تعريف المعا لجة التربوية.
المعالجة كلمة ترتبط بالمعنى الطبّي ( إعطاء الدواء ، أو استشفاء ، أو تقديم علاج )
أما المعالجة التربوية فهي من المصطلحات الحديثة التي تستعمل كثيرا في البيداغوجيا .
وتعني تدارك النقص الملاحظ لدى المتعلمين بعد عمليتي التقييم والتشخيص.
وهي كذلك مجموعة الترتيبات البيداغوجية التي يعدّها المعلم لتسهيل تعلم التلاميذ .
و ينبغي أن تتم المعالجة التربوية بطرق بيداغوجية ملائمة بإمكانها مساعدة التلاميذ المعنيين من تجاوز صعوباتهم وذلك بتكييف طرق التدخل و تشخيص مواطن الضعف لاستدراكها و اللجوء إلى تفريد التعلم عندما يكون ذلك ممكنا.
لماذا كلمة' المعالجة 'عوض الاستدراك أو الدعم :
كلمة استدراك بمفهومها العام تدل على تأخر ينبغي إزالته ، أو إخفاق أولي أو فشل ينبغي تصحيحه و يكون ذلك بدرس أو امتحان استدراكي للنقاط الواجب استدراكها و الهدف من ذلك هو التعويض السريع لذلك الضعف الملاحظ .
الدعم البيداغوجي : هو شكل من أشكال المعالجة التربوية ، يرافق التعلم بهدف اجتناب القيام بعمليات أخرى بعد الدرس أي لا ينتظر حتى يحصل التأخر ليتم التدخل ، إنه يتوجه إلى تلاميذ لم يفهموا فكرة من البرنامج ، لكنهم لم يصلوا بعد إلى درجة الصعوبة الدراسية : وهو بذلك يشكل جوابا مكيفا لمشكلة آنية و مؤقتة .و يمكن أن يتم من طرف متدخلين آخرين .
ماهي الفئة المعنية بالمعالجة :
تنظم حصص المعالجة التربوية خلال الأسبوع لفائدة التلاميذ الذين يظهرون صعوبات في إستعاب بعض المفاهيم المدروسة وفي اكتساب تعلمات جديدة لاحقة.
وسائل تحديد الصعوبات :
يمكن للمعلم حصر الصعوبات و تحديد الفئة المستهدفة بالمعالجة من خلال : ـ الملاحظة الواعية داخل القسم ـ الاختبارات الشهرية و الفصلية ـ طريقة القراءة و الكتابة و الإملاء ـ الإهمال الدائم في عمل الواجبات ـ الارتباك و عدم الثقة في النفس ـ الإتكالية على زملائه في حل الواجبات .
العوامل المسببة في ظهور الصعوبات لدى التلاميذ :
وجود الصعوبات في التحصيل الدراسي هو نتاج عوامل متعددة متداخلة تتفاوت في نوعها و تأثيرها من حالة إلى أخرى و بعض هذه العوامل وقتي و عارض ، وبعضها دائم ،ومن أبرزها :
1 ـ عوامل عقلية: تتمثل في انخفاض نسبة الذكاء و ضعف الذاكرة و حسية كضعف السمع أو البصر و العاهات ( مثل صعوبة النطق أو عيوب الكلام)
2 ـ عوامل شخصية تتعلق بالتلميذ :
ـ الإهمال في أداء الواجبات ـ عدم الانتباه داخل القسم ـ انخفاض الدافعية للتعلم ...
3 ـ عوامل مدرسية :
ـ طريقة تدريس المعلم ـ عدم التكيف مع الجو الاجتماعي المدرسي .
4 ـ عوامل أسرية :
ـ عدم توفير الجو المناسب للمراجعة في البيت .
ـ الحرمان الثقافي و الاقتصادي .
أنماط المعالجة :
ثمة أنماط من المعالجة تتراوح من المعالجة البسيطة إلى المعالجة المركّبة ومنها :
أ ـ معالجة تعتمد التّغذية الراجعة :
ـ تصحيح المتعلم في الحين .
ـ مقارنة التصحيح الذاتي بتصحيح يقدمه طرف آخر .
ب ـ معالجة تعتمد الإعادة و الأعمال الإضافية :
1. مراجعة مضامين معينة من التعلم .
2. إنجاز تمارين إضافية لدعم المكتسبات و تركيزها .
3. مراجعة المكتسبات القبلية .
ج ـ معالجة تعتمد استراتيجيات تعلم بديلة :
اعتماد طرائق تربوية بديلة قصد إرساء المكتسبات
د ـ تدخل أطراف خارجيين
اللجوء إلى أطراف من خارج المؤسسة التربوية ( المختصون في تقويم النطق أو اطباء العيون و السمع و علم النفس ...) من أجل تصحيح اضطراب ما في السلوك أو خلل ما في التعلم
كيف تتم المعالجة ؟
جماعيا : إذا لاحظ المعلم بعض الصعوبات المشتركة لدى أغلبية التلاميذ .
