|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2020-11-21, 04:46 | رقم المشاركة : 151 | ||||
|
|
||||
2020-11-21, 04:46 | رقم المشاركة : 152 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته خُلُقِ السَّتْرُ معنى السَّتر لغةً: السَّتْـرُ: تَغَطية الشَّيء وهو مَصْدَرُ سَتَر الشَّيء يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْرًا وسَتَرًا أي: غَطَّاهُ أو أخفاهُ. وكلُّ شَيْء سَتَــرْتَه فالشَّيء مَسْتُور والذي تَسْتُرُه به سِتْرٌ له. والسِّتْرُ والسُّتْرَةُ والمسْتَرُ والسِّتَارُ والسِّتَارَةُ: ما يُسْتَتَرُ به قال تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا [الكهف: 90] [1552] انظر: ((المفردات في غريب القرآن)) للراغب الأصفهاني (1/396) ((لسان العرب)) لابن منظور (4/343، 344) ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (1/404) معنى السَّتر اصطلاحًا: المراد بالسَّتْر هنا (السَّتْـرُ على المسلم إن وقع في معصية شريطة أن لا يعلنها ويجهر بها [1553] انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (5/117) و((التَّرغيب والتَّرهيب)) للمنذري (3/237). وقيل: (السَّتْـرُ هو: إخفاء العيب، وعدم إظهاره فمن كان معروفًا بالاستقامة وحصل منه الوقوع في المعصية، نُوصِح وسُتِر عليه) [1554] ((فتح القوي المتين)) للشيخ عبد المحسن العباد (ص 122). الفرق بين الغُفْران والسَّتر (أنَّ الغُفْران أخصُّ، وهو يقتضي إيجاب الثَّواب. والسَّتْر: ستْـرُك الشَّيء بسِتْرٍ ثم استعمل في الإضراب عن ذِكْر الشَّيء فيقال: سُتِر فلانٌ إذا لم يُذْكر ما اطُّلِع عليه من عثراته. وسَتَر الله عليه خلاف فضحه. ولا يقال لمن يُسْتر عليه في الدُّنيا إنَّه غُفِر له لأنَّ الغُفْران يُنبئ عن استحقاق الثَّواب على ما ذكرنا ويجوز أن يُستر في الدُّنيا على الكافر والفاسق) [1555] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (1/236). وقال أبو البقاء الكفوي: (الغُفْران: يقتضي إسقاط العقاب، ونيل الثَّواب ولا يستحقُّه إلَّا المؤمن ولا يُستعمل إلَّا في البارئ تعالى. والسَّتْـرُ: أخص من الغُفْران إذ يجوز أن يَسْتر ولا يَغْفر) [1556] ((الكليات)) للكفوي (1/666). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ السَّتر |
|||
2020-11-22, 04:50 | رقم المشاركة : 153 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته التَّرغيب في السَّتْر في القرآن الكريم لقد حثَّ الإسلام على السَّتْر، ورغَّب فيه واتَّخذ وسائل من أجل ذلك، فشرع حدَّ القذف حتَّى لا يُطْلِق كلُّ أحد لسانه وكذا أمر في إثبات حدِّ الزِّنى بأربعة شهود ونهى عن أن يتجسَّس المسلم على أخيه كما توعَّد بالعذاب لكلِّ من يشيع الفاحشة في المؤمنين: - قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النُّور: 19]. قال ابن كثير: (أي: يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا أي: بالحدِّ وفي الآخرة بالعذاب) [1557] ((تفسير ابن كثير)) (6/29). - وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: 12]. عن مجاهد في قوله تعالى: وَلا تَجَسَّسُوا قال: (خذوا ما ظهر لكم، ودعوا ما سَتَر الله) [1558] ((تفسير الطَّبري)) (21/375). وقال الطَّبري: (وقوله: وَلا تَجَسَّسُوا يقول : ولا يتتبَّع بعضكم عَوْرة بعض، ولا يبحث عن سرائره يبتغي بذلك الظُّهور على عيوبه ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره وبه فاحمدوا أو ذمُّوا، لا على ما لا تعلمونه من سرائره) [1559] ((تفسير الطَّبري)) (21/375[ - وقال تعالى: وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ [فصِّلت: 22]. قال القرطبي: (معنى تَسْتَتِرُونَ: تستخفون في قول أكثر العلماء أي: ما كنتم تستخفون من أنفسكم حذرًا من شهادة الجوارح عليكم ولأنَّ الإنسان لا يمكنه أن يُخفِي من نفسه عمله فيكون الاستخفاء بمعنى ترك المعصية) [1560] ((تفسير القرطبي)) (15/352). وقال البيضاوي: (أي: كنتم تَسْتَتِرون عن النَّاس عند ارتكاب الفواحش، مخافة الفضيحة وما ظننتم أنَّ أعضاءكم تشهد عليكم بها فما اسْتَـتَــرْتم عنها. وفيه تنبيه على أنَّ المؤمن ينبغي أن يتحقَّق أنَّه لا يمرُّ عليه حال إلا وهو عليه رقيب . وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ [فصِّلت: 22] فلذلك اجترأتم على ما فعلتم) [1561] ((تفسير البيضاوي)) (5/70). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ السَّتر |
