"إن أنت استطعت التعبير عن حبك العميق، فإن حبك العميق يكف ساعتها عن الوجود".
هذا ما قاله أحدهم، وهذا ما صدقته في أحايين كثيرة،
وكأن اللغة وحين ترتكب نفسها تقتل شيئا ما، وكأن حرارة الشعور تكمن في سريته، فكلما قلنا الأشياء بتفاصيلها أانطفأ وهج ما..
كان يريحني يا ماري أن أقول عن حزني بشكل مفرط لأبدده وأتخفف منه، وكانت هذه هي طريقتي في تطبيب بعض مواجعي، غير أن مشكلتي كانت مع الأشياء التي كانت تنال من قلبي محبة وسكنا، لقد جربت لمرات عديدة أن أستفيض بالقول عنها وكنت أبوح صدقا لا كذبا لكنني لاحقا وكلما عدت لاستحضار عاطفة قلبي الأولى اتجاهها لم أجدها كما كانت، إنها لا تزول لكنها فعلا لا تعود كما كانت قبل البوح!
قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون
عزيزتي ماري..
أنا لا أجد تفسيرا منطقيا لذلك حتى أن هذا الأمر جعلني أتناوش مع نفسي وأتهمها كثيرا:
هل كانت محبتي خدعة؟
هل كانت مشاعري مزورة؟
أم أن كل ما نستطيع تأطيره بكلمات ونحن نعتقد بأنه شاهق وكبير هو من الأصل ليس شاهقا ولا كبيرا!؟
إن الشيء الوحيد الذي كان يهون من محاكمتي لمشاعري هو أنه لم تكن لي غاية... لم أكن أعول على مصلحة ما أنتفع بها لذاتي ..
فهذا يا ماري الذي كان، وهذا الذي يكون.. فما قولك؟
أقول أنا أن الزمن كفيل بتفتيت صروف الدهر وإن كانت جبالا راسية
والنسيان رحمة من رحمات الله العظيمة التي تساعدنا على إزاحة الهم والغم مهما بلغ لأن هناك حتمية الإستمرار فالغاية أكبر من مجرد التقوقع في دوامة الماضي .....فهدفنا الأول والأخير هو المستقبل السرمدي