هل كان الرهينتان الفرنسيان اللذان أطلق سراحها نهاية الأسبوع في أفغانستان (تابونيي وغيكير) رهينتين حقا وبحوزة طالبان فعلا؟
الطريقة التي أعلن بها عن إطلاق سراحهما توحي بأن في الأمر إنّ، خاصة وأن تصريحات الرسميين على شاشات الفضائيات، أكدت كلها أن الرهينتين كانا في منطقة معلومة من قبل القوات الفرنسية المتواجدة في أفغانستان، والقوات الفرنسية هي من تراقب المكان وتمنع أيا كان من الاقتراب منه، حتى أن أحد المتدخلين في أحد النقاشات، قال: مادام الأمر كذلك، فلماذا لم يطلق سراحهما من قبل؟!
فهل المخابرات الفرنسية هي من اصطنعت عملية الاختطاف هذه، حتى يجد ساركوزي مخرجا له من الورطة الأفغانية، التي راح ضحيتها أكثـر من 60 جنديا فرنسا، القضية التي ورثها عن سلفه شيراك، ويحسب الانسحاب على مقايضة الرهائن بهكذا موقف؟
وبالفعل، فقد قررت فرنسا سحب قواتها المقدرة بـ40 ألف جندي من أفغانستان في أوت المقبل، وجاء القرار بفترة وجيرة من الإعلان عن إطلاق سراح صحفيي القناة الفرنسية الثالثة اللذان أمضيا 18 شهرا رهن ما أسمياه بحركة طالبان.
وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء عملية الاعتداء على نيكولا ساركروزي من طرف شخص مجهول قيل عنه إنه غير سوي، عندما جاء رفقة زوجته لاستقبال الرهينتين بأرضية مطار باريس، في الوقت الذي لم يكن مجيئه مرغوبا من طرف أهالي الرهينتين والأسرة الإعلامية؟
ثم هل قررت فرنسا الانسحاب من أفغانستان ومن حرب لم تترك لها أمريكا فيها أية غنيمة، وتريد تركيز كل جهودها الآن على القضية الليبية التي يعتبرها ساركوزي ووزير خارجيته، آلان جوبيه، قضية فرنسا الأولى، والدليل أن فرنسا تريد الآن أن ترمي بكل ثقلها في ليبيا، حتى أنها قامت بعمل محظور؛ حيث ألقت بأسلحة من الطائرات لفائدة الثوار، مع أن مسألة تزويد الثوار بأسلحة لم تلق ترحيبا لا من الأمم المتحدة ولا من باقي الدول المشاركة في التدخل، لأنه يبقى هناك تخوفا قائما بشأن حقيقة الثوار وانتماءاتهم إلى القاعدة والجماعة المقاتلة السابقة، وهو ما قد يعرض المنطقة كلها، والجزائر تحديدا، لمخاطر حقيقية، ولعودة الإرهاب بقوة في منطقة الساحل، أين تقود الجزائر حربا حقيقية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة.
حدة حزام
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-07-02, 13:09
رهائن ساركو .. والرهان الليبي
العرض العادي
