|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-12-14, 23:09 | رقم المشاركة : 1486 | ||||
|
|
||||
2011-12-14, 23:18 | رقم المشاركة : 1487 | |||
|
شكرا على هذه الإعانة لكن الرابط الثاني لايعمل ﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻣ ﻟﺒﻌﺾ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺆ |
|||
2011-12-14, 23:39 | رقم المشاركة : 1488 | |||
|
اخي hommam 2000 اطلب منك اخي بحث حول المناهج التكنولوجية في التجارة الدولية جزاك الله خيرا أخي |
|||
2011-12-15, 18:39 | رقم المشاركة : 1489 | |||
|
اريد بحث عاجل
اريد بحث حول آخر تعديل محب بلاده 2011-12-15 في 22:37.
|
|||
2011-12-15, 18:44 | رقم المشاركة : 1490 | |||
|
اريد بحث حول آخر تعديل محب بلاده 2011-12-15 في 22:37.
|
|||
2011-12-16, 15:32 | رقم المشاركة : 1491 | |||
|
السلام عليكم |
|||
2011-12-16, 17:37 | رقم المشاركة : 1492 | ||||
|
اقتباس:
الخطاب الأدبي وآليات تحليله بن السايح الأخضر يعرف الخطاب الأدبي بأنه خلق لغة من لغة ومعنى هذا أن الخطاب الأدبي يلد ويولد فهو مثل الكائن الحيّ الذي ينمو ويتطور ويحافظ على خصائصه الوراثية البيولوجية ويكتسب أشياء أخرى بفعل التلاقح فيؤثر ويتأثرّ، فالخطاب الأدبي، تشكيل جمالي، استوعب في حدثه اللساني الألفاظ والمعاني والأخيلة والصور والأفكار والرؤى فضلا عن واجهته المشكّلة له فهو الكيان المولود بعسر آلام الكتابة ليس من السهل تجاوزه دون الإمعان في ملامحه وتنّوعاته وتقاسيمه المكّونة له فهو يستهويك ويغريك دون أن يسمح لك بالولوج في داخله إلا بعد تدّبر وتفكير ورويّه ومشاركة في صنع المعنى ولا يتأتّى ذلك إلا بالوقوف عند كل كلمة وجملة وصورة، وأحيانا يذهب بخيالك بعيدا، والسبب يعود إلى طبيعة الخطاب الملغّم بتلك الخطوط والممرّات الضبابية التي يستعصى على هاو أن يلجها أو حتى يحّدد معالمها، لذا كان التوّقف في حضرة الخطاب الأدبي بسبب هو لاميته وعدم القدرة على الإمساك به، فهو كيان عائم في حقل الدلالات المتنوّعة التي تسبح فوق خطابات مختلفة يغلب عليها الإنزياح والتلاقح مع خطابات أخرى، كما نلمس التنويع الصوتي على الخطاب حيث يمدّه أحيانا بطول النفس حينما يكون ذلك لزاما وأحيانا أخرى كاتما لأنفاسه حينما تكون لحظة النهاية والاحتراق في اللامتناهي... وكيف توّزعت ألوانه لتصبغ النص بقعا انسيابية تظهر هنا لتختفي هناك ثّم ذلك المّد والجزر المترامي للمعاني حيث الانفتاح والانحسار، فأمام مرمى عينيك هذا الكيان ونفائسه تتراءى أحيانا ممكنة القطف وأحيانا أخرى، وكأن لسان حالها يقول ما أسذجك فدوني حاجز ألف المشاكسة... هذا هو الخطاب الأدبي الذي حدّده جاكبسون بقوله: "نص تغلبت فيه الوظيفة الشعرية للكلام "، وهو ما يفضي حتما إلى تحديد ماهية الأسلوب كونه الوظيفة المركزية المنظمّة والوظيفة الشعرية هي الصورة الفنية المبتكرة التي تساهم في صنعها وتكوينها عوامل كثيرة منها. الأساليب التعبيرية المفعمة بالأساليب الحسّية التي تتجاوز في كثير من الأحيان الصور البيانية كالتشبيه والاستعارة والكناية وأنواع البلاغيات القديمة لتمتزج بالإيقاع والتصوير المّتصل بالإطار والتكوين حيث نلمس درجتي الكثافة والنوعية والتشّتت والتمزيق الرمزي لجسد الكلمات والخروج عن مألوف اللغة العادية حيث الأسلوب الحيوي الذي يرتكز على تلك الحرارة الموّلدة بين المسافة النسبية بين الدّال والمدلول إضافة إلى المستويات اللغوية حيث ترتفع درجة الكثافة وتنخفض، إضافة إلى سلّم الدرجات الشعرية التي تجّسد درجة الكثافة والتشّتت ودرجة الإيقاع والتجريد، والتداخل البنيوي في تكوين شبكة الدلالة ومستويات الانحراف، ومعيار التعدّد في الصوت والصورة، ثمّ علاقة هذه العناصر ببعضها البعض وفق الطريقة الموزّعة آليا في صنع الخطاب، فالتجريد متّصل بالحّسية، ودرجة الحسّية متعلقة بدرجتي الإيقاع والنحوية والإيقاع متصل بظلال الكلمة ووقعها، ودرجة الكثافة متصلة بدرجة التشتت وهكذا... نتيجة لهذا يقول تودوروف عن الخطاب بأنه "خطاب انقطعت الشفافية عنه معتبرا أن الحدث اللسّاني العادي هو خطاب شفّاف نرى من خلاله معناه، ولا نكاد نراه هو في ذاته فهو منفذ بلوّري لا يقوم حاجزا أمام أشعّة البصر، بينما يتميز منه الخطاب الأدبي بكونه ثخنا غير شفّاف يستو قفك هو نفسه قبل