واحد . قال : من هو ؟

قال : لا أذكره . قال حذيفة : فعزله ، كأنما دُلّ عليه .

وكان عمر إذا مات رجل يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر .

وشهد حذيفة الحرب بنهاوند ، فلما قتل النعمان بن مقرن أمير ذلك الجيش أخذ الراية ، وكان فتح همذان ، والري ، والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ، ونزل نصيبين ، وتزوج فيها.

"أسد الغابة" (ص 248)

وقال الحافظ الذهبي رحمه الله :

" شهد اليمان وابنه حذيفةُ أُحُدا ، فاستشهد يومئذ ، قتله بعض الصحابة غلطا ، ولم يعرفه ; لأن الجيش يختفون في لأمة الحرب ، ويسترون وجوههم ; فإن لم يكن لهم علامة بينة ، وإلا ربما قتل الأخ أخاه ولا يشعر .

ولما شدوا على اليمان يومئذ بقي حذيفة يصيح : أبي ! أبي ! يا قوم ! فراح خطأ .

فتصدق حذيفة عليهم بديته .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أَسَرَّ إلى حذيفة أسماء المنافقين ، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة .

وقد ناشده عمر: أأنا من المنافقين ؟ فقال : لا ، ولا أزكي أحدا بعدك .

وحذيفة هو الذي ندبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو ، وعلى يده فتح الدينور عنوة . ومناقبه تطول رضي الله عنه " انتهى .

"سير أعلام النبلاء" (2 / 362-364)

وروى مسلم (1787) عنه رضي الله عنه قَالَ : مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي حُسَيْلٌ قَالَ فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ قَالُوا : إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا فَقُلْنَا

: مَا نُرِيدُهُ مَا نُرِيدُ إِلَّا الْمَدِينَةَ . فَأَخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَا نُقَاتِلُ مَعَهُ ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ فَقَالَ : ( انْصَرِفَا، نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ )

وروى البخاري (4065) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ فَصَاحَ إِبْلِيسُ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ ! فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ

( أي وهم يظنون أنهم من العدو ) فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي ! فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ . فَقَالَ حُذَيْفَةُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ .

وقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، قَالَ :

" وَأَمّا حُسَيْلُ بْنُ جَابِرٍ فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُ الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلُوهُ وَلَا يَعْرِفُونَهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ : أَبِي ! فَقَالُوا : وَاَللّهِ إنْ عَرَفْنَاهُ، وَصَدَقُوا!! قَالَ حُذَيْفَةُ

: يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ . فَأَرَادَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ يَدِيَهُ، فَتَصَدّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَزَادَهُ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَيْرًا "

"سيرة ابن هشام" (2 / 86)

- وروى مسلم (1788) عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال : لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: ( أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ – كل ذلك ثلاث مرات – ثم قال في الثالثة : ( قُمْ يَا حُذَيْفَةُ فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ ) فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ .

قَالَ : ( اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ ) فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ ... )

وفيه فضيلة ظاهرة لحذيفة رضي الله عنه حيث اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المهمة الصعبة وفي هذا الخوف والبرد الشديد .

وفيه كرامة ظاهرة له رضي الله عنه : أَنَّهُ لَمْ يَجِد الْبَرْد الَّذِي يَجِدهُ النَّاس . وَلَا مِنْ تِلْكَ الرِّيح الشَّدِيدَة شَيْئًا ; بَلْ عَافَاهُ اللَّه مِنْهُ بِبَرَكَةِ إِجَابَته لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَذَهَابه فِيمَا وَجَّهَهُ لَهُ

, وَدُعَائِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ , وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ اللُّطْف بِهِ، وَمُعَافَاته مِنْ الْبَرْد، حَتَّى عَادَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا رَجَعَ وَوَصَلَ عَادَ إِلَيْهِ الْبَرْد الَّذِي يَجِدهُ النَّاس ,

وَهَذِهِ مِنْ مُعْجِزَات رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

راجع "شرح النووي على مسلم" (12/146) .

- وكان رضي الله عنه يحترز لدينه ، ويحتاط لنفسه ، ويسأل عن الشر ليتقيه .

روى البخاري (3606) ومسلم (1847) عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال : " كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي " .

- ولذلك كان رضي الله عنه أعلم الناس بالفتن الكائنة إلى يوم القيامة :

فروى مسلم (2891) عنه قال : " وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ ، وَمَا بِي إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يُحَدِّثْهُ غَيْرِي

وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ عَنْ الْفِتَنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ : ( مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ لَا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا

وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ ) قَالَ حُذَيْفَةُ : فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي "

وروى البخاري (6604) ومسلم (2891) عنه قَالَ : " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ ،

وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ " .

- أما معنى " حذيفة " من جهة العربية : فقال ابن دريد في "جمهرة اللغة" (1 / 256) :

" وأما تسميتهم حُذَيْفة فهو تصغير حِذْفَة وهي قطعة تحذِفها من لحم أو غيره ، أو تصغير حَذَفَة ، والحَذَف ضرب من البطّ صغار الجُروم شُبِّه بالحَذَف " انتهى .

وينظر أيضا: الاشتقاق لابن دريد . (82/118)

وقد أحسنت صنعا في عزمك على تسميتك ابنك باسم صحابي جليل ، وهذا مما غاب عن كثير من الناس الذين استحسنوا التسمية بأسماء مبتذلة أو مكروهة في الشرع أو محرمة .

والله تعالى أعلم .