|||
2020-11-23, 05:50 | رقم المشاركة : 154 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته التَّرغيب في السَّتْر في السُّنَّة النَّبويِّة كان النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرَّجل الشَّيء ،لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا؟ وهذا مشهور عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة [1562] انظر على سبيل المثال ما رواه البخاري (456، 750). - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلُّ أمَّتي معافى إلا المجَاهرين، وإنَّ من المجَاهرة: أن يعمل الرَّجل باللَّيل عملًا ثمَّ يصبح وقد سَتَره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يَسْتُره ربُّه، ويصبح يكشف سِتْر الله عنه)) [1563] رواه البخاري (6069) واللَّفظ له، ومسلم (2990). قال العيني: (أنَّ ستْر الله مستلزم لستْر المؤمن على نفسه فمن قصد إظهار المعصية والمجَاهرة فقد أغضب الله تعالى فلم يَسْتُره ومن قصد التَّسَتُّر بها حياءً من ربِّه ومن النَّاس مَنَّ الله عليه بِسِتره إيَّاه) [1565] ((عمدة القاري)) للعيني (22/138). - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفَّس عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدُّنيا نفَّس الله عنه كُرْبة من كُرَب الآخرة ومن سَتَر على مسلم، سَتَره الله في الدُّنيا والآخرة والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه)) [1566] رواه مسلم (2699). قال المباركفوري: (من سَتَر مسلمًا أي: بَدَنه أو عيبه بعدم الغيبة له، والذَّبِّ عن معائبه وهذا بالنِّسبة إلى من ليس معروفًا بالفساد وإلَّا فيُستحب أن تُــرْفع قصَّته إلى الوالي فإذا رآه في معصية، فينكرها بحسب القدرة، وإن عَجز يرفعها إلى الحاكم إذا لم يترتَّب عليه مفسدة) [1567] ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (4/574). - وعن أبي برزة الأسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عَورَاتهم فإنَّه من اتَّبع عَوراتهم يتَّبع الله عَوْرته ومن يتَّبع الله عَوْرته يفضحه في بيته)) [1568] رواه أبو داود (4880)، وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4880): حسن صحيح. (فاسْتُر إخوانك، فإنَّه لا طاقة لك بحرب الله القادر على كشف عيوبك، وفضح ذنوبك التي لا يعلمها النَّاس عنك وألْجِم لسانك عن الخوض في الأعراض، وتتبُّع العَورات وإفساد صِيت إخوانك، وإساءة سُمْعَتهم) [1569] ((هذه أخلاقنا)) لمحمود الخزندار (ص 453). - وفي إحدى روايات حديث ماعز أنَّه جاء إلى أبي بكر الصِّديق فقال له: ((إنَّ الآخر زنى -يريد نفسه- فقال له أبو بكر: هل ذكرت هذا لأحد غيري؟ فقال: لا. فقال له أبو بكر: فتُب إلى الله واسْتَتِر بسِتر الله؛ فإنَّ الله يقبل التَّوبة عن عباده. فلم تُقْرِره نفسه حتَّى أتى عمر بن الخطَّاب، فقال له مثل ما قال لأبي بكر فقال له عمر مثل ما قال له أبو بكر. فلم تُقْرِره نفسه حتَّى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إنَّ الآخر زنى. فقال سعيد: فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرَّات كلُّ ذلك يُعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى إذا أكثر عليه، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: أيشتكي، أم به جِنَّة؟ فقالوا: يا رسول الله، والله إنَّه لصحيح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبِكْر أم ثيِّب؟ فقالوا: بل ثيِّب، يا رسول الله، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرُجِم)) [1572] رواه مالك في ((لموطأ)) (5/1196)، واللَّفظ له . قال ابن حزم في ((المحلَّى)) (11/146) وابن حجر في ((فتح الباري)) (12/125): مرسل. وقال ابن عبد البر في ((الاستذكار)) (6/470): رُوي متَّصلًا من وجوه. قال ابن عبد البر: (وفي هذا الحديث من الفقه: أنَّ السَّتْر أولى بالمسلم على نفسه - إذا وقَّع حدًّا من الحدود- من الاعتراف به عند السُّلطان وذلك مع اعتقاد التَّوبة والنَّدم على الذَّنب وتكون نيَّته ومعتقده ألَّا يعود فهذا أولى به من الاعتراف، فإنَّ الله يقبل التَّوبة عن عباده، ويحبُّ التَّــوَّابين) [1573] ((التمهيد)) (23/119). - وفي رواية: ((أنَّ رجلًا اسمه هَزَّال هو الذي أشار على ماعز أن يأتي النَّبي صلى الله عليه وسلم فيخبره فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم يا هَزَّال لو سَتَرْته بردائك، لكان خيرًا لك)) [1574] رواه مالك في ((الموطأ)) (5/1198) والنَّسائي في ((السُّنن الكبرى)) (4/306) (7277). من حديث سعيد بن المسيب. وقال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (23/125): [مرسل] وهو يستند من طرق صحاح. قال أبو الوليد الباجي: (وقوله صلى الله عليه وسلم لـهَزَّال ((يا هَزَّال، لو سَتَــرْته بردائك، لكان خيرًا لك)). هَزَّال هذا هو: هَزَّال بن رئاب بن زيد بن كليب الأسلمي. ويريد بقوله: ((لو سَتَــرْته بردائك، لكان خيرًا لك)). يريد: ممَّا أظهرته من إظهار أمره وإخبار النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر به فكان ستْره بأن يأمره بالتَّوبة، وكتمان خطيئته وإنَّما ذكر فيه الرِّداء على وجه المبالغة بمعنى أنَّه لو لم تجد السَّبيل إلى سِتْره إلَّا بأن تَسْتُره بردائك ممَّن يشهد عليه لكان أفضل ممَّا أتاه، وتسبَّب إلى إقامة الحدِّ عليه والله أعلم وأحكم) [1575] ((المنتقى شرح الموطأ)) لأبي الوليد الباجي (7/135). وقال ابن الأثير: (ومنه حديث ماعز ((ألَا سَتَرْته بثوبك يا هَزَّال)). إنما قال ذلك حبًّا لإخفاء الفضيحة وكراهيةً لإشاعتها) [1576] ((النِّهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/341). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ السَّتر |
|||
2020-11-24, 05:29 | رقم المشاركة : 155 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته صور السَّتْرِ 1- ستر المسلم نفسه: (المسلم عليه أن يستر نفسه فلا يُشْهر خطاياه أمام الخَلْق ولا يذكر زلَّاته أمام النَّاس، ولو كانوا أصدقاءه إلَّا على وجه السُّؤال والفتيا دون تحديد أنَّه الفاعل، سيَّما عند من يعرفه) [1607] ((خُلُق المؤمن)) لمصطفى مراد (ص 113). فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلُّ أمَّتي معافى إلا المجَاهرين، وإنَّ من المجَاهرة أن يعمل الرَّجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا وقد بات يَسْتُره ربُّه، ويصبح يكشف سِتْر الله عنه)) [1608] رواه البخاري (6069) واللَّفظ له، ومسلم (2990). 2- ستْر المسلم لإخوانه المسلمين: وكما يَسْتُر المسلم نفسه، عليه أن يَسْتُر إخوانه المسلمين إذا رأى منهم عيبًا أو خطأً قال صلى الله عليه وسلم: ((من نفَّس عن مؤمن كُرْبةً من كُرَب الدُّنيا نفَّس الله عنه كُرْبةً من كُرَب الآخرة ومن سَتَر على مسلم، سَتَره الله في الدُّنيا والآخرة والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه)) [1610] رواه مسلم (2699) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 3- ستْر الميِّت: إذا غسَّل المسلم ميِّتًا، فرأى فيه شيئًا معيبًا فعليه أن يَسْتره، ويكتم أمره قال صلى الله عليه وسلم: ((من غسَّل ميِّتًا، فكتم عليه، غَفَر الله له أربعين مرَّةً)) [1611] رواه الطبراني (1/315) (929) وصحَّحه الألباني في ((صحيح التَّرغيب والترهيب)) (3492). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ السَّتر |
|||
2020-11-25, 04:40 | رقم المشاركة : 156 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الوسائل المعينة على اكتساب صفة السَّتْر: 1- أن تعلم فضل السَّتْر، وأنَّ من سَتَر أخاه المسلم سَتَره الله في الدُّنيا والآخرة. 2- أن تستشعر معنى أخوة الإيمان فقد قال الله عزَّ وجلَّ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات: 10] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في تَوَادِّهِم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عُضْو، تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى)) [1612] رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللَّفظ له. 3- أن تضع نفسك مكان أخيك الذي أخطأ وزلَّ فهل تحبُّ أن تُفْضَح أم تُسْتَر؟ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا يؤمن أحدكم، حتَّى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)) [1613] رواه البخاري (13) واللَّفظ له، ومسلم (45). 