|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
هل ما يُعرض على البلاد طوق نجاة أم حبل مشنقة؟
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2024-07-15, 12:08 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
هل ما يُعرض على البلاد طوق نجاة أم حبل مشنقة؟
هل ما يُعرض على البلاد طوقُ نجاة أم حبلُ مشنقة؟
ما هي الأهداف الخفيّة للنّظام السّياسي من توظيف إسلاميي السّلطة في هذا الوقت بالذّات؟ هل يكون إسلاميو السلطة هم “مسعود بزشكيان” (طوق نجاة) نظام البلاد؟ وهل تُريد السّلطة من خلالهم تطبيع العلاقة بين الشعب والنّظام السياسي؟ وتحفيز النّاس على التّصويت واِكتساب شرعية داخلية وإقليمية على مُستوى قطاع واسع من الشّعب ومن التركي ومن الأمريكي؟ بدايةً، يجب أن نعترف أنّه لا أحد ينكر أنّ اِسلاميي السّلطة ورغم تورطهم في سنوات الفساد إلّا أنهم ما زالوا يملكون وعاءً انتخابياً معتبراً ولو كان في حدود المليون ناخب حسب ما صرح به أحد المُعارضين في الخارج، وذلك لأنّ ما يجمع بين عناصر وأتباع هذا التّيار هو الولاء العقدي (بعث المشروع الإسلامي)، وإلى جانب ذلك يحوز اسلاميو السّلطة على قبول دول إقليمية وازنة مثل: تركيا الّتي أصبحت في السّنوات الأخيرة تلعب دوراً لا يُستهان به إقليميا ودوليا وظهر دورها الخطير ذاك بشكل خاص في أزمة سوريا وأزمة مصر وليبيا وأزمة البحر الأسود مع أزمة أوكرانيا. إنّ السّرّ إلى جانب الموالاة العقدية الّتي تجمع بين الأحزاب الإسلامية وأتباعها أو أصحاب التديّن الشّعبي من الحالمين بالمشروع الإسلامي هو مايلي: 1- ما يحدث في فلسطين وغزة من طرف التحالف الغربي- الصهيوني واِعتباره حرب على الإسلام والمُسلمين وعلاى لمشروع الإسلامي والإسلاميين الّذي بدأ يتمدد وبات الآن في أوروبا. 2- بروز ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب (أوروبا) وحالة العنصرية والاِضطهاد والكراهية للجاليات الإسلامية هُناك وصعود أقصى اليمين المُعادي للمهاجرين. 3- النّزعة العلمانية المُتطرفة الّتي تبرز في فتح معابد هندوسية في بلاد إسلامية مثل: ما حدث الإمارات وبداية الترويج لديانة جديدة “الدّيانة الإبراهيمية” الّتي تجمع الإسلام والمسيحية واليهودية واِتفاقيات أبراهام وعملية التطبيع لتصفية القضية الفلسطينية. 4- ظهور النّزعة العثمانية الجديدة الّتي تُنادي بإعادة وبعث الخلافة الإسلامية من جديد. 5- ظهور متطرفو النّزعة العلمانية الّتي تستفز المُسلمين سواء الإسلاميين والمتدينين الشعبيين مثل: مؤسسة “تكوين” الفكرية البحثية الّتي أسس لها المصري إبراهيم عيسى وغيره من عتاة العلمانية المُتطرفة. 6- مُخلفات أحداث ما يسمى “الربيع العربي” والثورات المُضادة الّتي أطاحت بحكم الإسلامين في مصر وتونس..إلخ. 7- ظهور مشاريع اِنفصالية جُغرافية وثقافية وفكرية ولغوية واقتصادية وإدارية (في ظل التقسيم الإداري) واِيديولوجية وجيوسياسية مثل: المشروع المطروح لدول شمال إفريقيا من حلف الناتو وبعث مشاريع رومانية اِستعمارية فيه لجعل بحيرة الأبيض المتوسط بحيرة أوروبية حصراً بيد حلف الناتو عنوانها “اتحاد المتوسط” لصاحبه ساركوزي والذي انطلق في تحقيقه بإسقاط نظام معمر القذافي. 8- نشر ظاهرة الشذوذ الجنسي والتحول الجنسي واقعياً وعلى مستوى القوانين والتشريعات وثقافياً وسياسياً في إطار ما يسمى حقوق الإنسان. 9- هستيريا بناء القواعد العسكرية و الأساطيل العسكرية على الموانئ البحرية على سواحل البلدان العربية والإسلامية والإفريقية من طرف أمريكا وأوروبا ونزعة إنشاء الفيالق: الفيلق الأوروبي- الليبي والقاعدة العسكرية الأمريكية -الكينية والعنوان مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشّرعية، ولكن الحقيقة هي لضمان اِحتلال أوروبا وأمريكا لهذه الدّول وضمان تدفق الموارد الطبيعة لمصانعها منها، والصّراع على النُّفوذ بين أوروبا وأمريكا من جهة مع روسيا والصين والهند وتركيا وإيران من جهة ثانية، وكبح جماح الاِقتصاد الصيني ومنع صعود روسيا كقطب سياسي واِقتصادي عالمي كبير بما يُهدد الاتحاد الأوروبي وأمريكا وهيمنتهما على المنطقة وعلى العالم. كلّ هذه الأمور وغيرها جلعت الإسلاميين وأصحاب التّدين الشّعبي يستشعرون الخطر الدّاهم عليهم وأنهم مستهدفون في وجودهم لذلك تجدهم يتوحدون ويصطفون خلف كلّ مشروع إسلامي سواء كان عنوانه: الخلافة الإسلامية (في ظل الأمة/ الإمبراطورية)، وبناء دولة إسلامية (في ظل الدّولة القُطرِية) .. أو غيرها من العناوين تقوده في هذه الأثناء جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم الإخوان الدّولي الأممي. النّظام السّياسي يعرف أنّ علاقته بالشّعب قد تهشمت في الفترة الأخيرة ويُريد جبر كسور هذه العلاقة وفي أثناء غياب أحزاب السّلطة الكبيرة (بفعل ممارسات العهد السّابق ونبذها من الشعّب في حراك ألــــ 19) مثل: الأفالان والأرندي وغياب الشّعبية لدى الأحزاب المعارضة مثل: الأفافاس والأرسيدي ولاِعتبارات تتعلق بنوعية خطاب هذين الحزبين الجهويين والرّواسب التاريخية (وبعض تحفظات النّظام لطبيعة هذه الأحزاب راديكالية المواقف) لم يجد النّظام أمامه وبعد فشل المُراهنة على ما يُسمى بالمجتمع المدني الّتي طرحها في بداية حلّ المشكلة إلا بالعودة إلى اِسلاميي النّظام والاّعتماد عليهم لحلّ المُشكلات التالية: أولاً: لكسب شرعية داخلية وتحقيق مصالحة بين النّظام والشّعب، فالإسلاميون ورغم نبذ قطاع واسع من متظاهري حراك 19 لهم سواء الدّيمقراطيين أو اسلاميي الحزب المحلّ أو حتى من غير المسيسين إلّا أنّهم بحكم وجود الولاء العقدي فإنّهم يحوزون ويتمتعون بوعاء اِنتخابي لابأس به وقوة خطاب ديني مؤثرة لدى شرائح واسعة من الشّعب. ثانياً: الطّمع في اِبراز الإسلاميين كواجهة مدنية للسُّلطة راجعٌ بالأساس إلى أنّ الإسلاميين من الإخوان بات لهم كلمة مسموعة في داخل النّظام والسّلطة وأنّهم يُشاركون بالفعل في صُنع القرار السّياسي والاِقتصادي والثّقافي في داخل المجتمع سيعيد للشّعب الثقة بنفسه، هذا الشّعب التّواق لكلّ ماهو إسلامي وللمشروع الإسلامي (الدّولة الإسلامية منذ الــ 90 على الأقل)، الأمر الّذي قد يُؤدي إلى تحفيز النّاس على المشاركة بقوّة في الانتخابات القادمة سواء من طرف المتخوفين من الإسلاميين لقطع الطريق عليهم أو من طرف الإسلاميين لتحقيق مكاسب كبرى في الفوز بجزء من النّظام أو الشّعب البسيط الّذي يغلب عليه الوعي الدّيني العامي والعلمي وحتّى غير المُسيسين وذلك لتحقيق بديل عن الّذي فشل في تحقيق أمانيه من الآخرين الّذين حكموا منذ الــ 60 وحتّى اللحظة دون أن يحققوا تطلعاته في العدالة والتنمية والرّفاه والرّخاء الذي وعدوا به قبيل اِندلاع ثورة 54. ثالثاً: لكسب شرعية إقليمية ودولية، فتركيا أصبحت دولة صاعدة ومُؤثرة في المنطقة العربية والإسلامية وبخاصة بعد تراجع الدّول الإقليمية العربية المحورية مثل: مصر السعودية الجزائر وتراجع إيران، والجميع يعرف مدى اِرتباط الإسلاميين من الإخوان بتركيا وعليه فإنّ دفع النظام بإسلاميي النّظام في هذا الوقت بالذّات أملته هذه الظُّروف السّعي لتحقيق سلامة اِقتصادية في المستقبل تكفل عدم وقوع البلاد في أزمة تفضي إلى ما حدث في سوريا وليبيا .. ولن يكون ذلك إلّا بالحيازة على اِعتراف من تركيا ودعم منها شرط تقديم اِسلاميي السّلطة وأن يكون لهم دور في السلطة والحكومة القادمة كما تشترط ذلك تركيا حتى يحوز النظام على شرعية إقليمية ومكاسب اقتصادية، وتطبيع بين النظام والشعب بتشجيع الشعب بواسطة طيف لابأس به يملك أدوات تحقيق تلك الأهداف ونعني بهم ههنا اسلاميو السلطة، نحن هنا نتحدث عن جزء من مشكلة النظام التي يسعى لحلها بجزء من الحل عنوانه اسلاميو السلطة في الحكم. وكذلك لكسب شرعية خارجية، فالجميع يعرف مكانة الإسلاميين عند الولايات المتحدة وتطابق وجودهم في السّلطة عندها مع الدّيمقراطية واِحترام حقُوق الإنسان، ولذلك دفع النّظام بالإسلاميين إلى الواجهة السّياسية، وذلك سعياً منه للظفر بالشّرعية الدّولية واِبعاد شُبهة عدم تطبيق الدّيمقراطية والرّأسمالية والليبرالية واِحترام حقوق الإنسان والحُريات، فوجود اِسلاميو السّلطة بشكل أو بآخر على واجهة السّلطة المدنية للنّظام سيُبعد بل شك “سُبّة” وصفة “الحُكم العسكري” الّتي يوصم بها النّظام السّياسي على الأقل منذ حراك الــ 19. لكن رغم التدابير الّتي يقوم بها النّظام السّياسي لمنع أي اِنقلاب قد يقوم به اِسلاميوه في المستقبل عندما يُتوجون بجزء مُهمٍ من السّلطة إلّا أنّ هذه الخطوة لا تخلو من تهور ومغامرة ومقامرة وقفز في المجهول وهي بمثابة لُغم قابل للاِنفجار في وجهه ووجه الجمهورية في أي لحظة لأنّ الأيام السّياسية المتتابعة لا تخلُو من تسارع وتقلُّب وتبدُّل كلّ دقيقة وثانية وقد يتحول هؤلاء من اِسلاميي السّلطة في أقل الأحوال إلى “مسمار جحا” الّذي سيتم من خلاله طرد النّظام ممن يحكم في البلاد منذ ألــ 62 من الحكام الجدد هؤلاء وفي أسوء الحالات الدُّخول في صدام كما حصل في مصر وميدان رابعة العدوية. بقلم: الزمزوم -استاذ الفلسفة السياسية وفلسفة الأخلاق.
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc