يا رواد "الجلفة" ويا أعضاء، بارك الله في هذا اللقاء
ثمّ
إنّ السلامَ وإن أهداهُ مرسلهُ ** وزاده رونقا منهُ وتحسينا.
لم يبلغ العشرَ من لفظٍ تبلغه ** أذن الأحبةِ أفواه المحبينا.
فسلامٌ عليكم .. طبتم.
إن الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال:
" إنَّ منَ الشعر حكمةً، وإنَّ من البيانِ سحرا"
ولنرى ما نظمه الأوائل، وما قالوه شعرا.
قال أحدهم يتغني بالقريض:
1 ــ أتعرفُ أطلالاً شجونك بالخالِ ** وعيشَ زمانٍ كان في العصًرِ الخالي.
2 ــ لياليَ ريعانُ الشبابِ مسلّطٌ ** عليّ بعصيان الإمارةِ والخالِ
3 ــ وإذ أنا خدنٌ للغوِيِّ أخي الصِّبا ** وللغزِلِ المِرّيحِ ذي اللهوِ والخالِ
4 ــ ولِلخَودِ تصطاد الرجال بفاحمٍ ** وخدٍّ أسيلٍ كالوذيلة ذي خالِ
5 ــ إذا رئِمتْ رَبعًا رئمتُ ربِاعها ** كما رئِمَ الميْثاءَ ذو الرِّيبة والخالي.
6 ــ ويقتادني منها رخيمٌ دَلالهُ ** كما اقتاد مُهرًا حين يألَفُه الخالي
وحتى لا نذهب بعيدًا في ديباجة الشعر، علينا أن نتوقّف عند بعض المفردات قد نراها صَعُب علينا معناها، وخصوصًا مفردة (الخال ).
ففي البيت رقم:
1 ــ نجد أن الشاعر قصد بـ " الخال " بموضعٍ ومكانٍ ما. أما " العصرِ الخالي" فمعناه الأيام والاعوام الماضية. ودليلنا في ذلك فامرؤ القيس انشد قائلا:
ألاَ عم صباحًا أيها الطلل البالي ** وهل يعمنْ من كان في العُصُر الخالي.
أما في البيت رقم:
2 ــ فشاعرنا يقصد بـ " الخال " إنما هي الراية .
ثم ننتقل إلى البيت رقم:
3 ــ فنجد أن "الخال" هنا، إنما ذلك من الخيلاء والكِبر.
وعلينا أن نتابع الكلام في البيت رقم:
4 ــ فنعرف أن الشاعر هنا قصد بـ " الخال " الشامة التي تأتي في الوجه.. ثم تابع بـ " الوذيلة " فإنما هي المرأة .
ويتابع شاعرنا في البيت رقم:
5 ــ يقول: أحب ما تحبُ تلك التي ذات خدٍّ أسيلٍ، فإذا أحبت ربعًا أحببتُه... و" رئمت" هنا .. يقال: رئمت الناقة رئمانًا: إذا حنّت على حُوارها أو فَصيلها وأحبته.. ولنا في قول شاعر آخر ما يلي:
أم كيف ينفع ما تُعطي العَلوق به ** رئمانُ أنفٍ إذا ما ضُنّ باللبنِ.
أما " الميثاء " فمعناها الارض السهلة.. وكأن الشاعر قصد بذلك هنا امرأة ليّنة الملمس والخَلق.
أما " الخالي " هنا إنما هو العزبُ.
وينتقل بنا الشاعر إلى البيت رقم:
6 ــ فـ " الخالي " هنا وكأن الشاعر يقول لنا : يُخليه، أي: يُلقي اللجام في فمه، مادام ذكر المُهر.
أحبتي وخلاني.
ما رأيكم، علا شأنكم؟
فلا تضجروا.