وللاستزادة : راجع جواب السؤال القادم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 14:59   رقم المشاركة : 161
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

آداب تسمية الأبناء

السؤال

أريد تسمية ابني ، فما الآداب الشرعية في ذلك ؟ .

الجواب


الحمد لله

لا شك أن مسألة الأسماء من المسائل المهمة في حياة الناس ، إذ الاسم عنوان المسمى ودليل عليه وضرورة للتفاهم معه ومنه وإليه ، وهو للمسمى زينة ووعاء وشعار يُدعى به في الآخرة والأولى

وتنويه بالدين ، وإشعار بأنه من أهل هذا الدين ، وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته ، فهو عندهم كالثوب ، إن قَصُر شان ، وإن طال شان .

والأصل في الأسماء الإباحة والجواز ، غير أن هناك بعض المحاذير الشرعية التي ينبغي اجتنابها عند اختيار الأسماء منها :

- التعبيد لغير الله عز وجل ، سواء لنبي مرسل أو ملك مقرب ، فلا يجوز التعبيد لغير الله عز وجل مطلقا ، ومن الأسماء المعبدة لغير الله عبد الرسول ، عبد النبي

عبد الأمير ، وغيرها من الأسماء التي تفيد التعبيد أو الذلة لغير الله عز وجل . وهذه الأسماء يجب تغييرها لمن تسمى بها أو سماه أهله بها

قال الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : كان اسمي عبد عمرو - وفي رواية عبد الكعبة - ، فلما أسلمت سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن . رواه الحاكم 3/306 ووافقه الذهبي .

- التسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى ، التي اختص بها نفسه سبحانه ، كأن يسمي الخالق أو الرازق أو الرب أو الرحمن ونحوها مما اختص بها الله عز وجل

أو باسم لا يصدق وصفه لغير الله عز وجل مثل ملك الملوك ، أو القاهر ونحوه ، وهذا النوع من الأسماء يحرم التسمي به ويجب تغييره . قال الله عز وجل : ( هل تعلم له سميا ) .

- التسمي بأسماء الكفار الخاصة بهم ، الدالة عليهم دون غيرهم ، مثل عبد المسيح وبطرس وجرجس ونحوها من الأسماء الدالة على ملة الكفر .

- التسمي بأسماء الأصنام أو الطواغيت المعبودة من دون الله ، كالتسمي بشيطان ونحوه .

وكل ما سبق من الأسماء لا يجوز التسمي به بل هو حرام ، وعلى من تسمى به أو سماه به غيره أن يغيره .

- يكره التسمي بما تنفر النفوس من معناه من الأسماء ، إما لما يحمله من معنى قبيح أو مثير للسخرية ، كما أن فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بتحسين الأسماء

ومثال ذلك اسم حرب ، ورشاش ، وهيام وهو اسم مرض يصيب الإبل ونحوها من الأسماء التي تحمل معان قبيحة وغير حسنة .

- يكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة أو شهوانية ، ويكثر هذا في تسمية الإناث ، مثل بعض الأسماء التي تحمل أوصافا جنسية أو شهوانية .

- يكره تعمد التسمي بأسماء الفساق من المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات ونحوهم ، فإن كانوا يحملون أسماء حسنة فيجوز التسمي بها لكن لأجل معانيها الحسنة وليس لأجل التشبه بهم أو تقليدهم .

- يكره التسمي بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية ، مثل سارق وظالم ، أو التسمي بأسماء الفراعنة والعصاة مثل فرعون وهامان وقارون .

- ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة ، مثل الحمار والكلب والقرد ونحوها .

- تكره التسمية بكل اسم مضاف إلى الدين والإسلام ، مثل نور الدين وشمس الدين وكذلك نور الإسلام وشمس الإسلام ، لما فيها من إعطاء المسمى فوق حقه ، وقد كان علماء السلف يكرهون تلقيبهم بهذه الألقاب

فقد كان الإمام النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحيي الدين ، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كان يكره تلقيبه بتقي الدين وكان يقول : لكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر .

- وتكره الإضافة إلى اسم الله عز وجل غير عبد الله ، وذلك مثل حسب الله ، ورحمة الله ونحوه . وكذلك الإضافة إلى لفظ الرسول .

- ويكره التسمي بأسماء الملائكة ، وكذلك بأسماء سور القرآن مثل طه ويس ونحوها ، وهذه الأسماء هي من الحروف المقطعة وليست من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم . انظر تحفة المودود لابن القيم رحمه الله تعالى ص109 .

وهذه الأسماء المكروهة ، إنما يكره التسمي بها ابتداء ، أما من سماه أهله بذلك وقد كبر ويصعب عليه تغييرها فلا يجب عليه التغيير .

ومراتب الأسماء أربعة :

المرتبة الأولى : اسميْ عبد الله وعبد الرحمن ، وذلك لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ) رواه مسلم في صحيحه 1398 .

المرتبة الثانية : سائر الأسماء المعبدة لله عز وجل : مثل عبد العزيز وعبد الرحيم وعبد الملك وعبد الإله وعبد السلام وغيرها من الأسماء المعبدة لله عز وجل .

المرتبة الثالثة : أسماء الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ، ولاشك أن خيرهم وأفضلهم وسيدهم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن أسمائه كذلك أحمد

ثم أولوا العزم من الرسل وهم إبراهيم وموسى وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام ، ثم سائر الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا صلوات الله وسلامه .

المرتبة الرابعة : أسماء عباد الله الصالحين ، وعلى رأسهم صحابة نبينا الكريم ، فيستحب التسمي بأسمائهم الحسنة اقتداء بهم وطلبا لرفعة الدرجة .

المرتبة الخامسة : كل اسم حسن ذو معنى صحيح جميل .

ويحسن مراعاة بعض الأمور عند تسمية الأبناء منها :

1 - معرفة أن هذا الاسم سيكون ملازما له طوال حياته وقد يسبب له من الضيق والإحراج ما يجعله يضيق بوالده أو والدته أو من سماه بهذا الاسم .

2 - عند النظر في الأسماء لاختيار أحدها ، ينبغي تقليبه على وجوه عدة ، فينظر في الاسم في ذاته ، وينظر إليه من حيث كونه طفلا صغيرا ثم شابا يافعا ثم شيخا كبيرا وأبا

ومدى مناسبة الاسم إذا تكنى به ، ومدى ملاءمته لاسم أبيه وهكذا .

3 - التسمية حق مشروع للوالد لأنه هو الذي سينسب إليه ، لكن يستحب للوالد أن يشرك الأم في اختيار الاسم ويأخذ برأيها إن كان حسنا إرضاء لها .

4 - يجب نسبة الولد لأبيه ولو كان متوفيا أو مطلِّقا أو نحوه ، ولو لم يرْعَه ولم يره البتة ، ويحرم مطلقا نسبة الولد لغير أبيه ، إلا في حالة واحدة

هي أن يكون الولد أتى من سفاح والعياذ بالله ، فإنه ينسب حينئذ لأمه ولا تجوز نسبته لأبيه ..

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 15:02   رقم المشاركة : 162
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

توجيهات لمن يسيء إلى الصحابي ماعز رضي الله عنه بسبب وقوعه في الزنا

السؤال


كلمة توجهونها لمن يبغض الصحابي ماعزاً – رضي الله عنه – كونه وقع في فاحشة ؟

الجواب

الحمد لله

إذا كان الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه أن يقع في غيبة أو طعن في أحد من المسلمين؛ فإن الواجب يقوى إذا كان الكلام في صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وإذا كانت سلامة الصدر مطلوبة تجاه عامة المسلمين، فإنها تُطلب بشدة تجاه أولئك الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعاً .

ووقوع الصحابي ماعز بن مالك في الزنا ثابت من اعترافه به رضي الله عنه ، ونقول لمن يقع من لسانه شيء تجاه ذلك الصحابي ، أو يقع في قلبه بغض له :

1. إن الصحابي ماعزاً رضي الله عنه قد أقيم عليه حد الرجم ، والحدود كفارات لأهلها ، فهو سيلقى ربَّه تعالى – إن شاء الله – وقد طهَّره ذلك الحد .

عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

( أَتُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَسْرِقُوا ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ أَصَابَ

مِنْهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَسَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ؛ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ) .

رواه البخاري ( 4612 ) ومسلم ( 1709 ) .

2. إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة رضي الله عنه أن يستغفروا لماعز رضي الله عنه ، ففعل ذلك الصحابة رضي الله عنهم ، كما رواه مسلم ( 1695 ) وفيه قوله صلى الله عليه وسلم

: ( اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ ) فَقَالُوا : " غَفَرَ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ " .

ومن جاء بعد الصحابة فهو أولى منهم بالاستغفار له ، وهذا لا شك أنه يتنافى مع الطعن فيه ، ومع بُغضه .

3. إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له خيراً ، كما رواه البخاري ( 6434 ) وفيه : ( فَقَالَ له النَّبيُّ صلَّى الله عليهِ وَسَلَّمَ خَيْراً ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

قوله ( فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خيراً ) أي : ذَكَره بجميل .

" فتح الباري " ( 12 / 130 ) .

ومن أساء لذلك الصحابي أو أبغضه فهو مخالف لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم في معاملة التائب من ذنبه عموماً ، ومن معاملة ماعز رضي الله عنه على وجه الخصوص .

4. أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن توبة ذلك الصحابي توبة عظيمة جليلة

كما رواه مسلم ( 1695 ) في قضية ماعزا،وإقراره على نفسه، وإقامة الحد عليه: (فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ قَائِلٌ يَقُولُ لَقَدْ هَلَكَ لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ

وَقَائِلٌ يَقُولُ مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَوَضَعَ يَدَهُ فِى يَدِهِ ثُمَّ قَالَ اقْتُلْنِى بِالْحِجَارَةِ - قَالَ - فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-

وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ . قَالَ فَقَالُوا غَفَرَ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ. - قَالَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ) .

قال النووي رحمه الله في شرحه:

" هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْحَدّ يُكَفِّر ذَنْب الْمَعْصِيَة الَّتِي حُدَّ لَهَا ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ صَرِيحًا فِي حَدِيث عُبَادَةَ بْن الصَّامِت - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - ، وَهُوَ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "

مَنْ فَعَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَته " وَلَا نَعْلَم فِي هَذَا خِلَافًا . وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى سُقُوط إِثْم الْمَعَاصِي الْكَبَائِر بِالتَّوْبَةِ

وَهُوَ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا مَا قَدَّمْنَاهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي تَوْبَة الْقَاتِل خَاصَّة . وَاللَّهُ أَعْلَم . فَإِنْ قِيلَ : فَمَا بَال مَاعِز وَالْغَامِدِيَّة لَمْ يَقْنَعَا بِالتَّوْبَةِ وَهِيَ مُحَصِّلَة لِغَرَضِهِمَا وَهُوَ سُقُوط الْإِثْم

