ضــع عقــلك في حــذاءكــ
put your mind in your shoes
أخي القارئ لا تنزعج فهي ليست إهانة لكنها القاعدة الذهبية... نعم القاعدة الذهبية...
فهل تريد أن تكون مسؤولا وتتقلد المناصب؟
هل تريد أن تأخذ مكانا يُحتفى به في حزب أو مؤسسة أو بالعمل؟
هل تطمح للترقيات والعلاوات ويعجب بأدائك المسؤوولون ؟
إذن...
لا تناقش.... لا تحاور... لا تعبر عن رأيك... لا تفكر بالأفضل أو الأحسن والتطوير...
وما عليك فعله هو أن تضع عقلك في حذائك
تلك القاعدة السريعة التي أوصلتنا لنتائج مذهلة في تاريخنا العربي المشرف...
سر تأخرنا وانتسابنا للمجتمعات في العالم العاشــــر هي تلك القاعدة
سر هروب مفكرينا وعمالقة العلم والتطوير للخارج هي تلك القاعدة ايضا
سر إطفاء الطاقات .... الأصوات... النهضات... هي أيضا تلك القاعدة
في إحدى البلدان العربية كان الاختبار السريع لاختيار الجنود النخب هو التالي /
يجمع الجنود ويقال لهم... من يعتقد أنه يفهم يأتي جهة اليمين، ومن يعتقد أنه لا يفهم يأتي جهة اليسار...
من يا ترى نجح بالاختبار ولحق بركب الجنود النخب؟؟؟
إنهم من بقوا في أماكنهم لا يستطيعون التفريق هل هم يفهمون أم لا ( هذه ليست نكتة )
لن أطيل لكنه موضوع جوهري بجاحة لمناقشة جدية:
غيب عقلك... لا تفكر.... أكتم رأيك ... كن إمعة... تنال إعجاب الأخرين وعندها توصف بالمطيع... الهادئ... العاقل والمتزن... المنتم... والتي توكل لك المهام الصعاب فيما بعد...
لكن:
ناقش... حاور... فكر... أطرح الخطط... حاول التغيير عندها ستكون: مجال.... شخص مشكل... تعارض دائماً... تتجنب أية مهمة وتكتم أفكارك...
لكن عذرا عزيزي المفكر فذكاءك يزعجهم واليك المثال/
بالصف عندما يشرح المعلم بأسلوب بطيء مميت ممل، الذي ينزعج من أسلوبه الطالب الذكي الذي لا يتحمل التفصيل الممل والتكرار القاتل، وعلى العكس عندما يشرح المعلم بأسلوب راق واع ومتقدم لا يجد الطالب الفاشل ما يفعله أمام عجزه عن الفهم إلا اللعب بالقلم والرسم على الطاولة والنظر من الشباك والتململ...
ليس هذا فحسب، بل لأننا لا نعرف الأفضل إلا إذا شاهدناه وعرفناه، وعندما تكون الأفضل ويعرف الجميع ذلك سيؤثر ذلك بالطبع على العقول والأفكار والأساليب التي أكل عليها الزمان وشرب وتمضمض واستنشق... فعدم وجودك يريحهم، يبقون بالقمة دوما والسبب/ أنه لا غيرهم بالصف فهم الأول على الدوام
لماذا مازلنا نمارس ونطبق ونتوارث تلك القاعدة....؟
لماذا نحجم العقول... نقتل الأفكار... نغتال الطموح والرقي...؟
لماذا نتوارث سياسة التكميم والتعتيم والتقليل والتحجيم...؟
لماذا لا نتقبل الأخر... لا نستمع للجديد... فربما هو المفيد...؟
لماذا نقتل الفكرة قبل أن تولد... قبل أن تسمع.... قبل أن تطبق .... قبل وقبل وقبل؟
أيـــها المـــارون هنـــا.... أليس هذا ما يحدث أم أنني أتحدث عن مجتمعات أخرى...
إن كنتم معي بأنه يحدث ولو حتى بنسب نختلف باتلطبع في تقديرها.... لماذا يستمر ذلك؟
أيهما أفضل... أيهما من دعى إليه إسلامنا... عقولنا... العلم والعلماء
أن تستخدم عقلك... أم تهجره بل تضعه في حذائك...
بانتظار مناقشة موضوعية وعلمية...