4- أن ينشغل العبد بإصلاح نفسه : قال الحسن البصري: (يا ابن آدم، لن تنال حقيقة الإيمان حتَّى لا تعيب النَّاس بعيب هو فيك وتبدأ بذلك العيب من نفسك، فتصلحه فما تصلح عيبًا إلَّا ترى عيبًا آخر فيكون شغلك في خاصَّة نفسك). وقيل لربيع بن خُثَيْم: ما نراك تعيب أحدًا، ولا تذمُّه! فقال: ما أنا على نفسي براضٍ فأتفرَّغ من عيبها إلى غيرها) [1615] ((موارد الظمآن)) لعبد العزيز السلمان (1/377). اخوة الاسلام و لمن يريد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال الروابط التالية أقوال السَّلف والعلماء في الحثِّ على السَّتْر فوائد السَّتْرِ السَّتْرُ في واحة الشِّعر و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل الاستفادة من خلق اخر |
|||
2020-11-26, 05:21 | رقم المشاركة : 157 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته خُلُقِ العَدْل معنى العدل لغة العدل خلاف الجور، وهو القصد في الأمور وما قام في النفوس أنه مستقيم مِن عَدَلَ يَعْدِلُ فهو عادل من عُدولٍ وعَدْلٍ يقال: عَدَلَ عليه في القضية فهو عادِلٌ. وبسط الوالي عَدْلَهُ [2330] ((الصحاح في اللغة)) للجوهري (5/1760) ((لسان العرب)) لابن منظور (11/430). ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص1030) ((المصباح المنير)) للفيومي (2/396). معنى العدل اصطلاحًا: العدل هو:(أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه) [2331] ((الأخلاق والسير)) لابن حزم (ص 81). وقيل هو: (استعمال الأمور في مواضعها، وأوقاتها ووجوهها، ومقاديرها، من غير سرف ولا تقصير، ولا تقديم، ولا تأخير) [2333] ((تهذيب الأخلاق)) المنسوب للجاحظ (ص 28). الفرق بين العدل والقسط: (القسط: هو العدل البيِّن الظاهر ومنه سمي المكيال قسطًا، والميزان قسطًا لأنه يصور لك العدل في الوزن حتى تراه ظاهرًا وقد يكون من العدل ما يخفى ولهذا قلنا: إن القسط هو النصيب الذي بينت وجوهه وتقسط القوم الشيء تقاسموا بالقسط) [2334] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 428). الفرق بين العدل والإنصاف (الإنصاف: إعطاء النصف، والعدل يكون في ذلك وفي غيره ألا ترى أنَّ السارق إذا قُطع قيل: إنه عدل عليه. ولا يقال: إنه أنصف وأصل الإنصاف أن تعطيه نصف الشيء وتأخذ نصفه من غير زيادة ولا نقصان وربما قيل: أطلب منك النصف. كما يقال: أطلب منك الإنصاف. ثم استعمل في غير ذلك مما ذكرناه ويقال: أنصف الشيء. إذا بلغ نصف نفسه ونصف غيره إذا بلغ نصفه) [2335] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 80). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العَدْل |
|||
2020-11-27, 05:26 | رقم المشاركة : 158 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الترغيب في العدل في القرآن الكريم أمر الله بإقامة العدل وحثَّ عليه، ومدح من قام به وذلك في آيات كثيرة منها: 1- آيات فيها الأمر بالعدل: - قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]. قال السعدي: (فالعدل الذي أمر الله به، يشمل العدل في حقِّه وفي حق عباده، فالعدل في ذلك أداء الحقوق كاملة موفرة بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية والمركبة منهما في حقِّه وحقِّ عباده ويعامل الخلق بالعدل التام فيؤدي كلُّ والٍ ما عليه تحت ولايته سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى وولاية القضاء ونواب الخليفة، ونواب القاضي. والعدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه ومن العدل في المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات بإيفاء جميع ما عليك، فلا تبخس لهم حقًّا ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم. فالعدل واجب والإحسان فضيلة مستحب [2337] ((تفسير الكريم الرحمن)) (ص 447). - وقال عزَّ مِن قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النساء:135]. يقول ابن كثير: (يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوَّامين بالقسط، أي: بالعدل فلا يعدلوا عنه يمينًا ولا شمالًا، ولا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يصرفهم عنه صارف وأن يكونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متناصرين فيه. وقوله:شُهَدَاءَ لِلَّهِ كما قال: وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ [الطلاق: 2]. أي: ليكن أداؤها ابتغاء وجه الله فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقًّا خالية من التحريف والتبديل والكتمان ولهذا قال: وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ. أي: اشهد الحقَّ، ولو عاد ضررها عليك وإذا سُئِلتَ عن الأمر فقل الحقَّ فيه وإن كان مضرة عليك فإنَّ الله سيجعل لمن أطاعه فرجًا ومخرجًا من كلِّ أمر يضيق عليه) [2338] ((تفسير القرآن العظيم)) (2/433). - وقال سبحانه: فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [الشورى:15]. يقول تعالى ذكره: (وقل لهم يا محمد: وأمرني ربي أن أعدل بينكم معشر الأحزاب فأسير فيكم جميعًا بالحق الذي أمرني به وبعثني بالدعاء إليه. .. وعن قتادة، قوله: ((وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ قال: أمر نبي الله صَلَّى الله عليه وسلَّم أن يعدل فعدل حتى مات صلوات الله وسلامه عليه)) [2339] رواه الطبري في ((جامع البيان)) (21/517). والعدل ميزان الله في الأرض به يأخذ للمظلوم من الظالم، وللضعيف من الشديد وبالعدل يصدق الله الصادق ويكذب الكاذب، وبالعدل يرد المعتدي ويوبخه) [2340] رواه الطبري في ((جامع البيان)) (21/517). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العَدْل |
|||
2020-11-28, 05:05 | رقم المشاركة : 159 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته استكمال الترغيب في العدل في القرآن الكريم 2- آيات فيها مدح من يقوم بالعدل: - قال سبحانه: وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:181]. قال ابن كثير: (يقول تعالى: وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ أي: ومن الأمم أُمَّةٌ قائمة بالحق قولًا وعملًا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ يقولونه ويدعون إليه وَبِهِ يَعْدِلُونَ يعملون ويقضون. وقد جاء في الآثار: أنَّ المراد بهذه الأمة المذكورة في الآية هي هذه الأمة المحمدية. قال سعيد، عن قتادة في تفسير هذه الآية: بلغنا أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأ هذه الآية: هذه لكم وقد أُعطي القوم بين أيديكم مثلها: وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:159]) [2341] رواه الطبري في ((جامع البيان)) (13/286). [2342] ((تفسير القرآن العظيم)) (3/516). - وقال عزَّ مِن قائل: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [النحل:76]. (يقول الله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ يعني: هل يستوي هذا الأبكم الكلُّ على مولاه الذي لا يأتي بخير حيث توجَّه ومن هو ناطق متكلم، يأمر بالحقِّ، ويدعو إليه، وهو الله الواحد القهار الذي يدعو عباده إلى توحيده وطاعته يقول: لا يستوي هو تعالى ذكره والصنم الذي صفته ما وصف. وقوله وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [النحل: 76] يقول: وهو مع أمره بالعدل على طريق من الحقِّ في دعائه إلى العدل وأمره به مستقيم، لا يعوج عن الحقِّ، ولا يزول عنه) [2343] ((جامع البيان)) للطبري (17/262). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العَدْل |
|||
2020-11-29, 05:29 | رقم المشاركة : 160 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الترغيب في العدل في السنة النبوية لقد أقام النبي صلى الله عليه وسلم العدل، ورغَّب فيه وقد وردت الأحاديث تدلُّ على تطبيقه قواعد العدل وإرسائه لمعالمه منها: - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكارهنا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالعدل أين كنَّا لا نخاف في الله لومة لائم)) [2344] رواه النسائي (4153)، وأحمد (3/441) (15691) - وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ المقسطين يوم القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن -وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا [2345] أي: كانت لهم عليه ولاية. ((شرح النووي على مسلم)) (12/ 211). [2346] رواه مسلم (1827). قال ابن عثيمين: (فالعدل واجب في كلِّ شيء لكنه في حق ولاة الأمور آكد وأولى وأعظم لأنَّ الظلم إذا وقع من ولاة الأمور حصلت الفوضى والكراهة لهم، حيث لم يعدلوا) [2347] ((شرح رياض الصالحين)) (3/641). - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلُّهم الله تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلَّق في المساجد ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)) [2348] رواه البخاري (660)، ومسلم (1031). قال ابن رجب: (وأول هذه السبعة: الإمام العادل: وهو أقرب الناس من الله يوم القيامة وهو على منبر من نور على يمين الرحمن وذلك جزاء لمخالفته الهوى وصبره عن تنفيذ ما تدعوه إليه شهواته وطمعه وغضبه مع قدرته على بلوغ غرضه من ذلك فإنَّ الإمام العادل دعته الدنيا كلها إلى نفسها فقال: إني أخاف الله رب العالمين وهذا أنفع الخلق لعباد الله فإنه إذا صلح صلحت الرعية كلها وقد رُوي أنَّه ظلُّ الله في الأرض لأنَّ الخلق كلَّهم يستظلون بظلِّه فإذا عدل فيهم أظلَّه الله في ظلِّه) [2349] ((فتح الباري)) (4/59). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العَدْل |
|||
2020-11-30, 05:12 | رقم المشاركة : 161 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أقسام العدل (والعدل ضربان: 1- مطلق: يقتضي العقل حسنه ولا يكون في شيء من الأزمنة منسوخًا ولا يوصف بالاعتداء بوجه نحو: الإحسان إلى من أحسن إليك وكفِّ الأذية عمن كفَّ أذاه عنك. 2- وعدل يعرف كونه عدلًا بالشرع ويمكن أن يكون منسوخًا في بعض الأزمنة كالقصاص وأروش الجنايات وأصل مال المرتد. ولذلك قال: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ [البقرة:194] وقال: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:40] فسمي اعتداء وسيئة وهذا النحو هو المعني بقوله: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ [النحل:90] فإنَّ العدل هو المساواة في المكافأة إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر والإحسان أن يقابل الخير بأكثر منه، والشرَّ بأقلَّ منه) [2365] ((مفردات ألفاظ القرآن)) للراغب الأصفهاني (ص552). صور العدل العدل له صور كثيرة، تدخل في جميع مناحي الحياة نقتصر على ذكر أهمها، فمنها: 1- عدل الوالي: والوالي سواء كانت ولايته ولاية خاصة أو عامة يجب عليه أن يعدل بين الرعية. وأن يستعين بأهل العدل. قال ابن تيمية، بعد أن ذكر عموم الولايات وخصوصها كولاية القضاء، وولاية الحرب، والحسبة، وولاية المال قال: (وجميع هذه الولايات هي في الأصل ولاية شرعية ومناصب دينية، فأيُّ مَن عدل في ولاية من هذه الولايات فساسها بعلم وعدل، وأطاع الله ورسوله بحسب الإمكان- فهو من الأبرار الصالحين، وأيُّ مَن ظلم وعمل فيها بجهل فهو من الفجار الظالمين) [2366] ((مجموع الفتاوى)) (28/68). وقال أيضًا: (يجب على كلِّ ولي أمر أن يستعين بأهل الصدق والعدل وإذا تعذَّر ذلك استعان بالأمثل فالأمثل) [2367] ((مجموع الفتاوى)) (28/68). 2- العدل في الحكم بين الناس: سواء كان قاضيًا، أو صاحب منصب أو كان مصلحًا بين الناس، وذلك بإعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه قال تعالى: وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [النساء:58]. و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العَدْل |
|||
2020-12-01, 06:40 | رقم المشاركة : 162 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته استكمال صور العدل 3- العدل مع الزوجة أو بين الزوجات: بأن يعامل الزوج زوجته بالعدل سواء في النفقة والسكنى والمبيت وإن كن أكثر من واحدة، فيعطي كلًّا منهنَّ بالسوية. قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا [النساء:3]. أما إذا كان له ميل قلبيٌّ فقط إلى إحداهن فهذا لا يدخل في عدم العدل قال تعالى: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء:129]. قال ابن بطال: (قوله: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ. أي: لن تطيقوا أيها الرجال أن تسووا بين نسائكم في حبهنَّ بقلوبكم حتى تعدلوا بينهنَّ في ذلك لأنَّ ذلك مما لا تملكونه وَلَوْ حَرَصْتُمْ يعنى ولو حرصتم في تسويتكم بينهن في ذلك. قال ابن عباس: لا تستطيع أن تعدل بالشهوة فيما بينهنَّ ولو حرصت. قال ابن المنذر: ودلت هذه الآية أن التسوية بينهنَّ في المحبة غير واجبة) [2368] ((شرح صحيح البخاري)) (7/336). 4- العدل بين الأبناء: قال صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)) [2369] رواه البخاري (2587) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه. ويكون العدل بين الأولاد في العطية والهبة، والوقف [2370] تنبيه: في حالة النفقة الواجبة يعطي الوالد كل واحد من الأولاد ما يحتاجه فلو احتاج أحد أبنائه إلى الزواج، زوجه ودفع له المهر لأن الابن لا يستطيع دفع المهر ولا يلزم أن يعطي الآخرين مثل ما أعطى لهذا الذي احتاج إلى الزواج لأن التزويج من النفقة، كذلك النفقة على الدراسة إلى غير ذلك. انظر: ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (11/80). والتسوية بينهم حتى في القُبَل فعن إبراهيم النخعي قال: (كانوا يستحبون أن يعدل الرجل بين ولده حتى في القُبَل) [2371] رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (6/234). 5- العدل في القول: فلا يقول إلا حقًّا، ولا يشهد بالباطل قال تعالى: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأنعام:152]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ [النساء:135]. 6- العدل في الكيل والميزان: قال تعالى: وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ [الأنعام:152] (يأمر تعالى بإقامة العدل في الأخذ والإعطاء كما توعَّد على تركه في قوله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين: 1 -6] وقد أهلك الله أمة من الأمم كانوا يبخسون المكيال والميزان) [2372] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (3/364). 7- العدل مع غير المسلمين: قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة: 8]. (وفي كون العدل مع الأعداء الذين نبغضهم أقرب للتقوى احتمالان: الأول: أن يكون أقرب إلى كمال التقوى، وذلك لأنَّ كمال التقوى يتطلب أمورًا كثيرة، منها هذا العدل والأخذ بكلِّ واحد من هذه الأمور يقرب من منطقة التقوى الكاملة. الثاني: أن يكون أقرب إلى أصل التقوى فعلًا من ترك العدل مع الأعداء ملاحظين في ذلك مصلحة للإسلام وجماعة المسلمين وذلك لأنَّه قد يشتبه على ولي الأمر من المسلمين في قضية من القضايا المتعلقة بعدو من أعدائهم هل التزام سبيل العدل معه أرضى لله؟ أو ظلمه هو أرضى لله باعتباره معاديًا لدين الله؟ وأمام هذا الاشتباه يعطي الله منهج الحل فيقول: اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة: 8] أي: مهما لاحظتم أنَّ ظلمه لا يتنافى مع التقوى فالعدل معه أقرب للتقوى. ولا يخفى أن من ثمرات هذا العدل ترغيب أعداء الإسلام بالدخول فيه، والإيمان بأنَّه هو الدين الحقُّ وكم من حادثة عدل حكم فيها قاضي المسلمين لغير المسلم على المسلم اتباعًا للحق فكانت السبب في تحبيبه بالإسلام ثم في إسلامه) [2373] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن حبنكة الميداني (1/581). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العَدْل |
|||
2020-12-02, 06:15 | رقم المشاركة : 163 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته نماذج من عدل الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام هو دين العدالة وإنَّ أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم العدل وكان نموذجًا في أعلى درجاته وأقامه خلفاؤه من بعده. - فقد ورد ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم فمر بسواد بن غزيَّة حليف بني عدي ابن النجار قال: وهو مستنتل [2374] استنتل من الصف إذا تقدم أصحابه. ((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 644). من الصف، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح في بطنه، وقال: استو يا سواد. فقال: يا رسول الله، أوجعتني، وقد بعثك الله بالعدل فأقدني. قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقد. قال: يا رسول الله، إنَّك طعنتني وليس عليَّ قميص. قال: فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، وقال: استقد [2375] اقتص. انظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (4/ 119). قل: فاعتنقه، وقبَّل بطنه وقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حضرني ما ترى، ولم آمن القتل فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بخير)) [2376] رواه أبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (3/1404) قال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (6/808): إسناده حسن إن شاء الله تعالى. - وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ((أنَّ قريشًا أهمَّهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح فقالوا: من يكلِّم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فيها أسامة بن زيد فتلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟! فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد: فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإني -والذي نفسي بيده- لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) [2377] رواه البخاري (3475)، ومسلم (1688). ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقُطعت يدها. و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العَدْل |
|||
2020-12-03, 05:54 | رقم المشاركة : 164 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أهمية العدل أرسل الله رسله وأنزل معهم ميزان العدل ليقوم الناس بالقسط، وما ذلك إلا لأهميته قال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ [الحديد:25]. ووردت نصوص قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة تأمر بالعدل وترغب فيه، وتمدح من يقوم به. يقول ابن القيم: (... إن الله سبحانه أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان؛ فثم شرع الله ودينه والله سبحانه أعلم وأحكم وأعدل أن يخصَّ طرق العدل وأماراته وأعلامه بشيء، ثم ينفي ما هو أظهر منها وأقوى دلالة وأبين أمارة فلا يجعله منها ولا يحكم عند وجودها وقيامها بموجبها بل قد بيَّن سبحانه بما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة العدل بين عباده وقيام الناس بالقسط فأي طريق استخرج بها العدل والقسط فهي من الدين وليست مخالفة له) [2336] ((الطرق الحكمية)) (ص 19). فوائد العدل 1- بالعدل يستتب الأمن في البلاد وتحصل الطمأنينة في النفوس ويشعر الناس بالاستقرار وبذلك يُقضى على المشكلات الاجتماعية والاضطرابات التي تحدث في الدول، بسبب الظلم. 2- بالعدل يعم الخير في البلاد: فالعدل سبب في حصول الخير والبركة إذا كان منتشرًا بين الولاة وبين أفراد المجتمع يقول ابن الأزرق: (إنَّ نية الظلم كافية في نقص بركات العمارة فعن وهب بن منبه قال: إذا هم الولي بالعدل أدخل الله البركات في أهل مملكته حتى في الأسواق والأرزاق وإذا هم بالجور أدخل الله النقص في مملكته حتى في الأسواق والأرزاق) [2361] ((بدائع السلك)) لابن الأزرق (1/227). فقيام العدل في الأرض كالمطر الوابل بل هو خير من خصب الزمان كما قيل فمن كلامهم: (سلطان عادل خير من مطر وابل وقالوا عدل السلطان خير من خصب الزمان وفي بعض الحكم: ما أمحلت أرض سال عدل السلطان فيها ولا محيت بقعة فاء ظله عليها [2362] ((بدائع السلك)) لابن الأزرق (1/232). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ العَدْل |
|||
2020-12-04, 05:36 | رقم المشاركة : 165 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته استكمال فوائد العدل 3- ظهور رجحان العقل به: قيل لبعضهم: مَن أرجح الملوك عقلًا، وأكملهم أدبًا وفضلًا؟ قال: من صحب أيامه بالعدل، وتحرَّز جهده من الجور ولقي الناس بالمجاملة، وعاملهم بالمسألة ولم يفارق السياسة، مع لين في الحكم وصلابة في الحقِّ، فلا يأمن الجريء بطشه ولا يخاف البريء سطوته [2363] ((بدائع السلك)) لابن الأزرق (1/231). 4- العدل أساس الدول والملك وبه دوامهما: فبالعدل يدوم الملك، ويستقر الحاكم في حكمه و(في بعض الحِكم: أحقُّ الناس بدوام الملك وباتصال الولاية أقسطهم بالعدل في الرعية وأخفهم عنها كلًّا ومؤونة ومن أمثالهم: من جعل العدل عُدَّة طالت به المدة) 5- من قام بالعدل نال محبة الله سبحانه قال تعالى: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات:9] 6- بالعدل يحصل الوئام بين الحاكم والمحكوم. 7- بالعدل يسود في المجتمع التعاون والتماسك. [2364] ((بدائع السلك)) لابن الأزرق (1/231). اخوة الاسلام و لمن يريد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال الروابط التالية أقوال السلف والعلماء في العدل من أقوال الحكماء في العدل العدل في واحة الشعر و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل الاستفادة من خلق اخر |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc