دراسة الطب و العمل في المستشفيات المختلطة

[أبوعبد اللّه 16]

ردك جميل جدا اخي محمد، بارك الله فيك
حقيقة رد مقنع و قوي
جزاك الله خيرا

[الواثق]

بارك الله فيك اخي الفاضل.......بالنسبة للرأي الذي انتقدتني فيه بخصوص اجر الطبيبة وان كانت في الاختلاط فلربما اخطأت في ذلك فلقد استندت الى فتوى سمعتها من قبل من احد حلق الشيخ فركوس عندها مدة طويلة سأحاول البحث عنها والتحري .........والله اعلم بالصواب

[aboumoadh]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جديدي التبسي

الواحد منا لا ينتظر أن يتحسن المجتمع
بل يبدأ من نفسه فسيصلح حاله ويحيي الالتزام والاستقامة في ذاته ويصلح علاقته مع ربه
لا أختلف معك في أن الرجل هو الملام الأول لكنه ليس وحده بل هذا ناتج عن بعد غالبية المجتمع عن تعاليم الإسلام
لكننا لا ننتظر ليصلح كله مرة واحدة لأن هذا ليس منطقي
وغير ممكن عمليا
نصلح أنفسنا ثم سينعكس ذلك على المجتمع تدريجيا
وفقك الله ..

المسلم القوي خير من المسلم الضعيف قطعا وهو حديث الصادق المصدوق
لكن هنا يُطرح سؤال ما الذي يمثله هذا المنتدى والأعضاء الموجودين فيه في الواقع ولنفرض جدلا أن كل من اطلع على الموضوع اقتنع بضرورة تجنب العمل كطبيبة
هذا الموضوع لن يغير من الواقع شيئا لكن نحن نحاول أن ننأى بأخواتنا المستقيمات عن هذا الوحل
ولن نُعدم الطبيبات المسلمات في بلدنا بتاتا مهما طال الزمن أو قصر لأن كليات الطب مليئة بالعشرات بل هن أضعاف الرجال
لذلك فلا مبرر لخوفك وعذركن هذا لا صحة له عمليا وواقعيا
لأن المجتمع ليس على درجة واحدة في التدين والأخلاق
ولن نضطر للطبيبات الكافرات إلا إذا بقيت الكفاءة عندنا كما هي الآن ومستوى الطب في الجزائر محل تساؤل وليس بالجيد إطلاقا

ويبقى هذا وجهة نظر وفقك الله أختي النجمة

القضية ليست أن نعدم الطبيبات لأن هناك طالبات يواصلن الدراسة
المشكل في فتوي في حد ذاتها
الذي يحرم دراسة الطب للبنات بل كل العلوم من أجل الإختلاط في الجامعة كان أولى به يحرم الدراسة في الثانوية أصلا لأن فيها إختلاط

ويحرم كذالك على الشباب بسبب الإختلاط لأنهم أكثر عرضة لإفتتان من البنات

[أبوعبد اللّه 16]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواثق

بارك الله فيك اخي الفاضل.......بالنسبة للرأي الذي انتقدتني فيه بخصوص اجر الطبيبة وان كانت في الاختلاط فلربما اخطأت في ذلك فلقد استندت الى فتوى سمعتها من قبل من احد حلق الشيخ فركوس عندها مدة طويلة سأحاول البحث عنها والتحري .........والله اعلم بالصواب

وفيك بارك الله اخي الواثق
رأيك صحيح، لو يكون الامران لا يستلزم احدهما الاخر، لا علاقة بينهما،
مثلا الذي يصلي و هو مسبل لثيابه، هل صلاته باطلة؟؟؟ هذا سؤال يطرح كثيرا
طبعا صلاته صحيحة، و يؤجر فيها، و بالمقابل يؤثم على اسباله لثوبه.
اما اذا انت المسألتين احدهما يستلزم الاخر، مثلا التي تعمل، هي تخرج للعمل فتقع في المحذور و هو الاختلاط، فلو لم تخرج لما وقعت في المحذور، هل هنا تؤجر في عملها؟؟؟ طبعا لا.
مثل تماما القاعدة التي ذكرها الشيخ الالباني رحمه الله " الغاية تبرر الوسيطة"، يعني عملي الطب (غاية جيدة)، الوسيلة (الاختلاط)،
يعني الاخت التي تعمل في الاختلاط، لما تخرج من بيتها، تكون قد عصت الله تعالى قبل ما تصل الى العمل (التي ترجو منه الاجر)، يعني سبحان الله، تعصي الله (الاختلاط) من اجل ان تكسب الاجر (عمل الطب)؟؟؟ هل يقبل الله هذا؟؟؟

و هذا الذي باللون الازرق، استخلصته من كلام الشيخ الالباني رحمه الله و هو ينتقد الجماعات الاسلامية المتحزبة، الذين يدخلون البرلمان من اجل التغيير
فقال الشيخ، قبل ما يصلون الى التغيير، هم واقعون في معصيته. و اكيد التغيير لا يكون بمعصية الله,

و الله اعلى و اعلم

[الواثق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبد اللّه 16

وفيك بارك الله اخي الواثق
رأيك صحيح، لو يكون الامران لا يستلزم احدهما الاخر، لا علاقة بينهما،
مثلا الذي يصلي و هو مسبل لثيابه، هل صلاته باطلة؟؟؟ هذا سؤال يطرح كثيرا
طبعا صلاته صحيحة، و يؤجر فيها، و بالمقابل يؤثم على اسباله لثوبه.
اما اذا انت المسألتين احدهما يستلزم الاخر، مثلا التي تعمل، هي تخرج للعمل فتقع في المحذور و هو الاختلاط، فلو لم تخرج لما وقعت في المحذور، هل هنا تؤجر في عملها؟؟؟ طبعا لا.
مثل تماما القاعدة التي ذكرها الشيخ الالباني رحمه الله " الغاية تبرر الوسيطة"، يعني عملي الطب (غاية جيدة)، الوسيلة (الاختلاط)،
يعني الاخت التي تعمل في الاختلاط، لما تخرج من بيتها، تكون قد عصت الله تعالى قبل ما تصل الى العمل (التي ترجو منه الاجر)، يعني سبحان الله، تعصي الله (الاختلاط) من اجل ان تكسب الاجر (عمل الطب)؟؟؟ هل يقبل الله هذا؟؟؟

و هذا الذي باللون الازرق، استخلصته من كلام الشيخ الالباني رحمه الله و هو ينتقد الجماعات الاسلامية المتحزبة، الذين يدخلون البرلمان من اجل التغيير
فقال الشيخ، قبل ما يصلون الى التغيير، هم واقعون في معصيته. و اكيد التغيير لا يكون بمعصية الله,

و الله اعلى و اعلم

بارك الله فيك اخي على التوضيح ......... حسب معلوماتي السيطة ولا اريد ان اناقش حتى اتبين بالوجه الصحيح.....بالنسبة لما استنتجه انذاك ان قياس الامر مثلا بين التحزب والوصول الى البرلمان ليس كقياس من تخرج في الاختلاط وتمارس حرفة مفيدة للغير........فالذي اعتمد الاحزاب فالتحزب اصلا محرم كما الولوج للبرلمان فهذا يعني ولوجه لمكان يشرع فيه غير شرع الله بل يتناقشون في شرع الله وهنا محضور عظيم ....اما خروج المرأة فالاصل خروجها وفق شروط جائز وعملها ومهنتها الاصل فيه جائز لكن اختلط بالمحرمات .........فالوسيلة التي اصلها حرام لانقاش فيها اما الوسيلة التي اصلها جائز وتدخل فيها المحرمات فهنا الله اعلم ...........انا لا اناقش فيما تفضلت اردت ان ابين ماعندي لعلك تفيدني اكثر .....واكيد سأتحرى عن هذا فلقد وجب علي التحري عنه .......جزاكم الله خيرا

["زينب"]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبد اللّه 16

اختي زينب، نحن لا نتكلم عن الحلول،
الحلول ليست بأيدينا، وقلتها و اعيدها، الحل بيد الحكومة، لانه يعتمد على الناس و ليس نحن فقط.
اما و الحال هذه (الواقع)، فنحن نعمل بما افتى به مشايخنا
و انتهى المشكل. لا يكلف الله نفسا الا وسعها.
ثم اختي، لماذا المرأة تعمل:
- هل من اجل الناس (لتداوي المسلمات)؟؟
- هل من اجل نفسها (المال)؟؟؟
في الحاليتين، لا حجة لها، الحالة الاولى، هي ليست مسؤولة عن الناس، بل الاولى حفظ دينها، قبل ان تقع في الفتن.
و الحالة الثانية، هناك الكثير من تعمل من اجل مصروفها، يعني لا ضرورة اصلا هناك.

ثم هناك فرق بين الاختلاط الذي نجده في الطريق و الاختلاط في العمل، فالاول لا مفر منه و هو ليس بإختيارنا، اما الثاني فهو بإختيارنا و نحن نذهب اليه بأرجلنا.

الحل ليس في الاعتزال، بل القرار في البيت، حتى تفتح الدولة اماكن عمل خاصة بالنساء، فان لم تفتح، يبقى الحل هو القرار بالبيت، انتهى الامر. لا ادري لماذا الفتيات يردن العمل؟؟ لا افهم والله؟؟ ربما هو تقليد الكافرات اللاتي لا عقيدة لهن، يقلنّ درسنّ، فلابدا من العمل. عجبا. مع ان المرأة خلقها الله لتكوين جيل اسلامي و ليس للعمل في الشركات و وو ، عملها تربية الاولاد الذين سيكونون رجالا علماء و مشايخ و مهندسين و نساء صالحات و وو.



قلنا و سنعيد و نكرر يا اختنا، لا تفكري في المجتمع، من سيطبب نساء المسلمين و و و ، فكري في نفسك، هل انت على طاعة الله، ان كنت على طاعة الله فكري في غيرك، اما و انت تخالفين امر الله، بحجة مساعدة الاخرين، فأنت مخطئة كثيرة، بل انت كبش فداء كما قال الشيخ الالباني، فالله سوف يحاسبك على ذلك، مع انك ساعدت الكثير من المستقيمات و ازحت عنهم الحرج، و هم طبعا يرضى الله عنهم لانهن لم يعملن.
اذن السؤال
- اما ان تكون كبش فداء، فيحاسبك الله، مع انك ترفعين الحرج عن المسلمات،
- اما ان تبتعدي، و يرضى الله عنك، و طبعا الله لا يحاسبك عن النساء اللاتي لم يجدن مسلمة للتداوي، لان هذا الامر خاص بالدولة، فالدولة هي المسؤولة الاولى عن الاختلاط.

و خلاصة القول هي
هناك الكثيرات يا اختي، هناك الكثيرات، لا يصلين و لا يطعن الله في الكثير من الامور فما بالك بالاختلاط فهن يرينهن بسيط جدا و لا نقاش فيه، فلنترك الامر لهن.
اما المستقيمات فهن لا يعملن، لان غيرهن قامت بالواجب.

و انت اختاري اما تكوني الاول او الثاني، و لا يوجد حالة ثالثة.
و اقرئي هذا الرد اختي https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...6&postcount=95

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي و جزاك بكل خير قرأت الرابط مشاركة قيمة ما شاء الله
بكل بساطة تعتبر من تعمل و تدرس في الإختلاط غير مستقيمة و أنا أعتبرها أخطأت و أذنبت و عصت الله في أمر من الأمور و هذا لا يعني أنها على غير الإستقامة في أشياء أخرى, كما أن من ابتعدت عن الإختلاط لا يعني أنها مستقيمة في كل الأمور الأخرى, ليس جدالا مني إنما أؤكد لك أن كل بني آدم خطاء و إن أخطأنا نحن في موضوع الإختلاط لا يعني أننا اخترناه بمحض إرادتنا إنما واقعنا فرض علينا ذلك, أنت قلت في ردك أنه لي خياران, الخيار الثاني و هو إرضاء رب العالمين و الإمتثال لأوامره و نواهيه هو ما نتمناه لكن واقعنا يمنعنا من ذلك حاليا

[أبوعبد اللّه 16]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة "زينب"

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي و جزاك بكل خير قرأت الرابط مشاركة قيمة ما شاء الله
بكل بساطة تعتبر من تعمل و تدرس في الإختلاط غير مستقيمة و أنا أعتبرها أخطأت و أذنبت و عصت الله في أمر من الأمور و هذا لا يعني أنها على غير الإستقامة في أشياء أخرى, كما أن من ابتعدت عن الإختلاط لا يعني أنها مستقيمة في كل الأمور الأخرى, ليس جدالا مني إنما أؤكد لك أن كل بني آدم خطاء و إن أخطأنا نحن في موضوع الإختلاط لا يعني أننا اخترناه بمحض إرادتنا إنما واقعنا فرض علينا ذلك, أنت قلت في ردك أنه لي خياران, الخيار الثاني و هو إرضاء رب العالمين و الإمتثال لأوامره و نواهيه هو ما نتمناه لكن واقعنا يمنعنا من ذلك

و فيك بارك الله اختي، و جزاك الله خيرا على نقاشك الراقي جدا، فعلا يبقى نقاشك هذا نموذج يضرب به المثل، و انا اتعلم منك اسلوب الحوار و الله.
------
الاستقامة يا اختي الكريمة، تعني انك دائما و ابدا تعملين من اجل رضى الله، و هذا طبعا يحتاج الى علم، و الا كيف نرضي الله بشيء نجهله هل هو يرضي ام يسخط الله علينا، فلابدا من طلب العلم الشرعي، و من ثم العمل بذلك العلم،
فالمستقيم، هو انسان قبل كل شيء، و هو قد يخطئ، و يقع في معصية الله، لكن الفرق بين المستقيم و غيره، ان المستقيم يرجع فورا الى الله و يتوب و يستغفر، و لا يعود الى الذنب مجددا، هذا هو المستقيم، فالذنب نقع فيه لا محالة " وخير الخطائين التوابون" الذين يساعون بالتوبة، و يساعون الى مرضاة الله، لانهم لا يعرفون متى يتوافهم الموت، فيرجون ان تكون خاتتهم على الطاعة و التوحيد.
فالمستقيم، قبل ما يقول او يفعل شيء، يفكر ويطرح السؤال "هل الله راضي عني اذا قلت هذا الكلام او فعلت ذلك التصرف؟؟" فان علم انه يرضى الله، يفعله و يحتسب الاجر فيه، و ان علم ان يسخط الله، توقف عنه، و يحتسب الاجر في ذلك ايضا، لانه عمل من اجل الله.

و هذا لا يعني ان هناك حالات خاصة، فالمستقيم، قد يُضطر او يُكره الى فعل ما، يخالف امر الله، و ربنا يقول "فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه".

و هناك حالات اخرى، الله اعلم بحكمها، قد يقع المستقيم تحت ضغط الوالدين، مثل حالات الدراسة في الاختلاط، و هناك من لا يجد قوة في الصمود، و لا يجد سبيل الى المخرج وو و الحالات كثيرة، الله اعلم بحكمها.

فأنا شخصيا، و الله، غالبا اندم شديد الندم، من مناقشة مواضيع كهذه، لما فيها من حساسية، خصوصا مع المستقيمين، اجد نفسي جد قاسي معهم، مع انه حكم شرعي، الا ان تطبيق ذلك الامر في غاية الصعوبة، و يتطلب شجاعة كبيرة و تقوى و ورع من الله، و ايضا هناك عامل الاهل، لا يُمكن ان نهمله، فالفتاة التي تدرس في الاخلاطـ هي تحت ضغظ الاهل، فلا اريد ان ازيد من الضغظ عليها، و هناك ايضا من تعمل في ظرف جد قاسي و هي تحت رحمة الفقر، و احتياجها الشديد للمال، فلا ازيد في الضغط عليها و اقول العلم او العمل حرام عليكن، هذا لا يُمكن ابدا، فأنا احسن كما تحسون انتم، و اعيش في واقع مرّ كما تعيشونه، و بإذن الله سيجازينا اضعافا مضاعفة، و كلما كان الصبر اقوى كان الاجر اعظم، يقول ربنا "احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا و هم لا يفتنون"، و يقول ايضا "ام حسبتم ان تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين"، فسلعة الله غالية جدا، لا تنال بالكسل او بالراحة فهي تنال بالابتلاء و بالمشقة و الصبر.
و انا و الله لو كان الامر بيدي، لاسعدتكم جميعا، و كم افرح لما اجد نفسي في عون انسان مستقيم، و اسعى دائما في مساعدة اخواني و اخواتي المستقيمين، فهم فعلا يعيشون في وقت غربة، و يحتاجون اكثر من غيرهم الى الوقوف لجانبهم،

فالمستقيم دائما، يعلم ان ابتلاءه هو رحمة من الله، و لو لم يكن كذلك، لما ابتلي حبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كيف عاش عيش البسطاء، و لا يخفى عليكم ان اشد الناس بلاءا الانبياء ثم الامثل فالامثل، فالابتلاء يكون بقدر الايمان، و هذا رحمة الله ايضا، فلا يبتلي الله شخص بأكثر من ايمانه، رحمه منه، حتى لا ييأس، و كلما زاد ايمانا و تقوانا و ورعنا، زاد الابتلاء، هذه حكمة الله، و لله الحكمة البالغة، و فالانسان لما يرى و ينظر الى الاخرة و الحياة الابدية و النعيم منقطع النظير، هناك، لا آلام و لا احزان و الا اوجاع، هناك السعادة الحقيقة، لا يعمل و لا اختبار و لا مشقة، قولهم فيها "الحمد لله الذي صدقنا وعده"، لما ينظر المستقيم الى هذا الامر يهون عليه الابتلاء، و يجد هذه الدنيا مثل جناح بعوضة، فلا يقيم لها وزنا، و لا يعطيها اكثر من حقها، و لا يحزن عليها. نعيش في هذه الدنيا، حقيقة، بعيش فيها من اجل الاخرة، و ليس من اجلها، فنعيمها يزول، و فيها شيء يفشد حلاوتها المزيفة، الا و هو الموت، فالذي يريد السعادة في هذه الدنيا، لما يتفكر الموت، تذهب سعادته في الحين، فالموت هاذم اللذات كمال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم، المؤمن يعيش بين هذا و ذاك، يعطي للدنيا حقها لا زيادة، و يعمل دائما من اجل اخرته.
و لو ادرك الناس هذه جيدا، لما وجد من يأخذ الربا و الرشوة و السرقة و التبرج و و وو الكبائر و المعاصي، لكن الناس اعطت الدنيا اكثر من حقها، بل اصبحت الدنيا عندهم دار القرار، كأنهم خالدين فيها، يجرون وراءها ليلا نهارا، و فعلوا من اجلها المعاصي، ولا يبالون في تحصيل المال هل هو حرام ام حلال، بل غايتهم الوصول الى المتعة المزيفة، التي لا يحسون بها ابدا، لانها بكل بساطة مزيفة، المتعة و السعادة الحقيقة تكون بالايمان، حلاوة الايمان لا يجدها الا المؤمن الحق، لا يجدها الذي يلهث طوال يومه في غفلة عن الله.
خلاصة الكلام، هو ان المؤمن الحق دائما يسعى الى مرضاة الله، و يسأل المشايخ، هل هو جائز ام، هل الضرورة تسمح له ام لا، و هكذا، هذا هو المستقيم بكل بساطة.

و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ان اخطأت فمن نفسي، و ان اصبت فمن الله وحده.

["زينب"]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبد اللّه 16

و فيك بارك الله اختي، و جزاك الله خيرا على نقاشك الراقي جدا، فعلا يبقى نقاشك هذا نموذج يضرب به المثل، و انا اتعلم منك اسلوب الحوار و الله.
------
الاستقامة يا اختي الكريمة، تعني انك دائما و ابدا تعملين من اجل رضى الله، و هذا طبعا يحتاج الى علم، و الا كيف نرضي الله بشيء نجهله هل هو يرضي ام يسخط الله علينا، فلابدا من طلب العلم الشرعي، و من ثم العمل بذلك العلم،
فالمستقيم، هو انسان قبل كل شيء، و هو قد يخطئ، و يقع في معصية الله، لكن الفرق بين المستقيم و غيره، ان المستقيم يرجع فورا الى الله و يتوب و يستغفر، و لا يعود الى الذنب مجددا، هذا هو المستقيم، فالذنب نقع فيه لا محالة " وخير الخطائين التوابون" الذين يساعون بالتوبة، و يساعون الى مرضاة الله، لانهم لا يعرفون متى يتوافهم الموت، فيرجون ان تكون خاتتهم على الطاعة و التوحيد.
فالمستقيم، قبل ما يقول او يفعل شيء، يفكر ويطرح السؤال "هل الله راضي عني اذا قلت هذا الكلام او فعلت ذلك التصرف؟؟" فان علم انه يرضى الله، يفعله و يحتسب الاجر فيه، و ان علم ان يسخط الله، توقف عنه، و يحتسب الاجر في ذلك ايضا، لانه عمل من اجل الله.

و هذا لا يعني ان هناك حالات خاصة، فالمستقيم، قد يُضطر او يُكره الى فعل ما، يخالف امر الله، و ربنا يقول "فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه".

و هناك حالات اخرى، الله اعلم بحكمها، قد يقع المستقيم تحت ضغط الوالدين، مثل حالات الدراسة في الاختلاط، و هناك من لا يجد قوة في الصمود، و لا يجد سبيل الى المخرج وو و الحالات كثيرة، الله اعلم بحكمها.

فأنا شخصيا، و الله، غالبا اندم شديد الندم، من مناقشة مواضيع كهذه، لما فيها من حساسية، خصوصا مع المستقيمين، اجد نفسي جد قاسي معهم، مع انه حكم شرعي، الا ان تطبيق ذلك الامر في غاية الصعوبة، و يتطلب شجاعة كبيرة و تقوى و ورع من الله، و ايضا هناك عامل الاهل، لا يُمكن ان نهمله، فالفتاة التي تدرس في الاخلاطـ هي تحت ضغظ الاهل، فلا اريد ان ازيد من الضغظ عليها، و هناك ايضا من تعمل في ظرف جد قاسي و هي تحت رحمة الفقر، و احتياجها الشديد للمال، فلا ازيد في الضغط عليها و اقول العلم او العمل حرام عليكن، هذا لا يُمكن ابدا، فأنا احسن كما تحسون انتم، و اعيش في واقع مرّ كما تعيشونه، و بإذن الله سيجازينا اضعافا مضاعفة، و كلما كان الصبر اقوى كان الاجر اعظم، يقول ربنا "احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا و هم لا يفتنون"، و يقول ايضا "ام حسبتم ان تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين"، فسلعة الله غالية جدا، لا تنال بالكسل او بالراحة فهي تنال بالابتلاء و بالمشقة و الصبر.
و انا و الله لو كان الامر بيدي، لاسعدتكم جميعا، و كم افرح لما اجد نفسي في عون انسان مستقيم، و اسعى دائما في مساعدة اخواني و اخواتي المستقيمين، فهم فعلا يعيشون في وقت غربة، و يحتاجون اكثر من غيرهم الى الوقوف لجانبهم،

فالمستقيم دائما، يعلم ان ابتلاءه هو رحمة من الله، و لو لم يكن كذلك، لما ابتلي حبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كيف عاش عيش البسطاء، و لا يخفى عليكم ان اشد الناس بلاءا الانبياء ثم الامثل فالامثل، فالابتلاء يكون بقدر الايمان، و هذا رحمة الله ايضا، فلا يبتلي الله شخص بأكثر من ايمانه، رحمه منه، حتى لا ييأس، و كلما زاد ايمانا و تقوانا و ورعنا، زاد الابتلاء، هذه حكمة الله، و لله الحكمة البالغة، و فالانسان لما يرى و ينظر الى الاخرة و الحياة الابدية و النعيم منقطع النظير، هناك، لا آلام و لا احزان و الا اوجاع، هناك السعادة الحقيقة، لا يعمل و لا اختبار و لا مشقة، قولهم فيها "الحمد لله الذي صدقنا وعده"، لما ينظر المستقيم الى هذا الامر يهون عليه الابتلاء، و يجد هذه الدنيا مثل جناح بعوضة، فلا يقيم لها وزنا، و لا يعطيها اكثر من حقها، و لا يحزن عليها. نعيش في هذه الدنيا، حقيقة، بعيش فيها من اجل الاخرة، و ليس من اجلها، فنعيمها يزول، و فيها شيء يفشد حلاوتها المزيفة، الا و هو الموت، فالذي يريد السعادة في هذه الدنيا، لما يتفكر الموت، تذهب سعادته في الحين، فالموت هاذم اللذات كمال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم، المؤمن يعيش بين هذا و ذاك، يعطي للدنيا حقها لا زيادة، و يعمل دائما من اجل اخرته.
و لو ادرك الناس هذه جيدا، لما وجد من يأخذ الربا و الرشوة و السرقة و التبرج و و وو الكبائر و المعاصي، لكن الناس اعطت الدنيا اكثر من حقها، بل اصبحت الدنيا عندهم دار القرار، كأنهم خالدين فيها، يجرون وراءها ليلا نهارا، و فعلوا من اجلها المعاصي، ولا يبالون في تحصيل المال هل هو حرام ام حلال، بل غايتهم الوصول الى المتعة المزيفة، التي لا يحسون بها ابدا، لانها بكل بساطة مزيفة، المتعة و السعادة الحقيقة تكون بالايمان، حلاوة الايمان لا يجدها الا المؤمن الحق، لا يجدها الذي يلهث طوال يومه في غفلة عن الله.
خلاصة الكلام، هو ان المؤمن الحق دائما يسعى الى مرضاة الله، و يسأل المشايخ، هل هو جائز ام، هل الضرورة تسمح له ام لا، و هكذا، هذا هو المستقيم بكل بساطة.

و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ان اخطأت فمن نفسي، و ان اصبت فمن الله وحده.

بارك الله فيك أخي و الله كلامك رائع جدا و يمكن أن يلقى كخطبة بارك الله فيك أحطت بكل الجوانب في كلامك

و ربي يجازيك بكل خير على ما تسعى لنشره من علم و مساعدة إخوانك فيما خفي عنهم

سدد الله خطاك و نفع بك
نسأل الله أن يهدينا للطريق المستقيم و يعيننا على تطبيق ما علمنا و يغفر لنا ما جهلنا و ما استعصى علينا تطبيقه

أنا ما أكمل به النقاش هو هاته الآية

" و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب "

فقط نحتاج خطوة واحدة إلى الله و هو من سيسهل علينا باقي الأمور التي تدخلنا في عباده الطائعين التائبين الممتثلين لأوامره

[محمد جديدي التبسي]

وفقك الله أخت زينب وبارك الله في الأخ أبو عبد الله على مجهوده الطيب وكلامه القيم

[أبوعبد اللّه 16]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة "زينب"

بارك الله فيك أخي و الله كلامك رائع جدا و يمكن أن يلقى كخطبة بارك الله فيك أحطت بكل الجوانب في كلامك

و ربي يجازيك بكل خير على ما تسعى لنشره من علم و مساعدة إخوانك فيما خفي عنهم

سدد الله خطاك و نفع بك
نسأل الله أن يهدينا للطريق المستقيم و يعيننا على تطبيق ما علمنا و يغفر لنا ما جهلنا و ما استعصى علينا تطبيقه

أنا ما أكمل به النقاش هو هاته الآية

" و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب "

فقط نحتاج خطوة واحدة إلى الله و هو من سيسهل علينا باقي الأمور التي تدخلنا في عباده الطائعين التائبين الممتثلين لأوامره

و فيك بارك الله اختي
آمين
تلك الاية العظيمة، "و من يتق الله يجعل له مخرجا، و يرزقه من حيث لا يحتسب"، لي قصص معها وقعت لي.
و الرزق قد يكون مال، زوج، منصب، ....الخ، بشرط تقوى الله و الصبر، و لا نستعجل الخير.
أسأل الله ان يفتح علينا و عليك فتحا مبينا، اختي، و يرزقك من حيث لا تحتسبين، انه ولي ذلك و القادر عليه.

بالنسبة لي المناقشة كانت جد راقية، الله يبارك، و انا هنا اتوقف، و ربما الاخوة و الاخوات يواصلون، وفقهم الله، و ابقى اتابع عن كثب، و قد اضع رد، ان رأيته مفيد.

و السلام عليكم و رحمة الله