حادثة "اِكتشاف وثيقة تاريخية" السِّياق، الدّلالات، التّوقيت، الأهداف؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى قبائل الجزائر

منتدى قبائل الجزائر كل مايتعلق بأنساب القبائل الجزائرية، البربرية منها و العربية ... فروعها و مشجراتها...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حادثة "اِكتشاف وثيقة تاريخية" السِّياق، الدّلالات، التّوقيت، الأهداف؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-05-16, 07:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B10 حادثة "اِكتشاف وثيقة تاريخية" السِّياق، الدّلالات، التّوقيت، الأهداف؟

حادثة "اِكتشاف وثيقة تاريخية" السِّياق، الدّلالات، التّوقيت، الأهداف؟




شاهد عندما يجتمع الخبث المروكي العنصري الإخونجي الزرائيبي ماذا يُنتج؟

مردود بالدّوا:
ما فيه شك أنّ الوثيقة الّتي كشفت عنها تلك الهيئة في شخص رئيسها المبجل وبخاصة عُنصر الاِكتشاف لها ذا قيمة، وهو يُعطي بلا شك اِنطباعاً بأنَّ تلك الهيئة الّتي تنتمي إلى فضاء العالم الانساني والاجتماع مُهمة، ويُمكن اِدماجها في الحقل الاِقتصادي والمشاريع المُنتجة النّاتجة عن الاِبداع والاِبتكار والّتي تخدم المجتمع مما يأمل أصحابه هؤلاء ومن يقف وراءهم (الظّهير) من أن يُنهي تلك النّظرة القائلة أنَّ الفضاءات الاِنسانية الاِجتماعية أصبحت في زمننا لا تساوي شيئاً وبخاصة أمام العلوم الدّقيقة، والّتي تبحث في التقنية التي باتت أكثر أهمية منها وبالتّالي اِنطلقت دعوات لإلغائها وأُخرى تعمل جاهدةً على تهميشها في ظلِّ اِنتقال العالم إلى عالم جديد من الدّيكتاتوريات الّتي تُحارب الفكر والتّفكير لكن هُناك ملاحظات على الوثيقة فينبغي قول أنّ الوثيقة جاءت لتحقيق أربعة أهداف رئيسة هي:


أولاً: الوثيقة جاءت لتُؤكد على قيمة وأهمية الهيئة وأنّها تشتغل بالفعل، وأنّها مُنتجة وأنّها تقُوم بعمل كبير الأمر الّذي ينبغي أنْ يُقابل من السُّلطة بمزيد من المكافأت المالية والتحفيزات الاِجتماعية لها.


ثانياً: لا نُبالغ في القول ولا نفتري على أي أحد عندما نقُول أنَّ الوثيقة جاءت لتُغازل منطقة عزيزة على قلوبنا من وطننا المُفدى، وهي رسالة غزل للمُتطرفين لثقافتهم الأصلية بخاصةٍ من هذه المنطقة المُمسكين بزمام الأمور في البلاد، فقد ظهر أنَّ صاحبها (كالعادة) من القبائل وليس من الصّحراء أو من الغرب أو من الوسط أو من أي مكان آخر، الأمر الّذي يُدلل أنّه حتّى الأبطال الّذين تم نفيهم إلى جزيرة الاِستعمار من أبطال البلاد الأشاوس من القبائل البطلة الّتي لا نشك أبداً في وطنيتها ولا في بطولاتها وأبطالها الكرام حباً وليس خوفاً، ولكن المُشكلة في الانتقاء على أساس تحقيق أهداف سياسية هو المُشكلة هنا، حتّى في الجانب الدّيني الإخواني وأزلامه ومن هو على شاكلته ومن الموالين له فكرياً دائماً ما يختار الآيات الّتي تُناسبه هو وتخدم مُخططاته ويستبعد الآيات الّتي لا تخدم مُخططاته (كالعادة) وأحياناً أُخرى يتخذ التّأويل طريقاً وسبيلاً سهلاً لتحقيق أغراضه ومصالحه الضّيقة.

ثالثاً: أنّ الرّسالة تُحاول تصوير القبائل السندسيين من المقاومة زمن الاِستعباد كانوا يُبايعون الخليفة العثماني وبالتّالي تصوير هؤلاء على أنّهم مُسلمين ضمن الدّولة العُثمانية، وهو هدف يُرجو منه أصحابه تحقيق هدف أسلمة من تبقى في المنطقة من المُسلمين العلمانيين الّذين يُحافظون ويحرصون على الطّابع الجمهُوري للبلاد ولولاهم لذهبت البلاد إلى الجحيم الأفغاني أو إلى العراق البوبكر بغدادي.. أو هو محاولة لدغدغة مشاعر المُتطرفين من المنطقة من المُمسكين بزمام الأمور في البلاد للميل نحو تركيا والإسلام الإخواني بدل العلمانية الفرنسية أو الليبرالية الأمريكية أو الوطنية والقومية الرّوسية أو الاشتراكية الصّينية، كما أنّه نوع من المدح للدّولة العثمانية ودورها المشهود في البلاد رغم أن الوثيقة تزعم أنّ صاحبها لم يستطع اِيصال تلك الرِّسالة إلى الخليفة العثماني وأنّه عاد بها إلى أرض الوطن بعد أن فرّ من جزيرة النَّفي وهذه تبرئة ذمة للسُّلطان العثماني بخاصة وللدّولة العثمانية بعامة فلو كانت وصلته كنّا لنتخيل أنّه سيدفع بالجيش الإنكشاري وأساطيله البحرية آنذاك وسيُحرر أولئك النّاس ويُعيدهم إلى بلادهم أو ينقلهم إلى اِسطنبول أو البلاد العربية والإسلامية وهي أرحم من جحيم ديار المنفى.


رابعاً: أنَّ الزعم بأنّ الوثيقة وُجدت عند أحد أعيان تلك المدينة (جد عرش بعينه) يُراد منه حسب اجتهادنا المتواضع الرفع من قيمة ذلك العرش حصراً دون جميع عروش المدينة تلك من السُّكان الأصليين (على فرض أنّهم هم السُّكان الأصلين وقد قتلت منهم فرنسا الثُلثين بسلاح كيماوي فترة اِحتلالها للبلاد علاوة على أنَّ الأرض بربرية هي للبربر)، والفكرة لا تخلو من عُنصرية مقيتة ونرجسية واِستعلاء تصل حدّ الطبقية حتى في داخل القومية الواحدة على فرض أنّهم من بطن واحدة ومن أصل وجد واحد، فهذا الكلام لا يخلو من رسائل يبعث بها أصحابها على مستوى الدّاخل للسُّكان الأصليين للمدينة أو على مستوى الخارج ممن يقطُن المدينة وهو ليس منها وحتّى على مستوى الوطن والإقليم والفضاء العربي والإسلامي وحتّى الدّولي.


أعتقد أنَّ الوثيقة تلك كانت في أحد متاحف تركيا السّرية وأنّها أُعطيت لصاحبنا من تلك الإثنية تحديداً دون سواه ومن ذلك العرش بالذّات من تلك المدينة في تلك الهيئة الرّسمية من مجموعة العُنصريين والّذي ينتمي زوراً وفق فكر باطني إلى جماعة الإخوان لتحقيق أهداف سياسية واِقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية مكلفٌ بها كما كلّ المهمات الّتي قام بها خدمةً لأطراف داخلية وخارجية ولأهداف ذاتية وايديولوجية، نلخصها فيما يلي:


1- الرّفع من قيمة الهيئة الرّسمية أكثر فأكثر الّتي كُلف بقيادتها وتصويرها أنّها هيئة تُبدع وتبتكر وتأتي بالجديد الّذي يخدم الدّولة والمُجتمع في إطار التَّخصص المُنوط بها (الفكري-الاِجتماعي- الإسلامي..) والِتي هي موالية للأتراك وللأجندة الرّوسية في إطار فكر "دوغين" ما يسمى بالأوراسية وعن دور المُسلمين والإسلاميين في مشروعه ذاك.


2 – الرَّفع من قيمة المدينة الّتي تنتمي إلى اِثنية معينة مُقابل البربر.


3 – التقريب بين الإثنية الّتي تتنمي لها المجموعة المُكتشفة للوثيقة والإثنية الأخرى المُقابلة لها الّتي حصل بينها صدام ثقافي وسياسي وفكري مُفجع في ثورة 19 وما يُسمى بــثنائية "الزّواف" و"القهوي".


4 – الرّفع من قيمة ذلك العرش حتّى يبقى على العهد العُنصري والعرُوشي الّذي رُسم له منذ البداية من تحالف الأتراك- الرّوس والّذي يميل إلى الفكر الإسلاماوي الإخواني والّذي يُضيّقْ على مُعارضي تركيا والّذي يشويش على خُطط تحالف روسيا بالإسلاميين من القاطنين في المدينة من غير أهلها ومن العاملين في تلك الهيئة الرّسمية مثلاً.


5 – دفع وتشجيع الدّولة من خلال ذلك "الاِنجاز" الباهر لضخ أموال طائلة في ميزانية تلك الهيئة وتدليل عناصر تلك الهيئة وتوفير كلّ سُبل الرَّاحة وبخاصة أنّهم من أتباع تُركيا إلّا أولئك الّذين لا يُوالُون المُخطط التُركي في البلاد وللمنطقة برُمتها.


6 – دغدغة مشاعر جماهير تلك المنطقة وبخاصة المُتطرفين الثقافيين منهم وبخاصة ممن لهم نفوذ وسُلطة وسيطرة على مقاليد الحُكم وضمان ضمهم إلى الصَّف التُركي بالحديث عن الرّسالة المُوجهة للخليفة العثماني.


7 – تبرئة الأتراك من مقولة أنّ الدّولة العُثمانية تركت البلاد لمصيرها عندما أُحتلت من الدّولة الفرنجية وتبعاتها المأساوية في حق سُكان البلاد وما تعرضوا له من – ترحيل، ونفي- لأنّ الرّسالة لم تصل للخليفة العثماني وقتها لصعوبات لُوجستية مُتعلقة بأصحاب الرُسالة وليست بالخليفة أو دولته (لم يصلنا شيء حتّى تَعتبُوا على مواقف الخليفة والدّولة العثمانية) وبالتّالي لا حرج على الخليفة ولا حرج على الدّولة العثمانية.


8 – تصوير أنّ القبائل في سُندستان والإثنية الّتي ينحدرون منها على الأقل المُتطرفين منها ليس كما يُشاع من أنّها تُعادي الإسلام (متى كان عداءُ أو الخصومة مع الإسلاماويين فكرياً وسياسياً المُشتغلين في الحقل السّياسي عداءً للإسلام؟ متى كان نقد طريقة التّدين الخاطئة عداءً للإسلام وبعض النُّخب القبائلية كانت خصومتها سياسية فكرية ولا علاقة لها بما يقوله الإخوان من أنه عداءٌ للإسلام كما هو حاصلٌ مع النُّخب الفكرية والإسلاماوية في مصر والمغرب والعراق وسوريا..) ولكنهم كانوا مُسلمين وليسوا مُسلمين فقط ولكن مُسلمين أتراك يُدينون بإسلام الأتراك ويُوالُون الدّولة العثمانية وليس يُدينون بالدّين المُحمدي زمن الخلفاء الرّشدين بغض النّظر عن الدّولة الإسلامية أو اِسم الخلافة الّتي حكمت وهُم يحلمُون أن يسير الأحفاد (ممن يتحكم بمقاليد السُّلطة والثقافة والنُّخب والمؤثرين منهم اليوم) على طريق الأجداد في الولاء للإسلام التركي وللدّولة التُركية وليس للإسلام بعامة وللدّولة الوطنية الحالية حتّى يأتي قدره تعالى ويُقيم خلافته من جديد وهي ليست بالضرورة أن تكون عثمانية أو إخوانية أو سلفية.. الله تعالى وحده أعلم بها.


9 – مُحاولة دق اِسفين بين فرنسا الحديثة مع النُّخب الثّقافيين المُتطرفين الّذين يجدُون حُظوةً كبيرةً لدى فرنسا اليوم لأهداف جيوسياسية واستراتيجية واستعمارية منها في البلاد وفي المنطقة والقارة باِستحضار الماضي الأليم والّذي عانى فيه أجداد هؤلاء مع الدّولة الفرنجية المُحتلة في مشقة رحلة العذاب تلك إلى جزيرة المنفى من البلاد إلى حدود أُستراليا قياساً بذلك الزمن القاسي ووسائل النّقل المُتخلفة وطبيعة العلاقة بين المُحتل والمسجون الذي كان من تلك المنطقة الطّيبة.


إنّ السّبب في قول هذا الكلام أنّه قيل أنّ الوثيقة وُجدت في خزانة كُتب الجد .. السؤال هو: هل يُعقل أن تظلّ هذه الوثيقة حبيسة لهذا الوقت في تلك الظُّروف الّتي مرت بها البلاد حتّى جاء أخونا في الله ليُخرج لنا في هذا الوقت بالذّات أمام الصّراع الجيوسياسي المُحتدم بين الدُول على مُقدرات الأرض في البلدان والقارات الضّعيفة ومنها تركيا وفرنسا وبين شعب البلاد وفرنجا في ملف ذكريات فترة الاِحتلال ليزعم ما يزعم من كلام إنشائي... إلخ.




بقلم: الزمزوم أستاذ في الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc