هناك عدة أمور وجب وضعها في الحسبان , الأول أن رواد منتدى معين قد يختلفون عن رواد منتدى آخر , فبعض المنتديات تجد فيها الكثير من الوقاحة و قلة الحياء و المواضيع المنافية للآداب و منتديات أخرى محترمة و الحمد لله . لكن هذا لا ينفي أن المشكلة حقيقية و تحكمها عوامل متعددة ,
فنحن مجتمعات تعيش حالة تغير سريع و الفوارق بين الأجيال الثلاثة الأخيرة شاسعة جدا , و لابد من أن ينتج عن ذلك حالة عدم توازن اجتماعي أو بشكل أدق حالة انفصام , فمن جهة نحن نريد المحافظة على قيم المجتمع المحافظ (قيم الأجيال السابقة) لأنها مازالت القيم التي تستخدم للحكم على أخلاقيات الأفراد و من جهة أخرى نعيش في واقع يختلف عن واقع الأجيال السابقة .... المشكلة و المأساة هي أن معظم الشباب يعيش حالة حرمان عاطفي زاد من حدتها المشكلة الاقتصادية (السكن و البطالة) ... و لذلك لابد من أن ينتج عن تصادم الواقع الحاضر مع قيم الماضي الكثير من التناقضات .
هناك أيضا ظاهرة التدين السطحي و التشدد , فالحجاب صار مجرد مظهر و في الوقت الذي زادت فيه مظاهر التدين و مطالبة الناس بالعودة للدين زادت معها أيضا مظاهر الفساد على جل المستويات . و لهذا نجد الكثير من التناقضات , فتجد من يتشددون مع أخواتهم و أمهاتهم و في المقابل لا يضعون لأنفسهم أي قيود .
و شخصيا قد اعذر الكثيرين و لا أريد إصدار أي أحكام , لأن كون الشخص يغار على عرضه ليس عيبا و كوننا نريد مجتمع تسوده العفة و الطهارة أمر لا خلاف عليه و لهذا تجد معظم المشاركات تصب في هذا الجانب لكن في جهة أخرى من الصعب الالتزام بقيم معينة في حين معظم الآليات التي كانت تساعد على الالتزام بها قد زالت . فسن الزواج تقدم و متطلباته زادت و إمكانية التواصل بين الجنسين زادت ناهيك عن تعرض الأجيال الجديدة لكم هائل من الرسائل المتناقضة عبر وسائل الإعلام و الأفلام و الرسوم المتحركة و الانترنت . ثم إن المجتمع تخلي تدريجيا عن دوره الرقابي و التوجيهي و اكتفى بإصدار الأحكام القاسية على كل من يخالف قيمه ... لذا من الطبيعي أن نجد حالة انفصام لدي الكثيرين , لان الواقع يفرض ذلك ... علينا إذن التخلي عن إصدار الأحكام , و محاولة التوصل لحلول بدل إدانة الغير ...
اذكر هنا قصة لطالما أعجبتني وردت في إنجيل يوحنا . و تبين موقف المسيح من نفاق أحبار اليهود الذين إذا أخطأ فيهم الشريف تركوه و إذا أخطأ فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ... تقول القصة أن أحبارا قبضوا على امرأة زانية فأحضروها لرجمها و حدث أن مر المسيح بالمكان فاغتنم الأحبار الفرصة لإحراجه أمام بني إسرائيل لأنه طالما ذمهم على نفاقهم (و هم من أرادوا قتله في نهاية الأمر) و فقالوا له أن حكم هذه المرأة هو القتل في شريعة موسى فما قولك ... انحنى المسيح إلى الأرض و جلس يكتب على التراب ثم قام و قال : "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر" ... و عاد يكتب على التراب .... سكت الجميع ثم بدءوا بالانسحاب الواحد تلو الآخر حتى ذهبوا جميعا . حينئذ قام المسيح و سأل المرأة : "ألم يدنك احد" ؟؟ قالت : "لا احد يا سيد" فقال لها المسيح : "و أنا أيضا لا أدينك , أذهبي و لا تخطئي أيضا" ...
و لهذا يروى أن المسيح كان يقول لأحبار اليهود المنافقين "لماذا النظر إلى القشة في عين أخيك و تنسى الخشبة في عينك" ... لكن هذا لا يعني تبرير الخطيئة و الرذيلة ...
الحل بالنسبة لي أن يكف الناس عن إصدار الأحكام عن غيرهم و يسعى كل شخص إلى الالتفات إلى عيوبه ... فالله عز و جل يقول " يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون , كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" ...
من المهم جدا التزام أخلاق العفة و الصدق لكن من المهم أن نكون صادقين مع ذواتنا أولا ... أما أسماء الأعضاء فهي لا تدل على شيء و في بعض الأحيان قد يبدو لك رياء بعض الأعضاء لكنه يبقى مجرد انطباع و لا يحق لنا أن نحكم عليهم من أسمائهم لا بالسلب و لا بالإيجاب و لو أنني أفضل الأسماء المحايدة على الأسماء الرنانة ...