أن يمكنك من عبوره أو اختراقه، فهو حاجز بّلوري طلي صورا ونقوشا وألوانا فصدّ أشعة البصر أن تتجاوزه. ومن هنا طرحت البنية السطحية والعميقه للخطاب الأدبي أّيا كان نوعه، و طبيعة هذه البنية المعبّرة عن أعماق النص وخفاياه، هذه البنية التي تنعكس في مخّيلة المتلّقي حيث يشارك في بلورتها وصنعها مستعينا بما يملك من معرفة وآليات تسمح له بالولوج في داخل النص وإعادة صنعه وهذا مالا نجده في الأعمال التراثية القديمة حيث كانت الغاية تبرر الوسيلةّ وتعتمد على الطريقة الإخبارية التواصلية التي تكتفي بالتبليغ حتى وإن استعانت ببعض ضروب البلاغة التي لا تخرج أو تتجاوز التشبيه والاستعارة والكناية وبعض أسلوب المجاز والصنعة اللفظية، وهذا ما جعل العقاد والمازني وجماعة الديوان أن تقف موقفا معارضا من الشعر الكلاسيكي الذي سموه، بشعر الشكل أو طلاء الأظافر لأنه لا يتجاوز السطح وإنما يعتمد على التشبيه، تشبيه شيء بشيء. لوجود صورة مشتركة بينهما. مثل قول أحد الشعراء: أنت شمس والملوك كواكب ........ إذا طلعت لم يبد منهن كوكب فالصورة الفنية هنا لا تتجاوز التشبيه، هنا يعتمد على أشياء حسية مجسدة في أرض الواقع أي على أشياء مرئية مرتبطة بالطبيعة وهذا ما ألفه الخطاب الشعري منذ العصر الجاهلي إلى العصر العباسي في أزهر عصور العربية أي الاعتماد على الصورة الفنية المجسدة في البلاغيات القديمة أو الإيقاع الذي لا يتجاوز البحور الشعرية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي. وفي هذا الصدد نحن لا ننقص من قيمتها أو محتواها الفكري ولكن نقول أن الخطاب في تلك الفترة وظيفة إخبارية تبليغية تواصلية توظف اللغة توظيفا مباشرا لا تشغل الفكر أو العقل في فهم الصورة ودلالتها، وحتى وإن ابتكر الشاعر فهو لا يتجاوز الاستعارة وهي تشبيه حذف أحد ركنيه مثل قول أحدهم. بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي عقيقا فصار الكل في نحرها عقدا ومن هنا نجد مبررا لما قاله العقاد حين شبهه بطلاء الأظافر الذي لا يتجاوز الشكل ودعا إلى خطاب يصل إلى الجوهر ويتناول العمق وفق رؤية نقدية كاشفة تستعين بوسائل فنية جديدة فرضتها طبيعة العصر وما وصلت إليه العلوم المستحدثة في علم النفس والاجتماع وعلوم اللسان. ـ إن التعامل مع الخطاب يقودنا حتما إلى التعامل مع النص وسياقه هذا التعامل الذي يبدأ من الكلمة فالجملة فالسياق ككل، لأن البحث عن دلالة الخطاب من داخله تتجاوز تلك الدراسات البسيطة التي تعتمد على المضمون وتنسى السياق النصي والثقافي والاجتماعي. ـ بإيجاز نقول أن الخطاب مهما كان نوعه وشكله لا ينطق من العدم وإنما من خطابات أخرى تتفاعل فيما بينها مولدة نصا ونصا موازيا له يثمّن العملية الإبداعية وفق رؤية تجمع بين الكلمة والصورة والجملة والسياق والإيقاع والصدى والظل. أي نلمس تعدّد الشفرات في طبيعة الخطاب وطبيعة كل دلالة والشفرة المناسبة لها، لأن الخطاب هو بناء لا نتوصل إليه إلا بالامتلاء في مجالات المعرفة بكل أشكالها وأنواعها. هذه المعرفة حققتها الثورة المعلوماتية في عصر العولمة والزخم المعرفي المتواصل الذي يرتبط بالخطاب ارتباطا وثيقا سواء على مستوى الأشكال والأنماط المختلفة أو على مستوى الرؤية الفكرية والمحتوى المعرفي الذي يربط بين أنماط التفكير وطرائق عيش الإنسان وأشكال الكتابة. وقد تفطّن الأوائل إلى السياق وسمّوه النظم كما يدعوه عبد القاهر الجرجاني فاللغة لها نظامها في تركيب الجملة على أساس الترتيب النحوي الذي يربط بين المبتدأ والخبر الفعل والفاعل والمفعول به ويصّر نظام اللغة على هذا المسار. وقد أشار الجاحظ إلى ما يشبه هذا القول حين لمّح إلى قضية اللفظ والمعنى، لكن ما يلاحظ على القدماء اعتمادهم على العامل اللغوي في تحليل الخطاب الأدبي وتذوقهم له وفق معايير بلاغية معروفة لا تتجاوز المعنى المطروق لكن منجزات العلوم الإنسانية والتجريبية وخاصّة اللسانية فرضت نوعا آخر من التعامل مع الخطاب وفق إجراءات جديدة تعتمد على التشريح الكلّي لجسد الخطاب الذي يبدأ من أصغر وحدة وهي الصوت لينتقل إلى المعجم اللغوي والصرفي ثمّ علاقة هذه الوحدات ببعضها البعض والمتأمل للخطاب الأدبي أّيا كان نوعه شعرا أو نثرا يجده رسما بالكلمات أي خلق لغة من لغة موجودة بالفعل ولو نظرنا إلى الخطاب الشعري المعاصر نجده يوظّف العلوم الإنسانية الأخرى من تاريخ وفلسفة واجتماع للبحث عن الذات ومساءلة الآخر وأصبح يملك النص الشعري بدل الطابع الغنائي المألوف الذي كان لا يخرج عن المدح أو الفخر أو الهجاء إلى خطاب يملك سلطة فكرية مرجعية هي سلطة التغير والكشف والتأثير ومن ثمّ الخلق والتثوير والإبداع، أي أن الخطاب الشعري المعاصر أعاد النظر في القيم والمعايير والأحكام والمناهج وخرج من تخوم جنسه الأدبي إلى موقع فكري نقدي، اخترق الكثير من القضايا و الموضوعات التي كانت من صميم العلوم الإنسانية وأصبح الخطاب الشعري المعاصر يمثل مركز تصادم الأفكار والتيارات والتجارب وانتقل النص من بنيته السطحية المباشرة في نقل المعنى إلى نص قابل لجميع التأويلات والمحمولات، وأصبح لنص الشعري دوما في ساحة التمرد على سلطة الإيديولوجيات المتعارف عليها وتسلح بهذه المعايير والنظريات الجديدة المتولدة من الزخم المعرفي الذي أنتجه العصر الراهن واقتحم تلك الأبراج التي كانت متعالية وبمنجاة من أسئلة الحداثة وأصبح الخطاب الشعري يستجوب حول المواقف المصيرية من الكون والزمان ومعضلات الوجود، وأضاء الكثير من الجوانب الكونية والإنسانية، ودخل الشعر في نقد تصويري للوضع الراهن، ومن هنا بدأ يتداخل الوزن بالنثر وأصبح متنه يحمل طابع الرؤيا التي توحد الإنسان بالكون ،وبدأ مشروعه في إعادة قراءة الماضي وإسقاط الحاضر على الماضي، وتحوّلت القصيدة إلى حيّز للتفجرات وملتقى مسارات وأنهار جوفية من دلالات المتداخلة وبلغ الجرف اللغوي والاشتقاق وتقليب الأصول مبلغا متزامنا مع تقليب، الأحوال في العالم العربي، حيث اختلطت المواقف السياسية بالفنية، وتحوّل التراث بحمولته الثقافية والمعرفية والتاريخية بالأنا وأصبح الأنا يقابل مفهوم الآخر بما يملك من حضارة وثقافه (الأنا والآخر) هي محل الصراع في الخطاب العربي المعاصر. وقد عملت وسائل الاتصال السريعة على هجرة النصوص وتلاقحها، كما شحنت الرموز الأسطورية بدلالات معاصرة مفارقة لدلالاتها القديمة ،وتحول الخطاب الأدبي عموما إلى وسيلة من وسائل بناء العالم بالتصور المبدع وبالبعد عن المباشرة السياسية التي أعطته سلطة جمالية تذوقية وإذا بحثنا عن آليات تحليل الخطاب الشعري فقد نجده مجسدا في بعض الدوال المتنوعة كالدال الإيقاع بتفريعاته والدال المعجمي، والدال الصوري، وقد تفاعلت جميع هذه الدوال في بناء نص شعري له ما يميزه، حيث عرف النص بانزياحاته الأسلوبية الفكرية، وظهر مصطلح التناص أو التداخل النصي، وأصبح الخطاب حوارا بين كتابات متعدّدة. و" التداخل النصي أو الحوارية لدى باختين سمة الفن الرفيع". ونتيجة لهذا أعتبر باختين الخطاب السردي أو الرواية بأنها الفن الأعلى لأنها تتميز بالحوارية أكثر من غيرها لذا تعتبر جل الخطابات قائمة على التداخل والتفاعل بين أصوات وأساليب وخطابات تعبّر على التفاعل والتداخل والتعدد داخل العمل الفني الواحد. والمتفحّص للإجراءات النقدية الجديدة في تحليل الخطاب يلمس مصطلح "التداخل النصي" أو ما يسمى "التناص" الذي يمثّل آلية تكّون الرؤية باستدخال عناصر العالم إستدخالا بنائيا إنتاجيا توليديا ينتج بفضلها تصورات ودلالات جديدة مفارقة لدلالاتها القديمة، فإذا كان التاريخ يحضر في الكثير من الخطابات الشعرية الجديدة فإنّه يتّحول إلى صورة ونقوش ورؤى تتقابل وتتجاوب، وبالتالي نجد في الخطابات المعاصر توظيفا للتراث بكلّ ما يحمل في بناء تصوّر لحاضر جديد أي رؤية جديدة ،لولادة جديدة. هذا ما يؤكد أن الخطاب لا يوجد إلا مع خطاب آخر معه أو ضده، فالخطاب لا ينطلق من العدم وإنما من خطابات أخرى امتزجت كيميائيا لتصنع معنى جديدا هذا ما يجعل المهتم بتحليل الخطاب أن يرصد المنابع ليحدّد التفاعلات المنتجة للدلالة الجديدة ومن ثمّ وصف وتحليل البنيات الشعرية وعملها في بناء الدلالة النصيّة وما تملكه القصيدة وتظهره من صلة بمراجعها. يعتبر جزء لا ينفصل عن بنيتها وحركتها. إن الآليات المعتمدة في تحليل الخطاب الآن تستمد إجراءاتها العلمية بما أفرزته العلوم الحديثة بمختلف أشكالها وأنواعها وأصبحت تتعامل مع النص على أنه جسد حي تتحسس نبضه في الباطن والظاهر، وترهف السمع لما يوحيه في صوته وصمته. فالمرحلة الأولى وصفية ظاهرا تيه تتقصّى تشكّلات النص وتتبّع الإشارات اللغوية والظواهر الأسلوبية. أما المرحلة الثانية فتستند في التأويل إلى العلاقة بين الدال والمدلول، وتتوخّى العثور على المنجز الإبداعي بمعرفة جديدة تتيح اكتشاف دلالة الأشياء والكون عبر النص وخلاله، فالبنية اللغوية والتعبيرية للقصيدة الحديثة تتسم بالاحتمالية والتعدد، وإذا كان النص الإبداعي بهذه الاحتمالية لا يقدر النص الواصف أو اللغة النقدية المحيطة أن تدّعي لنفسها نهائية النتائج. فالخطاب الشعري المعاصر بفعل الحمولات المعرفية المكثفة جعل للنص بناء لغوي معقّد يسمح للنصوص الأخرى والأصوات بالنقود إلى الداخل كما ينعدم فيها المدخل والمنتهى، وتنزل هكذا كسيل مفاجئ متحررة من كل شيء، وتشحن فيها الإشارات بدلالات مشحونة بالمدلولات التي لا تستطيع القبض عليها فتحول النص إلى جسد هلامي تستطيع تشكيله لاتجاهات عدةّ ،كما تفرض على القارئ جهدا لإعادة الأجزاء المبعثرة وإعادة ترتيبها وبهذا الجهد تجد القارئ نفسه قد أحيا النص مرة ثانية. فالخطاب الأدبي هو خلق وإبداع، وبناء في داخل النص، يعمل على تفجير اللغة بكل ما تحمل من دلالة مرجعية وثقافية وحضارية ويكون منها رموزا لأشياء غائبة وحاضرة تقبع داخل النص وإذا أردنا بعث التراث العربي وإحيائه وابتكار طريقة جديدة في التعامل معه، فلا يكون في نسخه وإعادته كما هو، وإنما بعثه في ثوب جديد نلمسه في التناص حيث يتلاقح نص قديم مع نص جديد ويبقى الماضي متزامنا مع الحاضر في اتجاه المستقبل. ولذا فالوسائل الكفيلة بتشريح الخطاب تتمثل في جميع الإجراءات المعرفية التي تساعدنا في استقراء النص وتتبع جزئياته ونستعين في هذا بكل المعدات المعرفية التي أنتجتها العلوم الحديثة إضافة إلى معرفتنا الأخرى من نحو وصرف وبلاغة ولسانيات ومعرفة الأصوات إضافة إلى الإجراءات النقدية الأخرى وما أفرزته الأسلوبية وعلوم اللسان. فالخطاب الأدبي هو جسد حي، لابد أن نرهف السمع وندقق النظر في شكله ومظهره وأعماقه ونتحسس قلبه النابض ونفسر إشاراته ورموزه، فنقابل بين دلالاته ونستقرئ نسيجه النصُي ونتتبع الحركة والصوت والإيقاع واللفظ والمفردة وقوة المدّ والدفع، وصعود النص وهبوطه المفاجئ ثم البحث عن قلب النص الجاذب للدلالات ثم البحث عن استحضار الأزمنة وتشابك الأحداث، ثم نقسّم النص إلى مقاطع تبعا للنواة الدلالية الجاذبة للكل، ونتتبع المحاور ثم نمعن النظر في النسيج البنائي، والامتداد والتلاحم والانفتاح والانغلاق، والبحث عن الدلالة الاحتمالية الهاربة. ـ وبهذه الطريقة نتمكّن من معرفة أنظمة النص وولادته الفنّية، ولحظة الإصابة المباغتة للجرعة الفنية المثيرة التي يتقبلها المتلقّي ويتفاعل معها ويتأثر ويؤثر ومن هنا نلمس القراءة المغذيّة المنتجة التي تعبّر عن تلاقح النصوص وهجرتها وتقاطعها وبعثها من جديد وهكذا هي العملية الإبداعية. فالخطاب الأدبي هو أشبه بجسد عضوي له طابعه وشكله ووظيفته وقوته ومكامن الضعف فيه كما له مناعة خاصة يستجيب للعلاج بأدوية لا تصلح مع جسد آخر، مثله مثل الخطاب الأدبي فكّل خطاب يمتلك مفاتيح لا نجدها في غيرها من الخطابات الأخرى نظرا للتحولات التي تطرأ على النص في أبعاده الزما نية والمكانية والمادية والمعنوية حيث تتحوّل المقاطع البنائية إلى مؤّشرات رمزية تومئ بالدلالة وتطرح له رؤية وحلا. هنا يتحول المتلقي إلى صانع للإشارة وقارئ لها ومشارك في معناها بعد أن بحث عن ما وراء هذه الكلمة خلف الستائر الضبابية. ـ أما الخطاب السردي فطريقة تحليله تنبع من مكوناته وخصائصه يقول تودوروف "يبدو أن اتفاقا عامّا قد تمّ في التحليل السردي للوقوف على ثلاثة مقاييس:الزمن والرؤية والطريقة ". وإذا بحثنا عن الأنماط السردية في تراثنا العربي نجد النموذج الحكائي المعروف في ألف ليلة وليله أو النمط القصصي في القرآن الكريم، أو ما كتبه الجاحظ في كتابه البخلاء أو مقامات بديع الزمان الهمذاني.. حدثنا عيسى بن هشام قال:..... لكن هذه الأعمال يغلب عليها الطابع الحكائي الذي يسير في خط تتابعي مستقيم أساسه التدرج الزمني، أما الرواية أو القصة بمفهومها الحديث فلم يألفها الأدب العربي إلاّ في العصر الحديث إثر احتكاك الشرق بالغرب وأوّل رواية ظهرت هي رواية (زينب) لمحمد حسين هيكل ثمّ تلتها مجموعة الروايات منه (عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم ثم بحقبة زمنية معينة نجد (الحي اللاتيني) لسهيل إدريس. وكانت هذه الروايات أقرب إلى السيرة الذاتية أو تكاد تكون أشبه بتقرير، لكن الرواية الفنية الناضجة ظهرت مع رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) الطيب صالح وهي الرواية الناضجة فنيا، سواء من حيث البناء الفني أو تقنيات السرد. والمتأمل لما ورد في هذه الرواية يلمس قدرة صاحبها على تمرّسه في فن الكتابة وتمكنه من تقنيات الوصف وشدّ انتباه القارئ من صفحات الأول للنص ومهارته في استخدام الحواس من بصر وشّم ولمس كما كانت له القدرة في النفاذ إلى أعماق الأشياء وولوجه في لب القضية وجوهرها فهو يعالج مشكل الصراع بين الشرق والغرب مثلما عالجته الروايات السابقة لكن ما يلاحظ على الطيب صالح رؤيته النقدية الكاشفة لحقائق الأشياء إذ عبّر عن اغتراب الإنسان العربي والانفصام الموجود في شخصيته من خلال شخصيته المحورية مصطفى سعيد حين بقي في بيت ينقسم إلى اثنين نصفه شرقي والنصف الآخر غربي أو من خلال النهاية المجسدة لشخصية الراوي حين أراد العبور والسباحة من الضفة الجنوبية لواد النيل متجها إلى شماله فوصل إلى نقطة الوسط حيث شعر بالتعب والعياء فلا هو استطاع العودة إلى جنوبه ولا هو استطاع أن يعبر إلى الشمال وانتهت الرواية بالنجدة، النجدة. على هذه الصيحة الفزعة ينغلق الموسم والبطل الراوي موشك على الغرق في النهر ـ نهر التاريخ وهو في منتصف الطريق بين ضفة الجنوب وضفة الشمال شاطئ القدم وشاطئ الحداثة، ساحل الحضارة العربية وساحل التمدن الأوربي فلا يستطيع المضي إلى الأمام ولا يستطيع العودة إلى الوراء. والمتأمّل لما ورد في الرواية، يلمس البنية العميقة للنص كما يلمس سلطة الخطاب على قارئه فبمجرّد الأسطر الأولى يذهب بك الكاتب بعيدا إلى عوالم شتى تذهب بخيالك كما تذهب بعقلك. والخطاب الروائي يختلف عن النمط الحكائي ،فالحكاية تسير في خط مستقيم بينما الخطاب الروائي يتلاعب بالزمان والمكان وزمن السرد..... فالرواية عادة تبدأ من حيث تنتهي الحكاية وإجراءاتها النقدية في التحليل مستمدّة من بنيتها وتكوينها. فالأنماط الزمنية للسرد في الرواية متعددة الأشكال والألوان فنجد السرد اللاحق والسرد السابق والسرد المتزامن مثلما نجد السرد المتداخل، كما يلجأ الكاتب إلى تسريع زمن السرد بالاعتماد على الإيجاز والحذف والخلاصة وأحيانا يجد نفسه في حاجة إلى تبطيء زمن السرد بالوصف والحوار، ولكل كاتب روائي تقنياته الخاصة في استخدام هذه التقنيات المتعارف عليها في الخطاب الروائي، أما التحليل فلا يخرج عن هذه المناهج النقدية الحديثة المتمثلة في البنيوية والتفكيكية والسميائية، ولكل كاتب روائي آلياته الخاصة في بناء الخطاب الروائي سواء من حيث تواتر الشخصيات ومراتبها السردية في النص أو في بنائها الداخلي ووظائفها السردية أو من حيث علاقة السارد بشخصياته أو في اعتماده على الأشكال السردية المتّبعة حيث نجد السرد بضمير الغائب أو السرد بضمير المتكلم أو ضمير المخاطب وكذلك في طريقة التعامل مع الضمائر كما يبقى المكان الشغل الشاغل للرواية المعاصرة التي نقلت المكان من مجرّد حيّز جامد إلى المكان الذي يسكن الإنسان ويمتزج بالأفكار ويترك حفرياته على الشخصية في سلوكها وثقافتها ويبقى الخطاب الروائي المعاصر مركز استقطاب الجميع نظرا لشموليته وقدرته على الكشف والاستكشاف في معرفة الذات والآخر ومحاورتها كما يعتبر الخطاب الروائي مرتعا خصبا لتلاقح الذوات وحوار الحضارات وتفاعل الخطابات ويبقى الخطاب الروائي الشغل الشاغل للكثير من الأدباء والنقاد والكتاب تبعا لتنوع المقاربات المتأثرة بمقولات المناهج الجديدة.... --------------------- هوامش: 1ينظر..نورالدين السد/ الأسلوبية وتحليل الخطاب/الجزء الثاني/دار همومه/ص11/نقلا عن رومان جاكبسون..اللسانيات العامه ص30..31 2ينظر ترجمة عبد السلام المسدي..الأسلوبية والأسلوب..ص 116 3 ينظر/أسيمة درويش/مسار التحولات/دار الآداب بيروت/ ص 55 4ينظر خالدة سعيد / الحداثة أو عقدة جلجاميش/مجلة مواقف العدد 51 و52 بيروت 1984 ص 41 5أسيمة درويش/مسار التحولات/دار الآداب/ ص78 6ودوروف/مفهوم الأدب/ ترجمة منذر عياشي ط1 النادي الأدبي الثقافي بجدة.1990السعودية ص15 7ينظر موسم الهجرة إلى الشمال/الطيب صالح 8ينظر رواية موسم الهجرة إلى الشمال تعليق/توفيق بكار/ص |
||||
2011-12-16, 17:39 | رقم المشاركة : 1493 | |||
|
|
|||
2011-12-17, 11:36 | رقم المشاركة : 1494 | |||
|
أريد بحث حول
أريد بحث حول آخر تعديل محب بلاده 2011-12-19 في 16:34.
|
|||
2011-12-19, 11:33 | رقم المشاركة : 1495 | |||
|
اسم العضو :............ريمي الصغيرة.................. |
|||
2011-12-19, 12:07 | رقم المشاركة : 1496 | |||
|
halimad |
|||
2011-12-19, 15:42 | رقم المشاركة : 1497 | |||
|
اريد بحث حول |
|||
2011-12-19, 16:36 | رقم المشاركة : 1498 | ||||
|
اقتباس:
بحث حول البراكين الانفجارية تعريف البراكين الانفجارية البركاين الانفجارية تتميز بصعود ماغما ناتجة عن انضهار محلي لصخورمتواجدة في الأعماق على مستوى منطقة الغوص حيث تكون هذه الماغما لزجة وغنية بالغازات وهذا ما يميز الانفجار البركاني وكمثال نذكر براكين جبال الأنديز بأمريكا الجنوبية ولافورنيز وتتمثل نواتج البراكين الانفجارية في الغازات :co² بخار الماء المواد السائلة : الحمم اللزجة المواد الصلبة : رماد ، حمم بركانية،قنابل بركانية مكونات البركان : يتكون البركان من ثلاثة أجزاء رئيسية هي : 1 – الفوهة Crater وهي ألفتحه العليا التي تنبثق منها الحمم والغازات . 2 – القصبة أو العنق Neck وهي عبارة عن تجويف اسطواني يخترق القشرة الأرضية ويصل جوف الأرض بالسطح ، وينتهي عند الفوهة ، ومنه تمر المواد المصهورة أثناء صعودها إلى الأرض . 3 – المخروط Cone وهو عبارة عن الشكل الذي يتكون منه جسم البركان ، ويتكون في الغالب من المواد المصهورة بعد تراكمها بالقرب من الفوهة . مع ملاحظة مهمة وهي بان هذه الأجزاء لا تنطبق على البراكين الشقية او الطولية وإنما تنطبق على البراكين المركبة فقط. أهمية دراسة النشاط البركاني : تعد دراسة الصخور البركانية الناتجة عن النشاط البركاني مهمة ليس فقط لمعرفة ما يدور في باطن الأرض والكشف عن خباياه ، وإنما أيضا يراد منه معرفة التركيب الكيميائي ، والمعدني لهذه اللافا التي تخرج إلى سطح الأرض ، وكيف تترك أثرها على نمط الانفجارات البركانية ، وكيف تساهم في تكوين أشكال أرضية مختلفة اعتمادا على تلك الخصائص التي تتميز بها أسباب النشاط البركاني : أما أسباب النشاط البركاني فأنها تتعلق بتكتونية الألواح وان أكثر البراكين النشطة تحدد قرب التقاء الألواح حيث ألماكما تنتج كما لو يكون انتشار أو هبوط تفاعل ألواح الليثوسفير مع مواد الأرض الأخرى . وكذلك تحدث البراكين نتيجة للاختلافات الطبيعية والكيماوية ونشاط المواد المشعة في باطن الأرض . وأحيانا يكون النشاط الزلزالي سببا من أسباب حدوث النشاط البركاني أنواع المقذوفات البركانية . تشتمل المواد المنبثقة من أفواه البراكين على ثلاثة أنواع من المقذوفات البركانية هي : 1 – الأجسام الصلبة . وقد تتباين هذه المقذوفات من حيث الحجم ، فمنها ما يكون عبارة عن مقذوفات بركانية كبيرة الحجم يطلق عليها اسم القنابل البركانية Bombs وتكون على الأغلب بيضاوية الشكل ، يكون متوسط حجمها بقدر حجم جوزة الهند أو تكون على هيئة حصى بركاني صغير لا يتجاوز قطره نصف سنتمتر ، وقد يزيد في الحجم قليلا حتى يصل إلى ( 4 ) سنتمتر ، ومنها ما يكون على شكل مقذوفات دقيقة جدا تتمثل في الرماد البركاني أو الغبار البركاني الذي تحمله الرياح إلى مسافات بعيدة قبل أن يترسب . ( أبو عيانة 1999 ، الجوهري 1999 ) 2 – الغازات والأبخرة . يرافق خروج الطفوح البركانية بنوعيها الصلبة والسائلة كميات كبيرة من بخار الماء والغازات تقدر بنحو( 5 % ) من حجم تلك الطفوح البركانية ، في حين تتراوح نسبة بخار الماء بين ( 60 – 90 % ) من جملة الغازات التي تنبثق من الفوهات البركانية . وتتمثل النسبة الباقية الأخرى من مجموعة من الغازات أهمها ثاني أو كسيد الكربون ، والنتروجين ، وغازات أحماض الهيدروليك ، والكبريتيك ، والنشادر . وتتراوح درجة حرارة تلك الغازات أثناء انبثاقها من فوهات البراكين من ( 100 – 500 ) درجة مئوية ، ولا يقتصر خروج الغازات من فوهات البراكين أثناء حدوث الثورانات البركانية فقط ، وإنما ينبعث من البراكين الساكنة كميات كبيرة من الأبخرة والغازات دون أن يصاحبها انبثاق اللافا إلى خارج السطح . تساعد الغازات الذائبة في مواد الطفوح البركانية Lavas على تقليل كثافتها ، وسهولة تحركها وانسيابها فوق سطح الأرض ، وقد لوحظ بان مواد الطفوح البركانية التي لا تزال تحتوي على بعض الغازات فيها يمكن أن تنبثق من باطن الأرض ، وتنساب فوق سطح الأرض حتى إذا انخفضت درجة حرارتها إلى ( 600 ) درجة مئوية ، إما إذا تسربت الغازات من تلك المواد المشار إليها فيؤدي ذلك إلى عظم لزوجة اللافا ، وشدة تماسكها ، وتكتلها ، وسرعان ما تتجمد بعد خروجها من الفوهات البركانية بأيام قليلة . 3 – المواد السائلة . وهي عبارة عن صخور منصهرة تخرج من غرفة المهل وتسمى بالطفوح البركانية Lava عند خروجها على سطح الأرض ، أما في حالة عدم خروج هذه المصهورات البركانية وانحباسها في باطن القشرة الأرضية ، ولم تتعرض إلى البرودة السريعة فيطلق عليها اسم ألماكما Magma ، ويكمن تقسيم الطفوح البركانية إلى نوعين : أ – الطفوح الحامضية Acid Lava : وهي عبارة عن صخور نارية ذائبة ترتفع فيها نسبة السليكا ، ولذا فإنها تتصلب بسرعة إذا ما اقتربت من سطح الأرض ، ونظرا لسرعة تصلبها فانا لا تنساب إلا لمسافات قصيرة حول الفوهة ، وبالتالي يترتب عليها تكوين المخروطات البركانية التي تتباين في ارتفاعاتها وشدة انحدار جوانبها . ب – الطفوح القاعدية Basic Lava : وهي عبارة عن صخور نارية منصهرة أيضا ، إلا أن نسبة السليكا فيها اقل من النوع السابق ، لذا تبقى في حالة انصهار مدة أطول مما يساعد على جريانها فوق سطح الأرض ، وبالتالي انتشارها على مساحات واسعة قبل أن تتصلب وتتجمد ، مما يترتب على ذلك ان تكون المخاريط الناتجة عن ذلك اقل ارتفاعا وجوانبها ألطف انحدارا من مخاريط الطفوح الحامضية ، وتكون الهضاب خير مثال على الأشكال الأرضية الناتجة عنها . |
||||
2011-12-19, 16:40 | رقم المشاركة : 1499 | |||
|
|
|||
2011-12-19, 16:41 | رقم المشاركة : 1500 | |||
|
مقدمة تعتبر البراكين من الظواهر الطبيعية الفريدة التي استرعت انتباه الإنسان منذ القدم وهي تلعب دورا عظيما في العمليات الجيولوجية التي تؤثر على تاريخ تطور القشرة الأرضية وتشكلها . وذلك لأن أغلب أجزاء القشرة الأرضية تأثرت بالعمليات الاندفاعية وخضعت في تشكيلها إلى مساهمة العمليات الاندفاعية . وتفيد دراسة البراكين في التعرف على مراكز الهزات الأرضية ودراسة البراكين فرع من فروع الجيولوجيا والذي أصبح قائما بذاته يعرف باسم علم البراكين Volcanology . والبراكين يصاحبها تكون معادن وخامات هامة جدا من الناحية الاقتصادية . أجزاء البراكين : إذا نظرت إلى الشكل ستجد أنه يتكون من: 1- جبل مخروطي الشكل: يتركب من حطام صخري أو لافا متصلبة. وهي المواد التي يقذفها البركان من فوهته وكانت كلها أو بعضها في حالة منصهرة. 2- فوهة: وهي عبارة عن تجويف مستدير الشكل تقريبا في قمة المخروط ، يتراوح اتساعه بين بضعة آلاف من الأمتار. وتنبثق من الفوهة على فترات غازات وكتل صخرية وقذائف وحمم ومواد منصهرة (لافا) وقد يكون للبركان أكثر من فوهة ثانوية إلى جانب الفوهة الرئيسية في قمته كما ترى في الشكل: 3- مدخنة أو قصبة : وهي قناة تمتد من قاع الفوهة إلى أسفل حيث تتصل بفرن الصهير في جوف الأرض . وتندفع خلالها المواد البركانية إلى الفوهة. وتعرف أحيانا بعنق البركان. وبجانب المدخنة الرئيسية ، قد يكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات الثانوية. أنواع المواد البركانية: يخرج من البراكين حين ثوراتها حطام صخري صلب ومواد سائلة . 1- الحطام الصخري: ينبثق نتيجة للانفجارات البركانية حطام صخري صلب مختلف الأنواع والأحجام عادة في الفترة الأولى من الثوران البركاني . ويشتق الحطام الصخري من القشرة المتصلبة التي تنتزع من جدران العنق نتيجة لدفع اللافا والمواد الغازية المنطلقة من الصهير بقوة وعنف ويتركب الحطام الصخري من مواد تختلف في أحجامها منها الكتل الصخرية ، والقذائف والجمرات ، والرمل والغبار البركاني . 2- الغازات: تخرج من البراكين أثناء نشاطها غازات بخار الماء ، وهو ينبثق بكميات عظيمة مكونا لسحب هائلة يختلط معه فيها الغبار والغازات الأخرى. وتتكاثف هذه الأبخرة مسببة لأمطار غزيرة تتساقط في محيط البركان. ويصاحب الانفجارات وسقوط الأمطار حدوث أضواء كهربائية تنشأ من احتكاك حبيبات الرماد البركاني ببعضها ونتيجة للاضطرابات الجوية، وعدا الأبخرة المائية الشديدة الحرارة ، ينفث البركان غازات متعددة أهمها الهيدروجين والكلورين والكبريت والنتروجين والكربون والأوكسجين. 3- اللافا: هي كتل سائلة تلفظها البراكين ، وتبلغ درجة حرارتها بين 1000 م و 1200م . وتنبثق اللافا من فوهة البركان ، كما تطفح من خلال الشقوق والكسور في جوانب المخروط البركاني، تلك الكسور التي تنشئها الانفجارات وضغط كتل الصهير ، وتتوقف طبيعة اللافا ومظهرها على التركيب الكيماوي لكتل الصهير الذي تنبعث منه وهي نوعان: أ- لافا خفيفة فاتحة اللون: وهذه تتميز بعظم لزوجتها ، ومن ثم فإنها بطيئة التدفق ومثلها اللافا التي انبثقت من بركان بيلي ( في جزر المرتنيك في البحر الكاريبي ) عام 1902 فقد كانت كثيفة لزجة لدرجة أنها لم تقو على التحرك ، وأخذت تتراكم وترتفع مكونة لبرج فوق الفوهة بلغ ارتفاعه نحو 300 م ، ثم ما لبث بعد ذلك أن تكسر وتحطم نتيجة للانفجارات التي أحدثها خروج الغازات . ب- لافا ثقيلة داكنة اللون: وهي لافا بازلتية ، وتتميز بأنها سائلة ومتحركة لدرجة كبيرة، وتنساب في شكل مجاري على منحدرات البركان، وحين تنبثق هذه اللافا من خلال كسور عظيمة الامتداد فإنها تنتشر فوق مساحات هائلة مكونة لهضاب فسيحة ، ومثلها هضبة الحبشة وهضبة الدكن بالهند وهضبة كولومبيا بأمريكا الشمالية. أشكال البراكين: 1-براكين الحطام الصخري: يختلف شكل المخروط البركاني باختلاف المواد التي يتركب منها . فإذا كان المخروط يتركب كلية من الحطام الصخري ، فإننا نجده مرتفعا شديد الانحدار بالنسبة للمساحة التي تشغلها قاعدته . وهنا نجد درجة الانحدار تبلغ 30 درجة وقد تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية وتنشأ هذه الأشكال عادة نتيجة لانفجارات بركانية . وتتمثل في جزر إندونيسيا. 2- البراكين الهضبية: وتنشأ نتيجة لخروج اللافا وتراكمها حول فوهة رئيسية ولهذا تبدو قليلة الارتفاع بالنسبة للمساحة الكبيرة التي تشغلها قواعدها . وتبدو قممها أشبه بهضاب محدبة تحدبا هينا ومن هنا جاءت تسميتها بالبراكين الهضبية وقد نشأت هذه المخاريط من تدفق مصهورات اللافا الشديدة الحرارة والعظيمة السيولة والتي انتشرت فوق مساحات واسعة وتتمثل هذه البراكين الهضبية أحسن تمثيل في براكين جزر هاواي كبركان مونالوا الذي يبلغ ارتفاعه 4100 م وهو يبدو أشبه بقبة فسيحة تنحدر انحداراً سهلاً هينا. 3- البراكين الطباقية: البراكين الطباقية نوع شائع الوجود ، وهي في شكلها وسط النمطين السابقين وتتركب مخروطاتها من مواد الحطام الصخري ومن تدفقات اللافا التي يخرجها البركان حين يهدأ ثورانه. وتكون اللوافظ التي تخرج من البركان أثناء الانفجارات المتتابعة طبقات بعضها فوق بعض ، ويتألف قسم منها من مواد خشنة وقسم آخر من مواد دقيقة ، وبين هذا وذاك تتداخل اللافا في هيئة أشرطة قليلة السمك. ومن هذا ينشأ نوع من الطباقية في تركيب المخروط ويمثل هذا الشكل بركان مايون أكثر براكين جزر الفليبين نشاطا في الوقت الحاضر. التوزيع الجغرافي للبراكين: تنتشر البراكين فوق نطاقات طويلة على سطح الأرض أظهرها: 1- النطاق الذي يحيط بسواحل المحيط الهادي والذي يعرف أحيانا بحلقة النار, فهو يمتد على السواحل الشرقية من ذلك المحيط فوق مرتفعات الأنديز إلى أمريكا الوسطى والمكسيك، وفوق مرتفعات غربي أمريكا الشمالية إلى جزر الوشيان ومنها إلى سواحل شرق قارة آسيا إلى جزر اليابان والفليبين ثم إلى جزر إندونيسيا ونيوزيلندا. 2- يوجد الكثير من البراكين في المحيط الهادي نفسه وبعضها ضخم عظيم نشأ في قاعه وظهر شامخا فوق مستوى مياهه. ومنها براكين جزر هاواي التي ترتكز قواعدها في المحيط على عمق نحو 5000م ، وترتفع فوق سطح مياهه أكثر من 4000 م وبذلك يصل ارتفاعها الكلي من قاع المحيط إلى قممها نحو 9000 م 3- جنوب أوربا المطل على البحر المتوسط والجزر المتاخمة له . وأشهر البراكين النشطة هنا فيزوف قرب نابولي بإيطاليا، وأتنا بجزر صقلية وأسترو مبولي (منارة البحر المتوسط) في جزر ليباري. 4- مرتفعات غربي آسيا وأشهر براكينها أرارات واليوزنز . 5- النطاق الشرقي من أفريقيا وأشهر براكينه كلمنجارو. آثار البراكين : 1- في تشكيل سطح الأرض : نستطيع مما سلف أن نتبين آثار البراكين في تشكيل سطح الكرة الأرضية فهي تنشأ الجبال الشامخة والهضاب الفسيحة . وحين تخمد تنشأ في تجاويف فوهاتها البحيرات في الجهات المطيرة. 2- في النشاط البشري: من الغريب أن الإنسان لم يعزف السكنى بجوار البراكين حتى يكون بمأمن من أخطارها ، إذ نجده يقطن بالقرب منها ، بل وعلى منحدراتها أيضا. فبركان فيزوف تحيط به القرى والمدن وتغطيه حدائق الفاكهة وبساتين الكروم وجميعها تنتشر على جوانبه حتى قرب قمته. وتقوم الزراعة أيضا على منحدرات بركان (أثنا) في جزيرة صقلية حتى ارتفاع 1200 م في تربة خصيبة تتكون من البازلت الأسود الذي تدفق فوق المنطقة أثناء العصور التاريخية. وهذه البراكين لا ترحم إذ تثور من وقت خر فتدمر قرية أو أخرى ويمكن للسائر على طول الطريق الرئيسي فوق السفوح السفلى من بركان أثنا وعند نهاية تدفقات اللافا المتدفقة وهي شواهد أبدية تشير إلى الخطر الدائم المحدق بالمنطقة. وتشتهر جزيرة جاوه ببراكينها الثائرة النشطة وبراكينها تفوق في الواقع كل براكين العالم في كمية الطفوح واللوافظ التي انبثقت منها منذ عام 1500 م ومع هذا نجد الجزيرة تغص بالسكان ، فهي أكثف جهات العالم الزراعية سكانا بالنسبة لمساحتها ويسكنها نحو 75 مليون شخص ويرجع ذلك كما أسلفنا إلى خصوبة التربة البركانية، وقد أنشئت بها مصلحة للبراكين وظيفتها التنبؤ بحدوث الانفجارات البركانية وتحذير السكان قبل ثورانات البراكين مما يقلل من أخطار وقوعها. |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc