مهم بخصوص صلاة التسبيح
اخواني الأعزاء أنا كلمني أحد الإخوة عن عالم كبير عندنا في المغرب من مدينة بركان متخصص في علم الحديث يدرس هذا العلم لمدة أربعين سنة وهو مفتي المدينة فطلبت من هذا الأخ أن يسأله عن صلاة التسبيح فناولني هاتفه فأرسلت له سؤالا صوتيا من طريقه فأجابني هذا العالم الكبير فقال لي إن صلاة التسابيح حديثها لا يثبت ولا يشرع العمل بها فلهذا أنا اقتنعت أخيرا برأي هذا العالم وبدأت أرى التوقف في صلاة التسبيح وأن لا أصليها وأستغني عنها بالنوافل وكثرة الاستغفار وغير ذلك مما ثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهذا يا إخواني وفقكم الله أنا كتبت لكم رأيي الذي أتبناه أخيرا في هذه المسألة فقد غيرت رأيي وبدأت أتوقف في شأن صلاة التسبيح لا أصليها وأكتفي بما ثبت بلا تردد ولا شبهة لهذا فافعلوا يا إخواني ما بدا لكم أنا لا ألزمكم بشيء أبدا بل اجتهدوا وابحثوا واسألوا وافعلوا ما بدا لكم وافعلوا ما اطمأنت له نفوسكم وارتاحت له قلوبكم فافعلوا ما بدا لكم يا إخواني أنا لا أفرض رأيي على أحد فافعلوا ما شئتم ولكم واسع النظر بارك الله فيكم
قال النووي رحمه الله في "المجموع شرح المهذب" (3/547-548): "قال القاضي حسين، وصاحبا التهذيب والتتمة.....: يستحب صلاة التسبيح؛ للحديث الوارد فيها، وفي هذا الاستحباب نظر ; لأن حديثها ضعيف، وفيها تغيير لنظم الصلاة المعروف، فينبغي ألا يفعل بغير حديث، وليس حديثها بثابت، وهو ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس رضي الله عنه: يا عباس يا عماه ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال... الحديث) رواه أبو داود وابن ماجه، ورواه الترمذي من رواية أبي رافع بمعناه. قال الترمذي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التسبيح غير حديث قال: ولا يصح منه كبير شيء، وقد قال العقيلي: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت." انتهى بتصرف.
وإن تركتم صلاة التسبيح وتوقفتم فيها كما فعلت فاشغلوا أوقاتكم بكثرة السجود لأنها من أسباب نيل الدرجة العالية في الجنة مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم وأكثروا من قول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا فمن قالها ثلاثا غفر له وإن فر يوم الزحف كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الحسن وأكثروا قول لا إله إلا الله العي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين فقد ثبت أنه من قالها غفر الله له وإن كان مغفورا له وأكثروا من الصيام والصدقة وقيام الليل والجلوس في مجالس الذكر التي من يحضرها يغفر الله له بعد انتهائها ويقال له قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات وغير ذلك من أعمال البر الصالحة التي هي سبب المغفرة ودخول الجنة فأرى الاشتغال بها أفضل من الاشتغال بصلاة التسبيح المختلف فيها والتي ضعفها هذا العالم الجليل كما ذكرت لكم ففي الأحاديث الصحيحة في فضائل الأعمال لا سيما التي ذكرتها غنية وكفاية فحافظوا عليها ولا تنشغلوا بما هو مشكوك في صحته أو ضعيف والله تعالى أعلى وأعلم
أسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ويعينكم عليه والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين