بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
لقد بين لنا الله سبحانه عز وجل في محكم آياته بداية خلق الإنسان
فقال سبحانه : إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)
وقال سبحانه : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
فأول إنسان خلقه الله سبحانه هو آدم عليه السلام وخلقه من طين وخلقه بيديه كما بين في الأية الكريمة حين قال : قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ
فبين لنا الله سبحانه أحسن بيان أنه خلق آدم أولا ، خلقه من طين وخلقه بيديه كيفما يشاء وعلى الهيئة التي يريد سبحانه وتعالى
فكان أول مخلوق ذكر ، وفي هذه اللحظة لم تخلق حواء بعد ؛ ثم ذكر لنا الله سبحانه خلق حواء
فقال الله تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وقال تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا
فالله سبحانه خلق المرأة من نفس الرجل فهي جزء منه لا مستقل عنه ، فلم تخلق على إنفراد مثلما خلق الرجل
وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها خلقت من ضلع كما في الحديث : استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه
ورواه الشيخان في الصحيح
فالتصور الذي يجب أن يكون في ذهن كل مسلم يستمد تصوره من شريعة الله سبحانه من الكتاب والسنة هو أن :
الرجل خلق من طين وخلق قبل المرأة
المرأة خلقت من ضلع الرجل فهي جزء منه ، فلا يمكن أن تساويه ولا أن تكون مثله ، فمثلا عندما نقول الجزائر جزء من إفريقيا يعني أنه لا يمكن أن تكون الجزائر مثل إفريقيا في الحجم والمساحة وفي نفس الوقت لا يمكن أن تكون منفصلة عن إفريقيا لأنها جزء لا يتجزأ منه
فكذلك المرأة بالنسبة للرجل فهي جزء لا يتجزأ منه ولا يمكن أن تكون منفصلة عنه ولا يمكن أن تكون مساوية له لأنه خلق قبلها فكان سابقا لها في الوجود وخلقت منه ولم تخلق مستقلة عنه كما ذكرنا
السؤال : لماذا خلق الله حواء لآدم ؟
الجواب في الأية الكريمة : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
فالحمد لله الجواب أكثر من صريح ، خلقها الله سبحانه لتكون سكنا للرجل لا لتصارعه ولا لتنازعه ولا لتتساوى به ولا لتجعل حياته جحيم ؛ مما يعني أن الصراع الحادث بين الجنسين هو أمر مختلق ولا علاقة له بفطرة الإنسان ، وحتى لو نرى في القرون السابقة لا نجد هذا العفن ، فالذي أوجد هذا الصراع هم شياطين الإنس بتحالف مع اخوانهم من شياطين الجن وضحكوا على السفهاء من المساكين ؛ ورفع لواء هذا الصراع المنظمات النسائية أو من يسمون بالنسويات ، فأفسدن الفطرة البشرية بتصور مريض تعود جذوره إلى عقيدة أسطورية وهي من خرافات اليهود المعروفة ، فما هي هذه العقيدة ؟
تقول هذه الأسطورة أن الله سبحانه خلق إمرأة قبل حواء تسمى ليليث فتمردت على آدم وعصته فمسخها الله سبحانه إلى بومة ، فكانت هذه المرأة الأسطورية هي المرجع عند هؤلاء المرضى والتي تدعو دوما إلى التمرد والخروج مما يسمونه بسيطرة الرجل والمساواة التامة بالرجل ........... إلخ
وطبعا هذا يخالف عقيدتنا جملة وتفصيلا ؛ فنحن لا نؤمن إلا بآدم و حواء ، وأن حياتهم لم تبدأ بصراع وأن الله سبحانه خلقها لتكون للرجل سكنا
السؤال : لماذا نجد بعض النساء المسلمات يملن إلى تفكير النسويات ونجد لديها عصبية لجنسها !!
الجواب : طبعا لهذا الأمر أسباب عدة أولاها البعد عن الدين وعدم فهم حقيقته زيادة إلى ضيق الأفق الذي يعمي العقل ويطمس البصيرة
والعصبية بكل انواعها حاربها الإسلام أشد المحاربة فالإختلاف المعتبر بين البشر هو الإختلاف في الدين و التقوى لا في اللون ولا في الجنس ولا في العرق
قال الله تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وقال تعالى : الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
فالمرأة المؤمنة وليها الرجل المؤمن وعدوتها المرأة المنافقة
والمرأة المنافقة وليها الرجل المنافق وعدوتها المرأة المؤمنة
ما هو تبرير هؤلاء في تعصبهن ؟
يزعم هؤلاء النسوة أن سبب حملها لهذا الفكر هو وجود ظلم من الرجل على المرأة وهذه الأسطوانة مغروسة في عقولهن وصعب جدا أن تكسرها لأنك سضطر لكسر رأسها حينئذ
إن نتيجة ما ذكرناه سابقا يبين لنا أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة طردية ، فما يضر الرجل يضر المرأة وما ينفع الرجل ينفع المرأة ، فالظلم موجود على الجميع ومن الجميع :
هناك رجال يظلمون نساء
هناك نساء يظلمون رجال
هناك رجال يظلمون رجال
هناك نساء يظلمون نساء
إذن من هنا يتبين أن ذلك التبرير من أسخف ما يكون ؛ كما أنه في نفس الوقت لو خاطبت هؤلاء النسوة لعلهن يعقلن ؛ ما رأيك أن يتم تعذيب الرجال ، في الوهلة الأولى ستفرح ، ولكن إذا ذكرتها أن والدها هو واحد من الرجال وأن ابنها هو واحد من الرجال ؛ ستتراجع وترفض الأمر رفضا قاطعا ، فالحقد على الجنس هو مرض نفسي ليس بالهين ويحتاج إلى علاج هادئ و بصبر
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة