الإيمان بالقدر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإيمان بالقدر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-04-13, 18:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
mokhtar81
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية mokhtar81
 

 

 
إحصائية العضو










B18 الإيمان بالقدر

1- معنى القدر.
2- وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى.
3- أثر الإيمان بالقدر في نفوس المؤمنين.
4- اختيار الإنسان وكسبه.

1- معنى الإيمان بالقدر:
الإيمان بالقدر: هو الإيمان بتقدم علم الله سبحانه وتعالى بما يكون وبما سيكون من أعمال المخلوقات كلها، وصدور جميعها عن تقدير منه وخلقٍ لها خيرها وشرها.
- فقد شاء الله أن يخلق الخلائق، وقضى أن تكون بأقدار وأوصاف محددة، وهو العالم بما كان ويكون وما سيكون، وكل ما في الوجود من حركات وسكنات إنما هو كائن بمشيئة الله سبحانه وتعالى، ولا يحدث شيء، إلا بقدرة الله ومشيئته، فما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن.
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70].
وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2].
وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
وقال تعالى: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].
وقال تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف:23-24].
وقال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان: 30].
2- وجوب الإيمان بالقدر:
الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
3- أثر الإيمان بالقدر في نفوس المؤمنين:
إن من يدعي أن الإيمان بالقدر مدعاة للتواكل والكسل والخمول فهذه دعوى فاسدة باطلة وسبها عدم الفهم لمعنى الإيمان بالقدر لأن من آمن أن الله تعالى خلق كل شيء بقدر فهو حريص على معرفة أقدار الخير ليدفع بها أقدار الشرِّ، فهو يدفع قدر الجوع بقدر الطعام، وقدر المرض بقدر الدواء، وقدر الفقر بقدر السعي في طلب الرزق.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرُّقى والأدوية: هل تَرُدُّ من قَدَر الله شيئاً؟
قال: "هي من قدر الله" رواه أحمد.
ومن آمن بقدر الله تعالى لا يصيبه اليأس ولا القنوط بسبب كثرة المصائب، ولا يحزن على ما فاته، ولا يفخر ولا يتكبر مهما أوتي من مال وجاهٍ ومنصب وغير ذلك من حظوظ الدنيا.
قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا(1) عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا(2) بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ(3) فَخُورٍ} [الحديد: 22-23].
ومن آمن بقدر الله وقدرته ومشيئته، وأدرك عجزهُ، وحاجته إلى خالقه تعالى، فهو يصدق في توكلِّه على ربَّه ويأخذ بالأسباب التي خلقها الله، ويطلب من ربه العون والسداد.
والمؤمن يردد في يقين قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].
ويوقن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".
4- اختيار الإنسان وكسبه:
الإنسان مختار في عمله وكسبه، غير مجبر وهو مفطور على حركة الاختيار، ويمثل هذه الحركة ويطبقها في حياته اليومية، ويقرر بعمله وسلوكه الاختيار وينكر الجبر، فلا يعاقب الجمادَ ولا يغضب على الحجر والخشب والماء والنار والريح مهما لحقه الأذى والعنت من هذه الأشياء، أما إذا تعرض إنسان لإهانتك أو هتك عرضك ثُرتَ عليه ثوراناً عجيباً وعاقبته عقاباً شديداً.
أفلا يدل ذلك على أن الإنسان يميز بين المجبور والمختار، وأن الإنسان صاحب اختيار وإرادة يحاسب ويعاتب ويعاقب ويلام ولا يقبل منه عذر فيما تعمده فهو مخير ليس بمجبور.
- شبهة وردُّها:
الشبهة: قد يتساءل البعض كيف لا يكون ما قد كتب في اللوح المحفوظ مجبراً للإنسان على العمل مع أنه قد كتب قبل وجود الإنسان؟

ردُّها: سنضرب مثالاً لكشف هذه الشبهة:
ألا ترى أن الأستاذ الذكي الخبير بأحوال طلابه الذي يضع أسئلة الامتحان، لو أنه كتب في ورقة أسماء من هو متأكد أنهم سيرسبون في الامتحان في أخرى أسماء من هو متأكد من نجاحهم، ثم جاء الامتحان وظهرت النتيجة، ثم جاء الذين رسبوا محتجين بقولهم: إن ما كتبه الأستاذ علينا في الورقة بأننا سنرسب هو السبب في رسوبنا! فهل سيُقبل عذرهم؟ أم أنه سيقال لهم: إن ما كتبه الأستاذ في الورقة أمر متعلق بعلمه وخبرته السابقة بأحوالكم، ورسوبُكم متعلق بإهمالكم، فلا تعتذروا لإهمالكم بعلم الأستاذ وخبرته. (ولله المثل الأعلى) فهو سبحانه وتعالى خالق الخلق وهو العليم بأحوالهم قال تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
ولقد خلقنا الله سبحانه لقضاء فترة الامتحان في هذه الحياة الدنيا وهو جلَّ شأنه يعلم نتيجة الامتحان فكتب الشقاء على الأشقياء وكتب السعادة للسعداء حسب علمه المحيط بما كان وما يكون وما سيكون.
وربما أخطأ الأستاذ في تقديره لنتائج طلابه لكنَّ قدرَ الله لا يخطئ في تقديره لأعمال خلقه.
والكتابة في اللوح المحفوظ أمر متعلق بعلم الله السابق، فترك الصلاة مثلاً أمر متعلق بتمرد وإهمال ومعصيةِ تارك الصلاة، وقد أراد الجاحدون أن يعتذروا ويتحججوا للمعصية والضلال بعلم الله تعالى، وهذا مرفوض لأن علم الله سابق لا سائق، فما أخبر الله مما هو كائن إلى يوم القيامة من أفعال العباد الاختيارية ليس فيه أي إجبار ولا فيها سوق للإنسان دون إرادته.








 


قديم 2009-04-15, 00:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
taha178
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية taha178
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ألف شكر أخي الكريم










قديم 2009-04-15, 15:14   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سرور.
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك










قديم 2009-04-17, 14:25   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المسيلي28
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

أضيف هذا الدرس لتعم الفائدة إن شاء الله تعالى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الايمان بالقدر خيره وشره
قال الله تعالى { إنَّا كلَّ شيء خلقناه بقَدَر } (القمر) وقال الله تعالى { وخَلَقَ كل شيء فقدَّرهُ تقديراً } (الفرقان).
إخوة الإسلام، اعلموا أنه لا يجري شيء في هذا العالم إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى. والقَدَرُ هو جعلُ كل شيء على ما هو عليه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الإيمان أن تؤمن باللهِ وملائكتهِ وكتبهِ ورسلهِ واليومِ الآخرِ وبالقَدَرِ خيرهِ وشرهِ”. أي أن المخلوقات التي قدّرها اللهُ وفيها الخيرُ والشرُ إنما وُجدت بتقديرِ اللهِ الأزلي.
والإيمان بالقدر هو من الأمور المهمة ويكون باعتقاد أن كل شيء يحصل بتقدير الله ويدخل في ذلك عملُ العبد الخير والشر باختياره. إن إرادة الله نافذةٌ في كل ما أراده على حسب عِلمِه الأزلي، فما عَلِمَ الله كونَه أراد كونَه في الوقت الذي يكون فيه. وما عَلِمَ أنه لا يكون لم يُرِدْ أن يكونَ فلا يحدثُ في العالم شيء إلا بمشيئة الله لا يحصل شيء إلا بمشيئة الله .
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علّم بعضَ بناتِه " ما شاء الله كانَ وما لم يشأ لم يكن " رواه أبو داود. فكل ما شاء الله أن يكونَ كانَ وما لم يشأ الله أن يكونَ لا يكون ولا تتغير مشيئَتُه، فهو على حسب مشيئته الأزلية يغيِّر المخلوقات من غير أن تتغير مشيئته. هذه كلمة أجمع عليها المسلمون سلفهم وخلفهم، وقد قال الله تعالى { وما تشاؤونَ إلا أن يشاءَ الله ربُّ العالمين} (التكوير).
لقد أرسل الله تعالى الرسلَ مبشرينَ ومنذرينَ ليُظهرَ ما في استعداد العِباد من الطَوع والإباء فمن عَلِمَ الله منه الإيمان ظَهَرَ منه الاستعدادُ للإيمان ومن عَلِمَ الله منه الكفرَ ظَهَرَ منه الاستعدادُ للكفر كما عَلِمَ الله وشاءَ، فيهلك من هَلَكَ عن بيِّنة ويَحيَى من حيّ عن بيِّنة. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال " حدَّثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدَكم يُجمَعُ خَلْقَه في بطن أمه أربعين يوماً نُطفةً ثم يكون عَلَقَةً مثل ذلك ثم يكون مُضْغَةً مثل ذلك ثم يرسل إليه المَلَك فينفخ فيه الروحَ ويُؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجَله وعمله وشقي أم سعيد. فوالذي لا إله غيره إن أحدَكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدَكم ليعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ". رواه البخاري ومسلم.
إذاً السعيد من سَعِدَ بقضاء الله، والشقي من شَقِيَ بقضاء الله فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِق له.
القَدَر من أصول الإيمان :
وقد قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه " الفقه الأكبر " قدّر الأشياء وقضَاها ولا يكون في الدنيا والآخرة شيء إلا بمشيئَتِه وعلمِه وقضَائِه وقدرِه ".
وقال القاضي أبو بكر بن العربي " من أعظم أصول الإيمان : القَدَرُ فمن أنكره فقد كفر ". وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي في كتاب " العقيدة الطحاوية " : وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يَطَّلِع على ذلك مَلَكٌ مقرَّب ولا نبي مرسَل ". والتعمق والنظر في ذلك ذريعةُ الخذلان وسُلمُ الحرمان ودرجةُ الطغيان، فالحذر كل الحذر نظراً وفكراً ووسوسةً، فإن الله تعالى طَوى علم القَدَرِ عن أنامه ونهاهم عن مَرامِه كما قال تعالى { لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون } (الأنبياء ) فمن سأل : لِمَ فَعَلَ، ( أي على وجه الاعتراض على الله) فقد ردّ حكم الكتاب ومن ردّ حكم الكتاب كان من الكافرين.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال " كنت رَدِيفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا غُلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنّ ؟ فقلت : بلى، فقال : احفظ اللهَ يحفظك، احفظ الله تجده أمامك أي أطِعه ينصرك، تعرّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل اللهَ وإذا استعنتَ فاستعن بالله. قد جفَّ القَلَمُ بما هو كائن فلو أن الخَلْقَ كلهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه اللهُ عليك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه اللهُ عليك لم يقدروا عليه. واعلم أن الصبرَ على ما تكره خير كثير وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وإن مع العُسر يُسراً " رواه الإمام أحمد. فإذاً لا نافعَ ولا ضارَّ على الحقيقة إلا الله.
الله خالق كل شيء
إن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء، وأما ما يقوله البعض أن الله خلق الخيرَ ولم يخلق الشرَّ فإنه تكذيب لقولِه تعالى { اللهُ خالقُ كلِّ شيء } (الرعد) وقولِه تعالى { والله خلقكم وما تعلمون } (الصافات) ومن ينسب لله تعالى خَلْقَ الخيرِ دون الشرِ فقد نسب الى الله تعالى العجز، ولو كان كذلك لكان للعالم مدبران مدبِّرٌ للخير ومدبرٌ للشر وهذا كفر وإشراك. هذا الرأي السفيه، من جهة أخرى، يجعل الله تعالى في ملكه مغلوباً، لأنه حسب اعتقاده الله تعالى أراد الخيرَ فقط فيكون قد وقع الشرُ من عدوه ابليس وأعوانه الكفار رُغماً عنه ويكفر من يعتقد هذا الرأي لمخالفته قوله تعالى { واللهُ غالبٌ على أمره } (يوسف) أي لا أحد يمنعُ نَفَاذَ مشيئةِ الله.
وليس لأحد أن يُنكر بأن الشر هو بخلق الله لأن الله أخبر بذلك فقال تعالى { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق} ومن خالف القرآن فقد كفر.
أخي المسلم، إن مسألة القضاء والقدر لا يتم الإيمان إلا بها بأن يعتقد الإنسان أن كل شيء من الطاعةِ والعصيانِ والنفعِ والضرِّ بمشيئةِ الله، خلافاً للمعتزلة فإنهم ينسبون خَلْقَ الفعل إلى العبد وقد سُموا " بالقدرية " لأنهم نفوا القدر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لكل أمة مَجوسٌ ومجوسُ هذه الأمة الذين يقولون لا قَدَر ". رواه أبو داود. وقال ابن عباس رضي الله عنهما " كلام القدرية كفر " وإن قول المعتزلة بأن العباد يخلقون أفعالَهم يكذبُ قولَه تعالى { قل إن صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَمَاتي لله ربِّ العالمين لا شريكَ له وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين} أخبر اللهُ تعالى بأن صلاة العبد ونُسُكَه ومَحياه ومَمَاته ملكٌ له وخَلْق له لا يُشركه فيه غيره. ومن الأدلة كذلك قوله تعالى { أفمنْ يَخْلُقُ كمن لا يخلق أفلا تَذَكَّرون } (النحل) وقال البيهقي في مناقب الشافعي بإسناده
إلى الربيع المرادي : سُئِلَ الشافعي عن القَدَر فقال :
ما شئتَ كانَ وإن لم أشأْ * وما شئتُ إن لم تشأ لم يكنْ
خلقتَ العبادَ على ما علمتَ * ففي العلم يجري الفَتى والمُسِنْ
على ذا مَنَنْتَ وهذا خذلتَ * وهذا أعنتَ وذا لم تُعنْ
فمنهم شقيٌّ ومنهم سعيد * وهذا قبيح وهذا حَسَنْ
أخي المسلم، إنَّ الله منّ علينا بِنِعَم كثيرة فعلى كلٍّ منا أن يشكر الله على نِعَمِه بترك المحرمات وأداء الواجبات وليس للمرء العاصي أن يقول لِمَ يعذبني وقد قدّره علي إذاً ظلمني فهذا كفر لأن الله هو الحاكم المطلق الفعّالُ لما يريد {لا يُسألُ عما يفعل وهم يُسألون } وليس للمذنب أن يقول " طالما أنه قدّره علي فلا بد أن يغفر لي ولن يعذبني أبدا " وهذا هو الأمْنُ من مَكْرِ الله. فالله خلق الجنة وجعل لها أهلَها وخلق النار وجعل لها أهلَها وما ربك بظلاَّمٍ للعبيد، ومن عَمِلَ صالحاً فلنفسه ومن أساءَ فعليها ولا يلومَنَّ إلا نفسه.
اللهم إنا نسألك أن يكون حظُّنا في الجنة ونسألك أن تثبتنا على توحيدِك وعلى الاعتقادِ السليمِ إنك على كل شيء قدير.









قديم 2009-04-17, 14:26   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المسيلي28
محظور
 
إحصائية العضو










M001 الايمان بالقدر خيره وشره

أضيف هذا الدرس لتعم الفائدة إن شاء الله تعالى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الايمان بالقدر خيره وشره
قال الله تعالى { إنَّا كلَّ شيء خلقناه بقَدَر } (القمر) وقال الله تعالى { وخَلَقَ كل شيء فقدَّرهُ تقديراً } (الفرقان).
إخوة الإسلام، اعلموا أنه لا يجري شيء في هذا العالم إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى. والقَدَرُ هو جعلُ كل شيء على ما هو عليه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الإيمان أن تؤمن باللهِ وملائكتهِ وكتبهِ ورسلهِ واليومِ الآخرِ وبالقَدَرِ خيرهِ وشرهِ”. أي أن المخلوقات التي قدّرها اللهُ وفيها الخيرُ والشرُ إنما وُجدت بتقديرِ اللهِ الأزلي.
والإيمان بالقدر هو من الأمور المهمة ويكون باعتقاد أن كل شيء يحصل بتقدير الله ويدخل في ذلك عملُ العبد الخير والشر باختياره. إن إرادة الله نافذةٌ في كل ما أراده على حسب عِلمِه الأزلي، فما عَلِمَ الله كونَه أراد كونَه في الوقت الذي يكون فيه. وما عَلِمَ أنه لا يكون لم يُرِدْ أن يكونَ فلا يحدثُ في العالم شيء إلا بمشيئة الله لا يحصل شيء إلا بمشيئة الله .
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علّم بعضَ بناتِه " ما شاء الله كانَ وما لم يشأ لم يكن " رواه أبو داود. فكل ما شاء الله أن يكونَ كانَ وما لم يشأ الله أن يكونَ لا يكون ولا تتغير مشيئَتُه، فهو على حسب مشيئته الأزلية يغيِّر المخلوقات من غير أن تتغير مشيئته. هذه كلمة أجمع عليها المسلمون سلفهم وخلفهم، وقد قال الله تعالى { وما تشاؤونَ إلا أن يشاءَ الله ربُّ العالمين} (التكوير).
لقد أرسل الله تعالى الرسلَ مبشرينَ ومنذرينَ ليُظهرَ ما في استعداد العِباد من الطَوع والإباء فمن عَلِمَ الله منه الإيمان ظَهَرَ منه الاستعدادُ للإيمان ومن عَلِمَ الله منه الكفرَ ظَهَرَ منه الاستعدادُ للكفر كما عَلِمَ الله وشاءَ، فيهلك من هَلَكَ عن بيِّنة ويَحيَى من حيّ عن بيِّنة. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال " حدَّثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدَكم يُجمَعُ خَلْقَه في بطن أمه أربعين يوماً نُطفةً ثم يكون عَلَقَةً مثل ذلك ثم يكون مُضْغَةً مثل ذلك ثم يرسل إليه المَلَك فينفخ فيه الروحَ ويُؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجَله وعمله وشقي أم سعيد. فوالذي لا إله غيره إن أحدَكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدَكم ليعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ". رواه البخاري ومسلم.
إذاً السعيد من سَعِدَ بقضاء الله، والشقي من شَقِيَ بقضاء الله فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِق له.
القَدَر من أصول الإيمان :
وقد قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه " الفقه الأكبر " قدّر الأشياء وقضَاها ولا يكون في الدنيا والآخرة شيء إلا بمشيئَتِه وعلمِه وقضَائِه وقدرِه ".
وقال القاضي أبو بكر بن العربي " من أعظم أصول الإيمان : القَدَرُ فمن أنكره فقد كفر ". وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي في كتاب " العقيدة الطحاوية " : وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يَطَّلِع على ذلك مَلَكٌ مقرَّب ولا نبي مرسَل ". والتعمق والنظر في ذلك ذريعةُ الخذلان وسُلمُ الحرمان ودرجةُ الطغيان، فالحذر كل الحذر نظراً وفكراً ووسوسةً، فإن الله تعالى طَوى علم القَدَرِ عن أنامه ونهاهم عن مَرامِه كما قال تعالى { لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون } (الأنبياء ) فمن سأل : لِمَ فَعَلَ، ( أي على وجه الاعتراض على الله) فقد ردّ حكم الكتاب ومن ردّ حكم الكتاب كان من الكافرين.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال " كنت رَدِيفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا غُلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنّ ؟ فقلت : بلى، فقال : احفظ اللهَ يحفظك، احفظ الله تجده أمامك أي أطِعه ينصرك، تعرّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل اللهَ وإذا استعنتَ فاستعن بالله. قد جفَّ القَلَمُ بما هو كائن فلو أن الخَلْقَ كلهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه اللهُ عليك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه اللهُ عليك لم يقدروا عليه. واعلم أن الصبرَ على ما تكره خير كثير وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وإن مع العُسر يُسراً " رواه الإمام أحمد. فإذاً لا نافعَ ولا ضارَّ على الحقيقة إلا الله.
الله خالق كل شيء
إن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء، وأما ما يقوله البعض أن الله خلق الخيرَ ولم يخلق الشرَّ فإنه تكذيب لقولِه تعالى { اللهُ خالقُ كلِّ شيء } (الرعد) وقولِه تعالى { والله خلقكم وما تعلمون } (الصافات) ومن ينسب لله تعالى خَلْقَ الخيرِ دون الشرِ فقد نسب الى الله تعالى العجز، ولو كان كذلك لكان للعالم مدبران مدبِّرٌ للخير ومدبرٌ للشر وهذا كفر وإشراك. هذا الرأي السفيه، من جهة أخرى، يجعل الله تعالى في ملكه مغلوباً، لأنه حسب اعتقاده الله تعالى أراد الخيرَ فقط فيكون قد وقع الشرُ من عدوه ابليس وأعوانه الكفار رُغماً عنه ويكفر من يعتقد هذا الرأي لمخالفته قوله تعالى { واللهُ غالبٌ على أمره } (يوسف) أي لا أحد يمنعُ نَفَاذَ مشيئةِ الله.
وليس لأحد أن يُنكر بأن الشر هو بخلق الله لأن الله أخبر بذلك فقال تعالى { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق} ومن خالف القرآن فقد كفر.
أخي المسلم، إن مسألة القضاء والقدر لا يتم الإيمان إلا بها بأن يعتقد الإنسان أن كل شيء من الطاعةِ والعصيانِ والنفعِ والضرِّ بمشيئةِ الله، خلافاً للمعتزلة فإنهم ينسبون خَلْقَ الفعل إلى العبد وقد سُموا " بالقدرية " لأنهم نفوا القدر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لكل أمة مَجوسٌ ومجوسُ هذه الأمة الذين يقولون لا قَدَر ". رواه أبو داود. وقال ابن عباس رضي الله عنهما " كلام القدرية كفر " وإن قول المعتزلة بأن العباد يخلقون أفعالَهم يكذبُ قولَه تعالى { قل إن صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَمَاتي لله ربِّ العالمين لا شريكَ له وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين} أخبر اللهُ تعالى بأن صلاة العبد ونُسُكَه ومَحياه ومَمَاته ملكٌ له وخَلْق له لا يُشركه فيه غيره. ومن الأدلة كذلك قوله تعالى { أفمنْ يَخْلُقُ كمن لا يخلق أفلا تَذَكَّرون } (النحل) وقال البيهقي في مناقب الشافعي بإسناده
إلى الربيع المرادي : سُئِلَ الشافعي عن القَدَر فقال :
ما شئتَ كانَ وإن لم أشأْ * وما شئتُ إن لم تشأ لم يكنْ
خلقتَ العبادَ على ما علمتَ * ففي العلم يجري الفَتى والمُسِنْ
على ذا مَنَنْتَ وهذا خذلتَ * وهذا أعنتَ وذا لم تُعنْ
فمنهم شقيٌّ ومنهم سعيد * وهذا قبيح وهذا حَسَنْ
أخي المسلم، إنَّ الله منّ علينا بِنِعَم كثيرة فعلى كلٍّ منا أن يشكر الله على نِعَمِه بترك المحرمات وأداء الواجبات وليس للمرء العاصي أن يقول لِمَ يعذبني وقد قدّره علي إذاً ظلمني فهذا كفر لأن الله هو الحاكم المطلق الفعّالُ لما يريد {لا يُسألُ عما يفعل وهم يُسألون } وليس للمذنب أن يقول " طالما أنه قدّره علي فلا بد أن يغفر لي ولن يعذبني أبدا " وهذا هو الأمْنُ من مَكْرِ الله. فالله خلق الجنة وجعل لها أهلَها وخلق النار وجعل لها أهلَها وما ربك بظلاَّمٍ للعبيد، ومن عَمِلَ صالحاً فلنفسه ومن أساءَ فعليها ولا يلومَنَّ إلا نفسه.
اللهم إنا نسألك أن يكون حظُّنا في الجنة ونسألك أن تثبتنا على توحيدِك وعلى الاعتقادِ السليمِ إنك على كل شيء قدير.









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc