ما المغزى من رسالة فرنسا للبنان

[سندباد علي بابا]

ما المغزى من رسالة فرنسا للبنان


الجميع يعلم أن لبنان به ثلاث مؤسسات تتنافس فيما بينها


وهي:


الأولى: المؤسسة الأولى مدنية


الثانية: المؤسسة الثانية غير مدنية


الثالثة: والمؤسسة الثالثة غير مدنية تابعة للمؤسسة الثانية من حيث الطبيعة التنظيمية لها ولكن هم في تنافس محتدم منذ الثورة وحتى اللحظة.


الجميع يعلم أن هناك تنافس محتدم بين الثلاث مؤسسات في من يكون له دور في الحصول على شرف تنظيم الرئاسيات في لبنان.


فرنسا طوال فترة استقلال لبنان كانت لها اليد الطولى في تحديد وتعيين الرئيس واختياره بما يضمن لها مصالحها السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية في لبنان ومن لبنان تستطيع أن ترعى شؤونها بهذه السلطة التي ساهمت في وضعها من المحافظة على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.


رغبة المؤسسة الثانية في أن يكون اختيار الرئيس خارج تأثير فرنسا بعد ضعفها وتراجع نفوذها عالمياً دفع هذه الأخيرة إلى أن تتخذ موقف متصلب من تلك المؤسسة وتدعو إلى ابعادها في صناعة القرار في لبنان.


القضية التي فجرتها فرنسا وهي تعلم أن المؤسسة الثانية متفقة ومتفاهمة إلى حد بعيد مع المؤسسة الأولى والتي تدعم فيها مرشحها ورغم ذلك استهدفت فرنسا بقضية الصحراء لبنان لضرب المؤسسة الثانية.


فالمؤسسة الأولى ليس لها اهتمام بالصحراء كما هو الحال بالنسبة للمؤسسة الثانية ولا حتى المؤسسة الثالثة التي موقفها غير واضح من القضية ولكن كمؤسسة ثالثة فهي تابعة للمؤسسة الثانية ولكن كقادة فقد شاهدت فيديو قديم لقائدها السابق الأسطورة يتحدث فيه صورة وصوتاً ولم يتسنى لنا التأكد من حقيقة الفيديو على اليوتيوب وهو يكشف عن مخططات الجار الغربي ضد لبنان وكيف يسعى لاضعافه وأهمية الصحراء بالنسبة للبنان.


وبالتالي فتصريحات الحكومة الفرنسية الأخيرة فيما يتعلق بالصحراء هي موجهة للمؤسسة التي تدعم قضية الصحراء العادلة باستماتة وهي بالطبع المؤسسة الثانية، ولا يجب النظر إليها أنها قد تؤذي مرشح فرنسا في المؤسسة الأولى بل هي لاِضعاف المؤسسة الثانية وضرب روسيا من خلالها، ففرنسا تريد من ذلك التصريح هدف محلي متعلق بلبنان وهدف خارجي متعلق بروسيا، فالتصريح يستهدف اضعاف روسيا من خلال اضعاف المؤسسة الثانية واضعاف المؤسسة الثانية من أجل تقوية المؤسسة الأولى، ورغم أن المؤسسة الثالثة تابعة للمؤسسة الأولى إلا أنهما في حالة تنافس وبالتالي فإن ضرب فرنسا للمؤسسة الثانية واضعافها هو في مصلحة المؤسسة الثالثة التي تسعى للسيطرة على الجانب السياسي في لبنان لها وحدها أما المؤسسة الثانية فتعود لعملها المنوط بها دستورياً.


يجب التذكير هنا أن مجلس الأمن المكون من خمسة أعضاء دائمين وهم: الصين روسيا بريطانيا فرنسا أمريكا وأن هذا المجلس أصدر قرارات في إطار ما يسمى بالحكم الذاتي الذي خدم أطروحة الجار الغربي للبنان ولم يُرفع الفيتو لا من روسيا ولا من الصين وتم الموافقة عليه، وبالتالي فمسألة روسيا بلبنان لا علاقة لها بالصحراء وإنما هدف فرنسا من ضربها للبنان هو ضرب مصالح روسيا ونفوذها في لبنان من خلال ضرب المؤسسة الثانية وقادتها المحسوبين على روسيا والصين والشرق وفي نقطة منفصلة هو اضعاف المؤسسة الثانية لرفع قوة وأسهم المؤسسة الأولى وجزء كبير من الأطراف فيها المحسوبة على فرنسا وأمريكا والغرب.


فضرب فرنسا المؤسسة الثانية وبخاصة لقادتها المحسوبين على روسيا هو لإزاحة روسيا من لبنان ومن القارة.


وضرب فرنسا للمؤسسة الثانية هو لإضعاف هذه المؤسسة الثانية وللتمكين للمؤسسة الأولى بأخذ زمام الأمور ولكن ضرب فرنسا للمؤسسة الثانية يقوي بلا شك المؤسسة الثالثة التي هي مؤسسة تابعة ظاهرياً للمؤسسة الثانية إلا أنها منفصلة في عملها وأهدافها عن المؤسسة الثانية وفي حالة تنافس تاريخية بينها وبين المؤسسة الأولى منذ فترة استعمار فرنسا للبنان وحتى اللحظة.


بقلم: سندباد علي بابا

[سندباد علي بابا]

سندباد علي بابا,

لقد تلقيت مخالفة في
منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب.

السبب: الحظر
-------
سيتم حظرك فورا ان لم تلتزم بقوانين المنتدى
-------

وبسببها حصلت على 1000 نقطة وقد تكون سببا في منع دخولك للمنتدى حتى تنتهي. وحقيقة المخالفة لن تنتهي.

مع تحيات إدارة,
منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

توقيع: نور لا تراه