قال الله تعالى :فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) سورة الزخرف.
تكلمت هذه الآية الكريمة عن خطاب فرعون لقومه حيث لم يستطع أن يدحض حجة موسى عليه السلام فلجأ للإستخفاف بعقول متابعه عندما قال لهم أن له ملك مصر و أن موسى أتباعه قلة . ..الخ
فرغم أن هذا الكلام ليس بحجة عند كل عاقل إلا أن قومه أطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين .
و لكن هذه السياسة الفرعونية لم تمت فهي منهج كل مبطل ضل سواء السبيل ، فقد تكلم أحد أشهر الكتاب العلمانيين المصريين في العصر الحديث عن مسألة الدولة الإسلامية أو الخلافة و راح يحاول أن يبرهن على نظريته الفلسفية التي تدعو للدولة المدنية الحديثة بمغالطات واضحة لكل ذي لب و لكن لكل زمن فرعون و لكل فرعون أتباع ، فقد أطاعه كثير من الناس إنهم كانوا فاسقين .
و يتلخص ما دعى إليه هذا الكاتب أن الخلافة لم تستمر إلا في عهدي أبو بكر و عمر رضي الله عنهما و إحتج بالخلافات التي حدثت بين المسلمين بعدها و بمخالفات بعض السلاطين .
و لا يخفى على كل مسلم أن كل شخص غير الأنبياء هو غير معصوم و يجوز رد كلامه أو فعله إذا خالف الصواب و الحق و لكن لا يخفى على كل مسلم عاقل أنه لا يجوز رد الحق ذاته و إلا فإننا نرد على هذا الكاتب بنفس منطقه ، فهناك الآن كثير من رؤساء في الدولة المدنية يظلمون و ينهبون وووووو .......، فعلى حسب كلامه أنه يجب إلغاء الدموقراطية و العلمانية و كفى بهذا دحضا لإستدلاله الفاسد .
و للأسف يوجد كثير من المسلمين يرفضون الخلافة الإسلامية التي هي النظام الوحيد الذي يجمع المسلمين تحت لواء الكتاب و السنة بنفس هذه الحجج التافهة و الله المستعان .