كان الشيخ زايد آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يكن حبا وودا جما للجزائر ولشعبها، والجزائر تبادله نفس المشاعر، وسار على نهجه إبنه خليفة.
وعندما استنجد الرئيس الشاذلي بن جديد بالعرب أواخر ثمانينات القرن الماضي، كانت الإمارات والكويت السباقين في مد يد العون للجزائر نظير الأزمة الإقتصادية التي عرفتها.
وفي ظل حكم عبد الرئيس العزيز بوتفليقة، عرفت علاقات البلدين تحسنا ملحوظا، ما لبوتفليقة من مودة ومحبة بالشيخ زايد وأبناءه كونه عمل كمستشار سياسي لدى الشيخ زايد بعد مغادرته للبلاد قبيل إعتلاء الشاذلي للحكم.
أما علاقات الجزائر بالإمارات فقد ساءت شعبيا إبان الثورة الشعبية التي أطاحت بأسرة بوتفليقة من الحكم.
وسار على خطى الشعب الرئيس المتوج عبد المجيد تبون.
وكانت للرئيس تبون فرصة لتحسين العلاقات مع الإمارات عند إعتلاء محمد بن زايد للحكم، إلا أن الجزائر قطعت مراسم تشييع جنازة خليفة بن زايد وإعتلام محمد بن زايد عرش الحكم.
وفضل الرئيس تبون القيام بزيارة إلى تركيا، والذي لم يحظى بلقاء الرئيس التركي أردوغان إلا بعد عودة هذا الأخير من الإمارات بعد أداء واجب العزاء في وفاة خليفة والتهاني بإعتلاء محمد عرش الحكم، وبذلك أعاد الدفىء لعلاقاة تركيا بالإمارات التي كانت متوترة.
وساءت أكثر بعد عدم حضور محمد بن زايد القمة الغربية التي إنعقدت بالجزائر، والإتهامات المستترة الموجهة للإمارات.
وها هو اليوم بمناسبة بمناسبة قمة ج7 بمدينة باري بإيطاليا، حدث تبادل للحديث بين تبون وابن زايد بمبادرة من هذا الأخير، وحتى الرئاسة الإيطالية حشرت تبون متوسطا الرئيس ماكرون والأمير ابن زايد في منصة إلتقاط الصورة الاذكارية، ما سهل على الإثنين تبادل للحديث بينهما.
إنه حان الوقت على كل من الجزائر والإمارات على عقد لقاء مصارحة ومصالحة لإعادة لمجاريها.
بقلم الأستاذ محند زكريني