أطلق العنان لحياتك

[فراس 88]

الأشخاص الذين لهم هدف واضح في حياتهم فإنهم ليسوا بحاجة لتحفيز خارجي بعكس الأشخاص الذين يعيشونها بعشوائية
فمن يعيش بعشوائية أكيد سوف لن يجد ما يفعل وسيمرّ عليه اليوم وراء اليوم بدون أي فائدة يحصّلها من خلاله
و للأسف في وقتنا الحالي أصبح ما يعيق كثير من الشباب من النهوض والارتقاء هو طغيان مواقع التواصل الاجتماعي واستهلاكها الحيز الأكبر من غالبية أوقاته وأين ظهر من خلالها ما يسمى بالمؤثرين
فلم تعد الشخصيات الملهمة للسعي نحو النجاح تشتمل على تلك التي استطاعت النجاح رغم ما واجهته من عقبات وتحديّات سواء في الجانب العلمي أو غير ذلك
بل صار ما يحفّز الشباب الذين يعيشون بعشوائية لكي ينهضوا و يتحركوا هو رؤيتهم لذلك "النجاح" الذي يمكن لمثل هؤلاء "المؤثرين" تحقيققه بسرعة وبأقل جهد ممكن
فكم من هؤلاء التافهين الذين اشتهروا بتفهاتهم عبر التيكتوك وغيره من وسائط التواصل (باستثناء من يقدم شيء ذو نفع وفائدة)
تجدهم اليوم يتم استضافهتهم عبر القنوات وتمنح لهم الأدوار للتمثيل في المسلسلات و الإشهارات ... و يتم تقديمهم بصورة الأشخاص الناجحين بدعوى أنهم مؤثرين ومشهورين ولهم الآلاف والملايين من المتابعين .
في المقابل وبعيدا عن مسألة التعرّض ومحاولة تقفّي آثار وقصص الناجحين فحسب اعتقادي بأن هناك شيء آخر يجعل الشاب يصحو ويدرك بأن لا وقت لديه لتضييعه
وهو تذكره بأنه قد يموت في أي لحظة ، فتذكّر الموت كفيل بأن يحزّ النفس و يدفعها للنهوض و العمل والسعي لعمارة الأرض وتحقيق الانجازات التي تنفعه في دنياه وآخرته وترك بصمة وأثر من ورائه
وبذلك يغتنم المرء فترة شبابه ويسعى في ما بقي من عمره لتحصيل كل ما هو مفيد ونافع وبما يرضي الله سبحانه وتعالى .
عموما تُشكرين على هذا الموضوع و أحيّي فيك رغبتك في محاولة إحياء خيمة الجلفة من جديد من خلال مثل هذه المواضيع الهادفة والإيجابية ..