بَلْ أَصَرَّا عَلَى الْإِقْرَار وَاخْتَارَا الرَّجْم ؟ فَالْجَوَاب : أَنَّ تَحْصِيل الْبَرَاءَة بِالْحُدُودِ وَسُقُوط الْإِثْم مُتَيَقَّن عَلَى كُلّ حَال لَا سِيَّمَا وَإِقَامَة الْحَدّ بِأَمْرِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،

وَأَمَّا التَّوْبَة فَيُخَاف أَنْ لَا تَكُون نَصُوحًا ، وَأَنْ يُخِلّ بِشَيْءٍ مِنْ شُرُوطهَا ، فَتَبْقَى الْمَعْصِيَة وَإِثْمهَا دَائِمًا عَلَيْهِ ، فَأَرَادَا حُصُول الْبَرَاءَة بِطَرِيقٍ مُتَيَقَّن دُون مَا يَتَطَرَّق إِلَيْهِ اِحْتِمَال . وَاللَّهُ أَعْلَم .

5. ثم إن ماعزاً رضي الله عنه من الصحابة ، وهم لهم قدرهم ومنزلتهم التي لا يلحق بهم أحد ممن جاء بعدهم .

قال ابن حزم - رحمه الله - :

وتمرةٌ يتصدق بها أحدُهم – أي : الصحابة - أفضلُ مِن صدقةِ أحدِنا بما يملك ، وجلسةٌ مِن الواحدِ منهم مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أفضل مِن عبادة أحدنا دهرَنا كلَّه

ولو عُمِّر أحدُنا الدهرَ كلَّه في طاعاتٍ متصلةٍ : ما وازى عملَ امرئٍ صحبَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ساعةً واحدةً فما فوقها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: ( دَعُوا لي أَصْحَابي، فَلَوْ كَانَ لأحَدِكُم مِثْلُ "أُحُدٍ" ذَهَباً، فَأَنْفَقَهُ في سَبِيلِ اللهِ؛ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ) ، فمتى يطمع ذو عقل أن يُدرك أحداً مِن الصحابةِ معَ هذا البَوْنِ الممتنعِ إدراكُه قطعاً ؟! .

" الفِصَل في المِلَل والنِّحَل " ( 5 / 68 ) .

فكل ما سبق يدل على عدم جواز الطعن في ماعز رضي الله عنه ، كما أن بغضه ليس من دين الله تعالى وقد علمتَ أنه تاب توبة جليلة ، وأن ذنبه قد غفر له بتوبته النصوح التي تابها، وبالحد الشرعي الذي أقيم عليه .

وعليه : فمن اغتاب الصحابي بكلام سوء فإن عليه التوبة ، وعليه الدعاء له ، والثناء عليه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

فإذا كان الرجل قد سب الصحابة ، أو غير الصحابة ، وتاب : فإنه يُحسن إليهم بالدعاء لهم ، والثناء عليهم بقَدر ما أساء إليهم ، والحسنات يُذهبن السيئات .

" مجموعة الرسائل والمسائل " ( 5 / 207 ) .

ومن وقع في قلبه بغض لذلك الصحابي فلينظر فيما ذكرناه فلعله أن ينتهي عن ذلك ، ويتوب إلى الله مما وقع فيه، ويستصلح قلبه للصحابة رضوان الله عليهم جميعا .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 15:06   رقم المشاركة : 163
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صفات إبراهيم عليه السلام التي استحق من أجلها أن يكون خليل الرحمن

السؤال

لماذا مُيز إبراهيم عليه السلام عن غيره من الأنبياء بخلة الرحمن ؟

وهل في قصة ذبح إسماعيل عليه السلام علاقة بهذا ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

لم يختص إبراهيم عليه السلام بخُلَّة الرحمن سبحانه وتعالى ، بل شاركه فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

فعن جُنْدَب بنِ عَبْدِ الله البَجَلي رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ : (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ

؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا) رواه مسلم (532) .

قال ابن القيم رحمه الله :

مرتبة الخلة التي انفرد بها الخليلان : إبراهيم ، ومحمد ، صلى الله عليهما وسلم ، كما صح عنه أنه قال : (إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلاً) ، وقال : (لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلاً

ولكن صاحبكم خليل الرحمن) ، والحديثان في الصحيح ، وهما يبطلان قول من قال : "الخلة لإبراهيم ، والمحبة لمحمد ، فإبراهيم خليله ومحمد حبيبه" .

"مدارج السالكين" (3/30) .

وقد استحق كلا النبيين عليهما الصلاة والسلام هذه المنزلة لما لهما من الصفات ، والأفعال العظيمة الجميلة .

وبخصوص النبي إبراهيم عليه السلام : فإن الله تعالى قد أثنى عليه في القرآن ثناء عظيماً ، وذكر له من الصفات والأفعال ما استحق بها أن يكون خليلاً لربه تعالى ، وأعظم تلك الصفات والأفعال :

تحقيقه للتوحيد ، وبراءته من الشرك والمشركين

حتى نسب الدين والملَّة إليه عليه السلام ، ولذا فلا عجب إِنْ عَلِمْنَا أن الله تعالى أمر نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم أن يتبع هذه الملَّة

في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل/ 123

وأمر سبحانه عبادَه جميعهم بذلك الاتباع لتلك الملَّة إتباعه في قوله: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/ 95 .

ومن عظيم صفات وأفعال إبراهيم عليه السلام :

1 –قال الله تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ) النحل/ 120، 122 .

والأمّة هو الإمام الجامع لخصال الخير الذي يُقتدى به .

والقانت هو الخاشع المطيع لربه دائماً .

