موقف عالم ضحى بحياته حتى لا يفتن الناس

[علال محمد]

موقف عالم ضحى بحياته حتى لا يفتن الناس

أتى رجل من أفضل أهل زمانه إلى ملك كان يفتن الناس على أكل لحوم الخنازير فلما أُتِىَ به استعظم الناس مكانه و سائهم أمره ،
فقال له صاحب شرطة الملك : ائتنى بجدْى نذبحه مما يحلُّ لك أكله فأعطنيه فإن أرادك الملك على لحم الخنزير أتيتك به مكانه فتأكله . فذبح جديًا فأعطاه إياه ثم أتى به إلى الملك فدعا له بلحم الخنزير ، فأتى صاحب الشرطة باللحم الذى كان أعطاه إياه و هو لحم الجدْى ، فأمره الملك أن يأكله فأبى ، فجعل صاحب الشرطة يغمز إليه و يأمره بأكله و يريه أنه اللحم الذى دفعه إليه ، فأبى أن يأكله ، فأمر الملك صاحب شرطته أن يقتله ،
فلما ذهب به قال : ما منعك أن تأكل و هو اللحم الذى دفعت إلىّ ؟ أظننتَ أنى أتيتك بغيره ؟ قال : قد علمتُ أنه هو و لكن خفت أن يتأسَّى بى الناس
فكل من أراده الملك على أكل لحم الخنزير قال : قد أكل فلان فأكون فتنة لهم ، فقتله صاحب شرطة الملك.