مرة أخرى تثبت جبهة القوى الإشتراكية (الإفافاس) أنها حزب وطني، يختار دائما الوقوف إلى جانب المصلحة الوطنية، ولا يبالي بتماسك قاعدته النضالية عندما يتعلق الأمر بحرمة التراب الوطني، لأن إستمرار مقاطعة منطقة القبائل للمواعيد الإنتخابية قد يضر بالوحدة الوطنية للجزائر أمام الظرف العصيب الذي تمر به البلاد داخليا وخارجيا بتكالب الجيران من كل جانب، خاصة من يستقوي بالعصابات الصهيونية.
وبقرار الإفافاس المشاركة الفعالة في رئاسيات
2024/09/07 وبمرشح رئاسي، يكون قد فوت الفرصة على كل من يتربص بالسوء على البلاد.
وهذا ليس بجديد على أقدم حزب معارض لمنظومة الحكم، الذي تأسس خلال سنة 1963 من طرف الزعيم التاريخي حسين أيت أحمد ورفاقه بفكرة من المجاهد لخضر بورقعة.
الذي إختار التخندق تحت مظلة المجموعة الوطنية على طموحه الحزبي بإعتبار أن قاعدته النضالية الواسعة تتمركز بمنطقة القبائل عندما أعلن مشاركته في الرئاسيات القادمة، رغم أن التيار الغالب في المنطقة فهو ضد المشاركة في عرس السلطة.
إلا أن الإفافاس المتشبع بأفكار البطل الخالد المجاهد حسين أيت أحمد ثاني رئيس المنظمة الخاصة بعد محمد بلوزداد، ومن خطط للهجوم على بريد وهران ونفذه رفقة أحمد بن بلة وشلة من المجاهدين، ومن قادة الثورة المعروفين وأعضاء الوفد الخارجي وبصفته رئيسا للوفد حضر عدة اجتماعات دولية كمؤتمر باندونغ بأندونيسيا لحركة عدم الإنحياز والجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ومن الخمسة (أيت أحمد، بن بلة، بوضياف، خيدر ومصطفى الأشرف) المخطوفين من طرف السلطات الإستعمارية بعد قرصنة الطائرة التي كانت تقيلهم، ومن السجناء الخمسة المشهورين (أيت أحمد، بن بلة، بوضياف، خيدر وبيطاط رابح)، ومن أعضاء المكتب السياسي للحزب الذي تولى السلطة بعد الإستقلال، إلا أنه سرعان ما إختلف مع رفاقه وأسس الإفافاس.
بقلم الأستاذ محند زكريني