والحنيف هو المنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد ، ولهذا قال : (وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) و (شَاكِراً لأَنْعُمِهِ) أي : قائماً بشكر نعمة ربه عليه .

فكان نتيجة هذه الخصال الفاضلة أن (اجْتَبَاهُ) ربه واختصه بخلته وجعله من صفوة خلقه ، وخيار عباده المقربين .

انظر : تفسير ابن كثير ، وتفسير السعدي .

2 – قال الله تعالى : (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) النجم/37 .

أي : قام بجميع ما أمره الله به .

3- قال الله تعالى : (إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) هود/ 75 .

و(حَلِيمٌ) "أي : ذو رحمةٍ ، وصفحٍ عما يصدر منهم إليه من الزلات ، لا يستفزه جهل الجاهلية ، ولا يقابل الجاني عليه بجرمه" .

تفسير السعدي .

و(أَوَّاهٌ) أي : كثير التضرع والذكر والدعاء والاستغفار .

و(مُّنِيبٌ) "أي : راجع إلى الله بمعرفته ومحبته والإقبال عليه والإعراض عما سواه" .

تفسير السعدي .

4- كرمه وسخاؤه ، قال الله تعالى : (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ . إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًاً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ . فَرَاغَ إلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ . فَقَرَّبَهُ إلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ) الذاريات/ 24 – 27 .

5- عظم صبره ، قال الله تعالى : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الأحقاف/ 35

وإبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل ، فهم المذكورون

في قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى/13 .

6- البراءة من الشرك والمشركين ، وإعلانه ذلك

قال الله تعالى : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وممَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ ...) الممتحنة/ 4 .

7- قيامه بجميع ما أمره الله به على أتم وجه ، قال الله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة/124 .

وغير ذلك من الصفات والأفعال ، التي بمجموعها استحق عليه السلام أن يكون خليلاً لله تعالى.

قال ابن كثير رحمه الله :

وإنما سمي خليل الله : لشدة محبة ربه عَزَّ وجَلَّ له ؛ لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها.

"تفسير ابن كثير" (2/423) .

ثانياً :

أما علاقة الأمر بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بالخلة : فالذي يظهر أن لذلك أعظم الصلة ، وأقوى الارتباط ، وقد بيَّن ابن القيم رحمه الله ذلك ، فقال :

"والخُلة هي : المحبة التي تخللت روح المحب ، وقلبه ، حتى لم يبق فيه موضع لغير المحبوب كما قيل :

قد تخللتِ مسلك الروح منِّي ... ولذا سمي الخليل خليلاً

وهذا هو السر الذي لأجله - والله أعلم - أُمر الخليل بذبح ولده ، وثمرة فؤاده ، وفلذة كبده ؛ لأنه لما سأل الولدَ فأعطيه : تعلقت به شعبة من قلبه ، والخلة منصب لا يقبل الشِّركة

والقسمة ، فغار الخليلُ على خليله أن يكون في قلبه موضع لغيره ، فأمره بذبح الولد ؛ ليُخرج المزاحم من قلبه ، فلما وطن نفسه على ذلك ، وعزم عليه عزماً جازماً : حصل مقصود الأمر

فلم يبق في إزهاق نفس الولد مصلحة ، فحال بينه وبينه ، وفداه بالذبح العظيم ، وقيل له : (يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا) ، أي : عملت عمل المصدق .

(إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) نجزي من بادر إلى طاعتنا ، فنقر عينه ، كما أقررنا عينك بامتثال أوامرنا ، وإبقاء الولد ، وسلامته .

(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) وهو اختبار المحبوب لمحبه ، وامتحانه إياه ليؤثر مرضاته ، فيتم عليه نعمَه ، فهو بلاء ، محنة ومنحة عليه معاً" انتهى .

"مدارج السالكين" (3/30 ، 31) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 15:10   رقم المشاركة : 164
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحكمة في عدم حصر الوحي لنبينا بالتكليم ، والحكمة من إرسال جبريل دون غيره

السؤال

لماذا لم ينزل الله وحيَه على نبيِّه محمد ( ص ) مباشرة دون اللجوء إلى واسطة - وهو جبريل عليه السلام - ؟

وما الحكمة مِن أن جبريل كان مَن يُنزل الوحي عليه الصلاة والسلام ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

لا ينبغي اختصار الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بحرف الصاد ، ولا بكلمة " صلعم " ، ومن كتب مثل هذا السؤال لا يعجزه كتابة الصلاة والسلام عليه كاملة .

وقد سبق بيان حكم كتابة هذين الاختصارين في جواب السؤال رقم ( 47976 ) ، فلينظر .

ثانياً:

ذكر الله تعالى في كتابه الكريم طرق تبليغ رسله برسالاته وكلامه تعالى ، فكان منها : الوحي – وله أشكال متعددة – يقظة ومناماً ، والتكليم المباشر من وراء حجاب ، وعن طريق جبريل عليه السلام

وقد سمَّى الله تعالى الطرق الثلاثة بـ " التكليم "

فقال : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ) الزخرف/ 51

وهذا هو التكليم بمعناه العام ، وليس هو التكليم الخاص الذي خصَّ به بعض رسله

قال تعالى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) البقرة/ من الآية 253 .

