تعرف على 10 حقوق خص الله بها رسوله الكريم

[الطاهر التجاني]

لقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بجملة من الحقوق الفريدة والمزايا التي تميزه عن غيره من الأنبياء والرسل، وذلك تكريمًا له واعترافًا بمكانته الخاصة. هذه الحقوق والمزايا ليست فقط تعبيرًا عن عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند الله، ولكنها أيضًا تُظهر دوره المحوري في هداية البشرية، وفيما يلي أبرز الحقوق التي خص الله بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

1. الاصطفاء والرسالة الخاتمة

الله سبحانه وتعالى اصطفى النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، حيث قال تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ" (الأحزاب: 40). ومع ختم النبوة برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، اكتملت شريعة الله عز وجل، ولا نبي بعده. هذا الشرف العظيم يجعله الرسول الأخير الذي بُعث للعالمين، وحامل الرسالة الخالدة التي ستظل قائمة إلى يوم القيامة.

2. نزول القرآن الكريم

من أعظم الحقوق التي خص الله بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه أنزل عليه القرآن الكريم، الكتاب الخاتم الذي يعد هداية للبشرية جمعاء. قال تعالى: "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" (النحل: 89). القرآن هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة التي تتحدى الأجيال على مر العصور، وهو كلام الله الذي يبين الحقائق ويهدي إلى صراط مستقيم.

3. الشفاعة الكبرى يوم القيامة

الله سبحانه وتعالى خص النبي صلى الله عليه وسلم بالشفاعة الكبرى يوم القيامة، وهي شفاعة عظيمة يستشفع بها للبشرية جمعاء ليبدأ الحساب. في يوم الحساب، عندما يتوجه الناس إلى الأنبياء والمرسلين طلبًا للشفاعة، سيحيلهم كل نبي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "أنا لها، أنا لها". وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع" (رواه مسلم).

4. رفع ذكره ومكانته

قال الله تعالى: "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" (الشرح: 4)، وهذا يعني أن الله قد رفع مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وجعل ذكره عظيمًا بين الناس وفي الملأ الأعلى. اسمه مرتبط دائمًا بذكر الله سبحانه وتعالى، فلا يُذكر الله إلا ويذكر معه النبي في الأذان، والإقامة، والصلاة، والشهادتين. هذا الرفع لذكر النبي يعد تكريمًا له في الدنيا والآخرة.

5. رحمة للعالمين

وصف الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة مهداة للعالمين، حيث قال: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء: 107). وجود النبي صلى الله عليه وسلم هو مصدر للرحمة والهداية ليس فقط للبشر، بل للعالم بأسره، فهو من دعا إلى القيم الإنسانية العظيمة مثل العدل، والرحمة، والمساواة، والتسامح.

6. الإسراء والمعراج

من الحوادث الكبرى التي خص الله بها النبي صلى الله عليه وسلم هو الإسراء والمعراج، حيث أُسري بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة، ومن ثم عُرج به إلى السماء. في هذه الرحلة، شهد النبي صلى الله عليه وسلم من آيات الله الكبرى وتكلم مع الله عز وجل، وحصل على فرض الصلاة التي هي عماد الدين.

7. العصمة من الخطأ في التشريع

خص الله سبحانه وتعالى النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم بالعصمة في ما يبلغه عن ربه. وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ في الأمور التي تتعلق بالتشريع والرسالة، فلا ينطق عن الهوى، كما قال الله تعالى: "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ" (النجم: 3-4). هذه العصمة تكفل أن كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو حق وصدق من عند الله.

8. تخصيصه بالصلاة والسلام الدائمين

الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل هذا من علامات الإيمان والمحبة، فقال في كتابه الكريم: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب: 56). هذا التكريم الإلهي يعكس مكانة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة، حيث لا تتوقف الملائكة ولا المؤمنون عن الصلاة عليه.

9. تكريمه بالمقام المحمود

خص الله النبي صلى الله عليه وسلم بالمقام المحمود، وهو المنزلة العظيمة التي يُعطى له في يوم القيامة. هذا المقام هو شرف للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث يُثني عليه جميع الخلق ويشهدون بفضله ومكانته عند الله.

10. الكوثر في الجنة

من النعم الخاصة التي خص الله بها النبي صلى الله عليه وسلم هو نهر الكوثر في الجنة، الذي ورد ذكره في قوله تعالى: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" (الكوثر: 1). الكوثر نهر عظيم لا يعطى لأحد من الأنبياء غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو تعبير عن فضل الله عليه ومكانته الرفيعة في الجنة.

خاتمة

إن الحقوق التي خص الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم هي حقوق عظيمة تبرز مكانته الرفيعة وتكريمه من قبل الله تعالى. لا شك أن هذه الحقوق تدعو المسلمين إلى الإيمان العميق برسالته، والالتزام بتعاليمه، وحبه واتباعه، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو النور الذي أضاء الله به دروب البشرية وجعله رحمة للعالمين، وهو القدوة الحسنة التي يجب أن نتأسى بها في كل جوانب حياتنا.