سم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
حياكن الله وبياكن أخواتي الحبيبات
ها قد بدأت دورتنا بفضل الله ..
فتعالي غاليتي لتعيدي حساباتك وتبدأي صفحات جديدة من حياتك
تكوني فيها مهيأه ومستعدة لما قد يواجهك من محن ومواقف ...
دعونا لا نضيع الوقت ..ولنبدأ بأولي حلقاتنا ...
اربطو الاحزمة جميعاً .. لأننا سننطلق برحلتنا نحو التغيير الايجابي
وسيكون موعدنا اليوم مع تغيير الجانب الآول والأهم من جوانب حياتك
وسيكون.......
§¦§ ..بداية جديدة مع الله ..§¦§
مع الله.. تلك الكلمة النورانية التي تُشعرك بالراحة والطمأنينة،
وسكينة النفس، وراحة البال فما حالك ِ مع الله؟
من منا لا يشعر بالتقصير مع الله عزوجل؟
من منا راض على حالة مع الله ؟
إذا صدقنا القول فالجواب سيكون _ولا شك _لا أحد
فكم من فتاة وأم وزوجة بسبب مسئولياتها الكثيرة تنشغل بالأمور الدنيوية والحياتية وتنسى عباداتها ويكون ديدنها التقصير
وتأتي بعد ذلك لتشتكي ضيق الوقت وقلة البركة وكثرة المشاكل،
وإذا كنا منصفين لعلمنا أن ما نلاقيه من ضنك في العيشة وتعاسة وشقاء إنما هي بسبب البعد عن الله عزوجل
قال تعالى "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى." (طه_124)
ولأننا نسينا وظيفتنا وغايتنا الأساسية من هذه الحياة وهي عبادة الله عزوجل وتوحيده قال تعالى""وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "(الذاريات: 56)
أحدى الأخوات أتصلت على داعية وجلست تشتكي لها، فتقول زوجي فعل، زوجي قال، وظلت هكذا زيادة على النصف ساعة، والداعية تستمع لها ولم تقاطعها بكلمة، وفي نهاية حديثها سألتها الداعية سؤال واحد فقط فقالت لها: ابنتي، هل صليت الظهر؟؟؟؟
(وكان الوقت قد أقترب على صلاة العصر) فبهتت الأخت وقالت: لا لم أصل الظهر بعد،
فقالت لها الداعية: " كل ما تشكين منه بسبب ذنوبك أنت، أصلحي حالك مع الله يصلح الله عزوجل حالك مع خلقه"!
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال"إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل،فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض." متفق عليه.
إنها المحبة الإلهية، ونور الله في خلقه، فحينما تحيي ذكر الله في صدرك تتمتعين بنوره ومحبته بإذن الله، والتي تنعكس على من حولك فيجعل الله عزوجل لك القبول في الآرض ...
.. أليس هذا ما تريدينه مع والديك ..مع زوجك ..مع أهل زوجك ..مع صديقاتك ؟؟؟
إذا أجعليها حياة كاملة لله عزوجل، تلك الحياة التي قال الله عزوجل فيها "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ."(النحل_97)
، نريدها خالصة لله كما قالها ابراهيم عليه السلام " قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ."
هذه هي الحياة الحقيقة ، وهنا فقط تكمن السعادة...
عرفنا الطريق، فكيف نمشي فيه ؟؟؟
كيف نجعل حياتنا كلها لله عزوجل ؟؟؟
لابد وأن نفهم أولا أن هذه الجملة ليست شعارا وأو مجرد مقالة وإنما هي أسلوب حياة
قد يستعظم بعضكم الأمر، ويقول هو صعب، ولكن صدقوني يا غاليات هو يسير على من يسره الله عليه هو سهل على من استعان بالله عزوجل والتجأ إليه وافتقر له.
لكي تجددي حياتك مع الله يتوجب عليك المواظبة والمداومة على هذه النقاط:
صورة
صورةالإستعانة بالله والتجرد من الحول والقوة " وإياك نستعين "
إذا أردت السعادة والإرتقاء في أشرف منازل الدنيا والآخرة، فلن تستطيعي إلا بعد عون الله وتوفيقه لك،
والمصلي كل يوم يقول في صلاته {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال الشيخ السعدي رحمه الله: "أي نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة" .
ولتعلمي أن النجاح أو الفشل في أي أمر إنما يكون بقدر الله عزوجل،
فما عليك هو أن تأخذي بأسباب النجاح، فتفعلي ما عليك من واجبات وتؤدي ما عليك من حقوق، ، وفي نفس الوقت يكون قلبك معلقا بالله عزوجل، وقتها فقط ستسعدين حتى وإن لم تنجحي من المحاولة الأولى..
لأنك وقتها ستشعرين بداخلك أنك قد فعلت ما عليك وأديت ما أمرك الله عزوجل به فيرتاج ضميرك وتهنأ نفسك،
وفي نفس الوقت أختاه إذا نجحت في تحصيل هذه السعادة فليكن عندك يقين بالله أن هذه السعادة ليست بإجتهادك ومهارتك أو بحكمتك أو بجمالك، وإنما سعادتك أولا وأخيرا بتوفيق من الله ثم لأنك أخذت بأسباب هذه السعادة فألتجئي لله وأعتصمي به،
وأكثري من الدعاء لله عزوجل أن ييسر لك اسباب السعادة في الدنيا والآخرة.
صورة هل لك من توبة !!" وتوبوا إلى الله جميعا .."
تلك الكلمة العظيمة التي قال فيها العلماء أنها وظيفة العمر، فإذا أردت أن تبدأي من جديد فعليك أولا أن تبدأيها بالتوبة
اجعلي التوبة لله عزوجل أمام عينيك، فنحن نحتاجها ليل نهار ويوما بعد يوم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله عزوجل في اليوم مائة مرة وفي رواية أكثر من سبعين مرة، فكيف ونحن بشر نذنب ليل نهار ..
ومن رحمته تعالى علينا أن فتح لنا هذا الباب العظيم لننقي أنفسنا ونطهرها أولا بأول،
وأحتسبي وأنت تتوبي إلى الله عزوجل أنها امتثال لأمر الله الذي قال"{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]
وخذي نية أنه تقرب لله عزوجل فهو سبحانه يحب التوابين و سبب لمغفرة الذنوب قال تعالى" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ."[البقرة : 222]
قال تعالى" { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82]
ومن شروط التوبة النصوح هي:
* الإقلاع عن الذنب
* الندم على ما فات
* عدم العودة للذنب
* رد الحقوق إلى أهلها .
فهيا لنعاهد الله عزوجل على التوبة ونبدأ صفحة جديدة مع الله بيضاء نقية
لنسطر فيها أعمالا يحبها الله ورسوله يرضى بها الله عنا ونسعد بها في حياتنا .
صورةتجديد النوايا وإخلاصها لله عزوجل " مخلصين له الدين .."
اجعلي الإخلاص هو القاعدة التي تنطلقين منها ..أنسي من حولك ... الزوج الأقارب الأبناء أنسيهم جميعا
وليكن رضا الله عزوجل هو المحرك لك في كل أمورك ..فكل حركة ..همسة ..نظرة تقومين بها من خلال دورتنا لابد وأن تكون خالصة لله ..وابتغاء وحهه
فتجديد النية وإخلاصها يضيف إلى صحيفة أعمالك من الحسنات ما لا يعلمها إلا الله ,
وهي ليست بالأمر السهل , وتحتاج العزيمة والإرادة القوية بعد توفيق الله ثم الكثير من المران,
ومن السلف من كان يعالج نيته , قال الفضل بن زياد سألت أبا عبد الله يعني الإمام أحمد بن حنبل عن النية في العمل, قلت كيف النية: قال يعالج نفسه, إذا أراد عملاً لا يريد به الناس.
إِنْويٍ كل عمل تقومين فيه لوجه الله..
وفي سبيل الله..
وابتغاء مرضاة الله...
إذا أردت أن تأكلي.. سم الله.. وانوي أنك تأكلي لتتقوى على الطاعة والعبادة..
فيصبح أكلك طاعة تتقرب بها إلى الله...
إذا أردت أن تنامي.. اذكري الله.. وانوي أنك بنومك ستؤدين عبادتك وعملك بشكل أفضل..
فيصبح نومك طاعة تتقرب بها إلى الله...
إذا أردت ممارسة الرياضة.. انوي بذلك أن تحافظين على نعمة الله .. فتصبح ممارستك الرياضة طاعة تتقرب بها إلى الله..
إذا أردت الدخول إلى منتداك.. إنوي بذلك التقرب إلى الله.. ملاقاة أخواتك والاطمئنان عليهم .. الاستفادة مما يطرحنه من مواضيع ونقاشات.. للترويح على النفس حتى لا تمل...
فيصبح دخولك (بإذن الله) طاعة تتقرب بها إلى الله
وكذلك وأنت ترتبين بيتك بنية ... تطبخين أكلك بنية ... تعلمين أطفالك بينة .. تتزينين لزوجك بنية ...,وهكذا
فأنت مع كل عمل تعملينه يكون همك الله عزوجل وابتغاء وجهه ..فلا تقدمي على عمل إلا بنية ..ولا تقول كلمة إلا وهي خالصة لله ...
يمكنك أن تجعلي حياتك كلها لله عزوجل ببعض الجهد ...
نعم ليس الأمر سهلا ولكنه أيضا ليس مستحيلا ..يحتاج فقط للتمرين ومجاهدة النفس ...
وإلا فصدقيني كل ما نجده من تعب ونصب وشقاء في البيت ومع الزوج الأولاد سيكون كل هذا العمل هباءا منثورا إذا لم تجعلي له نية وتخلصي فيه العمل لله
أما إذا قدمت النية وقتها فقط ستشعري أن تعبك كله تعب لذيذ لأنك تعلمين أن لك ربًا يرى ويسمع ويثيبك على أعمالك هذه حسنات كالجبال،
فحتى وإن لم تجدي مقابلا من الزوج أو تقديرا من الأبناء فلن تحزني فأنت أحتسبت أجرك من قبل وكتب لك في صحيفتك،
فلتهنأي ولتقري عينا .
لتجعلي همك كله رضا الله، وليكن الله عزوجل معك في كل سكناتك وحركاتك وكلماتك،
ليكن شعارك هذا الأسبوع معنا "عمري هو يومي" فلتستغليه جيدا ولا تتركي أي عمل يفلت منك بدون أجر.
صورةالإبتعاد عن المعاصي والمبادرة للأعمال الصالحة
المعاصي والذنوب تفتك بالحياة الزوجية وهي السبب الأول والرئيسي في تعكير صفو الحياة وتكديرها، قال تعالى "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى." (طه_124) ."
عندما تجدي نفسك ضائقة، حياتك مقلوبة رأسا على عقب والمشاكل قد زادت وضاقت عليك الأرض بما رحبت ففتشي في علاقتك مع الله أختاه،
لابد وستجدي ذنب قد أقترفته يداك، ولهذا جاء في كتاب الزهد في جامع الترمذي عن الحسن مرسلًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ما من نكبة حجر، ولا اختلاج عرق إلا بذنب يذنبه العبد، وما يعفو الله عنه أكثر، اقرؤوا إن شئتم قوله: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ."
اجعلي لك وردا ثابتا من كتاب الله عزوجل مهما عصفت بك الدنيا بأعاصيرها العاتيه ..
فلن يريح هذه النفس إلا نفحات قرآنيه تهب عليها ، فتذهب حرها وضيقها
فالحياة في ظل الله عزوجل وطاعته تجعل المرء يشعر بالراحة وتغشاه الطمأنينة،
ومهما مرت عليه أبتلاءات وعقبات تجدي أنه سعيد وهانئ البال، لأنه مرتبط بالله عزوجل،
فصلته بالله لا تنفك ويرزقه الله الحياة الطيبة التي وعده بها، وكما قال أحدهم "أنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب "
فتجردي من حولك وقوتك، وأستعيني بالله بكثرة الدعاء أن يوفقك الله إلى أحسن الأعمال وأن ييسرها عليك ولا تنسي دبر كل صلاة "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك."
صورةعمل قليلًا وأُجِرَ كثيرًا
خير الأعمال أدومها وإن قل... فاجعلي لنفسك ِ ركعتينن من الضحى، وصيام ثلاثة أيام من الشهر، واذكري الله كثيرًا
فهذه أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله تعالى عنها- وهي جالسة في مصلَّاها إلى بعد الإشراق قال: «أما زلتِ على ما تركتكِ عليه؟». قالت: بلى يا رسول الله،قال:«لقد قلت بعدك كلمات لو وُزنت بما قلت لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته."
وإذا تأملت لوجدت الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- دائمًا يسألون عن الأفضل, الأحب, الأقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- لماذا؟ لأن العمر قصير, ويحتاج الإنسان دائمًا أن يبحث عن الأعمال التي ترفع درجته عند الله -عز وجل- بأقل مجهود..وهذا ذكاء, وهوكذلك منهج نبوي ففي صحيح البخاري في كتاب الجهاد( باب عمل قليلًا وأُجِرَ كثيرًا)
لهذا يبحث دائمًا الإنسان عن الأعمال التي ترفع درجته عند الله -عز وجل- بأقل مجهود..ومثال لذلك «من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة غُفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر». من قال: «لا إله إلا الله حده لا شريك له, له الملك له الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات, كتب له عشر حسنات, ومحيت عنه عشر سيئات»,ومثلها ركعتي الفجر كما قال رسول الله صلى الله عنها " ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها "
أبحثي عن الأعمال ذات الأجور العظيمة ...كوني صاحبة همة ..
ولا ترضي إلا بالفردوس الأعلى مآلا لك في الآخرة إن شاء الله
صورة
أختاه :أحفظي عني هذه الكلمات ..
لكي تحسن علاقتنا مع الناس ينبغي أن نحسن علاقتنا مع الله، وخاصة في السر ..
فذنوب الخلوات من أعظم أسباب الخلافات الزوجية والإجتماعية ...
وفي هذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في جامع الترمذي بإسناد صحيح، قال: «ما فُرِّق بين اثنين إلا بذنب يُحدثه أحدهما»،
ولكي تكون علاقة جميلة في داخل المنزل وخارجة لابد وأن تحيي الجانب العبادى لك
نفسك التي بين جنبيك إذا لم تشغليها بالطاعة ..شغلتك بالمعصية ...
أحبيها ..دلليها ..قدريها وخذي بيدها إلى طاعة الله عزوجل ...وابعديها عن الذنوب ..
فنفسك نقية طاهرة تستحق أن تعامليها برقي ولما خلقها الله عزوجل لطاعته ..
فطاعة الله عزوجل من أول الآمور التي تشعرك بالراحة والرضا ..