اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير جزائري حر
تحية طيبة وبعد..
أثمّن ما تفصلت به هنا..
هذا الموضوع - موضوع الحداد والحزن المبالغ فيه - ليس من الإسلام في شيء وقد انتشر وعمّ في مواضع التواصل الاجتماعي..
ترى البعض يجدد الحزن والأسف على فقدان قريب أو حبيب أو حتى عضو كما هنا في المنتدى.. عضو قد لا يكون التقاه في أرض الواقع ولا يعرف عنه شيئا..
وفي السُنّة ما يكفي من الأدلّة على أن الحِداد على أي إنسان لا يجوز أن يتجاوز مدة محدّدة..
من مات نقول بأنه أفضى إلى ربه وقد قامت قيامته.. فمن غير الجائز أن نبقى نبكيه أبد الدهر ونتعلق بتلابيبه وكأننا غير راضين عن قضاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وذلك الميت نفسه لو أتيحت له الفرصة لرفض العودة إلى الدنيا وإلى من يبكونه طوال الوقت مهما كانت قرابتهم ومحبتهم عنده.. لأنه في عالم آخر كُشف عنه الغطاء... وارتقى إلى عليين إن كان من أهل الإيمان..
وتلك الظاهرة وهي تجديد الحداد ونشر المنشورات وطلب الدعوة للميت بعد مرور السنوات الطوال يسميه أهل العلم بـ " النعي المنهي عنه" وقالوا بأنه لا يجوز..
وجاء في الحديث: " لايحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاثة أيام، إلا على زوجٍ أربعة أشهر وعشرا "
ومن منطلق هذا الحديث الأخير أتساءل كيف تحِدّ امرأة على بشر قد لا يمتون إليها بأية صلة ؟!
وأختم كلامي بما جاء في السنة أيضا أن أي مصيبة أصابت أحدنا فهي هينة أمام أكبر مصاب أصاب الأمة وهو موت المصطفى عليه الصلاة والسلام..
فمن غير الجائز أن نضع في تواقيعنا كلمات نعي لأناس أفضوا إلى ربهم منذ زمن طويل ولو جاز ذلك لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به.. ولكتبنا جميعا في تواقيعنا: رحمك الله يا رسول الله
أرجو أن في هذا كفاية .. والله من وراء القصد
ولكم أن تبحثوا وستجدون الحقيقة ناصعة جلية.. الله قال في كتابه: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ "
فالموت رحمة وهو أيضا نعمة من نعم الله والله ذكر خلق الموت قبل ذكر خلق الحياة
تحياتي
|
أحسنت يا أخي الفاضل،
فقد توفي أفضل خلق الله كلهم ووقف صاحبه يخاطب الناس، وقال: "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا يموت"، وفي هذا دروس وعبر.
ومع ذلك، فإننا نعلم أن فقدان الأم أمر صعب، ولكن الإنسان يجاهد نفسه بما يساعد على النسيان والتخفيف.