بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيجب على كل مسلم ومسلمة معرفة ربه ودينه ونبيه بالأدلة من كتاب الله وسنة نبيه وأن يعمل بموجب هذا العلم، وأن يصبر على ما يصيبه من الأذى في هذا السبيل لقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ فدلت هذه السورة الجامعة على وجوب العلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه. وسوف يسأل الإنسان في قبره: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ولا يفوز بالإجابة الصحيحة إلا من آمن بالله ورسوله وكان عاملاً بشرائع الإسلام فهذا هو المفلح الناجح السعيد وضده هو الخاسر الشقي نعوذ بالله من الخسران والشقاء ونسأله تعالى أن يجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل. وبناءً على ما تقدم من أهمية هذا الموضوع في حياة كل مسلم ومسلمة فقد رأيت نشر هذه الرسالة المختصرة القيمة التي لا غنى لكل مسلم ومسلمة عن معرفتها والعمل بها من معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً كما اشتملت على معرفة أركان الإسلام وأصول الإيمان بالأدلة ومعرفة العبادة وأنواعها ووجوب صرفها لله وحده دون سواه.
كما اشتملت على معرفة شروط الصلاة وأركانها وواجباتها ومبطلاتها على طريقة السؤال والجواب، أسأل الله تعالى أن ينفع بها وهي مستفادة من كلام الله تعالى وسنة رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد الله بن جار الله آل جار الله
بسم الله الرحمن الرحيم
س: من ربك؟
جـ: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته، وهو معبودي وليس لي معبود سواه كما قال تعالى في سورة الفاتحة: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
س: ما معنى (الرب)؟
جـ: المالك المعبود المتصرف وهو المستحق للعبادة.
س: ما معنى (الله)؟
جـ: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
س: بم عرفت ربك؟
جـ: بآياته ومخلوقاته.
س: ما هو أكبر ما ترى من مخلوقاته؟
جـ: السموات والأرض.
س: ما أعظم آياته؟
جـ: الليل والنهار والشمس والقمر.
س: ما الدليل على ذلك؟
جـ: قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [سورة الأعراف: الآية 54].
س: ما الذي خلقنا الله له؟
جـ: عبادته.
س: ما هي عبادته؟
جـ: توحيده وطاعته.
س: في أي شيء نطيعه؟
جـ: نطيعه في أمره ونتجنب ما نهانا عنه.
س: ما الدليل؟
جـ: قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [سورة الذاريات: الآية56].
س: ما معنى يعبدون؟
جـ: يوحدون.
س: ما هو التوحيد؟
جـ: هو إفراد الله بالعبادة.
س: ما أعظم ما نهى الله عنه؟
جـ: أعظم ما نهى الله عنه الشرك، وهو دعوة غير الله ودعوة غيره معه.
س: ما الدليل؟
جـ: قوله تعالى: وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [سورة النساء: من الآية 36].
س: ما هي العبادة؟
جـ: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
س: ما هي أنواع العبادة؟
جـ: لها أنواع كثيرة منها: الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، الرهبة، والخشوع، والخشية، والانابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة.
س: ما الدليل؟
جـ: قوله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا [سورة الجن: من الآية 18].
س: ما حكم من صرف منها شيئاً لغير الله؟
جـ: هو مشرك كافر.
س: ما الدليل؟
جـ: قوله تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [سورة المؤمنون: من الآية 117].
س: ما أول ما فرض الله علينا؟
جـ: كفر بالطاغوت وإيمان بالله.
س: ما هو الطاغوت؟
جـ: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فهو طاغوت.
س: كم الطواغيت؟
جـ: كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن عبد وهو راض، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.
س: ما الدليل؟
جـ: قوله تعالى: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [سورة البقرة: الآية 256].
س: ما هي العروة الوثقى؟
جـ: لا إله إلا الله.
س: ما معنى لا إله إلا الله؟
جـ: (لا إله) نفي، (إلا الله) إثبات.
س: ما تنفي وما تثبت؟
جـ: أنفي جميع ما يعبد من دون الله، وأثبت جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له.
س : ما الدليل؟
جـ: قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلهُمْ يَرْجِعُونَ [سورة الزخرف: الآيات 26-28].
س: ما هو دينك؟
جـ: ديني الإسلام، وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
س: ما الدليل؟