لم يتوان الضالعون في التفجيرات التي هزت العاصمة الجزائرية، وخلَّفت وراءها مئات من القتلى والجرحى، لم يتوان هؤلاء في وصف تلك التفجيرات بـ "غزوة بدر في المغرب الإسلامي"!!، الأمر الذي يطرح تساؤلاً حول شرعية لجوء هذه الجماعات إلى تشبيه عملياتها تلك بغزوات النبي صلى الله عليه وسلم.
في هذا الصدد أكد الداعية الجزائري المعروف الشيخ عبد الرحمن سعيدي أن تشبيه الاعتداءات على الآمنين، وانتهاك الحرمات، وسفك دماء الأبرياء وتخريب الممتلكات، بغزوات المصطفى صلى الله عليه و سلم، هو تجنٍّ على الإسلام وعلى سيرة نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه، علاوة على التجني أيضا على أحداث تاريخية عظيمة يعتز بها المسلمون عالميا، وعلى مر الأزمنة والعصور.
كما أضاف الشيخ سعيدي أن دعاوى هذه العمليات الانتحارية باطلة من الناحية الشرعية، إذ ليس لها أي مستند شرعي تقوم عليه، لما ينجم عنها من آثام ومفاسد بحكم الشرع والعقل والمنطق، و كذلك الفطرة الإنسانية.
وقال سعيدي: "إن مبررات هذه الأعمال التي يدعي أصحابها أنها جهاد في سبيل الله، غير قائمة بتاتا، وأن ما يستندون إليه من الناحية الشرعية لا يقوون على إثباته؛ لأن أعمالهم تقوم على إزهاق الأرواح التي حرمها الله تعالى، وكذا انتهاك الحرمات والأعراض التي صانها الدين الإسلامي.
كيف نحارب هذا الفكر
أما بخصوص محاربة هذا الفكر الضال والحيلولة دون انتشاره في أوساط الشباب المسلم، فقد اقترح الداعية الجزائري عبد الرحمن سعيدي مجموعة من الحلول العملية، التي من شأنها أن تأتي بالثمار المرجوة منها، وقد أجملها فيما يلي:
1- الحرص على نشر ثقافة شرعية معتدلة في أوساط الشباب المسلم، وانتهاج منهج الوسطية والالتزام السليم بالإسلام، من قبل الدعاة والعاملين في ميدان التعليم والتحصيل الشرعي.
2- تمكين العلماء والدعاة، والجمعيات الدينية، وكافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية العاملة في الحقل الإسلامي، من أداء دورها في توعية وتحصين شباب الأمة من هذه الأفكار الضالة والمتطرفة.
3- الالتفات إلى الأوضاع الاجتماعية الصعبة، وتحسين الظروف المعيشية لأفراد المجتمع، لسد الباب أمام هذا الفكر المتطرف، حتى لا يتغذى ويقتات من فقر الناس، والتهميش الذي يعانون منه في المجتمع.
4- تمكين وسائل الإعلام من أداء رسالة نظيفة وسليمة لترقية ثقافة الأمة وتحصين معالمها الدينية، مع نبذ أي مظهر من مظاهر الفساد والإباحية في مختلف وسائل الإعلام.
5- فتح أبواب الحوار بشكل مستمر ومتواصل، مع من يحملون الرغبة في التحاور من أصحاب الفكر الضال، وهذا بإقامة مناظرات وملتقيات علمية، تضم أبرز علماء و دعاة الإسلام.
منقول عن موقع إسلام أون لاين
ما رأيكم يا روّاد منتديات الجلفة ؟؟؟