السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان متواضعا يساهم في خدمة البيت.
روى البخاري (5363):
عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها
"مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
يَصْنَعُ فِي الْبَيْتِ؟
قَالَتْ: " كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ
فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ خَرَجَ ".
والمهنة أي الخدمة.
بوّب عليه الإمام البخاري بقوله:
" بَابُ خِدْمَةِ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ ".
وقد وردت روايات أخرى صحيحة
تبسط معنى هذه الخدمة.
كما عند الإمام أحمد في "المسند" (41 / 390)
وابن حبان "الإحسان" (12 / 490):
عن هِشَام بْن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّهَا سُئِلَتْ: "مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟
قَالَتْ: " كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ
وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ".
وروى الإمام أحمد في "المسند" (43 / 263):
عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"سُئِلْتُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟
قَالَتْ: " كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ
وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ ".
قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
" (المهنة ) الخدمة ...
وقد فسرت عائشة هذه الخدمة في رواية عنها
فروى المقدام بن شريح، عن أبيه، عَن عَائِشَة
أَنَّهُ سألها:
" كَيْفَ كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
يصنع إذا كَانَ فِي بيته؟
قَالَتْ: ( مثل أحدكم فِي مهنة أهله
يَخْصِفُ نَعْلَهُ، ويُرَقِّعُ ثَوْبَهُ، ويصنع الشيء ).
وروى معاوية بن صالح، عَن يَحْيَى بْن سَعِيد
عَن عمرة، قَالَتْ: سئلت عَائِشَة:
مَا كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
يصنع فِي بيته؟
قَالَتْ: ( بشر مِنَ الْبَشَرِ، يَخْدِمُ نَفْسَهُ
وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، ويُرَقِّعُ ثَوْبَهُ، ويَخْصِفُ نَعْلَهُ ) …
" انتهى. "فتح الباري" (6 / 108).
و لنا عودة بمشيئة الله