قالت الممحاة لقلم الرصاص:كيف حالك ياصديقى؟
أجاب القلم بعصبيه:لست صديقك! اندهشت وقالت :لماذا؟ فرد القلم:لاننى أكرهك. قالت الممحاة بحزن ولم تكرهنى؟
أجابها القلم لانك تمحين ما اكتب فردت عليه :أنا لا امحو الا الاخطاء انزعج القلم وقال:وما شأنك انت ؟
فأجابته بلطف:انا الممحاة وهذا عملى فرد القلم:هذا ليس عملا التفتت الممحاة وقالت له:عملى نافع مثل عملك
ولكن القلم ازداد انزعاجا وقال لها :انت مخطئة ومغروره فاندهشت وقالت:لماذا؟
اجابها:لان من يكتب افضل ممن يمحو قالت له:"ازالة الخطأ تعادل كتابة الصواب"
اطرق القلم لحظه ثم رفع راسه وقال :صدقت ياعزيزتى فرحت الممحاة وقالت له:اما زلت تكرهنى ؟
اجابها القلم وقد احس بالندم:لن اكره من يمحو اخطائى فردت عليه وانا لن امحو ما كان صوابا قال القلم :ولكنك تصغرين يوما بعد يوم !
فأجابته :لاننى اضحى بشئ من جسمى كلما محوت خطأ قال القلم محزونا :وانا احس اننى اقصر مما كنت
قالت الممحاة تواسيه:لا نستطيع افادة الاخرين الا اذا قدمنا تضحيه من اجلهم قال القلم مسرورا:ما اعظمك ياصديقتى وما اجمل كلامك!
فرحت الممحاة وفرح القلم وعاشا صديقين حميمين لا يفترقان ولا يختلفان
....
فلنتعلّم أنه ليس كلّ ما نكتب أو نقول صحيح، فمحو أخطاء الغير ليس بالهين و يستدعي أحيانا أن نضحّي بأغلى ما نملك. التضحية .. تشبه الشمعة تحترق لتنير للآخرين ما أجمل تلك الكلمة كلمة تحمل في داخلها معنى إنساني رفيع وهي بلوغ أعلى درجات الوفاء لشخص مقرب منك والأجمل أن تجد من يضحي لأجلك ومن يستحق أن تضحي لأجله
(✿ ◠‿◠ ✿)