العلاقة بين الفلسفة
و الدين
فأولها: شمول الدين الإسلامي لكل ما ينفع العباد في دينهم ودنياهم، كما قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليك نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} فكل خير ينفع فهو موجود في شريعة الله، وكل شر يضرهم فقد بينته الشريعة وحذرت منه.
وثاني نقطة: أن الفلسفة هي علم من العلوم التي دخلت على المسلمين بعد انقراض عصر الصحابة رضي الله عنهم، وتحديداً في عهد المأمون بن هارون الرشيد، وكانت تسمى بعلم الكلام أو المنطق، وأصلها من علوم اليونان، وواضعها هو (أرسطو) فلما دخلت على المسلمين، عملو على ترجمتها والنظر فيها، فتحصل عند جميع الأئمة المقتدى بهم أن ما كان فيها من خير فهو موجود في الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة، ووجدوا فيها من الأخطاء والأغلاط المحققة ما لا يحصى عدداً، لا سيما ما يتعلق بالدين والعبادة والخالق والمخلوق، وغير ذلك من المباحث، فعمل جماعة من الناظرين فيها على تنقيحها من كلام أهل الإلحاد والشرك، ليتمكن الناظر فيها من المعرفة بها دون دخول الشبهات عليه، ومع هذا فقد وقع فيها شيء كثير من هذا المعنى.
والنقطة الثالثة: أن الإسلام قد تكلم على معان كثيرة، بل لا تحصى عددا، مما يحاول الفلاسفة قديماً وحديثاً الخوض فيها، فقد بين جل وعلا في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، بين أحوال النفس البشرية وطبيعتها، وتكلم عن المشاعر الإنسانية من الحب والبغض، والرضى والغضب، وعن أحوال النساء وطبيعة أنفسهن وتباينهن في الأخلاق الأنثوية عن الرجال، وتكلم عن أحاديث النفس والوسوساس والشك والظن واليقين، وغيرها من المعارف التي لا يمكن معرفة الصواب فيها على وجهه الصحيح إلا من جهة الشرع الكريم، فالبيان الذي جاء به الدين هو أتم بيان وأوضح معنى وأصدقه، وهذا موضوع يحتاج لبسط لا يحتمله مثل هذا الجواب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، والفلاح والنجاح.
*هذا مفهوم آخر قدرت نلقاه*