السلام عليكم
اهلا بالاخت تقوى
ربما يكون ردي مجرد تعليق اضافي على كلامك حول المقتبس من الكتاب و حول التنمية البشرية لكن هناك نقاط احببت ان اسلط الضوء عليها اكثر قد سبقني الاخرون في ذكرها :
رغم ان ماقاله الكاتب يبدو شيئا بريئا ولا غبار عليه لكن بالنسبة لمن يعرف الخلفية الثقافية والفلسفية لهذا النوع من الافكار سينظر لها دائما بعين الشك والريبة لانه يعرف المغزى الذي ترمي اليه والذي غالبا ما يكون منافيا لتعاليم الاسلام.
بالنسبة للتنمية البشرية وعلوم الطاقة هي خليط من افكار معظمها مستقى من العقائد والفلسفات الشرقية تم تقديمها باسلوب حديث و هي تتضمن كفريات وشركيات لا حصر لها واصحابها اليوم اقل تورعا في اخفاءها مما كان عليه سلفهم (او ربما لاني لم اكن اتابع هذا الامر) فكما ترين في هذا المقتبس :
اقتباس:
الأمر يشرحه الدكتور ابراهيم الفقي بطريقة مماثلة، فمثلا إن كنت تفشل في أمر ما، فتحدث إلى نفسك، وقل أنا سأنجح ثلاث مرات (أنا سأنجح، أنا سأنجح، أنا سأنجح) داخليا، وسيتحقق ذلك لامحالة
|
فهذا القول هو تطبيق لقانون الجذب الكوني المنبثق عن ما يسمونه الكارما و كله يندرج تحت عقيدة وحدة الوجود الكفرية ويمكنك البحث اكثر لفهم خطورة هذا الكلام وأصله الكفري.
علاوة على ذلك حتى لو نحينا الجانب العقدي منها فكل ما ستجدينه بعد ذلك هو مجرد ثرثرة فارغة واسطوانة مشروخة لا تقدم لك اي جديد نافع بل انها كثيرا ما تعرض بديهيات ومسلمات في قالب اخر منمق لتجعلك تشعر انها معلومات تكتشفها اول مرة.
وصدقيني قراءة كتاب طبخ ربما سيعود عليك بالنفع اكثر من كتب التنمية فقد عاصرنا اوج مجدها وايام الفقي وقناة النجاح.. الخ وعرفنا ما آل اليه امر من تبعها... فببساطة ان كنت فاشلا فهي لن تساعدك وان كنت ناجحا فستضيع لك وقتك.
ما أنصح به نفسي وغيري هو ان يكون التفقه في الدين من اولوياتنا ليس فقط في جانب العبادات و الاداب وغيرها مما يكون ضرورة او حاجة بل النظر في الفقه اكبره واصغره (وسائر علوم الدين) ومعرفة ولو بشكل عام كيف تستنبط الاحكام و طرق الاستدلال... الخ فان ذلك مما يعصم المسلم باذنه الله من الزلل ويحصنه من الشبهات والمناهج المفاسدة وفوق هذا كله يجعله ذا بصيرة وفراسة في كثير من اموره يميز الصحيح منها من السقيم لأنه يستضيء بنور الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه خلافا لمن مرجعيته الظنون او الاهواء او قول فلان او تقريرات علان.
اكتساب المعرفة والتثقف ليس دائما طريقا معبدا و سالكا بل حقل الغام خاصة في هذا الزمن .ومن لم يكن حريصا فحتما سيزل الا اذا شاء الله فهو الحافظ والهادي من قبل ومن بعد.
وملاحظة على الهامش : في احد المواضيع نقلت عن علماء النفس ان" التعاطف ينشأ اساسا لصالح بقاء المجموعة" وهذا العبارة هي نتاج نظرة تطورية للسمات والسلوكيات البشرية. وهي واحدة من افتراضات علم النفس التطوري يتم نشرها بيننا دون ان ننتبه فلذلك توجب علينا الحذر عند التعاطي مع هذه المعارف .
آمل ان تتقبلي ملاحظتي هذه بصدر رحب فهي ليس من قبيل تصيد الاخطاء انما ارتأيت ان انبهك لها هنا بدل من ذلك الموضوع حتى تلاحظيها لا أكثر ولا أقل .
تحياتي