وكل صور الوحي وأشكاله قد حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم ، فجاءه الوحي يقظة ومناماً ، وكلمه الله في السماء في المعراج ، وأرسل إليه جبريل عليه السلام

فحصل للنبي صلى الله عليه وسلم بذلك ما لم يحصل لغيره من إخوانه الأنبياء ، بل إنه حتى التكليم الذي اشترك به مع أخيه موسى عليه السلام كان لنبينا المقام الرفيع فيه

حيث حصل تكليم رب العالمين له في السماء ، فكان ما اختاره الله تعالى لنبيه عليه السلام أكمل وأفضل وأجل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

وقد ذكر الله تعالى أنواعَ جنسِ تكليمه لعباده في قوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ) ، فجعل ذلك ثلاثة أنواع :

الوحي الذي منه ما هو إلهام للأنبياء ، يَقَظَةً ومناماً ، فإنّ رؤيا الأنبياءِ وحي .

والتكليم من وراءِ حجاب ، كما كلَّمَ موسَى بن عمرانَ حيثُ نادا وقَرَّبَه نَجِيّاً .

والتكليم بإرسال رسول يُوحي بإذنِه ما يشاءُ هو تكليمُه بواسطةِ إرسال الملَكِ ، كما قال تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ . فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ ) 17 ، 18

أي : علينا أن نجمعَه في قلبك ، ثمَّ علينا أن نقرأه بلسانك ، وهذا على أظهر القولين ، وهو أن " قَرَأ " بالهمزة من الظهور والبيان ، وقولهم : مَا قَرَأَتِ الناقةُ بسَلاَ جَزُوْرٍ قَطُّ

أي : ما أَظهرتْه ، بخلاف " قَرَى يَقْرِيْ " فإنه من الجَمع ، ومنه سُمِّيتِ القريةُ قريةً ، والمَقْرَاةُ مُجتمع الماء .

فقوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ . فَإِذَا قَرَأْنَاهُ ) أي : قرأناه بواسطةِ جبريل ( فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ ) ، وهذا كقوله تعالى : ( نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ ) ، وإنما ذلك بتوسُّط قراءةِ جبريلَ وتلاوته

كقوله : ( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ) ، فإنّ هذا قد جعله سبحانَه أحدَ أنواع الجنس العامّ المقسوم ، وهو تكليمُ الله لعبادِه ، ولهذا قال عُبادةُ بن الصامت : رؤيا المؤمنِ كلامٌ يُكلِّم به الربُّ عبدَه في منامِه .

" جامع المسائل " ( 5 / 284 ، 285 ) .

وقال – رحمه الله - :

وأحاديث المعراج وصعوده إلى ما فوق السموات وفرض الرب عليه الصلوات الخمس حينئذ ورؤيته لما رآه من الآيات والجنة والنار والملائكة والأنبياء في السموات والبيت المعمور وسدرة المنتهى وغير ذلك

: معروف متواتر في الأحاديث ، وهذا النوع لم يكن لغيره من الأنبياء مثله

يظهر به تحقيق قوله تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ) فالدرجات التي رُفعها محمَّد ليلة المعراج

وسيُرفعها في الآخرة في المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون : ليس لغيره مثله .

" الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح " ( 6 / 168 ، 169 ) .

ثالثاً:

أما الحكمة من الاصطفاء والاختيار – ومنه اصطفاء جبريل عليه السلام لإرساله بالوحي - : فإن ذلك من أفعال الله تعالى الدالة على علمه وعدله وحكمته .

والله سبحانه وتعالى يختار ما يشاء من الأشياء المختلفة ليميزها على غيرها ، قال تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) القصص/ 68 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :

هذه الآيات – أي : الآية السابقة وما بعدها - فيها عموم خلقه لسائر المخلوقات ، ونفوذ مشيئته بجميع البريات ، وانفراده باختيار من يختاره ويختصه

من الأشخاص ، والأوامر ، والأزمان ، والأماكن ، وأن أحداً ليس له من الأمر والاختيار شيء .

" تفسير السعدي " ( ص 622 ) .

والله سبحانه وتعالى يصطفي ما يشاء من الأشياء المتشابهة ليميزها على غيرها ، قال تعالى : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) الحج/ 75 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

جبريل رسولٌ ملَك ، ومحمَّدٌ رسولٌ بشر ، والله يصطفي من الملائكة رسلاً ، ومن الناس ، فاصطفى لكلامه الرسول الملكي ، فنزل به على الرسول البشري الذي اصطفاه

وقد أضافه إلى كلٍّ من الرسوليْن لأنه بلغه وأداه ؛ لا لأنه أنشأه وابتداه ، قال تعالى : ( إنه لقول رسول كريم . ذي قوة عند ذي العرش مكين ) التكوير/ 19 ، 20.

" مجموع الفتاوى " ( 17 / 82 ) .

وقال ابن القيم – رحمه الله - :

وإذا تأملت أحوالَ هذا الخلقِ : رأيتَ هذا الاختيار والتخصيص فيه دالاًّ على ربوبيته تعالى ووحدانيته وكمالِ حكمته وعلمه وقدرته ، وأنه اللهُ الذي لا إله إلا هو، فلا شريك له يخلُق كخلقه ، ويختار كاختياره

ويدبِّر كتدبيره ، فهذا الاختيارُ والتدبير والتخصيص المشهود : أثرُه في هذا العالم مِنْ أعظم آيات ربوبيته ، وأكبرِ شواهد وحدانيته ، وصفات كماله ، وصدقِ رسله .

" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 1 / 42 ) .

فاصطفى الله تعالى من الملائكة جبريل عليه السلام دون غيره لما فيه من صفات القوة ، والأمانة ، وغيرهما ، وقد علم الرب تعالى ذلك أزلاً ، فاصطفاه من أجل ذلك .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

ذواتُ ما اختاره واصطفاه من الأعيان والأماكن والأشخاص وغيرها : مشتَمِلَة على صفات وأمور قائمة بها ليست لغيرها ، ولأجلها اصطفاها اللهُ

وهو سبحانه الذي فضلها بتلك الصفاتِ ، وخصها بالاختيار ، فهذا خلقُه ، وهذا اختياره ، ( وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) القصص/ 67 .

" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 1 / 53 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 15:18   رقم المشاركة : 165
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن حياة عمر بن عبد العزيز ، وذِكر شيء من سيرته

السؤال

كيف كان عمر بن عبد العزيز في خلافته ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

لا شك أن معرفة سيرة السلف الصالح

وتراجم الخلفاء :

أمر حسنٌ مندوب إليه ,

وخاصة الحقبة الأولى من القرون المفضلة الذين كانوا مثالاً عالياً في كل الصفات ، وفي معرفة تراجمهم دافع للمسلم للاقتداء بهم ، والتأسي بأفعالهم

وأخلاقهم ، ومآثرهم , وخاصة في مثل هذا الوقت الذي أصبحت فيه القدوة ، والأسوة ، للساقط من الناس ، من الممثلين ، والمغنيين ، وأشباههم .

ثانياً:

عصرُ عمر بن عبد العزيز كان عصراً مميَّزاً عن العصور التي بعده , وكانت سيرته أشبه بسيرة الخلفاء الراشدين ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصره

, وأثنى عليه ، فعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( لاَ يَزَالُ الإِسْلاَمُ عَزِيزاً إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ) ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا ، فَقُلْتُ لأَبِي : مَا قَالَ ؟

فَقَالَ : ( كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ) .

رواه البخاري ( 6796 ) ومسلم ( 1821 ) - واللفظ له - .

قال ابن حجر – رحمه الله - في بيان تعداد أولئك الخلفاء - :

في بعض طرق الحديث الصحيحة ( كُلُّهُم يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ النَّاسُ ) ، وإيضاح ذلك : أن المراد بالاجتماع : انقيادهم لبيعته ، والذي وقع : أن الناس اجتمعوا على أبي بكر ، ثم عمر

ثم عثمان ، ثم علي ، إلى أن وقع أمر الحكَمين في صفِّين ، فسمِّيَ معاوية يومئذ بالخلافة ، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن

ثم اجتمعوا على ولده يزيد ... ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان ... ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة : الوليد ، ثم سليمان ، ثم يزيد ، ثم هشام

وتخلل بين سليمان ويزيد : عمر بن عبد العزيز ، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين ، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، اجتمع الناس عليه ، لمَّا مات عمه هشام .

" فتح الباري " ( 13 / 214 ) .

وقد عدَّ كثير من العلماء عمرَ بن عبد العزيز رحمه الله من مجددي هذا الدين .

عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ) .

رواه أبو داود ( 4291 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

فقال جماعة من أهل العلم ، منهم أحمد بن حنبل - فيما ذكره ابن الجوزي وغيره - : إن عمر بن عبد العزيز كان على رأس المائة الأولى ، وإن كان هو أولى مَن دخل في ذلك

وأحق ؛ لإمامته ، وعموم ولايته ، وقيامه ، واجتهاده في تنفيذ الحق ، فقد كانت سيرته شبيهة بسيرة عمر بن الخطاب ، وكان كثيراً ما تشبَّه به .

" البداية والنهاية " ( 9 / 232 ) .

ثالثاً:

كان عمر بن الخطاب يقول إما بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم له ، أو برؤيا في منامه : إنه سيلي من ذريته رجل يعدل بين الناس , وكان يقول : إن من ولدي رجلاً بوجهه شين يلي يملأ الأرض عدلاً .

قال ابن كثير رحمه الله :

وكان نافع مولى ابن عمر يقول : " لا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز " , وقد روي ذلك عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب نحواً من هذا

وقد كان هذا الأمر مشهوراً قبل ولايته ، وميلاده ، بالكلية ، أنه يلي رجل من بني أمية يقال له : " أشج بني مروان " ، وكانت أمه ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب .

" البداية والنهاية " ( 6 / 268 ) .

رابعاً:

أما سيرته رحمه الله تعالى : فقد كانت مثالاً عظيماً ، ومضرباً للمثل ، في عدله ، وزهده ، وحُسن خلقه , وهذه مقتطفات من سيرته نختارها من كتاب " البداية والنهاية " لابن كثير رحمه الله ( 9 / 217 ) فما فوقها .

1. هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، أبو حفص ، القرشي ، الأموي ، المعروف ، أمير المؤمنين

وأمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، ويقال له " أشج بني مروان " .

2. وكان حكَماً ، مقسطاً ، وإماماً عادلاً ، وورعاً ديِّناً ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، رحمه الله تعالى .

3. قال الزبير بن بكار : حدثني العتبي قال : إن أول ما استبين من رشد عمر بن عبد العزيز : حرصه على العلم ، ورغبته في الأدب ، إن أباه ولي مصر وهو حديث السن يشك في بلوغه

فأراد أبوه إخراجه معه إلى مصر من الشام ، فقال : يا أبتِ أو غير ذلك لعله يكون أنفع لي ولك ؟ قال : وما هو ؟ قال : ترحلني إلى المدينة فأقعد إلى فقهائها

وأتأدب بآدابهم ، فعند ذلك أرسله أبوه إلى المدينة ، وأرسل معه الخدام ، فقعد مع مشايخ قريش ، وتجنب شبابهم ، وما زال دأبه حتى اشتهر ذكره . .

4. وثبت من غير وجه عن أنس بن مالك قال : ما صليتُ وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى - يعني : عمر بن عبد العزيز - حين كان على المدينة .

قالوا : وكان يتم الركوع والسجود ، ويخفف القيام والقعود ، وفي رواية صحيحة : أنه كان يسبح في الركوع والسجود عشراً عشراً ، وقال ابن وهب : حدثني الليث عن أبي النضر المديني قال

: رأيت سليمان بن يسار خارجاً من عند عمر بن عبد العزيز ، فقلت له : مِن عند عمر خرجت ؟ قال : نعم ! قلت : تُعلِّمونه ؟ قال : نعم ، فقلت : هو والله أعلمُكم .

5. قال ابن كثير : وقد كان في هذه المدة من أحسن الناس معاشرة ، وأعدلهم سيرة ، كان إذا وقع له أمر مشكل : جمع فقهاء المدينة عليه ، وقد عين عشرة منهم

وكان لا يقطع أمراً بدونهم ، أو من حضر منهم ، وهم عروة ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وأبو بكر بن سليمان بن خيثمة

وسليمان بن يسار ، والقاسم بن محمد بن حزم ، وسالم بن عبد الله ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، وخارجة بن زيد بن ثابت .

وكان لا يخرج عن قول سعيد بن المسيب .

6. وقد ظهرت عليه مخايل الورع ، والدِّين ، والتقشف ، والصيانة ، والنزاهة ، من أول حركة بدت منه ، حيث أعرض عن ركوب مراكب الخلافة ، وهي الخيول الحسان الجياد المعدة لها

والاجتزاء بمركوبه الذي كان يركبه ، وسكنى منزله رغبة عن منزل الخلافة ، ويقال : إنه خطب الناس فقال في خطبته : أيها الناس ، إن لي نفساً تواقة لا تُعطَى شيئا إلا تاقت إلى ما هو أعلى منه

وإني لما أعطيت الخلافة تاقت نفسي إلى ما هو أعلى منها ، وهي الجنة ، فأعينوني عليها ، يرحمكم الله .

7. لمَّا استُخلف عمر بن عبد العزيز : قام في الناس ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ! إنه لا كتاب بعد القرآن ، ولا نبي بعد محمد عليه السلام ، وإني لست بقاضٍ ولكني منفِّذ

وإني لست بمبتدع ولكني متبع ، إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم ، ألا إن الإمام الظالم هو العاصي ، ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل .

وفي رواية أنه قال فيها : وإني لست بخير من أحد منكم ، ولكنني أثقلكم حِملاً ، ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الله ، ألا هل أَسْمعتُ ؟ .

8. وقد اجتهد رحمه الله في مدة ولايته - مع قصرها - حتى رد المظالم ، وصرف إلى كل ذي حق حقه ، وكان مناديه في كل يوم ينادي : أين الغارمون ؟

أين الناكحون ؟ أين المساكين ؟ أين اليتامى ؟ حتى أغنى كلاًّ من هؤلاء .

9. قالت زوجته فاطمة : دخلتُ يوماً عليه وهو جالس في مصلاه واضعاً خدَّه على يده ، ودموعه تسيل على خديه ، فقلت : مالك ؟ فقال : ويحك يا فاطمة ، قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت

فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، والعاري المجهود ، واليتيم المكسور ، والأرملة الوحيدة ، والمظلوم المقهور ، والغريب والأسير ، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير

والمال القليل ، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد ، فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة ، وأن خصمي دونهم محمدا صلى الله عليه وسلم

فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته ، فرحمتُ نفسي ، فبكيت .

10. قال مالك بن دينار : يقولون مالك زاهد ، أي زهد عندي ؟ إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز ، أتته الدنيا فاغرة فاها ، فتركها جملة .

قالوا : ولم يكن له سوى قميص واحد ، فكان إذا غسلوه جلس في المنزل حتى ييبس ، وقد وقف مرة على راهب فقال له : ويحك عظني ، فقال له : عليك بقول الشاعر :

تجرد من الدنيا فإنك إنما * خرجتَ إلى الدنيا وأنت مجرد

قال : وكان يعجبه ، ويكرره ، وعمل به حق العمل .

قالوا : ودخل على امرأته يوما فسألها أن تقرضه درهماً

أو فلوساً يشتري له بها عِنَباً ، فلم يجد عندها شيئاً ، فقالت له : أنت أمير المؤمنين وليس في خزانتك ما تشتري به عنباً ؟ فقال : هذا أيسر من معالجة الأغلال ، والأنكال ، غداً ، في نار جهنم .

11. وقالت امرأته فاطمة : ما رأيتُ أحدا أكثر صلاة وصياما منه، ولا أحد أشد فرقا من ربه منه، كان يصلي العشاء ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه ، ثم ينتبه ، فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه

قالت : ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمر الآخرة فينتفض كما ينتفض العصفور في الماء ، ويجلس يبكي ، فأطرح عليه اللحاف رحمة له

وأنا أقول : يا ليت كان بيننا وبين الخلافة بعد المشرقين ، فوالله ما رأينا سروراً منذ دخلنا فيها .

وقال علي بن زيد : ما رأيت رجلين كأن النار لم تخلق إلا لهما مثل الحسن وعمر بن عبد العزيز .

12. في 25 رجب سنة 101 من الهجرة : توفي عمر بن عبد العزيز بـ " دير سمعان " ، وكانت مدة خلافته : سنتين وخمسة أشهر ، وأربعة أيام.

فرحمه الله تعالى , وجزاه عن عدله وفعاله الحسنة خير الجزاء .

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc