في كلمته أمام الحكام العرب بقمة المنامة بمملكة البحرين، حمل محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، حركة حماس المسؤولية في الإجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة بتوفير للعصابات الصهيونية الذرائع في التدمير والإبادة الجماعية التي تشهدها غزة، من خلال عمليتها العسكرية في 07 أكتوبر 2024.
إن رئيس سلطة رام الله يعلم أكثر من غيره أن القضية الفلسطينية قبل غزوة الطوفان الأقصى لم تعد تذكر على المستوى الدولي بذلك الزخم التي كانت عليه من قبل وليست من إهتمامات المجتمع الدولي.
فقطار التطبيع العربي الإسرائيلي قضى على القضية الفلسطينية، وكان بقي فقط إلتحاق المملكة العربية السعودية بالركب التي كانت على قاب قوسين أو أدنى من ذلك، خاصة بعد التصريح الشهير لولي العهد محمد بن سلمان بما يفيد بأن الرياض لا تمانع في التطبيع، وتصريح "العفن ياهو" من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
كانت كل المؤشرات توحي بقبر قضية فلسطين من وإلى الأبد وإختزالها في حقوق إجتماعية للساكنة الفلسطينية بغزة والضفة.
فجاء الطوفان الأقصى مزلزلا أركان الكيان الصهيوني وكيانات التطبيع العربي، وراعي التطبيع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبذلك تقفز قضية فلسطين من جديد قمة الإهتمامات الدولية
ومدرجة في جدول أعمال جل القمم الإقليمية والدولية.
وبفضل الطوفان الأقصى، حتى مقر سلطة رام الله أصبح محجا للكثير من السياسيين وقادة دول.
ولولاه لكانت نسيا منسيا.
بقلم الأستاذ محند زكريني