في سيارة الأجرة - الصفحة 2

صَمْـتْــــ~ · 2011-03-17, 09:04

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد عمراوي

كثيرة هي اسفاري، كنت دائما استقل الحافلة وكان جوها الصامت والطريق الطويلة يلهمانني لكتابة بعض الخواطر والكلمات، ولكن -ولسوء حضي- ركبت هذه المرة سيارة الأجرة ولم احمل دفاتري معي.

*

في سيارة الأجرة

*

سيدي السائق

عندي قلم ، أعندك ورقة ؟

ورقة ؟!! وماذا تصنع بها ؟

الطريق طويلة كما تعلم، وأردت أن اشغل نفسي بكتابة بعض الأشعار.

أعطني ورقة.

آآه. أنت شاعر إذن ... لكنني لا أريدك أن تكتب، لذا لن أعطيك الورقة.

عذرا يا سيدي : هل الكتابة عندكم ممنوعة ؟؟

لا ليست كذلك، ولكنني طلبت ذلك وفقط.

ولكن هلا بررت من فضلك ؟

أريدك أن تحدثني .

وبماذا أحدثك ؟!! ثم أنني لا أحب الثرثرة. فقط أريد أن اكتب.

إني أخاف عليك إذا كتبت الآن فلن تستطيع أن تكتب بعدها أبدا.

ماذا ... ماذا تقول يا رجل أظنك لا تعرفني؟

أنا لا استهين بك أيها الشاعر، ثم انه قد وجب علي أن أفهمك بعد أن بدت غباوتك، إذا كتبت أنت، نمت أنا وإذا نمت فلن تكتب بعدها. فهمت الآن؟

إذن حدثني أو بالأحرى ... ثرثر.

خلاااااااص... فهمت. سأرجع قلمي أولا...

بماذا سأحدثك ؟؟

تحدث وأنا اسمع، تحدث عن الشعر مثلا .. أو أي شيء.

أتعلم يا سيدي ؟... الطريق هذه تلهمني كثيرا، فما إن ركبت سيارة أو حافلة وكانت الطريق طويلة راودتني بعض الأفكار رغم أنها مشتتة، لذلك أحاول أن اجمعها في ورقة على شكل خاطرة شعرية.

أنا لا اعرف الإلهام ولا اعرف الخواطر. ولكن ما علاقة الطريق بكل هذا؟؟

ألا ترى يا سيدي أن الطريق هذه وسيارتك شبيهة كثيرا بحياة الإنسان ؟؟

وكيف ذلك؟

الآن بدت غباوتك أنت... أليست حياة الإنسان من المهد إلى اللحد سريعة جدا سواء طالت أو قصرت ؟ وكذلك سيارتك ستصل بإذن الله إلى مبتغاها سواء كانت الطريق طويلة أو قصيرة .

وكل ما يحصل لسائق مثلك في هذه له شبه في حياة الإنسان.

فأنت تمر أحيانا على مناطق خضراء جميلة تسحرك بمناظرها، وقد تتوقف عندها قليلا لترتاح فيها، وتصادفك كذلك مناطق أخرى مقفرة لا تتمنى أبدا أن تمر عليها.

وسيزعجك لا محالة بعض المتهورين بسياراتهم، ويساعدك البعض الأخر بغمزات من الأضواء إيماء منهم بوجود خطر أمامك. أليس كذلك؟

هذه حياة الإنسان, يوم فرح ويوم قرح

صديق صاحب ومحتال ساحب.

فهمتك الآن، (ويبتسم ابتسامة الماكر) لقد ذهب النعاس عني،

دونك ورقة في ذاك الدرج خذها واكتب.

أنا لن اكتب (بلسان المحبط) سأستسلم للنوم.

14.03.2011

الى ديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم

أخي رشيد القولُ ما قلته..
فالإنسان يمرّ بمختلف المحطّات بحياتِه..ويُصادفُ من خلالِها أحداثا ووقائِعَ قد تؤثِّرُ عليه سلبا أو إيجابا..ولمشيئةِ الخالقِ في ذلك محرّكٌ يُحدّدُ مسارَه..وما على الإنسان سوى حفظِ حقوقِ إنسانيّتِه واحتِرامِها بِتقويمِها على حُسنِ الأخلاق.

لأنّ الحياةَ امتِحانٌ، وفي الامتِحان يُكرّمُ المرءُ أو يُهان..
وأخصُّ بالإهانةِ معناها المُقترَن بِنتيجةِ الأفعال السيِّئة التي تُنافي مبادئ المؤمنِ وقيمِه الدّينيّة.
فلنحرِص على ألاّ تُهيننا أفعالُنا..

وجزاك الله خيرا على الكلِمات التي تدعو للاعتِبار..

عِلما أنّي أؤيِّدُكَ فيما يخُصّ باب الإلهام الذي نلِجُه ونحنُ في مكانٍ يسربله لونُ الشّاعريّة والجمال.
ولا أُخفيكَ أنّي كتبتُ معظم خواطري في الحافِلة

كانَ حِوارك طريفا وشيّقا
ومعاني كلماتِك مُنتقاة بحكمةٍ وذكاءٍ ألحفاها جمالا ورونقا
تقديري..

رشيد آل عمر · 2011-03-17, 10:09