في خطاب الملك المغربي محمد السادس
بمناسةإحتلال بلاده لإقليم الصحراء الغربية
بعد إقتسامها مع موريطانيا بعد مفاوضات
جمعت إسبانيا والمغرب وموريطانيا، وجه
سهام انتقاداته للجارة الشرقية الجزائر بدون
أن يشار إليها بالإسم، من مثل "هؤلاء الذين
يبحثون عن منفذ إلى المحيط الأطلسي".
إن المملكة المغربية هي من عرضت على
الجزائر مرارا منحها منفذا إلى المحيط
الأطلسي بغرض شراء ذمتها وتلتزم الصمت
في ملف الصحراء الغربية، إلا أن الجزائر كانت
ترفض ذلك.
وقد عرضت ذلك على الرئيس الشاذلي بن جديد
عبر الوساطة السعودية، وكان العرض سخيا مقابل
السكوت الجزائري، أن تمنح للجزائر منفذا إلى المحيط
الأطلسي يمتد من الحدود الجزائرية مخترقا أراضي
الإقليم الصحراوي بعرض 10 كلم إلى شواطيء المحيط،
إلى الجزائر رفضت ذلك وبشدة.
وعند إعتلاء المعارض الشرس لمنظومة الحكم الجزائرية
والمقيم بالمغرب المجاهد محمد بوضياف السلطة في
أوائل التسعينيات القرن الماضي، وجدتها المملكة المغربية
فرصة لشراء ذمة الجزائر في شخص الرئيس بوضياف،
وأعاد الملك المغربي الحسن الثاني نفس العرض على
صديقه إضافة إلى تصديق البرلمان المغربي على معاهدة الحدود
بين البلدين التي بقيت عالقة رغم التصديق عليها من للبرلمان
الجزائري في حينها، مقابل سكوت الجزائر عن استقلال
الإقليم الصحراوي، وكان المناضل بوضياف قريب من
الطرح المغربي بحل قضية الصحراء الغربية عبر الحكم
الذاتي تحت السيادة المغربية.
إلا أن القدر شاء أن ينتقل محمد بوضياف إلى جوار ربه
في الإغتيال الشهير بعنابة، ويسقط العرض المغربي في
الماء.
إذن الدولة الجزائرية لم تكن لديها أية أطماع ترابية في
الأراضي الصحراوية، ولا تسعى في الحصول على منفذ
ترابي إلى الأطلسي، بل السلطات الملكية المغربية هي
من تعرض ذلك على الجزائر.
وبذلك فإن إتهامات الملك المغربي للجزائر واهية، ومجرد
كلام للإستهلاك الداخلي وفقط.
بقلم الأستاذ محند زكريني