ضمن أفواج صغيرة : إذا لاحظ المعلم أن بعض التلاميذ يعانون صعوبات متشابهة .
على مستوى كل تلميذ : إذا استطاع المعلم أن يجعل كل تلميذ يعمل فرديا.
تقنيات العلاج:
1- حسب مستوى كل مجموعة : يتم توزيع التلاميذ إلى مجموعات ثلاثية أو رباعية حسب النقائص الملاحظة المشتركة ويدعى كل تلميذ إلى العمل الفردي ., ثم مقارنة عمله بنتائج عناصر المجموعة
2- العمل بالتعاون : يجلس تلميذ متميز مع تلميذ لم يتملك بعد الكفاية اللازمة و يساعده على تجاوز صعوباته.
3-العمل بالتعاقد : كل تلميذ يعقد اتفاق مع المعلم فيحدد له هذا الأخير عددا من الوضعيات لإنجازها في وقت محدد .
أين يكون العلاج ؟
1* في القسم ( يتم من قبل المعلم و التلاميذ )
2* خارج القسم (يتم من قبل المعلم نفسه ــ من معلمين آخرين ــ التلميذ نفسه ــ صديقه ــ الأولياء ــ
المختصين في التربية و علم النفس (.
متى يتم العلاج ؟
Ø بداية التعلم .
Ø خلال التعلم .
فترة مبرمجة ( حصة المعالجة التربوية) .
إستراتجية العلاج في الإنتاج الكتابي:
Ø التكثيف من الأنشطة الكتابية .
Ø التواصل باللغة العربية الفصيحة .
Ø العلاج الحيني للأخطاء .
Ø استثمار قصص المطالعة بالتلخيص و إبداء الرأي.
Ø تشجيع التلاميذ على التراسل.
Ø استثمار المشاريع لفائدة الإنتاج الكتابي.
Ø التعاقد مع التلاميذ المتعثرين لإنجاز تمارين كتابية خارج المدرسة .
Ø تشجيع العمل الفوجي..
Ø استثمار النصوص بمحاكاة بنيتها ( التلخيص و الاختزال ).
Ø إعطاء حصة الإنتاج الكتابي المزيد من العناية بمتابعتها مع التركيز على ذوي الاحتياجات الخاصة .
مبادئ تطبيق الفارقية:
Ø لانطلاق من مكتسبات كل تلميذ لإعانته على تجاوز صعوباته بتثمين كفايته بدل السخط على نقائصه
Ø مراقبة التلاميذ بانتظام و عن كثب أثناء انجاز المهمات الصعبة .
Ø الاعتماد على العمل المجموعي ليتمكن المتعلمون من اكتشاف وجهات نظر أخرى ومن الوعي بملامح شخصياتهم .
Ø تنويع الوضعيات المقترحة ليجد كل متعلم مهمة على قدر مقاسه .
Ø تشجيع التلاميذ على الاستقلالية .
Ø إرساء مناخ علائقي يثير دافعية المتعلمين و يضمن انخراطهم في التعلم .
مثال ـ 1 ـ عن وضعية العلاج في اللغة العربية .
وضعية : كتابة رسالة إلى صديق .
نصحح ورقة التلميذ معتمدين على مقاييس التصحيح لمعرفة مواطن القوة و مواطن الضعف لديه.
يتم تنظيم المعالجة انطلاقا من ملاحظة جدول نتائج كل تلميذ بالنسبة إلى كل مقياس من مقاييس التصحيح .و تكوين أفواج يعمل كل فوج على مقياس معين .ثم نقترح نشاطات علاجية لكل فوج من هذه الأفواج .
يمكن أن نقترح على الفوج الأول العمل على الربط بين التعليمة و السند: إعادة صياغة التعليمة ، تعليم المقاطع المعنية في السند...إلخ .
يمكن أن نقترح على الفوج الثاني تمارين ، كإعادة ترتيب فقرة انطلاقا من جمل مبعثرة أو إضافة كلمات الربط بين جمل في فقرة .
يمكن أن نرى بالنسبة للفوج الثالث ، إذا كان الفعل الماضي و الفعل المضارع يطرحان أكثر المشاكل ، ومن ثمة إقتراح تمارين إضافية .
يمكن أن نعالج المقياس الذي لا يتحكم فيه الجميع جماعيا . إذا تعذرت المعالجة ضمن الفوج .
هل من الواجب معالجة كل الصعوبات ؟
ينبغي ألا نعالج كل صعوبات التلاميذ ، فهذا طويل جدا و ثقيل على المعلم . لذا نكتفي بتحديد صعوبة واحدة أو صعوبتين متكررتين و هامتين عند تلاميذ القسم . فنركز المعالجة على هذه الصعوبات بالذات
- الصعوبات الناتجة عن عدم امتلاك المعارف و المهارات المساعدة في بناء المفهوم الجديد ((المستهدف)).
- الصعوبات التتجة عن عدم استيعاب و بناء المفهوم الجديد (( المستهدف)).
- الصعوبات الناتجة عن عدم القدرة على توظيف المفهوم الجديد (( المستهدف)).
التدخل العلاجي
- تقديم وضعيات لبناء المفاهيم الأساسية المساعدة على كتاب المفهوم الحديد و اعتماد التغذية الراجعة كنمط معالجة.
- تقديم وضعيات تعلمية تسمح بتعديل المسلك التعلمي أي اعتماد أنماط المعالجة التربوية.
- تقديم وضعيات تقييمية بسيطة لتوظيف المفهوم الجديد.
موضوع أخر عن المعالجة التربوية
المعالجة البيداغوجية:
..
أهميتها ومكانتها من خلال النصوص التشريعية والمناهج المقررة :
زيادة على الفروق الفردية بين تلاميذ القسم الواحد ، فإن هناك حالات ظرفية تعترض سبيل بعضهم فتحول دون تمكنهم من متابعة الدروس بكيفية عادية كما تعيق استيعاب ما يقدم لهم من مفاهيم وحقائق معرفية ، ممَّا يتطلب تدارك النقائص المترتبة عن هذه الحالات في إطار ما يُعْرف ببيداغوجيا الدعم التي حظيت بالعناية في النصوص الرسمية وذلك بتخصيص حصص استدراكية للمواد الأساسية في المناهج الدراسية المطبقة في الأطوار التعليمية .
المعالجة البيداغوجية :
هي إجراء تربوي ظرفي يخصص لعلاج نقائص وصعوبات مشخصة لدى بعض تلاميذ القسم الواحد نتيجة حالات ظرفية مروا بها جعلتهم يتعثرون في مواصلة دروسهم .
أهداف المعالجة :
تهدف حصص المعالجة البيداغوجية إلى ما يلي :
ــ علاج النقائص المشخصة لدى التلاميذ في المواد الأساسية ( خلال الأسبوع ) .
ــ مساعدة التلاميذ المعنيين على اللحاق بركب زملائهم ، وتمكينهم من المشاركة الإيجابية في الدروس .
ــ إتاحة الفرصة الكافية للتلاميذ لإبراز قدراتهم الكافية عن طريق الرعاية
الكافية ، والعلاقة المباشرة بين المعلم والتلميذ ( علاج فردي ) .
ــ تحرير التلميذ من المشاكل النفسية التي تعيقه أثناء تقديم الدروس العادية :
( الخجل ــ التهيب ــ الشعور بالنقص ...) .
ــ إيجاد علاقة سيكولوجية جديدة بين المعلم والمتعلم من جهة وبين
التلاميذ أنفسهم من جهة ثانية .
ــ تفادي التكرار المبالغ فيه وتسهيل المسار الدراسي .
ــ التخفيف من حدة التسرب المدرسي .
ــ تحسين مستوى التلاميذ في القسم وضمان الانسجام بينهم .
ــ تمكين المعلم من التعرف أكثر على تلاميذه ، وإعادة النظر في أساليب عمله بما يتلاءم والحالات المشخصة .
ــ جعل التلميذ يشعر بأن المدرسة هي المكان الملائم لتنمية مواهبه ، وإبراز قدراته وتوظيفها .
تنظيم حصص المعالج :
تنظم حصص الاستدراك وفق مضمون المنشور الوزاري رقم 568
المؤرخ في 03/12/1988 ( خاص بالأطوار الثلاثة ) ، وهو نص متوافق مع تنظيم مناهج 2011 مع تغيّر زمن الحصة الواحدة وفق تغيّر الحجم الساعي ( الرجوع إلى مناهج 2011 ) . وتبقى هذه المعالجة البيداغوجية الأسبوعية تُخصص لثلاث مواد رئيسية ( اللغة العربية ــ الرياضيات ــ اللغة الفرنسية ) .
ملاحظة : يدمج التوقيت المخصص للمعالجة البيداغوجية في التنظيم التربوي للمؤسسة وفي جدول استعمال الزمن الخاص بالأستاذ كما ينبغي تدوينه في الوثائق والدفاتر الرسمية المعمول بها ، لأنه جزء من النصاب الرسمي .
عدد التلاميذ في الحصة :
إن حصص المعالجة البيداغوجية توجه للعلاج الفردي ، ولا يمكن أن توجه إلى القسم كله أو إلى مجموعة كبيرة منه ، كما أنها ليست حصص مراجعة أو إنجاز تمارين ، وعليه ينبغي أن يكون عدد التلاميذ فيها محدودا جدا ، قصد تسهيل عملية العلاج الفردي .
من هم التلاميذ المحتاجون للمعالجة ــ الاستدراك ( المنشور 568 ) :
ينبغي أن نميز بين التلاميذ الذين يمكن علاج نقائصهم في حصص الاستدراك وبين أولئك الذين يحتاجون إلى عناية خاصة . فالتلاميذ القابلون للعلاج التربوي من خلال هذا الإجراء هم الذين يعانون صعوبات ظرفية أسبوعية ناتجة عن بعض الحالات العارضة : كالغياب أو المرض أو التعرض لبعض المشاكل العائلية والاجتماعية ، أو هي ناتجة عن ظروف العمل . وفي هذا السياق لا يمكن أن نجعل حصص المعالجة محل التعليم المكيف الذي يُمنح في أقسام خاصة ، ولكي يستفيد المتعلم من حصص المعالجة لا بد من اتخاذ الاحتياط التربوي الكفيل بجعله يقبل عليها بتلقائية .
كيفية فرز التلاميذ :
انطلاقا من التشخيص الأسبوعي الحقيقي للنقائص الملاحظة عليهم من قِبَلِ المعلم عن طريق التقويم التربوي المستمر ( يوميا : تسجيل الملاحظات ــ التطبيقات الشفوية أو الكتابية ... ) .
تقنيات إنجاز حصص المعالجة البيداغوجية :
التحضير :
يتوقف النجاح في تطبيق حصص المعالجة على التحضير الجيد الذي يقتضي قيام المدرس بالإجراءات التالية :
ــ تشخيص النقائص تشخيصا دقيقا ( يوميا وأسبوعيا ) .
ــ تصنيف النقائص المشخصة وتحديد نوعيتها .
ــ معرفة التلاميذ المعنيين بالمعالجة وتصنيفهم حسب النقائص المشخصة .
ــ مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ ، من حيث قدراتهم العقلية ، وتباين أسباب التغيرات المعاينة .
وبناء على ما سبق فإنه يجب إعداد مذكرة دقيقة تستجيب لاحتياجات التلاميذ بطريقة تناسب آلية الفهم لدى كل واحد منهم . ومعنى ذلك أن التحضير ينبغي أن يتم بخصوصية تناسب طابع الحصة الذي يخالف طابع بقية حصص الدروس العادية .
المراقبة الإدارية والتربوية :
إن إضفاء الطابع الرسمي على التوقيت المخصص لهذا الإجراء يتطلب ضرورة :
ــ إدراج حصص المعالجة في الوثائق الرسمية المعمول بها .
ــ الحرص على مواظبة التلاميذ وانضباطهم أثناء حصة المعالجة .
ــ إعلام إدارة المدرسة بقائمة المجموعة المعنية ( 24 ساعة قبل العملية )
ــ إعلام الأولياء بالمواقيت المخصصة لمعالجة أبنائهم ( 24 ساعة قبل العملية ) .
ــ العناية اللازمة في مجال المراقبة التربوية .
توصيات :
01 ــ تغيير المجموعة أسبوعيا حسب حاجة كل متعلم ، فالتلاميذ القابلون للعلاج التربوي من خلال هذا الإجراء هم الذين يعانون صعوبات ظرفية أسبوعية ناتجة عن بعض الحالات العارضة : كالغياب أو المرض أو التعرض لبعض المشاكل العائلية والاجتماعية ، أو هي ناتجة عن ظروف العمل...
02 ــ جعل التلميذ يشعر بأن المدرسة هي المكان الملائم لتنمية مواهبه ، وإبراز قدراته وتوظيفها وتحبيب حصة المعالجة بمختلف التحفيزات .
03 ــ عدد التلاميذ في حصة المعالجة يكون محدودا جدا
04 ــ يتم التشخيص يوميا والوقوف على النقائص في أوانها .
05 ــ ينبغي أن نميز بين التلاميذ الذين يمكن علاج نقائصهم في حصص المعالجة وبين أولئك الذين يحتاجون إلى عناية خاصة ، والمعنيون بالعملية هم تلاميذ المجموعة الأولى .
06 ـ تجنب استعمال السبورة إلا لضرورة لأن المعالجة فردية وليست جماعية .
07 ــ ينبغي التحضير الجيد .
08 ــ إعلام الإدارة والأولياء على السواء بـ 24 ساعة لتجنب المسؤولية الجزائية .