الإبداع الأدبي وحرية الفكر ضحيتان: رواية "هوارية" حلبة أخرى للصراع بين الإسلاميين والديمقراطيين (الأصوليين والحداثيين)

[سندباد علي بابا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رَمَادِيَاتْ

مشكلتك انك لا تتوقف عن تصنيف الآخرين، فإما أن يكون الطرف معك هازا لرأسه في صفك وإلا فهو ينتمي الى مسبة الاخوان.
فكرة واحدة مكررة وتظل تطوف حولها، والحقيقة انه شيء ممل ومثير للصماطة..
فنوّع رجاء ...
ألا يمكن للمرء أن يكون مسلما ... مسلما وحسب بعيدا عن هذه التيارات التي خلقتموها ثم عبدتموها كإله...

ما أنا على قناعة تامة به .. انه لا يوجد مخلوق يملك فطرة سليمة وسوية قد يعتبر ما جاء في عفن تلك الكاتبة شيئا عاديا ... لكنه الاستخفاف والتدرج الذي دافع ويدافع عن كل شيء بداعي الحرية والانفتاح والنتيجة مجتمعات منهارة أخلاقيا واجتماعيا...

اذا كنت مسلما قرأ في القرآن والحديث ولو قليلا فلك ان تلتمس ذلك التهذيب الجميل والرائع في الكلام عن ادق الامور حرجا.. ثم تاتي الان بثوب المحامي لتقول عنها سيدة فاضلة.... ألا لا بارك الله فيها..

أولاً: لا يخفى على أحد هنا أن المنتدى يعج بالمشارب والحساسيات السياسية والدينية.

ثانياً: من منعك أن تكوني مسلمة.. أنا كذلك مسلم، التيارات العقدية والسياسية وجدت حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته لحكمة يعلمها الله، وبعد ذلك ظهرت المذاهب الفقهية السنية فهل كلامك "بخلقتموها ثم عبدتموها" موجه لأبي حنيفة ولابن حنبل ومالك والشافعي أيضاً هذا قديماً، وهل هذا الكلام موجه لحسن البنا ومحمد عبد الوهاب أيضاً في العصر الحديث اللذين أحدثا هذين الأمرين: الوهابية وجماعة الإخوان المسلمين؟
واليوم نرى الأحزاب السياسية في ظل الدّولة الحديثة والجماعات الإسلامية ومنها جماعة الإخوان مثلاً لا تشتغل ولا تنشط سياسياً واجتماعياً إلا في ظل الأحزاب، حكمة الله اقتضت ذلك، لذلك ليس من الأدب مع الله تعالى أن تعترضي على قدره.

الكاتبة صاحبة الرواية عبرت عن رأيها .. لم تطعن في دين ولم تجهر بكفر ولكن حاولت من خلال روايتها عرض ظواهر في داخل مجتمعنا وهي موجودة فعلاً ولا يمكن إنكارها.. ومن باب الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان أن نحترم بعضنا البعض في ظل التعايش السلمي .. وهي ليست سيدة من العامة بل هي سيدة من النخبة والطبقة المثقفة والمتعلمة.

وطعن جماعة الإخوان للسيدة الكاتبة هو طعن في جائزة الجمهورية "جائزة آسيا جبار" وهي طعن في مؤسسة الرئاسة التي وبمرسوم رئاسي أنشأت هذه الجائزة الوطنية في الفترة الماضية واختيار رواية الأديبة بيوض كان عبر لجان التي شكلتها والتي قدمت الجائزة لها وهو طعن في عناصر اللجنة التي درست الأعمال الفنية المقدمة هذا العام 2024 وهو اتهام لهم بالخيانة وكأن الإخوان وطنيين ومن منح الجائزة خونة.

اللغة العربية لغة القرآن أكبر من أن تنال منها رواية على فرض ما تلمحين له .. الإخوان الذين يسيطرون على المشهد السياسي الآن في البلاد ويسعون لتمرير ترتيبات سياسية معينة أمام معارضة البعض لهم يفجرون هذه القضايا من فترة إلى أخرى تحت ذريعة حماية اللغة العربية والدين الإسلامي .. بما يخدم مصلحتهم وتمرير سياستهم بالحيلة لكسب مزيد من النفوذ وضمان مصالحهم والتغلغل شيئاً فشيئاً والزحف رويداً رويداً حتى ينقضوا على السلطة والحكم ويصبح الملك بأيديهم.