مع الآية : وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى - الصفحة 22 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مع الآية : وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-03-18, 00:10   رقم المشاركة : 316
معلومات العضو
stella_007
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك









 


رد مع اقتباس
قديم 2024-03-16, 18:15   رقم المشاركة : 317
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

عندما أسمع قوله سبحانه وتعالى‏: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
أرتب قائمة أمنياتي, وما أرجو من ربي، من جديد؛ ويطمئن قلبي.

ومع هذه القصة لفتاة من القاهرة:


"أنا سيدة في الثامنة و الثلاثين من العمر نشأت في أسرة ميسورة الحال وعشت في كنفها حياة هادئة إلي أن تخرجت في الجامعة..‏ وعقب التخرج التحقت بعمل ممتاز يدر علي دخلا كبيرا‏..‏ وأحببت عملي كثيرا وأعطيته كل اهتمامي‏,‏ وتقدمت فيه سريعا حتى تخطيت كثيرين من زملائي‏.‏

وكنت خلال مرحلة الجامعة قد ارتديت الحجاب بإرادتي واختياري‏,‏ وبدأ الخطاب يتقدمون إلي,‏ لكنني لم أجد في أحدهم ما يدفعني للارتباط به‏,‏ ثم جرفني العمل والانشغال به عن كل شيء آخر حتي بلغت سن الرابعة والثلاثين وبدأت أعاني النظرات المتسائلة عن سبب عدم زواجي حتى هذه السن‏.‏

وتقدم لي شاب من معارفنا يكبرني بعامين‏..‏ وكان قد أقام عقب تخرجه عدة مشروعات صغيرة باءت كلها بالفشل‏..‏ ولم يحقق أي نجاح مادي‏,‏ وكان بالنسبة لي محدود الدخل‏,‏ لكني تجاوزت عن هذه النقطة ورضيت به وقررت أنني بدخلي الخاص سوف أعوض كل ما يعجز هو بإمكاناته المحدودة عنه‏..‏ وستكون لنا حياة ميسورة بإذن الله‏.‏ وقد ساعدني على اتخاذ هذا القرار أنني كنت قد بدأت أحبه..‏ وأنه قد أيقظ مارد الحب النائم في أعماقي والذي شغلت عنه طيلة السنوات الماضية بطموحي في العمل‏,‏ كما أنه كان من هؤلاء البشر الذين يجيدون حلو الكلام‏,‏ وقد روى بكلامه العذب ظمأ حياتي‏.‏

وبدأنا نعد لعقد القران وطلب مني خطيبي صورة من بطاقتي الشخصية ليستعين بها في ترتيب القران‏..‏ ولم أفهم في ذلك الوقت مدى حاجته لهذه الصورة لكني أعطيتها له‏.‏

وفي اليوم التالي فوجئت بوالدته تتصل بي تليفونيا وتطلب مني بلهجة مقتضبة مقابلتها على الفور‏..‏ و توجست خيفة من لهجتها المتجهمة,‏ وأسرعت إلى مقابلتها‏.‏ فإذا بها تخرج لي صورة بطاقتي الشخصية وتسألني هل تاريخ ميلادي المدون بها صحيح؟ وأجبتها بالإيجاب وأنا أزداد توجسا وقلقا‏,‏ ففوجئت بها تقول لي‏:‏ إذن فإن عمرك يقترب الآن من الأربعين‏.‏ وابتلعت ريقي بصعوبة ثم قلت لها بصوت خفيض أن عمري‏34‏ عاما‏.‏

فقالت أن الأمر لا يختلف كثيرا لأن الفتاة بعد سن الثلاثين تقل خصوبتها كثيرا وهي تريد أن ترى أحفادا لها من ابنها‏..‏ لا أن تراه هو يطوف بزوجته على الأطباء جريا وراء الأمل المستحيل في الإنجاب منها‏.‏ ولم أجد ما أقوله لها لكني شعرت بغصة شديدة في حلقي‏,‏ وأنتهت المقابلة وعدت إلى بيتي مكتئبة..‏

ومنذ تلك اللحظة لم تهدأ والدة خطيبي حتي تم فسخ الخطبة بيني وبينه وأصابني ذلك بصدمه شديدة لأنني كنت قد أحببت خطيبي وتعلقت بأمل السعادة معه‏..‏ لكنه لم ينقطع عني بالرغم من فسخ الخطبة,‏ وراح يعدني بأنه سيبذل كل جهده لإقناع والدته بالموافقه على زواجنا‏..‏ واستمر يتصل بي لمدة عام كامل دون أي جديد‏..‏ ووجدت أنني في حاجة إلي وقفة مع النفس ومراجعة الموقف كله‏..‏ وانتهيت من ذلك إلى قرار ألا أمتهن نفسي أكثر من ذلك وأن أقطع هذه العلاقة نهائيا‏..‏ وفعلت ذلك ورفضت الرد على اتصالات خطيبي السابق‏.‏

ومرت ستة أشهر عصيبة من حياتي‏..‏ ثم أتيحت لي فرصة السفر لأداء العمرة,‏ فسافرت لكي أغسل أحزاني في بيت الله الحرام‏..‏ وأديت مناسك العمرة ..‏ ولذت بالبيت العتيق وبكيت طويلا ودعوت الله أن يهييء لي من أمري رشدا‏.‏

وفي أحد الأيام كنت أصلي في الحرم وانتهيت من صلاتي وجلست أتأمل الحياة في سكون فوجدت سيدة إلى جواري تقرأ في مصحفها بصوت جميل‏..‏ وسمعتها تردد الآية الكريمة "وكان فضل الله عليك عظيما" فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة,‏ والتفتت إليّ هذه السيدة وجذبتني إليها‏,‏ وراحت تربت على ظهري بحنان وهي تقرأ لي سوره الضحى إلى أن بلغت الآية الكريمة "ولسوف يعطيك ربك فترضى"؛ فخيل إلي أنني أسمعها لأول مرة في حياتي مع أني قد رددتها مرارا من قبل في صلاتي‏..‏ وهدأت نفسي‏.

‏ وسألتني السيدة الطيبة عن سبب بكائي فرويت لها كل شيء بلا حرج‏,‏ فقالت إن الله قد يجعل بين كل عسرين يسرا‏,‏ وأنني الآن في العسر الذي سوف يليه يسر بإذن الله‏..‏ وأن ما حدث لي كان فضلا من الله لأن في كل بلية نعمة خفية كما يقول العارفون.. وشكرتها بشدة على كلماتها الطيبة ودعوت لها بالستر في الدنيا وفي الاخرة ‏,‏ وغادرت الحرم عائدة إلى فندقي وأنا أحسن حالا.

وانتهت فترة العمرة وجاء موعد الرحيل‏,‏ وركبت الطائرة عائدة إلي القاهرة؛ فجاءت جلستي إلي جوار شاب هاديء الملامح وسمح الوجه‏,‏ وتبادلنا كلمات التعارف التقليدية‏..‏ فوجدتني أستريح إليه واتصل الحديث بيننا طوال الرحلة إلى أن وصلنا إلى القاهرة وانصرف كل منا إلى حال سبيله‏.

وانهيت إجراءاتي في المطار‏,‏ وخرجت فوجدت زوج أقرب صديقاتي إليّ في صالة الانتظار فهنأني بسلامة العودة وسألته عما جاء به للمطار فأجابني بأنه في انتظار صديق عائد على نفس الطائرة التي جئت بها‏.‏

ولم تمض لحظات إلا وجاء هذا الصديق فإذا به هو نفسه جاري في مقاعد الطائرة وتبادلنا التحية,‏ ثم غادرت المكان بصحبة والدي‏..‏ وما أن وصلت إلي البيت وبدلت ملابسي واسترحت بعض الوقت حتى وجدت زوج صديقتي يتصل بي ويقول لي أن صديقه معجب بي بشده ويرغب في أن يراني في بيت صديقتي في نفس الليلة لأن خير البر عاجله‏؛ ثم يسهب بعد ذلك في مدح صديقه والإشادة بفضائله، ويقول لي عنه أنه رجل أعمال شاب من أسرة معروفة وعلى خلق ودين، ولا يتمني لي من هو أفضل منه لكي يرشحه للارتباط بي‏.‏

وخفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة‏..‏ واستشرت أبي فيما قاله زوج صديقتي فشجعني على زيارة صديقتي لعل الله جاعل لي فرجا‏.‏

وزرت صديقتي وزوجها والتقيت بجاري في الطائرة واستكملنا التعارف وتبادلنا الإعجاب‏..‏ ولم تمض أيام أخرى حتى كان قد تقدم لي‏..‏

ولم يمض شهر ونصف الشهر بعد هذا اللقاء حتى كنا قد تزوجنا؛ وقلبي يخفق بالأمل في السعادة، وحديث السيدة الفاضلة في الحرم عن اليسر بعد العسر يتردد في أعماقي.

وبدأت حياتي الزوجية متفائلة وسعيدة ووجدت في زوجي كل ما تمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه من حب وحنان وكرم وبر بأهله وأهلي.

‏غير أن الشهور مضت ولم تظهر عليّ أية علامات للحمل‏,‏ وشعرت بالقلق خاصة أنني كنت قد تجاوزت السادسة والثلاثين. وطلبت من زوجي أن أجري بعض التحاليل والفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب,‏ فضمني إلى صدره وقال لي بحنان غامر أنه لا يهمه من الدنيا سواي‏..‏ وأنه ليس مهتما بالإنجاب‏,‏ لأنه لا يتحمل صخب الأطفال وعناءهم‏.

لكني أصررت علي مطلبي‏..‏ وذهبنا إلي طبيب كبير لأمراض النساء وطلب مني إجراء بعض التحاليل‏.‏

وجاء موعد تسلم نتيجة أول تحليل منها ففوجئت به يقول لي أنه لا داعي لإجراء بقيتها لأنه مبروك يا مدام‏..‏ أنت حامل‏!‏

فلا تسل عن فرحتي و فرحة زوجي بهذا النبأ السعيد‏.. ‏وغادرت عيادة الطبيب وأنا أشد على يده شاكرة له بحرارة‏.‏

و في ذلك الوقت كان زوجي يستعد للسفر لأداء فريضة الحج‏؛‏ فطلبت منه أن يصطحبني معه لأداء الفريضة وأداء واجب الشكر لمن أنعم عليّ بهذه النعم الجليلة. ورفض زوجي ذلك بشدة وكذلك طبيبي المعالج لأنني في شهور الحمل الأولى‏..‏ لكني أصررت علي مطلبي وقلت لهما أن من خلق هذا الجنين في أحشائي، على غير توقع، قادر على أن يحفظه من كل سوء‏.

واستجاب زوجي لرغبتي بعد استشارة الطبيب واتخاذ بعض الاحتياطات الضرورية. وسافرنا للحج وعدت وأنا أفضل مما كنت قبل السفر‏..‏

ومضت بقيه شهور الحمل في سلام وإن كنت قد عانيت معاناة زائدة بسبب كبر سني‏,‏ وحرصت خلال الحمل على ألا أعرف نوع الجنين، لأن كل ما يأتيني به ربي خير وفضل منه‏. وكلما شكوت لطبيبي من إحساسي بكبر حجم بطني عن المعتاد فسَّرَه لي بأنه يرجع إلى تأخري في الحمل إلى سن السادسة والثلاثين‏.‏

ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة وتمت الولادة. وبعد أن أفقت دخل علي الطبيب وسألني باسما عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي؛ فأجبته بأنني تمنيت من الله مولودا فقط ولا يهمني نوعه‏..‏ ففوجئت به يقول لي‏:‏ إذن ما رأيك في أن يكون لديك الحسن والحسين وفاطمة‏!‏!

ولم أفهم شيئا وسألته عما يقصده بذلك فإذا به يقول لي وهو يطالبني بالهدوء والتحكم في أعصابي أن الله سبحانه وتعالي قد من علي بثلاثة أطفال‏,‏ وكأن الله سبحانه وتعالى قد أراد لي أن أنجب خلفة العمر كلها دفعة واحدة رحمة منه بي لكبر سني‏,‏ وأنه كان يعلم منذ فتره بأنني حامل في توأم لكنه لم يشأ أن يبلغني بذلك لكيلا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل ويزداد خوفي‏.‏ ولم أسمع بقية كلامه فلقد انفجرت في حالة هستيرية من الضحك والبكاء وترديد عبارات الحمد والشكر لله‏..‏ وتذكرت سيدة الحرم الشريف‏..‏ والآية الكريمة‏..‏ "ولسوف يعطيك ربك فترضى"..‏ وهتفت أن الحمد لله‏..‏ الذي أرضاني وأسبغ عليَّ أكثر مما حلمت به من نعمته‏.‏

أما زوجي الذي كان يزعم لي أنه لا يتحمل صخب الأطفال وعناءهم، لكي يهون عليّ همي بأمري، فلقد كاد يفقد رشده حين رأى أطفاله الثلاثة وراح يهذي بكلمات الحمد والشكر لذي الجلال والإكرام حتى خشيت عليه من الانفعال‏.‏ وأصبح من هذه اللحظة لا يطيق أن يغيب نظره عنهم‏.‏

وإنني أكتب إليك رسالتي هذه من أحد الشواطيء‏,‏ حيث نقضي إجازة سعيدة أنا وزوجي وأطفالي‏,‏ ولكنّي أرجوك أن توجه رسالتي هذه إلى كل فتاه تأخر بها سن الزواج أو سيدة تأخر عنها الإنجاب و أطالبهن بألا يقنطن من رحمة الله".‏




منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــول









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأدب, يُعْطِيكَ, رَبُّكَ, فَتَرْضَى, وَلَسَوْفَ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc